بتـــــاريخ : 9/29/2009 5:56:36 AM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1517 0


    الصيف.. صحة أطفالنا على صفيح ساخن

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : مجلة المرأة اليوم | المصدر : www.womengateway.com

    كلمات مفتاحية  :
    صحة الطفل الصيف

    صحة الطفل الجيدة لا تعني فقط أن نراه ينمو يلهو أمامنا بشكل طبيعي معافى من الأمراض، ولكنها في الوقت نفسه طريق تفوقه ومن خلالها يمكننا التنبؤ بمستقبله، فالبنيان القوي والصحة الجيدة يعنيان القدرة على التحمل مستقبلاً. ولأن صحة الطفل أكثر ما يشغل بال كل أسرة نلقي الضوء في السطور التالية على عدد من الأمور الصحية الخاصة به، والتي يجب الأخذ بها بداية من عمل سجل طبي لكل طفل مروراً بكيفية الوقاية من أمراض الصيف الذي يعد موسماً للأمراض الساخنة، وخطر الأغذية والحلوى التي تنهش أكبادهم على المدى البعيد، وانتهاء بمخاطر الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية على صحتهم.

    عندما نذهب بطفلنا إلى الطبيب عادة ما يوجه إلينا عدداً من الأسئلة قبل توقيع الكشف الطبي عليه، وهي تدور حول صحته بشكل عام والأمراض التي عانى منها من قبل وآخر جرعة دواء تناولها، وفي كثير من الأحيان ننسى ما عاناه وما تناوله خاصة إذا مرت على مرضه فترة طويلة، لكن الإلمام بكافة المعلومات الصحية عن أطفالنا أمر في غاية الأهمية، فقد يكون في هذه المعلومات أو تلك طوق نجاته في حال إصابته بمرض..

    السجل الطبي..لماذا؟

    هذه المعلومات يسميها العلماء" السجل الطبي" الذي يحمل كافة المعلومات الصحية عن الطفل منذ ولادته ويظل معه طوال حياته، ويعد خط الدفاع الأول ضد ما يتعرض له طوال حياته من أمراض ومن ثم يفيده في الكبر أيضاً، لذلك يجب على كل أسرة الاهتمام بعمل سجل طبي شامل لطفلها منذ ولادته، وأن تحتفظ بهذا السجل دائماً في مكان معروف وسهل الوصول إليه، ففي كثير من الحالات يلعب هذا السجل عاملاً مهماً في سرعة تشخيص الأطباء لما يعانيه، خاصة في حالات الطوارئ، عندما يكون لكل ثانية قيمتها الغالية في حياة الطفل، لذا يجب عمل ثلاث نسخ عن هذا السجل والاحتفاظ بواحدة في البيت، وأخرى في السيارة وثالثة في حقيبة أو مكان العمل.

    ويؤكد أساتذة طب الأطفال ضرورة أن يحتوي هذا السجل على معلومات رئيسية منها تسجيل نوع الحساسية التي تصيب الطفل، وهل هناك طعام معين يصيبه بتلك الحساسية، فمثل هذه المعلومات من شأنها أن تساعد الأطباء على معرفة سبب المشكلات التي تواجهه مثل نوبات صعوبة التنفس التي تصيبه، كما يجب تسجيل جميع أنواع الأدية التي أخذها ومدة تناولها وتاريخ آخر جرعة أخذها، فهذه المعلومات مهمة جداً للطبيب المعالج، ويجب أن يحتوي سجل الطفل الصحي على الأمراض التي أصابته من قبل، وهل يعاني مرضاً مزمناً أم لا، وكذلك اللقاحات التي حصل عليها ووزنه وطوله، وهذه المعلومات يمكن تجميعها والحصول عليها بعد كل زيارة للطبيب.

    أمراض الصيف

    بعد عمل السجل الطبي سنلاحظ أن هناك مجموعة معينة من الأمراض تصيب الطفل، وأن لكل مرض موسمه الذي تتكرر الإصابة به..ولأننا نقف على أعتاب فصل الصيف يبقى ذكر أمراض هذا الفصل عند الأطفال أكثر أهمية في هذا التحقيق، كما أن هذه الأمراض- حسبما يقول العلماء وتؤكد الدراسات- هي الأكثر خطورة نظراً لتعددها وتنوعها وتلونها بأعراض أمراض كثيرة، ففي الصيف تنتشر العديد من الأمراض المعوية، خاصة الناتجة عن تلوث الغذاء والماء وأخرى ناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الجو، والعارض المشترك بين كل هذه الأمراض، هو ارتفاع درجة حرارة الطفل، ولذا يسمى العلماء هذا الفصل "موسم الأمراض الساخنة"

