أ. علي بوراوي .
صدر مؤخّرا عن منشورات مجلة علوم التربية بالرباط كتاب جديد للدكتور أحمد أوزوي -الأستاذ بكلية علوم التربية- يحمل عنوان: "سيكولوجية الطفل: نظريات النمو النفسي ومراحله". الكتاب يضمّ 162 صفحة من الحجم المتوسّط، موزّعة على ستة فصول، وهو مرجع هام وضروري للأولياء في فهم الطفولة وحسن التعامل معها.
تناول الباحث في الفصل الأوّل من كتابه مفهوم الطفولة ومكانتها لدى الأمم والشعوب عبر التاريخ، فتحدّث عن مفهوم الطفولة في التراث الحضاري اليوناني والروماني ثمّ الإسلامي. وخصص الفصل الثاني من الكتاب لرواد علم النفس الحديث والمعاصر، وأهم ما جاءوا به. وفي الفصل الثالث تناول نظريات النمو النفسي. وخصص الفصل الرابع لمناهج علم نفس النمو. وتناول في الفصل الخامس العوامل الوراثية والبيئية المؤثرة في النمو. وخصص الفصل السادس والأخير لمراحل النمو النفسي عند الطفل.
بيّن الباحث أنّ الاهتمام العلمي بالطفل هو نتيجة طبيعية للتطور الذي عرفته الحياة البشرية، لكن هذا التطوّر بالرغم من تحسّن ظروف عيش الطفل المادية والصحية والغذائية لم يمنع من ظهور مشكلات جديدة إضافة إلى أخرى قديمة، مثل التشرّد، والاستغلال بمختلف مظاهره، والانحراف بشتى صوره. وعزا ذلك إلى أسباب مختلفة؛ من أهمّها: النزاعات والحروب، والجهل والأمية، والإجرام والانحراف.
وأكد المؤلف على أهمية العناية بالطفولة في المجتمعات البشرية؛ فهي رأسمال الإنسانية ومستقبلها، وأوضح أنّ الاهتمام بالطفل هو السبيل القويم لكل تخطيط تربوي واجتماعي واقتصادي جاد وناجح. وبعد أن تناول الباحث تطور نظرة المجتمعات والحضارات إلى الطفل تحدّث عن مدارس علم النفس الحديثة والمعاصرة، واهتمامها بهذه المرحلة من عمر الإنسان، متوقفًا عند فرويد، وبياجي وفيكوتسكي. ثم تناول مفهوم النمو لدى الطفل والعوامل المؤثرة فيه، ملحّاً على ضرورة التمييز بين ما هو وراثي وبيوفيزيولوجي وبيئي. ثم تناول مراحل النمو النفسي، منطلقًا من المرحلة الجنينية، ثم مرحلة المهد، ثم الطفولة المبكّرة، ثم الطفولة الوسطى، إلى الطفولة المتأخرة. وتحدّث المؤلف عن النضج العاطفي للطفل، وتوازنه النفسي، وارتباط ذلك بتطور قدراته الذهنية، مؤكدًا على أنّ الأوضاع العائلية المستقرة هي أساس سلامة الطفل وحسن نموّه.
ولم يهمل صاحب الكتاب بقية الأوساط الأخرى المؤثرة في نمو الطفل، فتناول بعد الوسط الأسري: الوسط المدرسي، والوسط الاجتماعي، ومحيط الأصدقاء. كما تحدّث عن تأثير وسائل الإعلام على شخصية الطفل وتكوينه، وأوضح أنها سلاح ذو حدّين، ودعا إلى انتقاء ما يفيد الأطفال منها، وتجنّب ما هو مضرّ منها، مثل برامج العنف والجريمة والجنس. كما تحدّث عن النوادي والجمعيات وغيرها من الأنشطة التي تؤطر الأطفال. ودعا المؤلف إلى ضرورة صقل مواهب الأطفال وتنميتها، وإعدادهم في مختلف المجالات، وتشجيعهم على الانضمام إلى الجمعيات والنوادي الجيدة التي تساهم في تطوير مواهبهم وقدراتهم
المصدر : موقع إسلام اونلاين .
|