وليد عبد السلام
مع بداية القرن الحالى .. وبالتحديد بعد أحداث 11سبتمبر عام 2001، التى غيرت وجه العالم، وكشفت الأكاذيب، وعبثت بسيادة دول كبرى، وكانت المدخل لنشر الرعب والخوف فى كل أنحاء العالم الذى مازال يعانى من تداعياتها حتى الآن.. فما حدث بعد هذه الأحداث أو بذريعتها قد أدى الى تطويق الوجود الاسلامى فى الغرب، وانتهاك سيادة دول عربية واسلامية عديدة.
عانى الملايين من المواطنين العرب والمسلمين المقيمين فى أوروبا وأمريكا بعد تلك التاريخ من قسوة المعاملة سواء من جيرانهم أو أصدقائهم أو زملائهم فى العمل أو حتى من لم تربطهم بهم أى علاقة.. فقد كنا نسمع وقتها من بعض أصدقائنا وأقاربنا الذين لم يتحملوا قسوة الحياة بعيدا عن وطنهم وعادوا اليه سواء بارادتهم أو مجبرين أقاويل كثيرة لم يحضرنى منها سوى القليل، أهمها وبتعبير بسيط آسف على ذكره (أن العرب المقيمين فى أوروبا وأمريكا أصبحوا مثل الجرب) فلم يكد أى عربى أو مسلم يسير فى شوارع تلك القارتين الا ويجد الجميع ينتفض من حوله ويبتعد عنه ويهمس فى أذن المارة ويشير عليه وكأنه مريض بالجرب.. وبدأ الغرب يصف العرب بالارهابيين وامتد هذا الوصف الى ملاعب كرة القدم فقد سمعنا وشاهدنا الجماهير الأوروبية تصف العديد من اللاعبين العرب بالارهابيين ومنهم احمد حسام ميدو نجم مصر.. وهى القضية التى ناقشها الفيلم الأمريكى الرائع الذى يعرض حاليا فى جميع دور العرض بالسينما (اسمى خان ولست ارهابيا) والذى تم عديل اسمه الى (اسمى خان) وهو بطولة الممثل الهندى المتألق (شاروخان).
بالعودة الى تداعيات أحداث 11سبتمبر فسنجد أن ما حدث للعرب والمسلمين فى أوروبا وأمريكا ألهب حماس ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية والاسلامية وانتفضوا جميعا لمحاولة تعديل نظرة العالم اليهم ونفى الصورة المشبوهة التى صورها الاعلام الغربى عن العرب والمسلمين، مع محاولة اعادة العلاقات العربية الغربية لما كانت عليه قبل أحداث 11 سبتمبر.. وبعد جهود مضنية واجتماعات عديدة ومشاورات واسعة وقرارات كثيرة نجح العرب والمسلمون فى استعادة مكانتهم وسط الغرب.
الآن، وبعد مرور حوالى تسعة أعوام على أحداث 11 سبتمبر أجد جماهير كرة القدم العربية بمختلف أوطانها وانتماءتها تعود لتكشف الوجه القبيح للعرب وتؤكد مقولة الغرب أن العرب ارهابيون.. فبغض النظر عن ما شهدته مدينة أم درمان السودانية من أعمال عنف وشغب وبلطجة بل وارهاب بعد نهاية مباراة مصر والجزائر الفاصلة فى الصعود الى كأس العالم بجنوب افريقيا فى نوفمبر الماضى والتى تحدث عنها العالم بأسره. ومع مطلع ابريل الجارى (شهر الكذب) يشهد ملعب زعيبل فى دبى بالامارات أعمال عنف وشغب من جماهير فريق الوصل الاماراتى خلال مباراة الوصل والنصر السعودى في الدور نصف النهائي للبطولة الخليجية الـ25 للأندية.. حيث استفزطبيب الفريق السعودي، اللبناني إيلي عواد، وهو يعالج أحد لاعبي النصر، مشاعر جماهير الوصل، عندما قام بعمل حركة فيها "خدش للحياء العام"، وكانت النتيجة وقتها تقدم الوصل 2/3. لتضطر بعض جماهير الوصل إلى النزول من المدرجات لتنهال على طبيب ولاعبى النصر ضرباً.. والاغرب ان الشرطة الاماراتية رفضت احضار سيارة خاصة تقل الفريق السعودى من الملعب وكذلك تخازلت فى تأمينه.
