[رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ]
القدس المحتلة: كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن هناك عدة عوامل دفعت كبار القادة السياسين في إسرائيل للاقتناع باستحالة توجيه ضربة عسكرية إلى إيران حتى لو أصبحت "نووية" أبرزها تردد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورفض أوباما إعطاء الضوء الأخضر لهذه العملية ، فضلا عن ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية عن الصحيفة "هناك أسبابا كثيرة داخلية وخارجية أوصلت القادة الإسرائيليين إلى هذا الاستنتاج، منها اختلاف الظروف التي أتاحت لسلاح الجو الإسرائيلي تدمير المفاعل النووي العراقي قرب بغداد قبل 29 سنة والمبنى الذي خطط ليكون مفاعلا نوويا في دير الزور في سوريا .
وأوضحت "في سوريا والعراق، كان هناك مفاعل واحد في مكان واحد وقد تم تدميرهما بغارتين فرديتين. بينما المفاعلات في إيران عديدة ومنتشرة على مواقع عديدة على طول البلاد وعرضها".
وتابعت "إذا كان المفاعل في العراق احتاج إلى 16 طائرة مقاتلة 8 من طراز "إف-16" نفذت القصف و8 أخرى من طراز "إف-15" كانت تحميها، وفي سورية 3 طائرات، وكانت قادرة على الدخول والخروج وتعود إلى قواعدها سالمة، فإن المفاعلات النووية في إيران تحتاج إلى 120 طائرة ولا يوجد أي ضمان لأن تعود جميعها سالمة".
صعوبة الضربة
وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق من إسرائيل إلى إيران يحتاج العبور في عدة دول عربية: السعودية وبقية دول الخليج، أو الأردن والعراق، أو سورية وتركيا. ولا يتوقع أن تسمح أي من هذه الدول باختراق سمائها، خصوصا في ظل تعثر مفاوضات السلام والقناعة بأن حكومة بنيامين نتنياهو ليست معنية بالسلام.
كما أن القادة الذين اتخذوا القرار في إسرائيل في حالة المفاعل العراقي كانوا أقوى وأكثر جرأة من رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو الذي يصفه الخبراء الاسرائيليين بأنه "متردد جدا" ، خصوصا أن وزير حربه إيهود باراك، ورئيس أركان الجيش جابي أشكنازي يتسمان بالحذر، وحتى وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان يتخذ جانب الحذر في هذا الموضوع.
الموافقة الأمريكية
ولفتت "هآرتس" إلى أن إسرائيل لا يمكنها مهاجمة المفاعلات النووية في إيران، من دون موافقة الولايات المتحدة التي أصبح رئيسها باراك أوباما غير معني بالحرب .
وأوضحت "حرصت إدارة أوباما على توضيح موقفها الحازم بهذا الشأن بواسطة أربعة مسؤولين قدموا إلى إسرائيل خلال نصف السنة الأخيرة وقالوا بما لا يقبل التأويل إنهم يرفضون هذا الخيار العسكري، هم: نائب الرئيس جو بايدن، ورئيس القوات المشتركة مايك مولن، ورئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري، ورئيس الاستخبارات ليون بانيتا".
ويعتقد مسئولون إسرائيليون أن الرفض الأمريكي يرجع إلى الخوف من أن تنتقم إيران من القوات الأمريكية والغربية في العراق وأفغانستان، أو تفعل "الخلايا الإرهابية النائمة" في دول الغرب وإغلاق مضيق هرمز في الخليج ومنع وصول النفط إلى الغرب، علما بأن ربع استهلاك النفط العالمي يمر بهذا الممر، وإغلاقه سيحدث فوضى أسعار ومن ثم أزمة عالمية جديدة.
رد إيران
وألمحت الصحيفة إلى أن الرد الإيراني على قصف مفاعلها النووي، قد يأتي على شكل توتر عسكري كبير وغير مسبوق، حيث من المتوقع أن تقصف إيران إسرائيل وأن تنضم إليها سوريا وحزب الله اللبناني وحماس. وتتدهور الأوضاع الأمنية إلى حرب شاملة.
وذكرت الصحيفة " بعد أن يضع قادة إسرائيل أن قادة إسرائيل كل هذه المخاوف نصب أعينهم ، فأنهم قد يميلون إلى التعايش مع إيران نووية، على الرغم مما يعنيه مثل هذا التعايش من أخطار على إسرائيل في ظل القيادات الإيرانية المتطرفة المغامرة والتي تتمنى أن ترى إسرائيل قد زالت عن الخارطة".
خيبة أمل
في ذات السياق ، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب كديما المعارض تساحي هنجبي قوله "نشعر بخيبة الأمل مع حقيقة أن إيران لم تشعر بالضغط الدولي، ولم تبال بمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة، ونشعر بأن الوقت ينفد".
وقالت الصحيفة، التي أخذت في الاعتبار رأي المعارضة الإسرائيلية، إن صبر إسرائيل أخذ في النفاد خلال الأسابيع الأخيرة إزاء أي قرار سيتم التوصل إليه داخل مجلس الأمن الدولي حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، قائلة إنه سيمنح إيران مزيدا من الوقت لتطوير سلاحها النووي.
ورأت الصحيفة أن خيار الضربة العسكرية الإسرائيلية ضد المفاعلات النووية الإيرانية يزداد احتماله بالاستناد إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين أفادوا فيها بأن أي إجراء ضد طهران لا يتضمن عقوبات على قطاع الطاقة الإيراني لن يكون مجديا، وفي غياب مؤشرات على مثل هذا إجراء فإن الخيار العسكري يبقى قائما.