بتـــــاريخ : 9/28/2009 5:02:04 AM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 965 0


    هل يجلب البوتوكس السعادة؟

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د سلطان الخنيزان | المصدر : www.tadawi.com

    كلمات مفتاحية  :
    البوتوكس السعادة الاكتئاب الاهداف

     
    هل يجلب البوتوكس السعادة؟

    وليس المقصود هنا السعادة للمسوقين للبوتوكس في العيادات الخاصة ومراكز التجميل وانما المقصود جلب السعادة لمرضى حرموا منها بسبب مرض العصر وهو الاكتئاب . وقد يستغرب القارئ من العلاقة بين دواء يغلب على استعماله الطابع التجميلي وبين مرض نفسي عضوي شرس يزيل طعم السعادة من ضحاياه بالرغم من توفر جميع وسائل العيش التي يرى من حرم منها ان سبب السعادة من مال وجاه وغيرها.
    وسبب هذا المقال هو دراسة حديثة نشرت في مجلة الجراحة الجلدية في شهر مايو 2008 اجراها الدكتور ايرك فرنزي . وعلى الرغم انه لا أحد يعرف بالضبط ما الذي دفع الدكتور ايرك فرنزي لإجراء دراسته التي ظهرت أخيراً عن تأثير حقن البوتوكس للتجاعيد التعبيرية على الاكتئاب عند عشر سيدات مصابات بالاكتئاب العنيد وغير المستجيب للعلاجات الدوائية وكانت النتيجة مفاجئة ومبهرة بالتحسن الكبير في الاكتئاب لدرجة عدم الحاجة الى العقاقير المعالجة عند 9 سيدات وتحسن المزاج بدون زوال الاكتئاب عند سيدة واحدة لا زالت تتردد أصداءها في متجمعات المرضى وأطباء الجلدية والتجميل والنفسية على حد سواء. وإذا تجاوزنا الخلفية والدافع لهذه الدراسة فإننا نحتاج إلى التوقف طويلاً عند النتائج المبهرة واثرها العلمي وانعكاساتها عند اطباء النفسية قبل الجلدية وفتح ملف العلاقة بين تعبيرات الوجه والحالة النفسية وامكانية تغيير الحالة المزاجية باجراءات غير دوائية .
    ويعتقد الدكتور فرنزي الذي أجرى الدراسة أن هناك علاقة وثيقة بين العضلات التعبيرية في الوجه والمراكز المحفزه للاكتئاب في المخ وأن منع تأثير هذه العضلات على هذه المراكز بالسيالات العصبية المرتجعة بسبب تقلص هذه العضلات يؤدي إلى الشعور بالتحسن والرضا النفسي, وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة إلى دراسة الدكتور فرنزي من ناحية قوة الدراسة العلمية نظراً لعدم وجود مجموعة مقارنة ولكونها دراسة مفتوحة وغير معميّة ولصغر عدد المشاركين في الدراسة ولان الكثير قد احاط نتائج الدراسة بالشكوك المبطنة في الاهداف من وراء نشر دراسة بهذه السرعة فعلى الرغم من هذا كله فإنها أي الدراسة تفتح آفاقاً لا حدود لها لدراسة العلاقة بين الرضا النفسي الذاتي والمظهر الخارجي خاصة ذوي التجاعيد التعبيرية القوية. وبينما ينتظر العلماء إجراء المزيد من الدراسات ذات جدارة أحصائية قوية فإن هناك المزيد من النظريات التي تربط بين التجاعيد التعبيرية وعلاجها بالبوتوكس والاكتئاب.
    وعلى الرغم ان ابسط نظرية تفسر تحسن الاكتئاب عند اولئك النسوة هو كون السبب هو التحسن في المظهر الخارجي فان الدكتور فرنزي يعتقد انه لايمكن قبول هذا التفسير المبسط ويعتقد ان هناك ما هو اعمق من ذلك. بل ويذهب الى الاعتقاد بأن هناك علاقة بين العضلات التعبيرية ومركز الاكتئاب والمزاج في الدماغ. ويؤيد هذا الرأي البروفسور الدكتور بول اكمان من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسسكو ان التعبيرات الوجهية تطلق وتحفز استجابة عاطفية من الدماغ .

    وتذهب بعض التفسيرات إلى أن إظهار التعابير الحزينة على الوجه يعمقها ويزيد منها بينما كبت تلك التعابير ما أمكن يؤدي إلى تلطيف تلك المشاعر وإلى التحكم فيها فمن يبدي مشاعر وتقطيبات الوجه عند الغضب يزيد من غضبة ومن يبدي مشاعر الخوف ظاهرياً يزيد من خوفه الحقيقي. كما أظهرت بعض الدراسات أن إظهار أي نوع من المشاعر ظاهرياً على الوجه باستخدام العضلات التعبيرية يعمق الشعور بها ويزيد من تدفق ذلك الشعور بشكل أقوى من الدماغ , كما ظهرت ادلة على ان تعبيرات الوجه بأية طريقة تؤدي الى الشعور الداخلي بتلك المشاعر ذاتها حتى لو لم تكن موجودة اصلا .

    ولعل ذلك يصدق قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه لذلك الرجل الذي انتفخت أوداجه من الغضب إِنِّي لأعلَمُ كَلِمةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عنْهُ ما يجِدُ ، لوْ قَالَ : أَعْوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ذَهَبَ عنْهُ ما يجدُ, وقول العرب إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم مما يدل على ان مااعتبر لزمن طويل صفات نولد بها ولا سيطرة لنا عليها هو مفهوم غير صحيح بل ان تلك الصفات من الاشياء التي يمكن تعلمها واكتسابها .

    كما ان اظهار المشاعر الودودة يحسن من المزاج والنفسية ويزيد من التفاعل الايجابي مع الاخرين في العمل والبيت والمسجد والمجتمع بشكل عام وهو ما اثبته الطب النفسي والاجتماعي حديثا وهو مصداق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم وتبسمك في وجه أخيك صدقه.


    كلمات مفتاحية  :
    البوتوكس السعادة الاكتئاب الاهداف

    تعليقات الزوار ()