أبدت سفيرة البرازيل في الأمم المتحدة استياءها من تجاهل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن اتفاق مبادلة الوقود النووي الموقع في طهران قبل يومين والذي تعتبره بلادها انفراجة كبيرة في المواجهة بين إيران والغرب.
جاء ذلك قبيل جلسة مجلس الأمن المغلقة التي خصصت لبحث المشروع الأميركي الجديد لفرض جولة رابعة من العقوبات على إيران والذي قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنه يحظى بدعم الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس.
وقالت السفيرة البرازيلية ماريا لويزا ريبيرو فيوتي أمس إن بلادها ترفض مناقشة مسودة القرار المتعلق بفرض عقوبات على طهران "لأننا نشعر أنه طرأ وضع جديد"، في تلميح إلى رعاية بلادها وتركيا خلال قمة الدول الـ15 بطهران اتفاقا لمبادلة الوقود النووي.
وشددت ريبيرو فيوتي التي تحظى بلادها وتركيا حاليا بمقعدين غير دائمين في مجلس الأمن، على أن هناك اتفاقا آخر ظهر أمس الأول وهو "اتفاق مهم".
ومن جانبه لم يستبعد دبلوماسي تركي -رفض الإفصاح عن اسمه- الانخراط في مناقشة مشروع القرار الخاص بفرض العقوبات, لكنه قال إن التركيز سينصب على الاتفاق الآخر، في إشارة إلى اتفاق مبادلة الوقود النووي.
رايس
أما السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس فقالت إن اتفاق طهران لا صلة له بموضوع تخصيب اليورانيوم الذي دفع الدول الكبرى إلى التهديد بفرض عقوبات جديدة على إيران.
وعلق وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي بدوره على الموضوع قائلا -حسبما جاء على الموقع الإلكتروني لوزارته- إنه تحدث مع نظيريه البرازيلي والتركي حول اتفاق مبادلة الوقود النووي.
وأضاف أنه أشاد بجهودهما وبترحيب بكين بالاتفاق الجديد، مضيفا أن بلاده تأمل أن يساعد في إيجاد "حل سليم للمسألة النووية الإيرانية عبر المفاوضات والحوار".
في هذه الأثناء وصف وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم بعد عودته إلى بلاده الاتفاق الخاص بمبادلة الوقود النووي بأنه "انفراجة كبيرة" في المواجهة بين الغرب وإيران حول ملف الأخيرة النووي.
وشدد في إيجاز صحفي عقب عودته إلى بلاده على أنه لا توجد أسباب تدعوه للاعتقاد بأن برنامج طهران معد لأغراض عسكرية مثلما يروج الغرب، داعيا إلى اعتماد الحكمة عند النظر في فرض عقوبات جديدة على إيران.
وقال أموريم عن الاتفاق الذي يقضي بنقل وقود منخفض التخصيب إلى البرازيل عبر تركيا لرفع مستوى تخصيبه "إنها المرة الأولى التي تقبل فيها إيران اقتراحا مكتوبا بدون أي استفسار".
وحذر الوزير البرازيلي من أن تجاهل هذا الاتفاق سيكون موازيا لازدراء الحل السلمي للأزمة الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني.
أوباما واليهود
في هذه الأثناء استعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال أول اجتماع مع النواب اليهود في الحزب الديمقراطي، موضوع فرض عقوبات جديدة على إيران وجهود الحفاظ على أمن إسرائيل، بالتزامن مع مناقشة المشروع الأميركي الجديد بمجلس الأمن حول معاقبة طهران.
وقال البيت الأبيض إن الاجتماع الذي ضم 37 نائبا يهوديا من الحزب الديمقراطي تناول على مدى ساعة ونصف "المداولات الخاصة بالمرحلة الرابعة من العقوبات الدولية على إيران" وما وصفه "بالالتزام المشترك" بالسلام والأمن في الشرق الأوسط.
كما أشار البيان إلى أن أوباما والنواب بحثوا طائفة من المواضيع، بينها الطلب المقدم للإدارة الأميركية بتقديم 205 ملايين دولار لإسرائيل لتركيب نظام دفاع صاروخي.