بتـــــاريخ : 11/23/2009 7:31:40 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 3729 1


    التقويم البديل(2)

    الناقل : mahmoud | العمر :34

    كلمات مفتاحية  :

    لقد ظلت عملية التقويم القضية المحورية لحركات الإصلاح التربوي منذ ثمانينيات القرن الماضي، وقد أسهمت التحولات المتعلقة بالمنظور الجديد للتعلم والذكاء الإنساني والتحصيل تحولات جوهرية في التقويم التربوي بعامة، وتقويم تحصيل الطلاب وأدائهم بصورة خاصة، وأصبح التقويم التربوي البديل الذي يسترشد بالمدخل السياقي أحد الخيارات الأساسية التي تبنتها العديد من الدول لتطوير منظومة العمل التربوي في المؤسسات التعليمية.
    وبالرجوع إلى أدبيات القياس والتقويم والبحث نجد أن المسميات التي تشير إلى هذا المصطلح الجديد متعددة ومن أبرزها: ( التقويم القائم على الأداء –البورتفوليو –التقويم الطبيعى-التقويم الأصيل-التقويم السياقي-التقويم البنائي...) ورغم الاختلاف في المسميات إلا أنها جميعًا تؤكد على التغيير وتجمع على التحول والتوجه إلى استخدام التقويم البديل الحقيقي الواقعي الأصيل القائم على الداء في تقويم نتاجات التعليم ومخرجاته.
     
    مفهوم التقويم البديل:n
    تتعدد التعريفات التي تناولت مفهوم التقويم البديل ومن بينها:
     
    التقويم البديل تقويم متعدد الأبعاد لمدى متسع منv القدرات والمهارات، ولا يقتصر على اختبارات الورقة والقلم، وإنما يشتمل أيضًا على أساليب أخرى متنوعة مثل ملاحظة أداء المتعلم والتعليق على نتاجاته وإجراء مقابلات شخصية معه ومراجعة إنجازاته السابقة ( Bakker,1990).
     
    التقويم البديل ذالكv التقويم الذي يتطلب من المتعلم تنفيذ أنشطة أو تكوين نتاجات تبين تعلمه وهذا التقويم القائم على الأداء للمتعلمين إبراز ما يمكنهم أداؤه في مواقف واقعيه(Wiggiens,1992)
     
    التقويم البديل مجموعة من الاستراتيجيات لتطبيق المعرفةv والمهارات وعادات العمل من خلال أداء المتعلم لمهمات محددة ينفذها بشكل عملي ومرتبط بواقع الحياة وذات معنى بالنسبة له ( Brualdi,1998)
     
    التقويم البديل إجراءv تستخدم فيه المهمات للحصول على معلومات عن مدى جودة تعلم الطالب، وقدرته على تطبيق ما تعلمه من معرفة ومهارات في مواقف متعددة، ليظهر أنه قادر على تحقيق هدف تعليمي من خلال ذلك الأداء.( Nitko,1996 ).
    وبمراجعة هذه التعريفات يمكن استخلاص مجموعة من المحددات للتقويم البديل:
    1-
    وجود مهام تقويمية حقيقية محددة وذات معنى مرتبطة بواقع الحياة اليومية للمتعلم.
    2-
    أن يكون أداء هذه المهام في مواقف طبيعية مماثلة لأنشطة التعلم وفي ظل محكات متفق عليها.
    3-
    تنوع أدوات التقويم المستخدمة وأساليبه.

    ويحدد علام (2001) أهم خصائص المهام الحقيقية التي تستخدم في التقويم البديل :
    1-
    الواقعية : فالمواقف المستخدمة في التقويم تطابق الطرق التي تختبر بها معرفة الفرد وقدراته في مواقف الحياة الطبيعية0
    2-
    تتطلب الحكمة والتجديد : إذ أن الطالب يطبق المعرفة والمهارة بحكمه وفاعلية لحل المشكلات0
    3-
    تحاكى المضمون الذي تختبر فيه أعمال الكبار سواء كان ذلك في مكان العمل أو الحياة الشخصية0
    4-
    تقوّم قدرة الطالب على استخدام المعلومات والمهارات بفاعلية ومهارة للتعامل مع مهمة معقدة0
    5-
    تسمح بفرص للتدريب والممارسة والحصول على التغذية الراجعة لما يمارسه من أعمال 0
    6-
    تتطلب من الطالب العمل في الموضوع بدلاً من تسميع أو استرجاع ما تعلمه ، بل يجب عليه أن يكتشف ويعمل ضمن المقرر الذي يدرسه.
    أما الصراف (2002) فيؤكد أن فكرة التقويم البديل تقوم على الاعتقاد بان تعلم الطالب وتقدمه الدراسى يمكن تقييمها بواسطة أعمال ومهام تتطلب انشغالاً نشطاً مثل البحث والتحري في المشكلات المعقدة ، والقيام بالتجـارب الميدانية ، والأداء المرتفع 0 وهذه الطريقة لتقويم أداء الطالب تعكس تحولاً من النظرة السلوكية للتعلم إلى النظرة البنائية.

