غزة-دنيا الوطنحينما تتولى المرأة أداء مهام «ربة الأسرة» فإن ثمة مسؤوليات صحية عديدة تمس جميع أفراد الأسرة عليها أن تهتم بها وتتابع توجههم نحو تطبيقها. وبالإضافة إلى الاهتمام بصحتها هي وصحة زوجها، هناك صحة الأطفال.يبدأ الاهتمام بصحة الأطفال قبل مرحلة الحمل. وتحديداً يُؤثر مدى اهتمام الأم بصحتها وباتباعها للسلوكيات الصحية في نمط الحياة، في صحة أطفالها مستقبلاً حتى قبل ولادتهم. وثمة عدة أمثلة تُقرب إلى أذهان الأمهات شيئاً من هذه الأمور
. وقبل أسبوعين تطرق الحديث في صفحة الأسرة بملحق الصحة لـ «الشرق الأوسط» عن دور اهتمام الأم بسلامة أسنانها ولثتها، قبل الحمل وأثناءه وبعده، على سلامة أسنان الطفل. ولئن كانت كثيرات من الأمهات يشكين من أن أطفالهن لا يُقبلون على تناول الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة والبقول وغيرها من الأطعمة الصحية، وأن هؤلاء الأطفال يمتنعون عنها لأنهم لا يتقبلون طعمها ولا يُحبونها، فإن على الأمهات التنبه إلى أن الدراسات الطبية تقول إن السبب يكمن في نوعية اهتمام الأمهات أنفسهن بالتغذية،
وطريقتهن في انتقاء ما يأكلن، ومدى ضيق أو اتساع فهمهن لدورهن كـ «ربات أسر» في تطوير ما يُمكن عليه إطلاق عبارة «تذوق الأسرة للطعم» Family"s Taste.نمط غذائي * والشأن هنا مرتبط بـ «السمة» التي يتصف بها أفراد الأسرة مجتمعون، عبر «نمط (ستايل) صحي معين في طريقة إعداد الأطعمة وفي كيفية تنويع مكونات الوجبات الغذائية وفي وقت وكيفية تناول الأكل وفي جوانب شتى أخرى ضمن ما يُعرف بـ «الظروف البيئية للتغذية».وعند مواجهة مشكلة في عدم تقبل الطفل لطعم منتجات غذائية جديدة أو صحية لم يتقبلها قبلاً، فإن الأساس هو أن تتعامل الأم مع تلك البراعم للإحساس بتذوق طعم الأكل لدى أطفالها، ولدى زوجها
. والهدف هو توسيع تقبل البراعم هذه لطعم تشكيلة واسعة من المنتجات الغذائية الصحية. وتشير مصادر طب الأطفال إلى أن أهم أسباب بقاء الأطفال على تناول أنواع معينة من الأطعمة دون غيرها هو اعتقاد الأمهات والآباء أن أطفالهم لن يتقبلوا طعمها، وبالتالي لن يتناولوها. ويتحاشى الآباء والأمهات تلك المعارك من تقوم على طاولات الطعام في جعل الأطفال يتناولون أطباقاً جديدة.وعلى الأمهات والآباء التنبه إلى أن الطفل يحتاج إلى تكرار عرض الأطعمة الجديدة عليه، وربما لعشر مرات، قبل أن يُقبل على تناولها. والطفل بطبعه يصعب عليه تقبل الغريب والجديد، خاصة في الطعم. لكن ثمة عدة وسائل يُمكن من خلالها تغيير الطعم الأصلي لتلك المنتجات التي رفضها الطفل بالأصل، مثل إضافة البهارات والتوابل أو أنواع من الصلصة، المرق، أو محاولة تشكيل وجبات الطعام بالاستعارة من مطابخ مختلفة، أي من المطبخ الصيني أو الهندي أو الإيطالي أو الفرنسي أو غيره.
عن دنيا الوطن