بتـــــاريخ : 9/29/2009 6:00:31 AM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 686 1


    التوحد ليس نتاجاً لتأثيرات عاطفية أو بيئية وإنما وليد الاضطرابات العصبية

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : جليلة كمال | المصدر : www.womengateway.com

    كلمات مفتاحية  :

    هناك العديد من التساؤلات حول اضطراب التوحد،‮ ‬والعوامل المسببة له،‮ ‬حيث أنها تمثل الهاجس الذي‮ ‬لا‮ ‬يفارق تفكير أهالي‮ ‬الأطفال المصابين بالتوحد،‮ ‬ومن‮ ‬يعمل في‮ ‬مجال خدمتهم ورعايتهم‮. ‬ورغم وجود بعض الإجابات إلا أنها‮ ‬غير شافية،‮ ‬والكثير منها لا‮ ‬يزال ضمن البحث والدراسة‮. ‬والتوحد أو الأوتيزم كما تقول الدكتورة النفسانية رنا المحمودي‮ ‬هو حالة عجز تطوري‮ ‬للمهارات لدى الطفل،‮ ‬فيتولد لديه خلل في‮ ‬الاتصال بالآخرين وخلل في‮ ‬العلاقات الاجتماعية والعاطفية والتواصل اللفظي‮ ‬وغير اللفظي‮ ‬واللعب التخيلي‮ ‬والابداعي‮ ‬وسلوكيات محدودة تكرارية،‮ ‬وهذه الحالة النادرة تصيب في‮ ‬كثير من مناطق العالم واحدا من كل ألف طفل تقريبا أغلبهم من الذكور،‮ ‬وإن كانت مناطق ترتفع فيها الاصابة إما بشكل حقيقي‮ ‬أو نتيجة الاهتمام بالكشف عنه لدى الطفل أي‮ ‬تطور وسائل التشخيص‮.‬

    وتشير بعض الدلائل السائدة الى أن التوحد هو نتاج خلل وظيفي‮ ‬في‮ ‬المخ وليس نتاجا لأية تأثيرات بيئية أو عاطفية،‮ ‬بمعنى أنه‮ ‬ينتج عن اضطراب عصبي‮ ‬يؤثر على الطرق التي‮ ‬يتم خلالها جمع المعلومات ومعالجتها بواسطة الدماغ‮ ‬مسببة مشكلة في‮ ‬المهارات الاجتماعية التي‮ ‬تتمثل في‮ ‬عدم القدرة على الارتباط وخلق علاقات مع الافراد،‮ ‬وعدم القدرة على اللعب‮ .‬

    تشخيص التوحد
    وتضيف الدكتورة رنا أن الطفل التوحدي‮ ‬يولد طبيعيا،‮ ‬ويظهر التوحد بوضوح خلال الثلاثين شهرا الأولى من عمر الطفل،‮ ‬فيبدأ الخلل في‮ ‬مهارات التواصل بالوضوح،‮ ‬فقد لا‮ ‬يتكلم هذا الطفل،‮ ‬أو‮ ‬يظهر عدم القدرة على التعبير عن الذات تلقائيا وبطريقة وظيفية ملائمة،‮ ‬كما‮ ‬يتجلى عدم القدرة على فهم ما‮ ‬يقوله الآخرون،‮ ‬فيصبح‮ ‬غير مستجيب للبيئة التي‮ ‬يعيش فيها‮ .‬

    ما‮ ‬يجب التنبه إليه
    تقول الدكتورة المحمودي‮ ‬أن التوحد ليس فقط مجموعة من السلوكيات او التصرفات الغريبة و الشاذة والفوضوية ولكنها مجموعة من التناقضات التي‮ ‬تجعل الطفل قلقا وغاضبا،‮ ‬محبطا وخائفا،ومرتبكا ومفرط الحساسية،‮ ‬وهذا هو ما‮ ‬يسبب التصرفات‮ ‬غير المعقولة من قبل الطفل،‮ ‬فيستخدم هذا السلوك‮ ‬غير العادي‮ ‬ليصل الى احتياجاته أو ليعبر عن احساسه أو ما‮ ‬يريده ممن حوله‮.‬
    ومن مظاهر هذه السلوكيات،‮ ‬الغضب الشديد،‮ ‬القهقهة والضحك بصوت عال،‮ ‬السلوك العدواني‮ ‬وايذاء الذات،‮ ‬سلوك العزلة والمقاطعة،‮ ‬الاستثارة الذاتية وعدم ادراك المخاطر‮.‬