     
    خصائص التقويم التربوي البديل:n
    هناك مجموعة من الخصائص التي تميز التقويم التربوي البديل يوجزها كل من زيتون (2007) وصلاح (2004) في التالي:
    1-
    يستند التقويم البديل إلى مستويات تربوية وتوقعات محددة للمواد الدراسية.
    2-
    يستند التقويم البديل إلى مهام أدائية واقعية.
    3-
    يستند التقويم البديل على التقويم المباشر للأداء المرجو.
    4-
    يستند التقويم البديل إلى عينات مختلفة من الأداء عبر الزمن.
    5-
    يستند التقويم البديل على التقويم القائم على المستويات.

     
    ركائز أساسية للتقويم التربوي البديل:n
    لقد ارتكز التحول من التقويم التقليدي الأحادي الجانب إلى التقويم البديل القائم على الأداء على عدد من التحولات والتغيرات في النظريات المعرفية والتقدم التقني، ويشير صلاح (2004)إلى أن أهم هذه المرتكزات تتمثل في التالي:
    1-
    المنظور الجديد للتعلم الإنساني:
    لم تعد المفاهيم والممارسات المستندة على النظرية السلوكية في عملية التعليم والتعلم التي سادت في العشرينيات من القرن الماضي والتي تكرس المفهوم البنكي والمصدر الوحيد للمعرفة تلق رواجًا في كثير من الدول المتقدمة، فقد حدث تحول كبير نحو المفاهيم والممارسات المستندة على النظرية المعرفية والبنائية، والتي تؤكد على دور المتعلم النشط في بناء وتوظيف معارفه، الأمر الذي تطلب تحولاً في عملية التقويم واستبدال التقويم المستند إلى المدخل السيكومتري بالتقويم المستند على المدخل السياقي.
    2-
    المفهوم الموسع للذكاء الإنساني:
    لقد خضع المفهوم الضيق للذكاء والذي ساد حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي إلى مزيد من البحث والتمحيص، وقد عمل جاردنر على تطوير نظرية الذكاء المتعدد، وحدد ثمانية مجالات للذكاء يمتلك كل فرد نسب متفاوتة منها، والذكاء وفقًا لذلك سمة متغيرة وليست ثابته وفقًا للمفهوم الضيق للذكاء، وقد تطلب ذلك أيضًا توسعًا في مفهوم التقويم.
    3-
    تغير مفهوم التحصيل:
    إن المفهوم القديم للاختبارات المتمثل في حفظ المعلومات واسترجاعها، لم يعد مناسبًا في ظل الانفجار المعرفي، فالمعلومات لم تعد محدودة بل لا نهائية، ويتطلب ذلك مقدرة من الفرد على اكتساب معلومات بطرق ذاتية، وتكييف سلوكه وتنظيم تفكيره حتى يكون قادر على التواصل مع الآخرين، وهذا ما يؤكده جليزر وزملاؤه 1987م الذي قدم إطارًا مرجعيًّا للعمليات المعرفية الموسعة التي ينبغي تقويمها في ستة أبعاد.
    4-
    تطور تقنيات المعلومات:
    لقد أحدث التطور الكبير في تقنيات المعلومات ثورة في مجال التعليم والتعلم وأصبح معها التعليم والتعلم أكثر متعة ومرونة، وأصبح الحاسوب جزء أساسي من مكونات العملية التعليمة على مستوى التدريس والتقويم أو إدارة العمليات التعليمية، وقد أوضح مكتب تقويم التعليم التابع للكونجرس الأمريكي أربعة مجالات بدأ يتضح أهمية استخدام تقنيات الحاسوب فيها، وتسهم في إثراء عملية التقويم وهذه المجالات هي:
    -
    تتبع عمليات التفكير.
    -
    التعلم بالتغذية الراجعة المباشرة.
    -
    تكوين بنية مهام معقدة.
    -
    استخدام نمذجة العمليات الماهرة.
    5-
    المستويات التربوية كموجهات للتقويم:
    تعرف المستويات بأنها شيء تم التوصل إليه بالاتفاق العام كنموذج أو مثال يحتذى، أو درجة جودة مناسبة وكافية لغرض معين، وقد انتشرت في السنوات الأخير كموجهات للتقويم، وقد تمثل معايير ومحددات قومية أو دولية.


