بتـــــاريخ : 5/25/2010 5:39:30 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2202 0


    الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس بكليات وأقسام المكتبات والمعلومات

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : ولاء شيخ | المصدر : alyaseer.net

    كلمات مفتاحية  :

     
    (تحليل للإنتاج الفكرى فى أدب الموضوع)



    مستخلص
    امتدت دراسات الإنتاجية لقطاع عريض من التخصصات الأكاديمية شملت تخصص المكتبات والمعلومات، ومن ثم تقدم هذه الدراسة مراجعة علمية انتقائية للدراسات السابقة فى أدب الموضوع، وهى تضم الدراسات عن الإنتاجية العلمية فى تخصص المكتبات والمعلومات. والدراسات عن إنتاجية أعضاء هيئة التدريس فى سياقها المؤسسى، والدراسات عن الإنتاجية الفردية لأعضاء هيئة التدريس، والدراسات عن العوامل المؤثرة فى الإنتاجية.

    تمهيد
    بدأ العلماء والباحثون دراسة الإنتاجية العلمية بواسطة الإنتاج الفكرى منذ العقد الرابع من القرن العشرين، وتعرضت الدراسات عن الإنتاجية فى بادئ الأمر للفيزيائيين، وعلماء الاجتماع، والمبدعين فى مجال الدراسات الإنسانية، ثم امتدت دراسات الإنتاجية لقطاع عريض من التخصصات الأكاديمية شملت تخصص المكتبات والمعلومات، إلى أن أصبح الترتيب الطبقى لمدارس المكتبات وعلم المعلومات الذى يرتكز على القياسات المتنوعة لإنتاجية المؤلفين من الدراسات المستقرة، والراسخة فى الإنتاج الفكرى الأجنبى، ويزخر تخصص المكتبات والمعلومات فى الوقت الحالى، برصيد ضخم من الدراسات التى تتناول الأفراد، أو المدارس والكليات.
    1/ الدراسات عن الإنتاجية العلمية :
    حظى موضوع إنتاجية المجتمعات العلمية باهتمام العديد من الباحثين، والمؤسسات فى سائر دول العالم المتقدم، والنامى على حدٍ سواء، وبخاصة فى العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، حيث عملت العديد من المؤسسات والهيئات الدولية المرموقة على تدعيم الدراسات والبحوث فى هذا الميدان، وإن كانت قد ركزت على إنتاجية الجامعات، والمؤسسات البحثية والتقنية فى المجتمع بصورة تفوق تركيزها على الإنتاجية الفردية، ومن الملاحظ أن الدراسات الفردية، والجماعية التى أجريت فى دول العالم المتقدم حول الإنتاجية العلمية شملت جميع فروع المعرفة البشرية، بينما ينصب جُل الاهتمام بالنظام الإنتاجى للعلم والعلماء فى دول العالم النامى، ومنها مصر على العلوم الطبيعية بفروعها المختلفة.
    تُعد الدراسات عن الإنتاجية العلمية من الدراسات الحديثة نسبياً، إذا ما تم مقارنتها بالدراسات الأخرى، حيث بدأ العلماء فى إجراء الدراسات عن الإنتاجية العلمية فى ضوء الإنتاج الفكرى منذ الأربعينات من القرن العشرين، وتعرضت هذه الدراسات بشكل عام فى بدايتها لإنتاجية الفيزيائيين،


    وعلماء الاجتماع، والمبدعين فى الدراسات الإنسانية، ويمكن القول بأن ثمة عاملين أسهما فى ازدهار الدراسات عن الإنتاجية ألا وهما ( ):
    أولاً : قيام السواد الأعظم من الأكاديميين بإجراء عدد قليل من البحوث.
    ثانياً : القياس غير الموضوعى للإنتاجية العلمية الذى يعمد إلى احتساب الإنتاج الفكرى على أنه متساو من حيث القيمة، والكيف مما يعكس عدم المعيارية عند مقارنة البحوث موضوعياً.
