بتـــــاريخ : 2/26/2010 7:47:49 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1486 0


    نفق الموت في رفح

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : دكتور جمال سلسع | المصدر : www.arabicpoems.com

    كلمات مفتاحية  :

    حاملا أمنيتي يا ولدي
    حتى الشهيق الأخير
    ويدي تبحث عن شمس
    تصيغ الحلم
    لا تستجدي الوقت
    فوقتي اليوم كابوس على روحي
    فهل أخطف من وقتي وقتا
    لأعيد الحلم
    أحيا
    حاملا أمنيتي
    فوق نفق خبأ شمسي
    عن صياح الضمير؟
    نفق أحمل فيه الهمّ أجري
    نحو خبزي
    كيف يجري الهم خلفي؟
    نفق يبحث عني
    دقّ بابي
    أيقظ الشكّ بقلبي
    سال منه ظلمة
    فوق احتباس الخوف
    في روحي
    فمدي يا شظايا عرقي
    لهفة وقتي
    تطفيء الخوف بخوفي
    فرمال النفق المظلم
    ما زالت
    على أمنيتي تجثو
    فهل أقطف منها كسرة الخبز
    وأمشي
    في سراديب ....سراديب...؟
    إلى أين سأمضي
    عرقي ينزف من روحي
    على رمقي ألأخير!
    لا أرى في الدرب ظلّي
    هل هوى في الموت؟
    أم أبقى على خطوي
    عريّ ذاتي؟
    كيف أحمي قلق الذات
    على كسرة خبزي؟
    وأمامي نفق يشرب من همّي
    وهمّي عالق ما بين خبزي
    واحتراق المصير!
    كل شيء سار في غزة ضوءا أحمرا
    كيف امضي
    ساحبا مني سرابا
    حطّه في نفقي
    كف الشرور؟
    وأنا أبحث عن طقس
    لأحيا مرة أخرى
    على صدر سحاب
    لملم الهمّ عليه
    حبة القمح التي
    فاضت على وجع الجسور!
    بعيدا عن تضاريس حياتي
    كيف جاء النفق المظلم لي؟
    جاء يغتال ربيعي
    أيّ باب زفه لي؟
    كيف أحيا...؟
    وجع الموت ورائي
    وأمامي عرق!
    كيف سأحيا فيه حلما؟
    يشتهي أمنية
    تجتاز دهليزا
    ضلّنا في نفق....
    أمنيتي فيه
    تناجي الموت من أجل العبور
    فبعيدا عن تضاريس حياتي
    وهبتني حفنة
    من وجع الموت
    لأحيا فيه حلما
    يشتهي أمنية
    تجتاز دهليزا
    سيصطاد بها كسرة خبزي
    بين ظل الموت أمشي
    في ملاذ لاذ بي!
    أين يلوذ الخبز في سرداب موت
    يشتهي موتي
    قبيل العبور؟
    نفق قرّب عمري
    من مدارات الكفن!
    أبعد الأيام عني والهواء
    وأنا لا أشتري
    من ساعة الموت رجاء
    فرجائي.....
    دقّ أجراس صباحي
    وأنا أدلق روحي
    نحو خبزي
    قبل أن تنهض فيّ القبور
    فرجائي....
    دقّ أجراس صباحي
    حاملا خبز جياعي
    قاصدا مائدة الشمس
    لأبقى ....
    دمعة عاشت
    على دمع الفطور
    ليّ منفى واحدا عشت به
    كيف أعيش اليوم
    في منفى جديد
    جرّني فيه النفق؟
    كل شيء
    يربط العمر بظلّي
    يفتح الموت رياحا
    نحو عمري
    لا هدوءا
    في سراديب
    تشع الموت حولي
    وأنا انتظر الخبز
    على خطو الشفق!
    هل كبرنا فوق جرح
    قد أعاد الجرح فينا
    مرتين؟
    لو رجعنا فوق صدر الأرض
    تحنو من جديد
    ورمينا خلفنا
    تاريخ ليل الإنقسام
    ما رجعنا نسحب الأموات
    من أنفاق موت!
    كيف ودعنا قناديل حياة
    ما أتت فينا حياة الحكمتين
    فأنا في نفق الموت سأجري
    خلف خبزي
    كل يوم
    كيف أمسى الخبز موتا؟
    من وضعنا في طريق الموت؟
    من علّق في الجوع على أبوابنا وهما
    ليخطو في طريق قسّمت جرح بلادي
    وبلادي ما أحبّت غير حب واحد
    فيه انتماء الأرض
    عنوان الوطن!
    هل علينا أن يعيش الموت فينا؟
    أمسك الحاضر
    كي أمشي لمستقبل طفلي
    غير أني لا أرى
    في نفقي
    غير دموع شالها ماض
    على كف الكفن!
    حاملا أمنيتي يا ولدي
    لا لون فيها
    قد طفاها الجوع
    كيف الإنتظار المرّ
    ما بين التمنّي
    وانفراج الطريق؟
    ليتي أسكب برقا
    تحت ظل البرق أمشي
    قبل أن يذبح حلمي
    نفق...
    اشعل فيه الحريق
    نفق طلّ وما طلّ الحبق
    يأخذ النور من العمر
    إلى ظلمة موت
    وانا في حضن سراب
    وامامي لا خيارا
    غير رعب
    لوّن الشمس
    بلون الغرق!
    واقف في نفق الموت
    فكيف الدفء يأتي
    علّه يمسح من رعشة خوفي
    كل همي؟
    أيّ دفء يمطر القمح بقلبي
    ويعيد البرق ...
    في حضن النجاة؟
    كل شيء في حنايا الحب
    خبز...
    وأنا أحيا على أمنية
    قد قادها في الموت
    حبي للحياة!

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()