كثرت المشاكل بين الزوجين ولجأت الزوجة إلى المحكمة حتى تأخذ حقها من زوجها وتريد أن ينصفه القانون وذلك لسد الاحتياجات الكثيرة التي ترتبت عليها بعد الخلاف الزوجي والطلاق، وترددت كثيراً على المحكمة وهي تقدم الأوراق والمستندات ويقدم زوجها كذلك مما يفيد صواب موقفه وأفعاله.
إلى أن اقترح عليها المحامي حيلة حتى يوقع زوجها في مخالفة قانونية وهي أن تتصل به من الشقة التي أجرتها بعد طلاقها من زوجها وتدعوه أن يحضر إليها لتتفاهم معه فإذا وصل زوجها عندها تخبر المحامي بذلك فيتصل بالشرطة ليثبت عليه قضية اعتداء ومداهمة لمطلقته، وهذا ما حصل بالفعل فعندما طرق طليقها الباب عليها أرسلت رسالة للمحامي فتحرك المحامي سريعاً وأحضر الشرطة إلى المنزل ولكن المفاجأة التي حصلت ولم يحسب لها حساب أن المطلق لم يحضر إلى بيت مطلقته لوحده، وإنما أحضر معه أهلها وهم أبوها وإخوانها حتى يلم شمل العائلة ويتم التفاهم معها على العودة، فصدم والدها وإخوانها عندما شاهدوا الشرطة تقتحم المنزل وعرفوا المكيدة التي نفذتها ابنتهم ضد طليقها وكانت بإيحاء من المحامي، وانتقل الموقف من وقوفهم مع ابنتهم إلى انقلابهم عليها ووقوفهم مع الزوج المطلق وظهرت حقيقة الأمر.
ولعل السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل الخلاف الزوجي عندما يصل إلى المحكمة يزداد أم تتم معالجته؟
وهل تدخّل المحامين في المشاكل الزوجية يزيد من توتر العلاقة الزوجية أم يعالجها؟
وأعرف قصصاً كثيرة في مجتمعنا ومجتمعات أخرى انتهت إلى نتيجة القصة المذكورة نفسها بسبب تدخل شخص أو جهة غير واعية وغير رشيدة بنية الإصلاح ولم الشمل، ولكن بالطرق الملتوية وغير الشرعية التي أحدثت الكثير من الكوارث بعدها.
إن الظاهر من توجيه المحامي أنه نصيحة ولكن الواقع هو دمار لهذه العائلة (والكذب مهما طال فإن حبله قصير .
المصدر : موقع الأستاذ جاسم المطوع .
|