وسيطرت أعمال العنف والفوضى على أحداث مباراة الترجى التونسى وحمام الأنف والتى إنتهت بتعادل الفريقين بثلاثة أهداف لكل منهما ضمن منافسات الأسبوع الـ 22 من الدوري التونسى.. وأشارت "الصحافة" التونسية إلى أن الاضرار تسببت في خسائر مادية أولية تقدر قيمتها بـ 82 ألف دينار, فقد تجاوزت أعمال العنف كل الحدود في هذه المباراة.. حيث تعمد بعض المشاغبين من الجماهير عمل هذه الأحداث المؤسفة والتى أسفرت عن نقل قرابة 30 حالة إلى المستشفى، وتم إلقاء القبض على 142 من جماهير الترجى.. وتعرض صابر خليفة مهاجم حمام الأنف بعد أن غادر الملعب ملتحقاً بغرفة الملابس إلى اعتداء عنيف.
وكان استاد القاهرة شاهدا على أحداث العنف والشغب التى أعقبت مباراة الزمالك واتحاد الشرطة والتى تورط فيها ابراهيم حسن المنسق العام لفريق الزمالك وعلاء على لاعب الزمالك ومحمد ابراهيم مدرب الشرطة الذين فضحوا الرياضة المصرية أمام عيون العالم.. بخلاف عشرات الجماهير التى احتجزتهم الشرطة لتورطهم فى أعمال عنف وشغب داخل وخارج الاستاد.
وشهدت الشوارع الجزائرية وبالتحديد فى ولاية باتنة إعتداءات على المواطنين في الشوارع من قبل بعض المشجعين المتعصبين لفريق مولودية الجزائر قبل إنطلاق إحدى مباريات الدوري المحلي الأسبوع الماضي.
وألقت شرطة ولاية باتنة القبض على 17 من جماهير المولودية الذين إعتدوا على المواطنين في الشوارع وحطموا بعض المحلات والسيارات قبل المباراة دون أى مبرر.. وإحتجزت الشرطة عدد كبير من الأسلحة البيضاء كانت مع الجماهير قبل دخولهم ملعب المباراة.
كما نشرت العديد من الصحف والمواقع العالمية تقارير عديدة عن خطر إرهابي يهدد مباريات كأس العالم لكرة القدم القادمة بجنوب إفريقيا، ويثير المخاوف حول فقدان المئات أو الألاف من الأرواح خلال الحدث العالمي الكبير.
وكانت "دايلي ميل" البريطانية من ضمن الصحف التي تحدثت عن أزمة خطيرة يواجهها القائمون على تنظيم مباريات المونديال الإفريقي الأول، وذلك بعدما أكدت أن مجلة "الجهاد" الإلكترونية، والتي تعد أهم وسائل الإعلام الناطقة باسم تنظيم القاعدة، أن إحساساً رائعاً سيسطر على الجميع إذا ما دوى إنفجاراً هائلاً في ملعب مكتظ بالمشجعين الأمريكان والإنجليز، موقعاً المئات منهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن التهديدات صدرت من جماعة إرهابية "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" نشاطها منتشر في المغرب وتونس والجزائر، غير أن مقرها متواجد بالجزائر.
وجاء في البيان التهديدي أن المنظمة تعتزم استخدام نوع من المتفجرات غير قابل للكشف، وسيمر بسهولة على نقاط التفتيش الأمنية، مشيراً إلى أنه يحتوي على مواد تسبب المئات من الوفيات في دقائق معدودة.
ماحدث خلال الشهر الجارى فى الملاعب العربية وبالتحديد فى الامارات وتونس ومصر والجزائر وتناقلته المحطات الفضائية التى يتباهى مذيعيها بتقديم السبق فى اظهار وطنه بهذه الصورة السيئة والشكل القبيح لدرجة تجعل العالم كله يصفنا بالارهابيين ان دل على شىء فلم يدل الا على الفوضى العارمة والهمجية التى تعيشها الشعوب العربية.. بالاضافة الى ان كل ما سبق يؤكد للعالم كله أن العرب ارهابيون.
ومن هذا الممبر الاعلامى أتوجه الى السادة مسؤلى الاتحاد العربى لكرة القدم، والسادة مسؤلى الاتحادات الاهلية العربية، والسيد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية بضرورة التحرك بشكل سريع من أجل انقاذ سمعة العرب والمسلمين قبل أن تفسد كرة القدم ما أصلحته السياسة.