جمال التدين
تتبارى كل امرأة وفتاة حسناء وغير حسناء بما لديها من جواهر، وما عليها من ثياب لتقول إني الجميلة الحسناء، وتضع من المساحيق والألوان والعطور أذكاها وأغلاها، كي يقال عنها إنها عصرية متطورة ومتحضرة، وبعد ساعات تزول المساحيق وتلقى الجواهر ويبقى الجوهر الأصل: القلب وما يحتويه من إيمان ودين.
وكلنا يعرف ويردد الحديث الشريف وهو منهج حياة لكل شاب عند البحث عن فتاة الأحلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)) [متفق عليه].
فقد بين صلى الله عليه وسلم صفات المرأة التي ينبغي للرجل أن يبحث عنها، ويقال إن هذا الحديث فيه جمال حسي ومعنوي؛ فأما الحسي فهو كمال الخلقة لأن المرأة كلما كانت جميلة المنظر عذبة المنطق قرت العين بالنظر إليها، وأصغت الأذن إلى نطقها؛ فينفتح لها القلب، وينشرح لها الصدر، وتسكن إليها النفس، ثم ذيل الحديث بأفضل صفة وهي صفة الدين، وهي الجمال المعنوي، فكلما كانت المرأة ذات دين وخلق كانت أحب إلى النفس وأسلم عاقبة.
يقول الغزالي: (وليس أمره صلى الله عليه وسلم بمراعاة الدين نهيًا عن مراعاة الجمال، ولا أمرًا بالإضراب عنه، وإنما هو نهي عن مراعاته مجردًا عن الدين، فإن الجمال في غالب الأمر يرغب الجاهل في النكاح دون الالتفات إلى الدين؛ فوقع في النهي عن هذا).
ومما قيل: (المرأة الجميلة تملك القلوب، لكن المرأة الفاضلة ـ المتدينة ـ تسرق العقول)، فالأولى ملكت ما سُمي [قلبًا] لكثرة تقلباته، والثانية افتتنت كنز [الحكمة] ومركز حقيقة الإنسان.
ورب جميلة بدون دين يصونها جرت على أسرتها الويلات ـ أي سببت لهم المشاكل ـ.
يقول الشاعر:
لا تركنن إلى ذي مـنظر فـرب رائقة قد ساء مخبرها
ما كل أصفر دينار لصفرته صفر العقارب أرداها وأنكرها
معنى التدين:
والتدين هو الطريق الذي اختاره لنا الله، والتزام في الحياة يجعل الإنسان يسير على أرضية صلبة، ويؤدي هذا الطريق إلى الجنة.
واعلمي أختي الحبيبة أن الدين في حد ذاته جمال؛ لأنه يجمع بين التدين والخلق وهذا يبعث بالجمال في المظهر، ورضا الله يبعث صفاء على الوجه فتبدو الفتاة جميلة، والفتاة المتدينة المحجبة جميلة بدينها وحجابها، لأن الحجاب يظهر جمال الفتاة، ونقصد بالجمال هنا جمال طاعة الله تعالى، ألا نقول عندما يقع العبد في معصيته أنه عمل عملاً قبيحًا، أما إذا عمل الطاعة نقول عمل عملًا جميلاً، فالحسنة توصف بالجمال والسيئة توصف بالقبح.
واعلمي أن كل خطوة في اتجاه الدين هي حب من الله لك، فإذا رزقك الله الدين فقد أحبك؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من يحب)) [صححه الحاكم]، وتلمحي فجر الأجر وتذكري رضا الله والجنة.
اشكري الله على جمالك وترنمي مع قول الشاعر:
إني اتخذت من الجمال وحسنه سببًا لشكر الخالق الرحمن
الله قد خلق الجمال كآية لجليل صنع الله في الأكوان
القلب الأبيض جمال:
إني وهبت الشعر أسود فاحمًا لكن شعوري أبيض العنوان
فالقلب إن يملأ بطيب مشاعر لهو الجمال الحق ما أهناني
قيام الليل جمال:
والليل إذ يقضي بخير عبادة هو نور روحي أو مضيء جناتي
ملامح الإيمان:
وجهي إلى الرحمن متجهًا له كل الثناء وطائـل الشكران
وجهي تزينه بروحي عزة بالله لا بسـواه عـز مكاني
وملامح الإيمان تكسو بالحيا وجهي وليست صبغة الألوان
جمال الصدق:
فمي الجميل به أسبح خالقي لا أحـرم لا غـيبة بلسـاني
أنا لست أنطق بالمعيب لأنه قبح يشـوه فـطرة الإنسـان
أنا لست انطق غير صدق إنني وسواه دومًا ما نحن مختصمان
جمال الحجاب:
ثوبي أجهزه كثيفًا واسعًا ليكون سترًا ليس كشف عوان
ثوب الفضيلة والطهارة سعره غال ونعـم زيـادة الأثمـان
ثوب الحسان مطرز ومضيق سـاءت به تفصـيله الأبـدان
ثوب الكرام تزين وتعفف ليس الحرير بساتر الجسمـان
ثوب الوقار وشاح كل جميلة ثوب العـفاف جـميلة البستان
فتاتي أنت جميلة بدينك وحجابك وحيائك وعقلك..
أنت جميلة بذكرك لله وإيمانك، أنت جميلة برضا الله عنك.
هذي ملامح من جمالي إنها أصل الجمال وكسوة الإنسان
هذي عطوري يا خليلة طيبها يبقـى وتلك كسـوتي وكياني
ركبت من سحر الجمال حقيقة فخـذي بلا عـد بلا أثمـان
تبقين عمرك في جمال ساحر والذكـر للإنسان عمـر ثانِ