كثيرا ما يسبق الزواج مرحلة من التساؤلات التي تبحث عن إجابة، وقد يكون ذلك دليلا على وضع قدميك في مسارك الصحيح، حيث تبدأ رحلة البحث والتقصي عن أهم مايلزمك معرفته قبل اتخاذ ذلك القرار، ونسعى من خلال هذه الصفحات إلى عرض أسئلتك التي تدور في ذهنك، ولكن مع إجاباتها، من خلال تقنيات علمية، للكشف عن السمات الشخصية ومطابقتها بما تنشدة في شريك الحياة..
3طرق لتحليل الشخصية:
1 الكشف عن الملامح العريضة للشخصية ويساعدنا في ذلك استخدام نظام
يساعد هذا النظام على الكشف عن الأنماط الشخصية الأربعة التي تشكل السلوك العام لكل شخص منا. وهذه الأنماط الأربعة تتأرج ما بين منطقتين للتركيز عند التعامل، إما التركيز على مشاعر الآخرين أو على إنجازهم للمهام، تلك الأنماط هي: النمط التعبيري – النمط العاطفي – النمط التحليلي – النمط التوجيهي.
2 الكشف الخماسي عن تفكير الشخصية
أ- التفكير الشمولي:
وهو عبارة عن التفكير الكلي والتجميعي الذي يساعدنا على بداية أي نشاط بحساب الربح والخسارة، اي نحسب كل الفوائد والخسائر اليت يمكن أن نجنيها من مشروع ما قبل الشروع في مرحلة التطبيق لنوع من الخلل لأسباب مختلفة..
في هذه المرحلة يحتاج الشخص للشق الثاني من هذا النوع من التفكير (جمع مابقي من فوائد المشروع عند حسابه في البداية)، بهذا الشكل يستطيع الشخص أن يبدأ اي مشروع وهو واثق بالبداية فإنه يصعب عادة الاستمرار في مشروع ذي هدف واحد. لأن المشروع يحتاج لأهداف عدة، بحيث لو تخلف أحد الأهداف فإن المشروع يتماسك بأهدافه الأخرى المتبقية. وهذا ينطبق على مشروع الزواج بالقواعد نفسها، أي بأهداف دينية واجتماعية وصحية واقتصادية.. بكل هذه الأهداف يبدأ مشروع الزواج، وينطبق المقياس عند المقارنة بالمبدأ نفسه على عدد الخيارات المتوفرة في اختيار الشركاء، حيث تتم معادلة نسب توفر الأهداف في الشركاء، فيكون الشريك الأنسب هو من تتوفر لدية الأهداف (المنشودة من مشروع الزواج) بالنسبة الأعلى، كمقياس لاختيار الشريك الأفضل.
فلو افترضنا أن المرأة تبحث عن خمسة أهداف في الزواج، وتوفر من يحمل أربعة من هذه الأهداف في مقابل شخص آخر توفر فيه فقط هدف واحد من هذه الأهداف، فإن الأنسب أنت تحقق الأربعة من هذه الأهداف بدلا من الهدف الواحد فقط، بشرط ان لا يكون الهدف المفقود في الأول يعادل اهمية الشروط المتبقية، على سبيل المثال (الدين مفقود)، فهو يعادل نسبة كبيرة لاتعادل نسبة الأهداف المتبقية.
تأهيل الشخصية
ولنفرض أن الأهداف العملية متوفرة بنسبة مقنعة ومرضية في شخص الشريك، ولكن ينقص الانجذاب العاطفي تجاه هذا الشخص، وفي شخص آخر تغيب بعض هذه الأهداف العقلانية، ولكن يظهر الانجذاب العاطفي تجاهه، في أي الحالتين يمكن افتراض النجاح لو تصورنا قيام حياة زوجية من الشخص نفسه مع كل من هاتين الحالتين؟
لذلك لو رزقت الشابة بشاب يستطيع إتمام الأعمال والمهام الزوجية، دون الألتفات الى العواطف، فأعتقد بأنها قد تكون مخطئئئة في انطباعها الأول بأنه الزوج المناسب، لأن تدريبه على الإحسان لها (مع انه ممكن) قد يكلفها الكثير من الجهد والوقت، بعكس ما يكون عند انخفاض قدرة الأشخاص على الاهتمام بالعواطف، فإن تدريبهم على المهام والأعمال سيكون اسهل.
