لم يكن الذهاب إلى السوق أمراً محبذاً لدى أرباب الأسر , بل إنه بالنسبة لهم ( هم ) ثقيل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى , فقد تعود الكثير التملص من هذه المشاوير معللين ببعض الانشغالات الطارئة فتجد الطبقة الرأس مالية vip يكون جوابه بسلامة السواق أما عامة الناس فاللموزينات ملئت الشوارع حتى أنه أصبح لا يكاد ترى زبوناً أو ركاباً مع سائقي التاكسي سوى النساء ..! بين السائق الخاص وبين سائق اللموزين هنالك سائق آخر هو الزوج المحافظ ,,! الذي يزعم أنه لا يسمح لزوجته الذهاب مع السائق الخاص إذا وجد أو مع اللموزينات لكن لا يبالي إذا كانوا أهل الزوجة نازلين السوق أنها تذهب معهم لتخفيف من عبء هذا الحمل الثقيل , ثمة مشكلة في عزوف الكثير من أرباب الأسر عن هذه الأسواق وما مدى صحة هذه الأعذار وهل هي لانشغالات حقيقية أم أنه هنالك سببٌ آخر , هذه ليست ظاهرة هي مشكلة موجودة لا بد أن ننظر لها بكل موضعية بعيداً عن الاستعباطات وعدم الصراحة في مثل هذه المواقف , الخلفية لطرح هذا الموضوع هو أنه بين خروج المرأة من منزلها وبين ركوبها مع السائق الخاص أو التاكسي أو الزوج الذي يقوم بتوصيلها ويذهب ...! ويكون بننا رنة تليفون في حالة الخلوص والانتهاء من فترة التسوق ...! وبين السوق الذي لا يكاد ترى فيه سوى النساء والخادمات والباعة والمعاكسين وسائقي اللموزينات المتسدحين عند أبواب المجمعات التجارية والذين أصبح يشار إليهم بأصابع الاتهام من قبل جهات الاختصاص مثل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين ( العلماني ) الذي يطالب بأن يكون الباعة عنصر نسوى حتى يزداد الطين بله والمرض عليه , معللاً أنه بدلاً من اللبناني أو الشامي أو المصري المرسم بالبد له وفاتح صدره حتى أنك ترى بريق السلسال الذي وضعه بعضهم حول عنقه وأحمر الشفاه الذي لم يكثر من مادته بل جعله طلاء خفيف ليكون ( شيك ) أمام زبائن اليوم , هي مشكلة لا بد من عدول يقفوا لحلها , حيث أن المرأة ضعيفة وبكل سهولة ( ينصب ) عليها من قبل مجمعات قائم اقتصادها على المرأة ..! وقد تتعرض المرأة لأذى إما بطريق احتيال في مبيع أو غيره لكن هي لا تريد أن تبيح خشية أن تتهم أو أنه يحدث مشكله أكبر من حجم الأذى الذي تعرضت له من قبل أي شخص كان سائق لموزين أو بائع أو معاكس , و قد يأتينا أحد المهتمين والمتابعين للقضايا الاجتماعية وهو ( منسدح ) أمام القنوات الفضائية يقلب بشاشاتها أو أنه في جلست سمر في إحدى الاستراحات أو أنه لا تزال بقايا تذاكر الرحالات الخارجية في محفظته ويقول \" إنكم تشاهدون وتتابعون من خلال النظارة السوداء التي تعودتم على لباسها و لغة الاتهام التي لم تتغير هي معبره عن النظرة التشاؤمية و التي تنم عن شخصية شكاكة ..! في هذا الموضوع وخصوصاً أننا مقبلين على موسم تسوق بمناسب عيد الفطر المبارك وأن النساء سوف تتجه إلى هذه الأسواق والمجمعات اتجاها مسعوراَ , فلا بد أن نلفت نظر أرباب الأسر لضرورة الاهتمام والعمل بمقتضى القوامة المطلوبة منك كرجل , وهي القيام بتدبير شؤون هذه المرأة والقيام بالنفقة عليها وصيانتها والذب عنها ,إننا نشاهد غفوة لست أدري هل هي مؤقتة أم أنها ستنتهي بجرس إنذار يدرك الوقت المتبقي , أم أننا لا نزال في سباتنا حتى يقع الفأس بالرأس ويتسرب الخلل شيئاً فشيئاً ,و إن الشريعة الإسلامية راعت فطرة المرأة وحاجتها وضعفها الأنثوي لذا لم تكن المرأة تلج وتخرج وتسافر حتى وإن كان سفرها لعبادة كالحج أو العمرة مثلا.. إلى مع ولي أو ما يسميه التيار اللبرالي ( بالمحرم ) الذي يسعى جاهداً أن يضع قوامته بالدرج ويستغنى عنه ولو باسم (الآخر ) .. لا نطالب بتأنيث الأسواق ولا إلغاء السائق ولا التاكسي وحتى المعاكس والبائع فأمره موكول إلى هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل نطالب بالعمل بمقتضى القوامة وعدم التهرب من المسؤوليات والقيام على حاجات الأهل والأبناء , في مجتمعنا أصبحنا نعيش ونشاهد سلوكاً عجيباً من بعض أرباب الأسر تعجز أن تصفه بالجهل أو أنه يصدق عليه وصف اللامبالاة حتى تعددت صور اللامبالاة وأصبحت حالة مرضية وإذا كنا نحاول وصف هذه الحالة والتي أصابت المجتمع في غيبوبة وبعد عن المسؤوليات الأسرية فلا بد أخي القارئ أن تسعفني بالحل حتى نخرج بما هية أسباب هذه المشكلة وما هي الحلول المناسبة لعودة الرجل إلى تحمل المسؤوليات والعمل بمقتضيات القوامة , ولعل أول ما يتجلى لنا من أسباب هذا الإهمال هو البعد عن المنهج الإسلامي الذي شرعه الله لنا \" الرجال قوامون على النساء \" بلا شك أننا ننظر لأي مشكلة أو ظاهرة بمعزل وبعد عن الرؤية الشرعية والنظرة الإسلامية لهذه المشكلة , كذا انغماس الناس بالترف ولو بالتظاهر والوهم و التصنع حيث تلهى الناس بالكماليات واللهث وراء سراب المتعة هو من الأسباب التي جعلت المسؤولية أو القوامة أمراً لا يطيقونه الكثير من الرجال , ولا شك أن جل هذه المشكلة التي نواجهها هي التيار المنافق \" اللبرالي \" الذي يدلس ويؤدلج المصطلحات ويلعب على الذقون بالعنف الأسري وحقوق المرأة وغيرها , حتى أصاب الرجل الضعف المعنوي وبدأ يتهرب من هذه التحولات والمسؤوليات بأعذار قد تكون واهية وليست مبررة .
المهم .. أنه لا بد أن يعرف القارئ الكريم أن التحسس الزائد من قبل المرأة يصبح شك ووسوسة والتهاون وعدم الحرص والقيام بالقوامة هو ضرب من ضروب الدياثة هذا كما ذكره ابن القيم وغيره من أهل العلم , فلا بد أن يقف الرجل موقف الجد ويعمل بمقتضيات القوامة ويتحمل المسؤوليات ويكون كل تصرفات المنزل تحت نظرته ورهن إدارته كما أنني أترك للقارئ الكريم المشاركة بالنظر في هذه المشكلة وما هي أسبابها وما هو الحل في عودة بعض أرباب الأسر للقوامة وعمل بالمسؤولية