    وتنقسم الدراسات وثيقة الصلة بالإنتاجية العلمية من حيث الهدف إلى الفئات التالية ( ):
    • الدراسات المقارنة لإنتاجية عدد كبير من المؤسسات الجامعية المتنوعة.
    • الدراسات المقارنة للإنتاجية فى ضوء علاقتها بالبنى التنظيمية للجامعات ومراكز البحوث.
    • مقارنة متعمقة للإنتاجية فى ظل الخصائص المختلفة للجامعات متعددة الأقسام، والجامعة ذات الكليات.
    • دراسة العوامل المؤثرة فى الإنتاجية؛ كالعمر، والاتصال، والإبداعية، والبيئة.. الخ.
    • الدراسات المقارنة بين أعداد كبيرة من الجامعات من حيث التسهيلات المتاحة للدراسة والبحث.
    • دراسات تتناول إنتاجية العلماء فى مختلف فروع المعرفة البشرية وتخصصاتها مثل : علماء النفس، والاجتماع، والطب، والفيزياء، والكيمياء، والعلوم السياسية .... الخ.
    ويرى الباحث أنه يمكن تصنيف الدراسات المتصلة بالإنتاجية العلمية على أساس المنهجية المتبعة فى إجراء الدراسة إلى فئتين هما :
    • دراسات تستخدم الإحصاء الكمى لمفردات الإنتاج الفكرى.
    • دراسات تستخدم الإحصاء الكمى للاستشهادات المرجعية.
    ومهما يكن من أمر، فقد امتد الاهتمام بالدراسات فى الإنتاجية العلمية إلى تخصص المكتبات والمعلومات، لاسيَّما دراسات الإنتاجية عن أعضاء هيئة التدريس بأقسام، وكليات، ومدارس المكتبات والمعلومات، فأجريت العديد من الدراسات والبحوث الخاصة بظروف إنتاجية العلماء منذ أكثر من نصف قرن، وسعت معظم الدراسات عن الإنتاجية فى مجال المكتبات والمعلومات إلى إماطة اللثام عن السمات والخصائص التى تكتنف أنماط التأليف فى التخصص، فعلى سبيل المثال : اهتمت هذه الدراسات بدراسة علاقة التأليف بالنوع (ذكور / إناث)، وأيضا علاقة التأليف بالدرجة الوظيفية.
    وفيما يلى مراجعة علمية انتقائية، يستعرض فيها الباحث أهم الدراسات عن الإنتاجية العلمية فى تخصص المكتبات والمعلومات، مع التركيز على إنتاجية أعضاء هيئة التدريس فى الإنتاج الفكرى الأجنبى، والعربى.
    2/ الدراسات عن الإنتاجية العلمية فى تخصص المكتبات والمعلومات :
    تأتى دراسة جون هارفى John Harvey( ) فى عام 1961 لتكون هى الأولى من حيث تناولها لخصائص نشاط النشر عند مديرى المكتبات، ووجد أن هناك ثمة ارتباط بين البحث والتطوير، وبين المكانة العلمية. انتهى أيضاً إلى أن الكتب والمقالات هى أكثر أوعية المعلومات التى يتوافر على نشرها المكتبيون، كما توصل إلى أن نسبة من قام بالتأليف والنشر من المديرين، والقيادات العاملة بالمكتبات الجامعية 80%، بينما بلغت نسبة من قام بالتأليف والنشر من مديرى المكتبات العامة 50%، فى مقابل 16% من أخصائيى المكتبات الجامعية، و1% من أخصائيى المكتبات العامة.
