العلاج النفسي الجماعي قد يُطيل عُمر مريضات سرطان الثدي
واشنطن (رويترز) - قال باحثون أمريكيون يوم الاثنين ان العلاج النفسي الجماعي لمريضات سرطان الثدي ربما يساعدهن ليس فقط في التكيف مع المرض بشكل أفضل بل وقد يُطيل عمرهن.
وأثارت فكرة ان مثل هذا العلاج يمكن ان يطيل عمر مرضى السرطان جدلا على مدار عقدين. وتوصلت دراسات سابقة لنتائج متعارضة.
ودرس باحثون تقودهم باربرا اندرسن من جامعة أوهايو حالات 227 مريضة مُصابة بسرطان الثدي. وشاركت نحو نصفهن في مجموعات تضم بين ثماني مريضات و12 مريضة في علاج استمر عاما قاده طبيبان نفسيان بينما لم تشارك الأُخريات في مثل هذا العلاج.
وكتب الباحثون في دورية (كانسر) المتخصصة في مرض السرطان انه بعد مرور 11 عاما كان احتمال وفاة النساء اللاتي شاركن في العلاج الجماعي بمرض سرطان الثدي يقل بنسبة 56 في المئة عن الأخريات بينما كان احتمال عودة الاصابة بالمرض أقل بنسبة 45 في المئة.
وقالت اندرسن التي ساهمت في قيادة المجموعات العلاجية في حديث هاتفي "البقاء هو الهدف حين يتعلق الامر بالسرطان بحيث يكون لدينا أشخاص أصحاء ومنتجين لفترة أطول وهي نتيجة ضخمة من الناحية الصحية."
وأبدى مايكل ستيفانك خبير الابحاث السلوكية بجميعة السرطان الامريكية قلقه.
وقال في بيان "أجريت التدخلات النفسية في اغلبية الدراسات الخاضعة لمتابعة شديدة لتحسين نوعية الحياة والحد من القلق. وليس من المعقول ان يشارك المرضى في برامج تدخل نفسي بهدف اطالة العمر."
وكانت المشاركات في الدراسة مصابات بسرطان الثدي في مرحلتيه الثانية والثالثة حيث يمتد الورم للغدد الليمفاوية قرب الثدي او القفص الصدري او الجلد ولكن ليس لاعضاء بعيدة في الجسم.
وذكرت اندرسن ان من بين اهداف جلسات العلاج الحد من حالات الانزعاج التي تصيب المريضات وتدريبهن على الاسترخاء وتحسين مهارات التكيف وتحسين النظام الغذائي وعادات ممارسة الرياضة وتشجيعهن على الامتناع عن التدخين وشرب الكحوليات.
وقال الباحثون ان البقاء لفترة اطول ربما نجم عن تحسن عمل جهاز المناعة نتيجة تخفيف القلق.
وبدأت جلسات العلاج بعد اجراء جراحة سرطان الثدي وقبل بدء العلاج الكيماوي والاشعاعي. وشاركت المريضات في جلسات اسبوعية لمدة اربعة اشهر ثم جلسات شهرية لمدة ثمانية أشهر.
ومن بين 54 امرأة توفيت خلال مدة الدراسة عاشت المشاركات في العلاج الجماعي مدة أطول من الأخريات. وعاود المرض المشاركات في الدراسة بعد فترة أطول من الأخريات.
وقال لويس فريدمان من مركز ايرلاند لعلاج السرطان ان عدد المشاركات في الدراسة قليل جدا.
وأضاف فريدمان الذي لم يشارك في الدراسة ان ثمة دليل واضح على ان مثل هذا التدخل النفسي يمكن ان يحسن الحالة المزاجية ونوعية الحياة ويسهم في الالتزام بالنظام الصحي وتحسين الحالة العامة.
لكنه قال في حديث هاتفي "اعتقد انه ينبغي توخي الحذر قبل القول بانه سيطيل العمر."