التفكير الاستيعابي
التعايش مع الآخرين بإبداعاتهم له فائدة، ويسمى بالتفكير الاجتماعي .. تحتاج الفتاة ان تتدرب على القدرة على استعمال هذا التفكير لأنها ستقدم على التعامل مع أربعة مستويات مختلفة من التكيف: قد يكون نمط الشريك نمطاً آخر ومختلفاً عنها.. قد تكون جنسية غير جنسيتها مثلاً، ثم تتعامل بنمط آخر بحكم الوظيفة.. قد تكون طبيبة بريطانية وهو صحفي وكوظيفة، ثم التكيف معه كشخص، ثم التكيف مع شخصه في عدة مواقف مختلفة، في اليوم والشهر والسنه، لذا عند الحديث عن التفكير الاستيعابي يفضل بنا أن ندرب الأجيال على التوافق وقدرة الانسجام مع الآخرين، بتحبيبهم في التعارف وإبعادهم عن العزلة (العزلة في أداء الواجبات، العزلة في الرحلات، إلا عند الضرورة).
التفكير الأبداعي
وهو تفكير متقدم يحتاجه الشخص في حياته الزوجية.. أين ومتى يستخدم؟
أول ما يستخدم، في حل المشاكل (للحصول على البديل الثالث كحل للمشكلة). إن حل المشاكل بطريقة تقليدية يساعد على ظهورها مرة أخرى، أو حل المشكلة بطريقة والدي يساعد على ظهورها مرة أخرى، وذلك لاختلاف المشكلة واختلاف تاريخ ظهورها وميلادها، فالتفكير الإبداعي هو قدرتنا على حل المشاكل.
نطاق آخر لاستخدام التفكير الإبداعي وهو: إضافة الجديد للحياة، وهذا مهم في الحياة الزوجية، فالحياة تحتاج إلى رائحة ولمسة من التغيير المستمر، مما يعطيها ذوقاً خاصاً.
التفكير النقدي
تحتاجة الأسرة للخروج من ثلاث أزمات: (النقص، العيوب، الأخطاء)، وتستعمله بدقة، حيث لو نظرنا إلى القاعدة العامة التي تقول: يستمتع الرجل بما يراه من زوجته، بينما تستمتع المرأة بما تسمعه منه .. نرى ان هذه سيكولوجية عامة في الرجل والمرأة). وهذا يساعد في الحوار الأسري، ويخرجه من العيوب والأخطاء وسوء التحضير، أي أن أحد الطرفين يستطيع تقديم رأيه في الطرف الآخر بأسلوب نقدي خال من الأخطاء، والمبدأ النقدي يساعد فيه الطرف الأول طرفه الآخر على الخروج بمنتج خال من الأخطاء على سبيل المثال:
لو افترضنا أن الأسرة على مائدة الطعام وحدث خطأ من أحد الأبناء وتم زجره وطرده من حجرة الطعام، عند هذا الحد يعتبر المشهد مكررا وشائعا، ولكن في الأسر المثالية ستقدم الزوجة نقدا لزوجه وبطريقة مقبلوله، فإذا كان علميا مقوى، وفنيا مؤهل، سيتقبل الزوج النقد، بعكس ما يحدث عندما يتم المشهد نفسه فتثور الزوجة ويغضب الأب ويقوم الأفراد من المائدة غاضبين، وفي المقابل إن رفض أحد الطرفين النقد من الآخر فلن يجنبه التعرض للنقد من الآخرين، كما يحرمه من استدراك العيوب. واستبصارها.. إن الحصول على النقد البناء من الشريك يهبك الفرصة لعلاج عيوبك، ومن خلاله تتجنب سماع ما يعجك (من نقد) من الآخرين.
التفكير البالغ
التحليلي السببي، (إعطاء الفرصة لفهم المواقف الجديدة في الحياة، وبداية أي نشاط دون تشكك)، يساعد على الدخول في الأنشطة المختلفة دون وجود علامات تشكك واستفهام. عادة يسأل الأطفال أسئلة استفهامية حول الأنشطة التي يمارسونها كمثال: (أمي .. لماذا ندرس الرياضيات، أنا لا أريد أن أدرسها) عند توضيح السبب في مرحلة مبكرة من قبل الوالدين
والمدرسة لأهمية وفائدة الرياضيات وعلاقتها بالحياة، يزول الغموض ويوجد التحليل المنطقي للسبب، ولهذا تم تطوير مهارات تعليم الرياضيات باستخدام المواد والأشكال والقصص الحسابية لتكون محلله للكون والحياة ومربوطة بهما.
الكشف عن التفكير الموقفي (حالات الذات)
يستطيع الشخص التعرف على جوانب مهمة من الشخصية من خلال بعض حالات ذات يعيشها الإنسان كالتالي:
حالة الوالدية: هناك نوعان من التجاوب من الطرف الآخر (الوالديه الراعية، والوالديه الناقدة). وفي حالةالبالغ: يميل الشخص إلى الاستفسار وفهم المطلوب في حالة صنع القرار بالموافقة او الرفض.