    توصل نيكولاس بابكوك Nicholes Babchuk ( ) بمشاركة آلان باتيز Alan Bates إلى نتيجة مؤداها، أن نسبة ضئيلة من المؤسسات الأكاديمية تنشر السواد الأعظم من الإنتاج الفكرى، وتوصلا إلى ذلك بعد دراستهما لعينة تألفت من 262 عالماً من المتخصصين فى العلوم الاجتماعية من الذين مرَّ عشر سنوات – على الأقل- على حصولهم على درجة الدكتوراه، حيث وجد الباحثان أن 36% لم يقوموا بنشر أية مقالات، وأن 31% نشروا من مقال واحد إلى ثلاث، وأن 12% نشروا أربع، أو خمس مقالات، و12% نشروا من ست إلى تسع مقالات، و10% نشروا من عشر مقالات إلى ستين مقال.
    وتُعد دراسة ماس بلومفيلد Masse Bloomfield( ) عام 1966 هى أولى الدراسات التى وصفت كل من الإنتاج الفكرى المنشور فى المكتبات، وسمات المؤلفين، وذلك حين فحص الاستشهادات المرجعية التى استشهد بها الآخرون والمتاحة فى كشاف الإنتاج الفكرى فى علم المكتبات Library Literature لعام 1964، ووجد أن متوسط إنتاجية الحاصلين على الدكتوره فى المكتبات 18.6 مادة قبل وبعد الحصول على الدرجة، وأن جيسى شيرا Jasse Shera (157 عملاً) هو أعلى الحاصلين على درجة الدكتوراه إنتاجية فى علم المكتبات.
    وأثناء أكثر الفترات خصوبة، وازدهاراًَ فى الدراسات التى تناولت الإنتاجية – أواخر الستينيات، وأوائل السبعينيات من القرن العشرين – أجريت أوسع الدراسات المقارنة على الإطلاق. توصلت الدراسات المسحية فى مجال التعليم العالى على المستوى الوطنى فى الولايات المتحدة تحت إشراف مؤسسة كارنيجى لتطوير التعليم The Carnegie Foundation for the Advancement of Teaching بالتعاون مع المجلس الوطنى الأمريكى للتعليم American Council of Education إلى أن أكثر من نصف أعضاء هيئة التدريس بالكليات والمعاهد، وعددهم 27000 لم يقوموا بإجراء أية بحوث خلال العامين السابقين لإجراء الدراسة، بينما نشر 3% ما لا يقل عن عشر مقالات فى نفس الفترة الزمنية، وتباينت معدلات الإسهام فى النشر بتنوع التخصصات المختلفة، حيث تراوحت بين 91% للبيولوجيين فى الجامعات العريقة، و9% فى كليات التجارة بالجامعات المتوسطة، فى الوقت الذى تفاوت معدل الإسهام فى مجال علم المكتبات بين 67% فى الجامعات العريقة، و13% فى الجامعات المتوسطة( ).
    أما عن أقدم المقالات التى استعرضت نتائج التقييمات الموضوعية لأعضاء هيئة التدريس بمدارس وكليات المكتبات فى ضوء الإنتاجية العلمية؛ كانت الدراسة التى أعدَّها كاربنتر وكاربنتر Carpenter & Carpenter( ) فى عام 1970، كما أعدَّ الباحثان تقييمات خاصة لعمداء ومديرى مدارس، وكليات المكتبات، بالإضافة إلى تقييم مستقل لأخصائيى المكتبات الجامعية.
