تناول جرعات زائدة من الفيتامينات قد تشكل خطرا حقيقيا على صحة الانسان
الفيتامينات مركبات كيميائية عضوية تحتوي في تركيبها على الكربون والأكسجين والهيدروجين وهي كلمة مكونة من شقين الأول Vita ومعناه الحياة والثاني mine إشارة للتركيب الكيميائي .
كان الناس قديما يعرفون أن هناك أشياء خاصة أو قوى سحرية في الطعام تساعدهم على الشفاء والتعافي من الأمراض ، إلى أن اكتشفت الفيتامينات حيث أعطيت أحرف لتمييزها ومن ثم أعطيت أسماءها المعروفة بها حتى اليوم .
توجد الفيتامينات في مختلف الأغذية سواء الحيوانية أو النباتية ، يحتاجها الإنسان بكميات معينة للقيام بوظائفه الحيوية على أكمل وجه فهي ضرورية للنمو والمحافظة على الصحة بشكل عام كما أنها ضرورية لبناء العظام والجلد والغدد والأعصاب والدم ، ولها دور هام في استقلاب المواد البروتينية والنشوية والدهنية في الجسم ليتمكن الإنسان من الحصول على الطاقة من الطعام لا تحتوي على طاقة لذا لا تحتوي على سعرات حرارية
.
تساعد هذه الفيتامينات في الوقاية من الإصابة ببعض الأمراض أو الشفاء من بعض الأمراض خصوصا في أطوارها الأولى وأهمها أمراض سوء التغذية ونقصها يؤدي لظهور أمراض لا تشفى إلا بإعطاء الفيتامينات ، ويمكن تقسيمها لمجموعتين أساسيتين :
- الفيتامينات الذائبة في الدهون وهيA-E-D-K ، فيتامينات تنحل بالدهن وتخزن بالأنسجة الدهنية أو الكبد أو تحت الجلد
- الفيتامينات الذائبة في الماء وهي مجموعة فيتامين B وفيتامين C ، تنحل بالماء وينفى الجسم بحاجة لها دوما لأنه لا يستطيع الاحتفاظ بكميات كبيرة منها فالفائض يطرح مع البول أو العرق وهذا الأمر جيد لهذه الفيتامينات فهي قلما تسبب آثارا جانبية لذا علينا تناول كميات كافية منها كل يوم حتى نتلافى النقص .
إن النظام الغذائي الصحي الجيد والمتوازن يجب أن يحتوي على جميع العناصر الغذائية من بروتينات ونشويات ودهون وخضار وفواكه وماء أيضا ، ومراعاة تناول الحصص الغذائية الموصى بها من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية كفيلة بمنع حدوث نقص في الفيتامينات ، فإذا حصل خلل بهذا النظام أو خلل بهذه الحصص أو اعتمد الشخص تناول الفيتامينات على هيئة عقاقير فقد يواجه المتاعب وهذا ما أريد توضيحه .
لقد درجت هذه الأيام موضة تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية دون ضرورة ماسة لاستعماله متناسين تماما دور الغذاء الصحي وما يوفره للجسم من مواد ضرورية لسلامته فهذه الأدوية ربما تسبب مشاكل صحية بدلا من تأثيرها الجيد المرجو منها للاعتقاد السائد أن مثل هذه المواد تقلل احتمالية الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والشرايين أو الزهايمر لذا نرى الهوس العالمي في هذه الأيام في تناول فيتامينات A-E-C والسيلينيوم والتي تعتبر مواد مضادة للأكسدة وتساعد في تأخير الشيخوخة .
لقد أظهرت الدراسات الحديثة إن تناول جرعات كبيرة من :
1- فيتامين (C) يسبب أضرارا لمركب ( DNA ) في خلايا الجسم ناهيك عن تأثيره على المرضى المصابين بالترسبات الرملية والحصيات في المسالك البولية لذا يجب أن لا تتجاوز الجرعة اليومية منه عن 2000 ملغم .
2- فيتامين (E) يجب عدم تجاوز الجرعة المحدد منه وهي 800 وحدة دولية لأن الجرعات المفرطة منه تؤدي لخلل في الرؤيا ودوخة وآلام في الرأس مع تعب شديد وألم في البطن كما تسبب تساقطا للشعر مع أنه يوصف لعلاج تساقط الشعر أي إنه بالجرعة الزائدة يفعل عكس المراد منه .
