نادى الجِهاد
نادى الجِهــادُ فَمَـنْ وافـى وَمَـنْ هَـرَبــا
إنّي لَأعْـجَبُ سَيـف الشَّـرْقِ كَـيْـفَ نَـبـا
قِيْــلَ العُـروبَةُ في الهَيجـاءِ مـا بَـلِـيَــتْ
فَها هِيَ الحَـرْبُ ما لـي لا أرى العَـرَبـا
دَعِ السُّـكـارى فـلا تـوقِــظْ بِـهِـمْ أحَــداً
فَـمـا يَلـيــقُ بِـذي الأمْــجــادِ مـا نُـسِـبـا
لــي دونَ ذلــكَ مِــنْ أبـنـــائـهـا أُسُــــدٌ
نادوا الجِهـادَ وَكـانـوا للـرَّحـى قُـطُـبــا
* * *
إنّــي عَـشِـقْـتُ مـهــاةً غـــادَةً غُـنـُجــاً
مـا أنْــحَـلَ الـدَّهْــرُ زَيَّـاهـا ولا وهــبـا
شَرقيَّةُ الحُـسْنِ مِـنْ بَـيروتَ نِـسـبَـتُهـا
لُــبْـنــانُ أورَثَـهـا فَــخْـراً وَمُـنْـتَـسَــبــا
غـار الـجَـنـوبِ لـهـا تـاجٌ وَنِـحْـلَـتـُـهـا
سَيْلُ الدِّماءِ فياذا الـشَّـرْقُ مَـنْ خَـطَـبـا
وإنْ تَـفـاخَـرَ بالأنْـسـابِ خــاطِــبُــهــا
فالـمَـجْـدُ والِـدُهـا والـفَـخْـرُ مَنْ طَـلَـبـا
مَـجْـدٌ أحَـبُّ مِـنَ الـنـُّـعـمـى وأعْـذَبُــه
أشْـهـى إلَـيَّ مِـنَ الأحَـلامِ مُــكْـتَسَــبــا
* * *
ما أجْمَلَ النّارَ في ساحاتنا اسْتـعَـرَتْ
ما أجـمـلَ الـفَـجْـرَ لـمّـا لاحَ واقْـتَـرَبـا
كَـأنّـمـا الـنّــارُ لـمـَّـا لاحَ بــارِقُـهــا
صُبْـحٌ تَجَـلّى فَـوَلَّى الشَّــرُّ وانْـتَـحَــبــا
رِسالَـةُ الحَـقِّ والـبارودُ يَـحْـمِـلُـهـا
حَــقّــاً لَأصْـدَقُ مـمّـا قِــيْـلَ أو كُــتِـبــا
*** ***
لَـبّـَيـتَ فـيـنـا نِـداءَ اللـهِ مَـكْــرُمَــةً
لَمّا "بِحَيفا" رَمَيتَ الــنّــارَ والـلــهَــبــا
فَجاءَكَ النّصْرُ نَصْـرُ اللـهِ يـتْـبَعُـهُ
صَوتٌ مِنَ الّشَّعْبِ إنّـا نـأنَـفُ الهَـرَبــا
رَأيْـتُ فِـيْكَ "أبـا الهادِيِّ" قَسْـوَرَةً
لَـيْـثـاً غَـيـوراً إذا نـادى الوَغــى وَثَـبـا
يَحْـمِـيـكَ جُـنْـدٌ مِنَ الأَشْبالِ ذائِـدَةٌ
عَنِ "الجَنوبِ" فَيا بُـؤسـاهُ مَـنْ رَغِـبَــا
وذلـكَ الـوَعْـدُ كـانَ الـلَّـهُ أنْـجَـزَهُ
يا صادِقَ الوَعْدِ نِلْـتَ الفَخْـرَ والغَـلَـبــا
* * *
لَمْ يَثْـنِ عَزْمَـكَ تَدْمِير البُيوتِ ولا
مَكْـرُ الـلِّــئـامِ وَمَـنْ لـلغَـدْرِ قَـدْ شَــرِبـا
تِـلْـكَ الـبَـوارِجُ والأبْراجُ شاهِـدَةٌ
والغَرْبُ يَشْهَـدُ كَـيْفَ الشَّـرْقُ إنْ غَـضِبا
بُورِكْتَ حِزْباً وبورِكْتُمْ مُـقـاوَمَـةً
رَغْـمَ الـحَسـودِ وَتِـبْـيـاناً لِـمَــنْ طَـلَـبــا
*** ***
"بَيروتُ"مَجْدُكِ سَطَّرناهُ مِنْ دَمِنا
لا تُـنْـكِـريـنـا إذا جَــمْــرُ النـِّضـالِ خَـبـا
لَو تَعْرِفينَ الثَّرى ما لَـونُ تُرْبَـتِـهِ
هَـلِ الـدِّمـاءُ كَـسَــتْـهُ الأحْـمَـرَ الـخَضِبـا
فَتِلْكَ "ساعِرُ"والنِّيرانُ تَضْرِمهـا
يَـومَ الحَـمِـيـَّـةِ طَـوْداً أصْبَـحَــتْ حَـطَـبَـا
أمِ الصَّفـيحُ سِهـامُ النَّـارِ تَفْـلُقُـهـا
طَـيْـراً أبـابــيـلَ تَـرمـي دونَـهــا شُـهُــبــا
هــذا الـجِـهـادُ الَّـذي لـلَّـهِ دُرَّتُــهُ
قَدْ صاغَ سَـطْراً لِـمَـنْ غالى ومَـنْ ثَـلَـبــا
مَـنْ نـالَ غَصْباً لِأرْضِ الغَيرِ يُرْجِعُها
فَـيْضُ الـدِّمـاءِ فـهاتِ الـنَّـصْـلَ والقُـضُبـا
هــذا بـيـاني ولا لَــومٌ يُــلِــمُّ بِــــهِ
و الـحَـمْــدُ لـلَّـهِ ثُـمَّ الــشُّـكْــرُ قَــدْ وَجَـبـا
* * *