    في‮ ‬ما‮ ‬يخص الأسباب تقول الدكتورة رنا أنه لا‮ ‬يوجد سبب معروف لهذا النوع من الإعاقة لكن الأبحاث تربطه بالاختلافات البيولوجية والعصبية للمخ،‮ ‬قد‮ ‬يكون سببها خلل ما في‮ ‬احد أجزاء المخ،أو أنه‮ ‬يرجع ذلك الى أسباب جينية،‮ ‬لكنه لم‮ ‬يحدد الجين الذي‮ ‬يرتبط بهذه الاعاقة بشكل مباشر،اضافة أن هناك بعض التقارير أشارت الى إمكانية حدوث اضطراب طيف التوحد الذي‮ ‬يؤثر في‮ ‬نمو الدماغ‮ ‬قبل او خلال أو بعد عملية
    الولادة،‮ ‬كما قد تؤدي‮ ‬العدوى الفيروسية لحديثي‮ ‬الولادة كالحصبة أو النكاف للإصابة بالتوحد‮ .‬

    كيف‮ ‬يبدو الأشخاص المصابون بالتوحد ؟
    عادة لا‮ ‬يمكن ملاحظة التوحد بشكل واضح حتى سن ‮٤٢-٠٣ ‬شهراً،‮ ‬حينما‮ ‬يلاحظ الوالدان تأخراً‮ ‬في‮ ‬اللغة أو اللعب أو التفاعل الاجتماعي،‮ ‬وعادة ما تكون الأعراض واضحة في‮ ‬الجوانب التالية‮ :‬

    •  ‬التواصل‮ : ‬يكون تطور اللغة بطيئاً،‮ ‬وقد لا تتطور بتاتاً،‮ ‬يتم استخدام الكلمات بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين،‮ ‬حيث ترتبط الكلمات بمعانٍ‮ ‬غير معتادة لهذه الكلمات،‮ ‬يكون التواصل عن طريق الإشارات بدلاً‮ ‬من الكلمات،‮ ‬يكون الانتباه والتركيز لمدة قصيرة
    • ‬التفاعل الاجتماعي‮ : ‬يقضي‮ ‬وقتاً‮ ‬أقل مع الآخرين،‮ ‬يبدي‮ ‬اهتماماً‮ ‬أقل بتكوين صداقات مع الآخرين،‮ ‬تكون استجابته أقل للإشارات الاجتماعية مثل الابتسامة أو النظر للعيون‮ ‬
    • ‬المشكلات الحسية‮ : ‬استجابة‮ ‬غير معتادة للأحاسيس الجسدية،‮ ‬مثل أن‮ ‬يكون حساساً‮ ‬أكثر من المعتاد للمس،‮ ‬أو أن‮ ‬يكون أقل حساسية من المعتاد للألم،‮ ‬أو النظر،‮ ‬أو السمع،‮ ‬أو الشم‮ ‬
    • ‬اللعب‮ : ‬هناك نقص في‮ ‬اللعب التلقائي‮ ‬أو الابتكاري،‮ ‬كما أنه لا‮ ‬يقلد حركات الآخرين،‮ ‬ولا‮ ‬يحاول أن‮ ‬يبدأ في‮ ‬عمل ألعاب خيالية أو مبتكرة‮ ‬
    • ‬السلوك‮ : ‬قد‮ ‬يكون نشطاً‮ ‬أو حركاً‮ ‬أكثر من المعتاد،‮ ‬أو تكون حركته أقل من المعتاد،‮ ‬مع وجود نوبات من السلوك‮ ‬غير السوي‮ (‬كأن‮ ‬يضرب رأسه بالحائط،‮ ‬أو‮ ‬يعض‮) ‬دون سبب واضح ‮٠ ‬قد‮ ‬يصر على الاحتفاظ بشيء ما،‮ ‬أو التفكير في‮ ‬فكرة بعينها،‮ ‬أو الارتباط بشخص واحد بعينه ‮٠ ‬هناك نقص واضح في‮ ‬تقدير الأمور المعتادة،‮ ‬وقد‮ ‬يظهر سلوكاً‮ ‬عنيفاً‮ ‬أو عدوانيا،‮ ‬أو مؤذياً‮ ‬للذات وقد تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر،‮ ‬وبدرجات متفاوتة‮.‬

    وتختم الدكتورة كلامها بأن ليس هناك علاجا فعالا للتوحد لكن التدخل العلاجي‮ ‬المبكر أعطى نتائج ايجابية فيما‮ ‬يتعلق بتمكين أطفال التوحد من المشاركة والتفاعل في‮ ‬النشاطات الاجتماعية

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()