3- فيتامين (A ) يجب أن لا تزيد الجرعة المتناولة منه عن 25000 وحدة دولية يوميا لأنه قد يؤدي لإلحاق الضرر بالكبد واضطراب في الرؤيا وتساقط للشعر وفقدان للشهية وجفاف الجلد تصور هذا الفيتامين يؤخذ لعلاج هذه الأمراض والأعراض السابقة وزيادته يؤدي لنفس هذه الأمراض إذا الفاصل هنا الجرعة المستعملة !!!.
إن أهم عرض لزيادة هذا الفيتامين بالجسم هو اصفرار الجلد فيصبح الشخص برتقالي أو اصفر اللون وتسمى هذه الحالة Yellow Man ، وهكذا لكل فيتامين ضرورة بجرعات محددة وضرر إذا ما زاد عن هذه الجرعات .
أسأل دوما من قبل الكثيرين هل أنا بحاجة لفيتامين ؟ ومتى يجب أن آخذه وبأي عمر ؟ ومتى يمكنني اللجوء لتناولها على شكل عقاقير طبية ؟ وهل أتناول فيتامينات مضادة للأكسدة ؟ وهل أعتمد عليها بدلا من الغذاء كوسيلة أسهل وأسرع من تناول الغذاء فهي لا تضر؟ وهكذا ، وعلى جميع هذه الأسئلة أجيب إنه يمكن تناول الفيتامينات واللجوء للعقاقير الطبية بجانب الغذاء الصحي في كل من الحالات التالية :
1- الحوامل والمرضعات دوما بحاجة لكميات مناسبة من فيتامين E، C ، B2، B9 B12 .
2- المدخنين فهم دوما بحاجة لفيتامين C فالعناصر الكيميائية الناتجة عن التدخين تسبب تكون جذور حرة بالجسم لذا تستهلك كميات كبيرة من هذا الفيتامين للتخلص منها .
3- الرياضيين وخاصة رياضة بناء الأجسام ورفع الأثقال والتي تتطلب مجهودا كبيرا .
4- الأشخاص ذوي النشاط الغير عادي والعمل الشاق الكثير والطويل .
5- الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات صيف حار طويل فهم بحاجة ماسة لتناول كميات كبيرة من فيتامين B12 .
6- الأشخاص متبعي الحميات الغذائية القاسية وبرامج انقاص الوزن ولفترات طويلة .
7- الأشخاص النباتيون والذين لا يتناولون طعاما حيواني المنشأ لذا يجب أن يحصلوا على كميات وافرة من فيتامين B12 وفيتامين D وفيتامين C للاستفادة منه لامتصاص الحديد من الأطعمة النباتية .
8- مرضى السكري بحاجة دائمة لفيتامين أ لأن أجسامهم لا تمتصه من الغذاء وبحاجة للأنسولين وهم أصلا يفتقرون للأنسولين كما ويحتاجون لمجموعة فيتامين ب المركب للحفاظ على صحة الأعصاب .
ما هي قصة الفيتامينات المضادة للأكسدة ؟
هي فيتامينات A- C- E بجانب عنصر السيلينيوم تساعد على مكافحة الشيخوخة إذا اعتبرنا الشيخوخة هرم أو تلف لخلايا الجسم نتيجة مهاجمتها من قبل الجذور الحرة فإن تحييد هذه الجذور أو التهامها يساعد على بقاء الخلية بحالة صحية وهذا ما تفعله مضادات الأكسدة هذه ( الجذور الحرة عبارة عن ذرة أكسجين غير مستقرة تحتوي على إلكترون واحد وهي تسعى دائما لتحصل على الإلكترون الآخر لتستقر تحصل عليه بمهاجمة الخلايا الضعيفة ) .
أهم مصادر هذه الجذور الحرة :
- نتيجة طبيعية للتفاعلات البيولوجية والكيميائية بالجسم
- من عوادم السيارات والتدخين
- كثرة التعرض للشمس
- كثرة استعمال المضادات الحيوية وأدوية مكافحة السرطان
- كثرة الإصابة بالرشح والأنفلونزا
- التعرض المستمر للمبيدات الحشرية والألعاب النارية
إذا القاعدة الأساسية والهامة إن الإنسان لا يحتاج لفيتامينات إضافية ( مكملات وأدوية ) طالما يتناول غذاء صحي متوازن غني بالخضار والفواكه معتدل البروتينات والنشويات قليل الدهون إلا في حالات النقص والعوز الظاهر لأحد هذه الفيتامينات فهي متوفرة بالصيدليات على شكل حبوب وشراب وابر بعد استشارة الطبيب المختص والصيدلي وما دون ذلك فهو ضرر .
*ماجستير الغذاء الصحي والحمية