     
    متطلبات التقويم التربوي البديل:n
    يحدد صلاح (2004) مجموعة من متطلبات التقويم التربوي البديل كالتالي:
    1-
    ربط التقويم بمنظور مستقبلي لتعلم الطلاب.
    2-
    ربط التقويم بالأهداف التي تسعى المدرسة إلى تحقيقها.
    3-
    إتاحة الفرصة لجميع الأطراف المعنية لمعرفة أغراض التقويم البديل.
    4-
    جعل التقويم واضح ومفيد.
    5-
    مراعاة توقيت التقويم البديل.
    6-
    مراعاة أن التغيير يتطلب فهمًا ومثابرة ووقتًا.
    7-
    إتاحة الفرص لتعلم استخدام أساليب التقويم البديلز
    8-
    التحقق من نوعية التقويم البديل.
    9-
    استخدام التقويم البديل في تخطيط العمل المدرسي.
    10-
    المراجعة المستمرة للتقويم البديل.

     
    أساليب وأدوات التقويمn البديل:
    تتعدد أساليب وأدوات التقويم البديل وتختلف تبعًا لاختلاف المهام التي يراد تقويمها ويمكن تحديد أبرز هذه الأدوات والأساليب كما يذكرها زيتون( 2007) في التالي:
    -
    التقويم القائم على الأداء.
    -
    ملفات الأعمال (البورتفوليو)
    -
    التقويم الذاتي.
    -
    تقويم الأقران.
    -
    تقويم الأداء القائم على الملاحظة
    -
    تقويم الأداء بالمقابلات.
    -
    تقويم الأدء بالاختبارات الكتابية.
    -
    تقويم الأداء بخرائط المفاهيم.
    وسوف نتناول هنا التقويم القائم على الأداء وملفات الأعمال بشيء من التفصيل.





    أولاً:التقويم القائم على الأداء :
    رغم أن التقويم القائم على الأداء ليس جديدًا فقد كان أصحاب المهن يقومون تلاميذهم من خلال ملاحظة أدائهم لمهام حقيقية، إلا أن الاهتمام به في مجال التربية والتعليم برز كردة فعل للانتقادات التي وجهت إلى الاختبارات التحصيلية التقليدية والمتمركزة في الاختيار من متعدد وأسئلة الصواب والخطأ، والتى تنحصر في المستويات الدنيا من العمليات العقلية.
    وقد حدد الصراف (2002) أهداف تقويم الأداء في التالي :
    1.
    تزويد الطالب بمبادئ التواصل والمهارات المختلفة0
    2.
    تزويد الطالب بالمفاهيم الأساسية والمبادئ في حقول المعرفة المتنوعة 0
    3.
    الربط بين أجزاء المعرفة الختلفة.
    4.
    جعل الطالب مفكرًا وقادراً على حل مشكلاته.
    5.
    جعل الطالب يعتمد على ذاته وقدراته0
    6.
    جعل الطالب عضوًا منتجًا في أسرته وفى مجتمعه.
    ويشير حسن ( 2005) إلى أن هناك أسباب عديدة تجعل التقويم القائم على الأداء من أفضل أشكال التقويم التربوى منها :
    1.
    أن صدق الاختبار يزداد من خلال تمثيل السلوك في الواقع لأجل استنباط السلوك الحقيقي.
    2.
    أن تمثيل صور مختلفة من الأنماط السلوكية يساعد على الحصول على استنتاجات عامة وشاملة حول تقدم الطلاب.
    3.
    أنها توفر أداة قياس بديلة سهلة التطبيق.
    وقد حدد الدوسري (2000) الخطوات التي يمر بها إعداد اختبارات التقويم القائم على الأداء في أربع خطوات وهي:
    1-
    تحديد الغرض من التقويم.
    2-
    تحديد الأداء المطلوب قياسه.
    3-
    تصميم تمارين الأداء.
    4-
    تحديد الطريقة التى سيحكم بها على مستوى الأداء ، والأسلوب الذى يتم به تسجيل الدرجات.

    ثانيًا: ملفات الأعمال:
    تشير أدبيات البحث إلى عدد من التسميات لملفات الأعمال منها: سجلات الأداء-الصحائف الوثائقية-الحقيبة التقويمية-،والبورتفوليو أو الحقيبة المحمولة المخصصة للأوراق المنفصلة.
    ومع هذا التعدد في التسميات إلا أن المقصود يظل شيء واحد، ويعرف ملف الأعمال بأنه تجميع مركز وهادف لأعمال الطالب يبين جهوده وتقدمه وتحصيله في مجال أو مجالات دراسية معينة ويجب أن يشارك الطالب في انتقاء محتوى الملف ومراشد هذا الانتقاء ومحكات الحكم على نوعية الأعمال وأدلة على تأملات الطالب الذاتية فيها.
    ويعرفه عبدالحميد (2002) بأنه ماعون يضم الشاهد على مهارات الفرد وأفكاره وميوله وإنجازاته ويمكن أن يكون إضبارة أو ملفًا مليئًا بأوراق منتقاة، أو قرصًا تخزن عليه صورًا من أداء الطالب.