وفي حالة الطفل: هناك اشكاك عدة للتجاوب: التكيف، أو الطفل الحر، أو الطفل الأستاذ الذي يتباهى بمشيته أو صوته ويشد انتباه الآخرين. فعند اختيار الشريك ينبغي التأكد من أن الشخص الواقع تحت الاختبار مكشوف عليه بهذا المستوى من الدقة، بالمعايير الأولى يمكن اعتبار اجتياز الاختبار الأول، ثم الترشيح من خلال معايير أدق، هكذا نبحث عن مفهوم التطابق وهو مانشير إليه بحالة الذات.. لو افترضنا أن الزوجة طلبت من خطيبها القيام بارتداء لباس السباحة نم اللهو على الشاطئ في مثل هذا الموقف يمكن الكشف عن حالة الذات، قد يجيب حينها: هذا عيب، هذا هراء، أنا عمري لا يسمح لي بهذا الطيش، عندها يظهر أن هذا الشخص يعتمد الوالديه الناقدة في أسلوبه العام، في حين لو كان ذا والديه راعية فإنه سيتبنى الفكرة، بل ربما يضيف لها مزيدا من الترحيب والإضاة أو الاقتراحات الترفيهية!! (هل نلعب بالكرة، مارأيكم أن نحفر حفرا، هل أرسم الملعب، بإمكاني إحضار الماء) هذه اختبارات لا تجري في فترة الخطبة، ويتجاهلونها، ويضيعون على أنفسهم فرصة تحديد مستوى التطابق..وبعد الزواج تشكو الفتاة لأمها بأن زوجها ممل ولا يجيد عمل أي شيء، فهو يجلس كالتمثال على الكرسي عندما نذهب إلى البحر!!
في الحقيقة نحن هنا لسنا بصدد مناقشة من يتحتم عليه أن يتبع من، نحن نتحدث عن إهمال مرحلة التطابق، لذلك ظهرت فروقات واضحة وعدم انسجام في الاهتمامات أو التوافق في الأنشطة والأفكار، لذا ستتسع الفجوة بينهما مع مرور الأيام.
عيوب التفكير عند شريك الحياة:
هذه العيوب لها أوجه عدة، أشهرها:
التفكير المبالغ: ويظهر عند الغضب الشديد، والفرح الشديد، والحزن الشديد، والخوف الشديد.
التفكير الادعائي: وفيه يفتقر الشخص الى العلم أو العمل أو كليهما، يتكئ على محاسن المقربين له أو من ينتمي لهم لافتقاره المعززات الشخصية الفردية.
التفكير السطحي: وفيه يفتقر الطرف الآخر الى عمق المواضيع.
التفكير الجزئي: وفيه يميل الشخص إلى فهم القصص ناقصة والحكم على الطرف الآخر خطأ.
التفكير القدري: وفيه ينسب الشخص دائماً أخطاءه للآخرين أو في بعض الأحوال للقدر.
نصائح:
يعتري قرار اختيار الشريك، كغيره من القرارات، تحديات تجبر الشخص على التحدي أو الانسحاب، وقد تغيب بعض مفاهيم وقواعد التحقق من صحة المسار التي تقنع الشخص بمدى صحة ما يتخذه من قرارات.. تستخدم المسخرات الأربعة لزيادة دائرة التحكم على دائرة المجتمع، وقد وهب الله جميع الناس قدرات سخرها لهم لتساعدهم في المواقف والأوقات الصعبة عند صناعة القرار، ومما يجعل قرار الزواج قرارا صائبا استخدام هذه المسخرات الأربعة وهي:
الوعي الذاتي: يعني القدرة التي يستطيع بها الفرد تحليل المزاج والسلوك عند الآخر.
الخيال: وفيه يتمكن الشخص من وضع تصورات للمراحل المقبلة من الزواج.
الإدارة المستقلة: وفيها يقاوم كل طرف أي مؤثر خارجي، مثل الأسرة أو أحد أفرادها أو الوالدين في فرض هذا الزواج في حال التأكد من عدم ملاءمة الطرف الآخر له.
الضمير: أي القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ من الأزواج وشركاء الحياة.
الاختيار الخطأ: في حال إقدام الشخص على اختيار الشريك الزوجي الخطأ نتيجة الشريك الزوجي الخطأ نتيجة إعجاب أو حب غير ناضج، أو نتيجة عدم التعرف الكافي على شخص الشريك، فقد تمر العلاقة الزوجية بأحد هذه الاحتمالات:
1 Lose- Lose: وهو أصعبها وفيه يخسر الطرفان في وقت قصير جدا، بسبب عدم التطابق بين الشخصيات، وعدم التوافق في الأهداف.
2 Lose – win: فيه يتصرف الطرف الأول وهو الزوج بتقديم كل مايمكن تقديمه لإسعاد الطرف الأخر وهي الزوجة، وهذه الطريقة في التعايش قد تبدو هادئة (ومحببه للزوجات) ولكنها ضارة على المدى البعيد.
3 Win – Lose: وفيه يكون الزوج مسيطرا ويتمتع بتحقيق احتياجاته على حساب الآخر ولو بالإكراه، وهذا النمط شائع وخاصة في مجتمعاتنا العربية، وهذه