بتـــــاريخ : 5/7/2010 9:13:06 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1858 0


    سفيرنا لدى إسرائيل لا يعرف

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : د.وحيد عبدالمجيد | المصدر : www.almasry-alyoum.com

    كلمات مفتاحية  :
    سفير اسرائيل يعرف خبر مقال

    عندما قال وزير الخارجية أحمد أبوالغيط إنه لم يذهب إلى لبنان لنقل رسالة من عدو إلى صديق، تمنيت لو أنه قصد ما يؤمن به معظم المصريين الذين يعرفون جيدا أن إسرائيل هى عدوهم الأول، ولكن وزارة الخارجية أسرعت إلى توضيح مقصده، وهو أن إسرائيل عدوة للبنان وليس لمصر، ولم تترك لنا فرصة لنعيش قليلا فى شعور وهمى بالفخر.
    وجاء كلام سفيرنا لدى إسرائيل ياسر رضا فنقلنا إلى شعور بالخجل، عندما جزم بأنه لا يمكن أن تكون إسرائيل دولة عدو، ثم عزز هذا الشعور بعظيم أمنياته عن إقامة مباراة كرة بين مصر وإسرائيل. ولهذا الشعور بالخجل مبعثان: أولهما أن السفير رضا لا يتخيل أن يكون عدونا الأول عدوا. وثانيهما هو عدم معرفته قواعد أولية فى العلاقات الدولية، وبالتالى عدم إلمامه بطبيعة دوره فى إسرائيل.
    يعتقد السفير رضا، كما نُقل عنه، أنه (لا يمكن لسفير مصر أن يكون موجودا لدى دولة عدو)، ويعنى ذلك أن الصداقة تسود بالضرورة العلاقات بين الدول التى تتبادل التمثيل الدبلوماسى، وأن الإخاء يجمعها فى كل الأحوال، وربما الحب والغرام أيضا.
    وهو لا يعرف أن كثرة من الحروب المدمرة نشبت بين دول كان التمثيل الدبلوماسى متبادلا بينها لفترة طويلة. فلم يكن هذا التمثيل دليلا على عدم وجود عداء، ولا أدى إلى وضع حد لهذا العداء. كما أن الحروب المسلحة ليست هى الدليل الوحيد على العداء. فمن الجائز أن تكون هذه الحروب باردة، مثلما كانت الحال بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى.
    ومادام السفير رضا لا يعرف ذلك، فهو لا يدرك طبيعة مهمته ولا ينتبه إلى مظاهر عداء إسرائيل لنا فى مجالات شتى ليس آخرها، بالتأكيد، دورها فى تصعيد الخلاف بين دول منابع النيل ودولتى المصب. وإذا سأل، ببراءة، عن دليل على ذلك نحيله إلى الورقة التى أعدها تسيفى مزئيل السفير الإسرائيلى السابق لدى مصر بشأن هذه القضية وكشف فيها رؤية «الدولة الصديق!» لها. وكانت هذه الورقة موضع احتفاء فى إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة.
    والمفترض أن يكون السفير رضا هو من ينبهنا إلى مثل هذه المواقف بحكم وجوده فى إسرائيل وليس العكس، أما وأنه لا يعرف طبيعة مهمته، فيتعين سحبه وعدم إيفاد سفير آخر لأنه ليس هناك ما يلزم مصر بذلك بخلاف ما يزعمه أصدقاء إسرائيل.
    فمعاهدة السلام تنص على إقامة علاقات دبلوماسية دون تحديد مستوى هذه العلاقات (المادة الرابعة الفقرة الثالثة). وإذا كان البروتوكول المسمى (بروتوكولاً بشأن علاقات الطرفين) أشار إلى (إقامة علاقات دبلوماسية وقنصلية وتبادل السفراء)، فقد نفذت مصر التزامها فيه وأرسلت سفراء فعلا، وليس هناك ما يلزمها بأن يظل هناك سفير إلى الأبد.
    ولنا على ذلك دليلان: أولهما من البروتوكول نفسه الذى ينص على (إقامة علاقات ثقافية) لم تلتزم مصر بالاستمرار فيها. وثانيها من رسالة السادات الموثقة إلى كارتر التى جاء فيها أنه سيرسل سفيرا إلى إسرائيل استجابة لرجاء الرئيس الأمريكى. فلو أن إرسال سفير ملزم لمصر، ما احتاج الأمر أن يرجوها كارتر.

    كلمات مفتاحية  :
    سفير اسرائيل يعرف خبر مقال

    تعليقات الزوار ()