كــرة القلـــــ
'بهدلة'.. بمليون يورو
بقلم: أسامة إسماعيل
أن يأمر الأمير سلطان بن فهد المسئول الأول عن الرياضة السعودية بتعويض اللاعب حسام غالي بمبلغ مليون يورو عن الأضرار التي لحقت به من جراء اتهامه الباطل
من قبل لجنة المنشطات السعودية بتناول المنشطات ـ حسبما نسب لسمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم ـ لهو موقف يستحق الإشادة لمن أصدر هذا القرار ولمن سعي إلي إصداره, مع أن ملايين الدنيا كلها لا تكفي لتعويض لاعب مصري فذ مثل حسام غالي عن الأضرار النفسية و الدعائية التي لحقت به, لا سيما أن هذه الأضرار امتدت بصورة أو بأخري إلي المنتخب الوطني كله وغالي أحد عناصره الرئيسية التي أحرزت اللقب الإفريقي قبل أشهر قليلة, كما أن الأمر لا يشمل لاعبا مصريا فقط, ولا ينال من المنتخب المصري فحسب, بل يمتد إلي مصداقية الرياضة والكرة السعودية, ممثلة في لجنة المنشطات, وهو الأمر الذي من المؤكد أنه في ذهن وعلي مكتب الأمير سلطان, حيث أن صك البراءة الألماني الذي أفحم به غالي كل خصومه وضع علامة استفهام كبيرة حول موقف لجنة المنشطات السعودية وقراراتها سواء الحالية أو السابقة, لا سيما في ظل تصريحات صحفية منسوبة لمسئولين عن المعمل التونسي للكشف عن المنشطات تفضح بعض مواقف المسئولين عن هذه اللجنة باتهامها بمحاولة المداراة عن وقائع بعينها, في وقت تم فيه تسريب عمدي لواقعة حسام غالي خلافا لنهج اللجنة, والله أعلم بالغرض من ذلك, كما أن تصريحات المعمل التونسي تلقي بظلال كثيفة حول سبب تحول المسئولين عن لجنة المنشطات السعودية عند التعامل معه إلي معمل ماليزيا, الذي لا يوجد أي وصف دقيق له بعد إدانته العالمية إلا أنه معمل مشبوه, وجب غلقه وقد هامت الشبهات حول كل قرارات الإدانة التي تسبب بها, كما أن اللجنة السعودية باتت تحتاج إلي من يتدخل لتعديل مسارها إلي الطريق الأصوب, وأن يعاد النظر في كل قراراتها السابقة ويتم التحقيق في كل الادعاءات التي نالت من شفافيتها, وإذا ثبت بالفعل صدق إدعاءات نادي النصر الذي ينتمي إليه اللاعب المصري بأن الموضوع برمته كان يستهدف تفويت الفرصة علي النادي للاستعانة بمجهودات محترفه في مباراة محلية كبري أمام منافس كبير, فإننا نرجو أن تبتعد أيدي التنافس غير الشريف عن اللاعبين الأجانب لأنهم لا ذنب لهم, ولا' هي ناقصة' بالنسبة للمصريين منهم, وذلك مع شكي الكبير في صحة هذا الإدعاء علي وجه التحديد.
أما حسام غالي فلا تبتئس بما كانوا يفعلون وقد جاءت براءتك مدوية أكبر من خبر اتهامك, وإن جاءك تعويض بهذا المبلغ الذي لا يساوي شيئا ولا يداوي جرحا في مشوار معاناتك, فاعلم أن هناك الكثيرين الذين تلاحقهم هذه' البهدلة' دون مقابل, عندما يتركون بيوتهم وأولادهم في' أنصاص' الليالي تطوعا لصديق يحاول أن يملأ مساحة لديه علي شاشات التلفزيون, ثم يفاجأ بتعرضه لشرك أو هجوم مباغت من أحد المصادر ربما يصل إلي حد السب علي الهواء دون حام يحميه, أو نخوة مضيف تدفع الأذي عن ضيفه, ولعلني هنا لا أعني أحدا بعينه أو برنامجا بعينه, ولكني أحاول ان أضع توصيفا لمواقف كثيرة يتسبب فيها القائمون علي البرامج الرياضية لإشكاليات بين ضيوفهم ثم يتركونها' تولع' عمدا وهم يعلمون أن من بين ضيوفهم المتطوعين مخدوعين فيهم.. اللهم احمنا من هذه الفضائيات, وعشم أصدقائنا في الفضائيات, وابعدنا عن صراعات العاملين في الفضائيات, واغننا بفضلك وكرمك عمن سواك.