أيا مقبِل الحَييّن
أيـا مُـقـْبِِلَ الحَـيّين ِمِـلْ يُمْنَــةَ الحِمَـــى
وبلّـغْ سِــلام ِاللَّـــهَ أهــلاً و مَوطِنَــــا
يَمِينـــاً بهِـِــمْ إنْ كُنْـتَ للعَهــدِ حافِظــا
فـَـذاكَ الثّــرَىً قدْ كانَ للغِيْـدِ مَسْـكِنــا
وروِِّّ رِِمَـالَ الرَّوضِ مِـنْ سَكـبِ عَبْـرَةٍ
كََـسَـحِّ غَمَـام ٍأقْبَــلَ الأرْضَ مُـهــتِـنـا
فَمَنْ كانَ مِثْلِي في الهـوى كَيْـفَ يَـنْثَني
ويَنْسَى عُهـودَ الحُـبّ لوْ ذاكَ أمْــكَنََــا
رُبُــوعٌ حَمَـاها اللَّــهُ مِــنْ كُـلِّ نَـاكِـــثٍ
وصــانَ هَــواهــا في رُبـاهـا هَـوىً لــنــا
إذا صَدَحَـتْ بالأُفْــقِ أطْيِــارُ حَــِّيهِــمْ
تـلهَّــب َصَـدْرِي كالشَّــجِـيِّ وأذعَــنــا
لَعَمْـرُكَ مــا دَمْـعِي لِفَـقْـرٍ وَغُــرْبَـــــةٍ
ولكـنّـــهُ عِطْـــرٌ شَــــذِيٌّ أعـَــزّنــــــا
ورِوضٌ بَهِـــيٌّ قَــَّبـلَ الـنَّـفـْـــحُ وَِردَهُ
ووادٍ به ِالغِــزْلانُ وافَــــتْ غَـزالَــنـــا
نَسـَــائِـمُ زَهْــرٍ أسْعـَدَتْنــــا هُـبُـوبُهــــا
زمانــاً حَـسِـبْنـا أنَّ فـيـهـا حـَيـاتَـنــا
لَئِــنْ سَــاءَنـا بَـعْضُ الزَّمَـانِ بِغـَـدْرِهِ
فَـذِكْراكُـمُ المَـيـمـونُ أمْسى سـُـــرورَنــا
متَى فـَاح َمِنْ وادِيْـكُــمُ عِطْـرُ نَرْجـِسٍ
ومـا غـَرَّدَ الطَّــيْرُ الشَّـجِيُّ ولَـحَّـنَـــا
تُـرَاوِدُنِـي الأشْـواق ُحِـيْنَـاً لِحَـيِّـكُــمْ
فللـّهِ ذاكَ الـرَّبـْـعُ ما أطْــَيبَ المُـنــا
*** *** ***
أُناشِــــدُ فِـيكُــمْ كُـلَّ عـِهـْــدٍ وذِمَّــةٍ
بِحَــقِّ الهَــوى ألاّ يُفَــرَّقَ شَـمْـلُنَــا
أيــا مَوطِنــاً عَهْــدِي بِربْعِـكَ مؤْنِـسَـاً
تَفُــوحُ الأَقـاحِـي مِنْ ذُراهُ وتُجْــتنــى
فمـا بالُ ذاكَ الرَّوضِ أَقْسَـتْ بِشَـوكـِه
رياح ُالجَفـَا واسْــتَبْـدَلَـتْـهُ بِـَـورْدِنَـــا
أيـا مُمْتَـطِـي مَتْنَ الكُـمَيْـتِ يَـقُـودُهَـا
نسِـيْـمُ الصّبـا جاءَتْ تُلاطِـمُ ريحنــــا
إذا جِئْـتَ ذاك َالرَّسـْمَ خِـلْـتَ هُـبوبَـه
كَنَـشْـرِ أرِيْـجِ الزّهْـرِِ إنْ هــِو أحْسِـنَــا
تَـراهُ إذا الـغَـيْــمُ الهَـتـُــونُ يَـنُـــوؤُهُ
زهـا الآسُ والرَّيْحـانُ فـيـهِ وأَسْـكَـنـــا
*** ****
أيا ســاكنِيّ حَـيّ القُـلـوبِ وأرْضَهــا
أسـَـائِـلُـكُم ْ بالـوِدّ رُجـعـى لحـيّنــــا !
ألا فـارحَمُـوا قََـلبَــاً رَهــينَ صَبَـابَــةٍ
يُـقـَاسِـي بِـــدَاءٍ لـَيْس يَعْـلَمُ ما جَـنــى
وإنْ جِـئْـتُمُ دَرْبَ الحَـبِيْبِ رُوَيـدَكـُـمْ
فبعض عُهـودِ الرَّجـْعِ تُشْفِي نُفُوسـنــــا
إذا ما رِياحُ الشَّـوقِ هَـبـَّتْ بِمُهْجَـتِـي
حَسِـبتُ لِسَـانِي في الـتَّـحِـيـّة ألكــنــا
فيــا لـيتـها تدنـو المَسَـافَـةُ بَـيْنَنَــــا
ويا لَــيْتَـها الأيـــّامُ تُرْجِــعُ أُنْـَسـنـــا
ألا يا نَسِـيْمَ الوَجْـدِ بَعْــضُ صَـبابـتي
لِمَـنْ فِـي جَفـاهُـمْ خلـَّـفـوني مُوهَـنــــا
وصُـبِّـي على الأطْــلالِ دمْـعي فإنَّـني
لَـــراجٍ مـنَ الأطــلالِ ألا تَحْـــزنــــــــا
* * *