مقدرةً لنـا و مقدرينـا
قـفـي قـبـل الـتـفـرق يا ظعـيـنـا نـخـبــرك الـيـقـيـن و تُـخـبـريـنـا
قـفـي نسـألـك هــل أحـدثـت صـرمـاً لـوشــك الـبـيـن أم خـنــت الأمـنـيـا
بـيــومٍ كـريـهـةٍ ضـربــاً و طـعـنـاً أمر به مـوالـيــك الـعُـيـونـا
و إن غـداً و إن الــيــوم رهـن و بـعــد غدٍ بــمــا لا تعلـمـيـنـا
تُـريــك إذا دخـلــت عـلــى خلاءٍ و قد أمـنــت عـيــون الكاشحـيـنـا
ذراعي عـيـطـلٍ أدماء بــكــرٍ هـجـان الـلـون لــم تـقــرأ جنـيـنـا
وثـديــاً مـثــل حُـق رخــصــاً حـصـانـاً من أكف اللامسـيـنـا
و متـنـي كـدنــةٍ سـمـقـت و طـالــت روادفُـهُــا تـنُــوءُ بــمــا ولـيـنــا
ومـأكـمـةً يـضـيـقُ الـبــابُ عـنـهـا و كشـحـاً قــد جُنـنـتُ بـهـا جـنـونـا
وسـاريـتــي بـلـنــطٍ أو رُخــامٍ يرنُ خـشــاشُ حليـهـمـا رنـيـنـا
فـمــا وجدت كـوجــدي أمُ سـقــبٍ أضـلـتــه فـرجــعــت الـحـنـيـنـا
ولا شـمـطـاءُ لم يـتــرك شـقـاهـا لـهــا من تـسـعــةٍ إلا جـنـيـنـا
تـذكــرتُ الـصـبـا و اشـتـقـتُ لـمــا رأيتُ حمـوكـهـا أصلاً حُـديـنـا
فـأعـرضـت الـيـمـامـةُ واشـمـخــرت كـأسـيــافٍ بــأيدي مُصـلـيـتـنـا
أبــا هـنــدٍ فلا تـعـجـل علـيـنـا و أنـظـرنــا نـخــبــرك الـيـقـيـنـا
بـأنــا نوردُ الـرايــات بـيـضــاً و نـصـدرُهُـن حُـمــرا قد رويـنــا
و أيامٍ لــنــا غُـرٍ طـوالٍ عصـيـنـا الـمـلـك مـنـهـا أن نـديـنـا
وسـيــد مـعـشـرٍ قـد تــوجــوهُ بـتـاج الـمـلـك يـحـمـي المحجـريـنـا
تـركـنـا الـخـيـل عـاكـفـةً عـلـيــه مـقــلــدةً أعـنـتـهــا صــفــونــا
و أنـزلـنـا الـبـيـوت بذي طُـلــوح إلــى الـشـامـات تـنـفـي الموعـديـنـا
و قــد هــرت كــلابُ الـحــي مـنــا و شـذبـنـا قـتــادة مـن يـلـيـنـا
مـتـى ننـقـل إلى قومٍ رحـانــا يكـونـوا فــي اللـقـاء لـهــا طحـيـنـا
يـكــونُ ثفـالُـهـا شــرقــي نــجــدٍ و لـهـوتُـهـا قُـضـاعــةُ أجـمـعـيـنـا
نـزلـتُـم مـنــزل الأضـيــاف مــنــا فأعـجـلـنـا الــقــرى أن تشـتـمـونـا
قـريـنـاكــمُ فـعـجـلـنـا قــراكم قـبـيـل الـصُـبـح مرداةً طـحُـونـا
نـعُــمُ أُنـاسـنـا و نـعــفُ عـنـهُــم و نـحـمـلُ عـنـهُـمُ ما حـمـلـونـا
نُطـاعـنُ مــا تـراخـى الـنـاسُ عـنــا و نـضــربُ بالـسُـيُـوف إذا غُـشـيـنـا
بسُـمـرٍ مــن قـنــا الـخـطـي لُدنٍ ذوابـل أو بـبــيــضٍ يخـتـلـيـنـا
كأن جـمـاجـم الأبـطــال فـيـهــا و سُـوقٌ بـالأمـاعــز يـرتـمـيـنـا
نـشُــقُ بـهــا رُؤوس الـقــوم شـقــاً و نـخـتـلـبُ الــرقــاب فتخـتـلـيـنـا
و إن الضـغـن بـعـد الـضـغـن يـبــدُو عـلـيـك و يُـخــرجُ الداء الدفـيـنـا
ورثـنـا المـجـد قــد عـلـمـت مـعــدٌ نـطـاعـنُ دونهُ حــتــى يـبـيـنـا