    فى عام 1975، حاولت رُوث مارجريت كاتز Roth Margaret Katz ( ) إجراء تقييم متعدد الأبعاد لكليات المكتبات وعلم المعلومات فى الولايات المتحدة، من خلال أطروحة الدكتوراه التى أعدتها بعنوان : "تنظيم علوم المكتبات والبحث : تحليل للسياق المؤسسى والتنظيمى"، حيث ركزت الباحثة على موضوعين فرعيين فى دراسات المكتبات ألا وهما : تعليم المكتبات، والبحث فى تخصص المكتبات، ومدى تداخلهما وتأثير كلٍ منهما فى الآخر داخل المجتمع على البحث فى المجال، وعمدت الباحثة إلى مقارنة مدرسى علوم المكتبات بالمدارس والكليات المعتمدة من جمعية المكتبات الأمريكية فى عام 1972 مع نظرائهم فى كليات العلوم الاجتماعية والسياسية فى نفس الجامعات التى تنتمى إليها كليات ومدارس المكتبات وعلم المعلومات المختارة لتحديد الخصائص المشتركة بين أعضاء هيئة التدريس فى التخصصات المختلفة، واكتشفت كاتز أن الوقت الذى ينفقه أعضاء هيئة التدريس بكليات المكتبات وعلم المعلومات على أنشطة البحث أقل بكثير مما ينفقه زملائهم فى التخصصات الأخرى.
    وفى أواخر السبعينيات من القرن العشرين، وصلت دراسات الإنتاجية فى تخصص المكتبات وعلم المعلومات مرحلة من الازدهار متأثرة فى ذلك بالتخصصات الأخرى التى اهتمت بدراسة موضوع الإنتاجية على مستوى مدارس وكليات الدراسات العليا، والدراسات المسحية للبحوث فى مجالات العلوم الاجتماعية.
    ففى عام 1978، أجريت دراسة أخرى للوقوف على حالة البحث والتطوير فى تخصص المكتبات وعلم المعلومات توافر عليها هوزر L. Houser، وشرادر A.M. Schrader( ) وتعرضا خلالها إلى جوانب لم تتعرض لها كاتز Katz من قبل حيث استخدما أسلوباً مختلفاً، فبدلاً من تحديد الإتجاه نحو البحث؛ بحثا الأسس العلمية لدراسات المكتبات التى تعتمد بالضرورة على البحث، حيث استند الباحثان فى ذلك إلى أنه إذا كان للبحث وجود فلابد وأن يُترجم إلى أسس نظرية فى الإطار المعرفى الذى يتم نقله إلى الطلاب الذين يطرحون بدورهم أفكاراً جديدة تسهم فى تطور المهنة، ولقد انتهى الباحثان إلى أن الجوانب العلمية ضئيلة وأن المعارف المتداولة فى مدارس المكتبات تعتمد فى المقام الأول على الخبرة والممارسة، وأكدَّا على أنه ليس هناك تقدم فى البحث فى علم المكتبات عند مقارنته بأنشطة التدريس فالبحث هدف هامشى وهذا ما خرجت به كاتز من قبل.
    وقد قدم هوايت H.S.White، ومومينى K.Momenee ( ) دراسة أخرى أضافت مزيداً من الوضوح عن الموقف العام حيث مزجت بين آراء كاتز Katz، ولانLane، وهوزر وشرادرHouser & Schrader، فذهب الباحثان إلى أن 25% من الحاصلين على الدكتوراه فى علم المكتبات لايهتمون بإجراء بحوث إلا إذا كانت هناك حاجة ماسة لإجرائها، وتعتبر نسبة 25% نسبة جيدة عند مقارنتها بنسبة 68.9% وهى نسبة أعضاء هيئة التدريس الذين يواجهون لوماً شديداً عند فشلهم فى إجراء البحوث.
    كما أنه فى عام 1979، حدَّث بلومفيلد Bloomfield ( ) دراسته السابقة عن "خصائص عادات التأليف عند المكتبيين" التى نشرت عام 1966. لقد استهدفت الدراستان تحديد الاتجاهات الكمية للإنتاج الفكرى فى علم المكتبات Library Literature، فهو وسيلة جيدة لتحديد نشاط النشر للمكتبيين حيث يغطى هذا الكشاف الإنتاج الفكرى فى المكتبات بصورة متكاملة، بالإضافة إلى احتوائه على كشاف بالمؤلفين، وذهب الباحث إلى أن الحاصلين على درجة الدكتوراه هم أكثر المؤلفين إنتاجاً دون الفئات الأخرى، ويؤكد كلا الدراستين فى عام 1966 و 1979 على أن الأعضاء الحاصلين على الدكتوراه فى علم المكتبات هم الأكثر خبرة عملية فى نشاط النشر، ويعبر عن ذلك بلومفيلد قائلاً : "إن فصل الحاصلين على الدكتوراه يعنى فصل من يؤلفون عمن لا يؤلفون، فحوالى 99% من الحاصلين على الدكتوراه لهم إنتاج فكرى فى كشاف الإنتاج الفكرى فى علم المكتبات"، وأشار إلى أن تقدم المهنة يعتمد على التأليف.
