تكثر الاصابة به عند الاطفال بين 4-6 سنوات، والاسباب غير واضحة، الا ان الاساس في الامر هو توقف البنكرياس عن فرز الانسولين الذي يعمل على تخفيف نسبة السكر.. انه داء السكري الذي يحتاج دوماً الى دقة كبيرة في التعامل معه.
عندما يتم تشخيص مرض السكري عند طفلك، تقلقين كثيراً وتفكرين مطولاً في كيفية التعامل مع الامر من الناحية الجسدية فقط من دون الانتباه الى مشاعر طفلك ونفسيته، الا ان الاصابة بالسكري تسبب عند طفلك تغييرات عاطفية قد تنعكس سلباً على صحته.
وعلى قدرة جسده في التأقلم مع وضعه الجديد، لذلك من الاهمية بمكان ان تتعرف الام على المتغيرات العاطفية التي تحصل عند الطفل المصاب بالسكري للتعامل مع الامر بصورة واقعيه.
مشاعر طفلك المصاب بالسكري:
1 العزلة: هي ناتجة عن شعوره بالاختلاف عن محيطه، خصوصاً اذا كان يخضع للعلاج بالانسولين بصورة يومية ومنتظمة. مثال ذلك ان شعوره بالوحده يزداد، كونه الوحيد بين رفاقه في المدرسة الذ1ي يجب ان يذهب دائماً لتلقي العلاج عند الممرضة.
2 الرفض الضمني وعدم الاقرار: غالباً ما يحاول الطفل المصاب بالسكري التظاهر بأنه كالآخرين (طبيعي لا يعاني من شيء)، وذلك عبر عدم الاقرار بأهمية اتباعه عناية خاصة، كاللجوء الى علاج او فحص منتظم للسكري.
3 اليأس: او الشعور بالاحباط، بالحزن، بفقدان الامل والارهاق، بالاضافة الى حصول نوبات بكاء، او اضطراب في نمط الغذاء والنوم.
4 الذنب: قد يشعر الطفل بالذنب لانه مصاب بداء السكري، او لانه مصدر مشاكل لافراد عائلته.
5 الغضب، الحرمان والحقد: قد تخالج طفلك المريض هذه المشاعر كونه هو المصاب بالمرض وليس سواه، او لكونه عرضة لسلسلة تحاليل وعلاجات تؤثر على نمط حياته ونشاطاته اليومية.
6 الخوف والقلق: قد يشعر ايضاً بالخوف من الحقن، او من معلومات خاطئة تتعلق بمرضه، وقد يشعر بالقلق من كيفية التحكم الدائم بمستوى السكري في الدم، وكيفية تفادي المضاعفات على المدى البعيد.
7 الاحراج: كونه بحاجة الى عناية خاصة حتى في المدرسة، او عند الاصدقاء، ومثال ذلك مراقبة مستوى السكري، او تناول الحقن او ما شابه.
8 الاعتماد على الغير: خصوصاً عندما تزيد عناية الاهل بطفلهم المصاب بشكل سلبي، مما يقلص من ثقته بنفسه وقدرته على الاهتمام بشؤونه والاستقلال تدريجياً، وبالتالي تزيد التبعية والاعتماد على الاهل.
كيف تكون مشاعر الأهل؟
اما مشاعر الاهل فهي ايضاً تصب في بئر القلق والحزن والخوف، ويمكننا تفضيل ذلك كالآتي:
1 فترة حداد، فترة حزن: تلي الإقرار بالتشخيص، وهي فترة طبيعية، اذ يواجه الاهل وضعاً جديداً، اي حالة صحية مزمنة تطال طفلهم، وعليهم التأقلم والتعايش معها.
2 الذنب: قد يشعر بعض الاهل بالذنب، كونهم نقلوا المرض الى طفلهم، او لاعتقادهم بإمكانية تفاديه.
3 عدم المكفاءة: ويشعر بعض الأهل بأنهم غير قادرين على الاهتمام بطفلهم بطريقة صحيحة، كاتباع طرائق العلاج، او بتقصي حالات الطوارئ التي تستدعي منهم التصرف الحكيم والسريع.
شعور افراد العائلة:
ولاننسى ان اصابة طفلك تؤثر على افراد العائلة جميعهم، كالاخوة والجد والجدة والعم والعمة والخال والخاله، بحيث تنتابهم مشاعر الخوف والقلق على الطفل ووضعه الصحي، وهنا نشير الى امرين، الاول: الشعور بالامتعاض والغيرة، وذلك نتيجة خلل في توزيع العناية والرعاية والحنان بين الطفل المريض والآخرين الاصحاء، والثاني هو العلاقة المتشنجة، اذ غالباً ما يصيب الطفل المصاب غضبه على الآخرين لانهم غير قادرين على استيعاب الوضع الدقيق والحساس الذي يعيشه.
اذاً: كيف يمكنكم التعامل مع عواطفكم؟
1 لاتترددوا في الحصول على اجوبة على اسئلتكم المتعلقة بمرض الطفل من الطبيب المتخصص والمعالج، فالمعلومات الواضحة والموسعةحول مرض الطفل وحالته تمكنكم من تبديد مخاوفكم، والسيطرة على القلق، كما تجعلكم قادرين على استيعاب تقلبات الطفل العاطفية.
2 في خضم العناية الخاصة بالطفل على الام الا تنسى نفسها، بحث عليها ان تحصل على الراحة، واتباع التمارين الرياضية، واذا امكن المشاركة في مسؤولية العناية بالطفل مع افراد العائلة والاصدقاء، فعلى الام ان تتذكر دائماً، اها لا تستطيع ان تقوم بكل شيء وحدوها ومن دون مساعدة احد.
3 من المستحسن التحدث بوضوح مع كافة افراد العائلة، ضمن اجتماع عائلي، وذلك بوجود الطبيب المتخصص والمعالج، او اختصاصية في التغذية لتحديد المرض، اسبابه وطرق العلاج والتطوارات المتوقعة، وذلك بهدف التأقلم مع الوضع، وتسهيل التعاون مع افراد العائلة من اجل تعاط افضل مع الطفل المصاب. وأخيراً، يمكن الاستعانة بخبرات مماثلة واردة في الكتب العلمية، او على شبكات الانترنت، او حتى اللجوء الى جمعيات متخصصة في كيفية التعامل مع الطفل المصاب بمرض السكري.