و نـحـنُ إذا عـمــادُ الـحــي خرت عــن الأحـفـاض نمـنـعُ مــن يلـيـنـا
نـجـذُ رؤوسـهـم في غـيــر بر فـمــا يدرون مـاذا يـتـقـونـا
كأن سُيُـوفـنـا مــنــا و مـنـهُــم مـخـاريــقٌ بــأيدي لاعـبـيـنــا
كأن ثـيـابـنـا مــنــا و مـنـهُــم خُـضـبــن بــأُرجــوانٍ أو طـلـيـنـا
إذا ماعي بالأسناف حيُ من الهول المشبه أن يكوُنا
نصـبـنـا مـثــل رهوة ذات حدٍ مـحـافـظـةً و كــنا السـابـقـيـنـا
بُـشـبـانٍ يرون الـقـتـل مــجــداً و شـيـبٍ في الـحــروب مُجربـيـنـا
حُـديــا الـنــاس كـلـهــم جـمـيـعـاً مُـقـارعـةً بنـيـهـم عـن بـنـيـنـا
فـأمــا يوم خشـيـتـنـا عـلـيـهـم فتُـصـبـحُ خيـلـنُـا عُـصـبـاً بـثُـيـنـا
و أما يوم لا نـخـشـى علـيـهـم فـنُـمـعــنُ غــارةً مُتلـبـبـيـنـا
بـرأسٍ مــن بـنـي جُـشـم بــن بـكـرٍ ندُفُ به السُـهـولـة و الـحُـزُونـا
ألا لا يـعــلــمُ الأقــوامُ أنــا تضعضـعـنـا و أنا قد ونـيـنــا
ألا لا يـجـهـلـن أحــدٌ عـلـيـنــا فنـجـهـل فوق جـهــل الجاهلـيـنـا
بــأي مشيـئـةٍ عـمــر بن هـنــدٍ نـكــونُ لقيـلـكـم فـيـهــا قـطـيـنـا
بــأي مشيـئـةٍ عـمــر بن هـنــدٍ تُـطـيـعُ بـنــا الـوُشــاة و تـزدريـنـا
تـهـددُنــا و أوعــدنا رُويــداً مـتــى كُــنــا لأمـك مُقـتـويـنـا
فــإن قناتـنـا يا عـمــرُو أعـيــت عـلــى الأعداء قـبـلـك أن تلـيـنـا
إذا عــض الـثـقـاف بـهــا اشـمــأزت وولــتهُ عـشــوزنــةً زبُــونا
عـشـوزنــةً إذا انـقـلـبـت أرنــت تـشــجُ قـفــا المُـثـقـف و الجـبـيـنـا
فهـل حُـدثـت فــي جُـشـم بــن بـكـرٍ بـنـقـصٍ في خُـطــوب الأولـيـنـا
ورثـنـا مـجـد علقـمـة بن سـيــفٍ أبــاح لـنـا حُـصـون الـمـجـد ديـنــا
ورثتُ مُهـلـهـلاً و الـخـيـر مـنــهُ زُهـيــراً نـعــم ذُخرُ الذاخـريـنـا
و عـتـابــاً و كـلـثـومـاً جـمـيـعــاً بـهــم نـلـنـا تُراث الأكـرمـيـنـا
و ذا الـبُــرة الذي حُـدثــت عـنــهُ بــه نُـحـمـى و نـحـمـي المُححـريـنـا
و مـنــا قـبـلـهُ الـسـاعـي كـلـيــبٌ فأيُ الـمـجـد إلا قـد ولـيـنــا
مـتــى نـعـقـد قريـنـتـنـا بـجـبــلٍ تـجــذ الـحـبـل أو تـقــص القـريـنـا
و نـوجــدُ نـحــنُ أمنـعـهُـم ذماراً و أوفــاهُــم إذا عــقــدُوا يـمـيـنــا
و نـحـن غــداة أُوقــد فــي خــزارى رفـدنــا فوق رفد الـرافـديـنـا
و نـحـنُ الحابـسُـون بذي أراطى تـســفُ الـجـلـةُ الـخُــورا الـدريـنـا
و نــحــنُ الـحـاكـمُـون إذا أُطـعـنــا و نـحــنُ الـعـازمُــون إذا عُـصـيـنـا
و نـحـنُ الـعـاركـون لـمــا سخـطـنـا و نـحـنُ الآخذُون لـمــا رضـيـنـا
و كُــنــا الأيـمـنـيـن إذا الـتـقـيـنـا و كان الأيـسـريـن بـنُــو أبـيـنــا