    أغراض ملف الأعمال:
    يشير كل من صلاح (2004) و زيتون (2007) إلى أن ملف الأعمال يستخدم لغرضين كبيرين هما:
    1-
    أغراض تعليمية: تهدف إلى الإدماج الحقيقي للطلاب لتعلم المحتوى، ومساعدتهم على تعلم مهارات التأمل، وتشجيعهم على الاحتفاظ بأعمالهم، وإيجاد فرص للتواصل والمتابعة بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، إضافة إلى تخفيف وطأة وقلق الاختبارات.
    2-
    المسائلة التربوية: وهي ترتبط بتقويم المدرسة وبرامجها وتقويم أداء المعلمين.

    ويذكر الصراف (2002) أن هناك ثلاثة أنواع مميزة من حقائب تقويم الطالب وهي:
    1-
    النوع التمثيلى: وهي مجموعة تمثل أفضل ما أنجز الطالب من أعمال
    2-
    النوع العملياتى: وهي مجموعة تضم أمثلة لعمليات النمو المعرفى لتعليم الطالب
    3-
    النوع الموحد: وهي مجموعة تضم حقيبتين صغيرتين ، كل واحد منهما تضم محتويات مختارة من النوعين السابقين.

    ويذكر علام (2004) مجموعة من المحتويات التي يمكن أن تشتمل عليها ملفات الأعمال منها:
    1-
    عينات من كتابات الطالب .
    2-
    قوائم المصادر التي اطلع عليها الطالب. والمواد التي استخدمها.
    3-
    صحائف التأمل الذاتي.
    4-
    أوراق العمل.
    5-
    المشروعات.
    6-
    حلول مسائل رياضية متنوعة.
    7-
    التقارير.
    8-
    الأنشطة.
    9-
    صور .
    10-
    مواد مسجلة ( أشرطة كاسيت أو فيديو)



    كما يؤكد علام (2000) على أن نجاح حقائب التقويم يعتمد على عوامل متعددة من أهمها:
    1-
    تطوير مهارات المعلمين وتغيير اتجاهاتهم من أساليب التعلم التي تركز على الحفظ والتلقين إلى أساليب تركز على النمو الشامل للطالب.
    2-
    إعطاء الطالب الثقة وتطوير قدراته وتمكينه من تحليل أدائه والتقويم الذاتى وتوثيق إنجازاته وتتبع نموه بنفسه.
    3-
    اشتراك المعلمين والآباء والطلاب فى لقاءات دورية لمناقشة الصحائف الوثائقية
    4-
    تصميم إجراءات التقييم الوثائقي الشامل من حيث كيفية جمع المعلومات والبيانات ، وتحليل محتوى الصحائف ، وتحديد محكات تقييمها والحكم على نوعيتها ، والإفادة من نتائجها.
    وبذلك تصبح هذه الصحائف الوثائقية أداة فاعلة فى التعليم والتقويم.

     
    معوقات تطبيق التقويمn البديل:
    يذكر الدوسري (2004) أن هناك عدة عقبات تعيق تطبيق التقويم البديل، يجب تجاوزها بهدف الوصول إلى تطبيق ناجح وصحيح وصادق، تتمثل في أربعة معوقات رئيسية هي:
    1.
    شعور الطلبة بعدم الارتياح لإدخال نوع جديد من التقويم غير الذي اعتادوا عليه، وما يتطلبه من مهارات ومهمات أكثر تعقيدًا واختلافًا، فهم بحاجة لوقايتهم من الشعور بالفشل والإحباط.
    2.
    كراهية المعلمين لترك التقويم التقليدي، والانتقال إلى عالم جديد من التقويم، المحفوف بالمتاعب والمخاطر، الذي يمثل تحولاً في النموذج.
    3.
    عدم فهم الوالدين لتقويم الأداء الصفي بسبب عدم كفاية المعلومات التي يحصلون عليها عن تقويم الأداء من المدرسة، أو لعدم متابعتهم لتغيرات في الحقل التربوي.
    4.
    المتطلبات الكثيرة لتطبيق التقويم البديل، كالوقت والمال من جهة والتصميم والتوظيف من جهة أخرى، إضافة إلى كثرة أعداد الطلاب داخل الصف والعبء التدريسي ونصاب المعلم من الحصص.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()