كشفت الولايات المتحدة للمرة الأولى عن الحجم الحالى لترسانتها النووية، مزيحة الستار عن واحدٍ من أهم الأرقام السرية، فى مسعى لتعزيز جهود حظر الانتشار النووى. قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس الأول أنها تملك ما مجموعه ٥١١٣ رأسا فى ترسانتها النووية، وذلك حتى نهاية شهر سبتمبر ٢٠٠٩، ويمثل ذلك خفضاً بنسبة ٨٤% من ذروة بلغت ٣١٢٢٥ رأساً عام ١٩٦٧، وحين سقط حائط برلين عام ١٩٨٩ كانت الترسانة الأمريكية تحوى ٢٢٢١٧ رأساً، وقال البنتاجون إن الرقم الحالى هو ٥١١٣ يحوى الرؤوس المنشورة فى وضع التشغيل، وتلك الموضوعة فى الاحتياطى فى وضع التشغيل، بالإضافة إلى المخزونة فى غير وضع التشغيل، لكنه لا يشمل «بضعة آلاف» أحيلت إلى التقاعد وتنتظر الإزالة.
ولفت البنتاجون إلى أنه «بين ١٩٩٤ و٢٠٠٩، عمدت الولايات المتحدة إلى تفكيك ٨٧٤٨ رأساً نووياً»، مؤكداً أن «آلافاً عدة من الأسلحة النووية الإضافية فى طريقها إلى التفكيك»، وذلك دون أن يعلن رقماً محدداً. وذكر اتحاد العلماء الأمريكيين، وهو جماعة غير ربحية أن الإجمالى لا يشمل الرؤوس الحربية التى أخرجت من الخدمة ومن المقرر تفكيكها.
وتمتلك الولايات المتحدة آلافاً أخرى من الرؤوس النووية التى لم يتم تفكيكها بعد، ولكن بانتظار أن يتم ذلك، حيث تمت إزالة أجزاء جوهرية وضرورية منها، ولكن لا يحتفظ بها ضمن المخزون العسكرى، باستثناء أن الرؤوس الحربية المدمرة يتم الاحتفاظ بها فى آماكن آمنة، ويحتاج تجهيزها من جديد إلى مزيد من الجهود والأموال الطائلة، بحسب شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية. وحول مغزى ذلك الكشف، قال مسؤول كبير فى وزارة الدفاع الأمريكية للصحفيين بمقر البنتاجون «الولايات المتحدة تظهر أنها تزداد شفافية.. هذا جزء من التزامنا، تمهيد المسرح لتعزيز حظر الانتشار النووى والمزيد من الحد من التسلح».
جاء ذلك بالتزامن مع انطلاق مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووى أمس الأول، الذى يعقد كل ٥ سنوات بمقر الأمم المتحدة فى نيويورك لتقييم مدى التزام الدول الموقعة على المعاهدة والمشاكل الأخرى التى تواجه تطبيقها. ويستمر المؤتمر الذى يعقد بمقر الأمم المتحدة فى نيويورك حتى ٢٨ مايو الجارى.
وأعلنت طهران أن حيازة الولايات المتحدة لأكثر من ٥ آلاف رأس نووية يهدد الأمن العالمى، مطالبة واشنطن بتحديد جدول زمنى واضح لتدمير أسلحتها، التى قالت إن امتلاكها غير مبرر.
وفى رسالة إلى المؤتمر حذر الرئيس الأمريكى باراك أوباما من أن الدول التى لن تتخلى عن سعيها إلى امتلاك ترسانة نووية سيكون مصيرها العزلة، وطالب أوباما الدول الكبرى بأن تختار بين الوفاء بالتزاماتها على الصعيد النووى أو أن تتخلى عنها على مرأى من العالم برمته، ولم يسم الرئيس الأمريكى أى دولة، ولكن بدا أنه يشير إلى إيران بعد خطاب شديد اللهجة الاثنين ألقاه الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، أمس الأول، من على منبر الأمم المتحدة، وهاجم فيه أوروبا وإسرائيل والولايات المتحدة.
ورفضت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بشدة تصريحات أحمدى نجاد ووصفتها فى كلمتها أمام المؤتمر بأنها «نفس الاتهامات الكاذبة والجامحة أحيانا التى سمعها العالم من قبل». وأضافت أن «إيران هى البلد الوحيد الممثل فى هذه القاعة الذى خلص مجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أنه لا يمتثل حاليا لالتزاماته النووية».
وأعلنت هيلارى أيضا أن واشنطن على استعداد لدعم «إجراءات ملموسة» ليصبح الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، وحذرت من أن الدول التى تنتهك قواعد معاهدة الحد من الانتشار النووى ستدفع «ثمناً باهظاً».