فـصـالُـوا صـولــةً فـيـمـن يـلـيـهـم و صُـلـنـا صـولــةً فـيـمـن يـلـيـنـا
فــآبُــوا بـالـنـهـاب و بـالـسـبـايـا و إبــنــا بـالـمُـلــوك مُـصـفـديـنـا
إليـكُـم يا بـنــي بـكــرٍ إلـيـكُـم ألـمــا تـعـرفُــوا مــنــا اليـقـيـنـا
ألـمــا تعـلـمـوا مــنــا و مـنـكُــم كـتـائــب يـطــعــن و يـرتـمـيـنـا
عليـنـا الـبـيـضُ و الـيـلـبُ اليـمـانـي و أســيــافٌ يـقُـمــن و ينـحـنـيـنـا
عـلـيـنـا كُــلُ سـابــغــةٍ دلاصٍ تــرى فــوق النـطـاق لـهـا غُـضُـونـا
إذا وُضـعـت عن الأبـطــال يـومــاً رأيــت لـهـا جـلـود الـقــوم جُـونــا
كأنً غُضُـونـهُـن مـتــونُ غدرٍ تُصـفـقُـهـا الــريــاحُ إذا جـريــنــا
و تحمـلُـنـا غداة الروع جُروٌ عُـرفــن لـنــا نـفـائــذ وافتُـلـيـنـا
و ردن دوارعاً و خـرجــن شُـعـثــاً كـأمـثـال الـرصـائـع قد بـلـيـنـا
و رثـنـاهُـن عن آباء صدقٍ و نُـورثُـهــا إذا مُـتــنــا بـنـيـنــا
عـلــى آثـارنــا بـيــضٌ حــســانُ تُــحــاذرُ أن تـقـســم أو تـهــوُنــا
أخذن عـلــى بُعُولـتـهـن عــهــداً إذا لاقـوا كـتــائــب مُعـلـمـيـنـا
ليسـتـلـبُـن أفــراساً و بـيــضــاً و أُسرى في الـحـديـد مُقرنـيـنـا
تـرانــا بـارزيــن و كلُ حـيٍ قد اتـخــذوا مخـافـتـنـا قـريـنــا
إذا ما رُحـنــا يمـشـيـن الهُـويـنـى كـمـا اضطـربـت مُـتُــونُ الشاربـيـنـا
يـقُـتـن جـيـادنـا و يـقُـلـن لـسـتُــم بُـعُـولـتـنـا إذا لــم تـمـنـعـونـا
ظعائـن مــن بـنـي جُـشـمٍ بــن بـكـرٍ خـلـطـن بمـيـسـم حـسـبـاً و ديـنــا
و مــا مـنـع الظعـائـن مـثـلُ ضــربٍ ترى مـنــهُ الـسـواعـد كالقـلـيـنـا
كــأنــا و الـسُـيُــوف مُـســلــلاتٌ ولـدنــا الـنــاس طُراً أجمـعـيـنـا
يُـدهـدون الرُؤوس كـمــا تُـدهــدي حـزاورةٌ بأبـطـحـهـا الـكُـريـنــا
و قــد عـلـم القـبـائـلُ من مـعــدٍ إذا قُــبــبٌ بـأبـطـحـهـا بـنـيـنــا
بــأنــا المـطـعـمُـون إذا قــدرنا و أنـا المُـهـلـكـون إذا ابـتُـلـيـنـا
و أنا المـانـعـوُن لـمــا أردنـا و أنا الـنـازلـون بـحـيـثُ شـيـنـا
و أنـا الـتـاركــون إذا سـخـطـنـا و أنـا الآخـذون إذا رضـيــنــا
و أنـا الـعـاصـمـون إذا أُطـعـنــا و أنـا الـعـازمــون إذا عُـصـيـنـا
و نـشـربُ إن وردنــا الـمــاء صـفــواً و يـشـربُ غـيـرُنـا كدراً و طـيـنـا
ألا أبـلــغ بـنــي الـطـمـاح عــنــا و دُعـمـيـاً فـكـيـف وجد يـمـوُنـا
إذا مــا المـلـكُ ســام الـنـاس خـسـفـاً أبـيـنـا أن نُــقــر الـذل فـيـنــا
مـلأنـا الـبـر حـتـى ضاق عـنــا وماءُ الـبـحـر نـمـلــؤه سـفـيـنـا
إذا بـلــغ الـفـطـام لــنــا صــبــيٌ تـخــرُ لهُ الجـبـابـرُ سـاجـديـنـا