    تلوث الغذاء

    تشير دراسة للمعهد القومي الفنلندي للعلوم الصحية والبيئة إلى أن تلوث الغذاء يعد من أكثر مسببات الأمراض بين الأطفال في هذا الفصل بسبب ارتفاع درجة الحرارة وعدم مراعاة التخزين الجيد للأطعمة، أو نتيجة تعرضها للحشرات الطائرة، وفي هذا الفصل تحديداً يكثر تناول الأطعمة والمشروبات خارج المنزل مما يزيد من فرص إصابتهم بالنزلات المعوية أمراض المعدة كالإسهال و التسمم الغذائي، وهناك نوعان من هذا التسمم، غير الميكروبي حيث تلوث الغذاء والماء بالمبيدات الحشرية المنزلية التي نستخدمها في بيوتنا خلال فصل الصيف للقضاء على الحشرات، وهناك التلوث الميكروبي الناتج عن التعرض لميكروبات بكتيرية مثل ميكروب السالمونيلا، والذي يتسبب في إصابة الطفل بأمراض خطيرة مثل التيفود والباراتيفود. وتضيف الدراسة أن الإصابات بالالتهابات المعوية غالباً ما تصيب الأطفال في المرحلة العمرية أقل من خمس سنوات، ويمكن أن تحدث على مستوى أماكن جغرافية معينة كالقرى والمدن المزدحمة، وأحياناً تحدث على شكل أوبئة في فصل الصيف.

    أمراض المصايف

    ما أن يحل الصيف وينتهي الأطفال من امتحاناتهم يصبح الذهاب إلى المصايف أو حتى إلى حمامات السباحة العامة مطلبهم الرسمي، ودائماً ما نلبي لهم هذا المطلب فهو حق مشروع لهم، لكن هذا الحق غالباً ما يجلب معه الكثير من المتاعب الصحية المعروفة بأمراض المصايف، ويأتي على رأسها الإصابة بالتهابات وفطريات بالأذن الداخلية، وسبب الإصابة بها عدم مراعاة قواعد السباحة، فتتسرب المياه داخل الأذن الخارجية للطفل، ويؤدي ذلك إلى إحساسه بصعوبة في السمع وشعوره بالدوار والصداع، مع حصول التهابات وفطريات بالأذن الداخلية، كما تصيب المصايف الأطفال بمجموعة من الأمراض الجلدية المعدية، وهي معروفة للجميع مثل التينيا والقوباء وأمراض أخرى غير معدية بسبب التعرض المباشر ولفترات طويلة لأشعة الشمس، ومن هذه الأمراض إصابة الجلد بالحساسية والحروق والتسلخات التي تؤذي الطفل لأن ملابس السباحة تجعل مساحات كبيرة من جسده عرضة لأشعة الشمس، كما أن كثرة التعرض للمياه تؤذي أظافر وشعر الأطفال بشكل عام والبنات بوجه خاص.

    ضربة شمس والتهاب حلق

    لا يتوقف الأمر عند هذا الحد فلو أراد الطفل التوقف عن السباحة سيجد نفسه معرضاً للوقوف على الشاظئ تحت أشعة الشمس الحارقة خاصة في الفترات التي تكون فيها درجات الحرارة مرتفعة، ويمكن أن يصاب بضربة شمس وهو جالس في الظل على الشاطئ نتيجة ارتفاع درجة الحرارة. وهناك اعتقاد بأن الإصابة بالتهابات الحلق وكذلك التهابات اللوزتين تنتشران بشكل أكبر بين الأطفال في فصل الشتاء، وأن إصابة الأطفال بهما في فصل الصيف نادرة، وهذا اعتقاد خاطئ حيث تنتشران في الصيف أيضاَ وبصورة كبيرة، بسبب إقبال الأطفال على تناول المزيد من المثلجات بشتى أنواعها في هذا الفصل، وقد يصاب الطفل أيضاً بالرشح مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، بما نسميه انفلونزا الصيف وهي أكثر مضايقة للأطفال من برد الشتاء.

    درهم وقاية

    لمواجهة أمراض الصيف يجب أخذ الكثير من التدابير والاحتياطات، وعلى رأسها الاهتمام بشروط النظافة في التعامل مع الغذاء والماء الذي يتناوله الطفل، والحد من تناول الأطفال المأكولات خارج المنزل، والتركيز على تناولهم أغذية ومياهاً من مصادر نظيفة ومعلومة، والتخلص من كافة أنواع الحشرات الطائرة في المنزل وعدم تعرض الأغذية للمبيدات الحشرية، والالتزام بالتطعيمات التي تدعو إليها الجهات المنخصصة، وفي حال خروج الطفل في وقت الظهيرة يجب إلزامه بوضع غطاء على رأسه لحمايته من حرارة الجو وحتى لاتصيبه ضربة شمس، وضرورة تعليم الأطفال قواعد وأصول السباحة قبل الذهاب للمصايف، ويجب الأخذ في الاعتبارعدم تعرض الأطفال لخطر الازدحام في أماكن ضيقة، حيث أن وجود عدد كبير من الأطفال في مكان ضيق قليل التهوية يتسبب في سهولة وسرعة انتقال الأمراض المعدية وانتشارها بينهم. بالإضافة إلى ما سبق يجب تعويد الطفل على غسل يديه ووجهه عدة مرات يومياً خاصة بعد عودته من اللعب خارج المنزل وقبل تناوله الطعام، ويعد الاستحمام يومياً من أهم وسائل الوقاية من أمراض الصيف.

    كلمات مفتاحية  :
    صحة الطفل الصيف

    تعليقات الزوار ()