    وقد حاول ويلسون بولين Wilson Pauline( )، من خلال مقاله الذى نشر عام 1979 التعرف على المشكلات والمعوقات التى تتسبب فى عدم كفاءة البحث فى مدارس المكتبات. وأكد على أن بعض أسباب المشكلة يقع على عاتق التفاعل الاجتماعى القاصر لمدرسى علوم المكتبات وتخلفهم عن النماذج والقواعد الأكاديمية. وبعد استقراء الباحث للإنتاج الفكرى المتعلق بالموضوع، استعرض الملامح الرئيسية لنظم تعليم المكتبات لكونها أداة لتحسين تعليم المكتبات عن طريق إخضاعه للقياس، ومن بين العوامل التى ناقشها الباحث : (القدرة على البحث، وجودة المطبوعات وإعدادها، وبيئة العمل، والوقت الذى ينفق على الأنشطة داخل المؤسسات المهنية، والعائد من نظم تعليم المكتبات وأخيراً، تقييم العمداء والمديرين من خلال تقييم المدارس التى يديرونها).
    وفى عام 1980 نشر جون أولسجارد، وجان أولسجاردJohn Olsgaard & Jane Olsgaard ( ) دراسة تناولا فيها المؤلفين الذين أسهموا بكتاباتهم فى خمس دوريات متخصصة فى علم المكتبات خلال عشر سنوات من عام 1967 حتى عام 1977. كانت الدراسة تهدف إلى التعرف على إسهامات المكتببين من ناحية، وإسهام أعضاء هيئة التدريس فى مدارس المكتبات من ناحية أخرى. وقد توصل الباحثان إلى أن نسبة الإناث فى مهنة المكتبات تبلغ 84% من إجمالى المشتغلين بالمهنة، كما أن أعلى نسبة لأخصائيى المكتبات الإناث اللاتى يضطلعن بالتأليف كانت 41.3% فى مجلة RQ، بينما كانت أدنى نسبة فى مجلة Collage & Research Libraries (CRL)، حيث تشغل الإناث نسبة 40.8% من إجمالى أعضاء هيئة التدريس بمدارس المكتبات، وتبلغ أعلى نسبة لعضوات هيئة التدريس اللاتى يضطلعن بالتأليف 33.9% فى مجلة RQ، وأدنى نسبة فى مجلة CRL وهى 12.5%.
    كما خُلص الباحثان أيضاً إلى أن أعضاء هيئة التدريس فى مدارس المكتبات يتفوقون بشكل واضح على إخصائيى المكتبات الأكاديمية عند مقارنة ما يقومون بنشره من إنتاج علمى إلى أعداد كل منهما، وفى حقيقة الأمر إن هذه النتيجة طبيعية حيث أن إخصائيى المكتبات الأكاديمية لا يركزون مجهوداتهم فى عملية التأليف بينما تُعتبر عمليتا البحث والتأليف لأغراض النشر إحدى الواجبات وثيقة الارتباط بوظيفة عضو هيئة التدريس، كما يحددها دليل توصيف الوظائف فى معظم مدارس علم المكتبات.
    وتُعد دراسة هوايت White ( ) التى قدمها عام 1981 من أهم الدراسات التى أعدَّت عن التقييم الموضوعى والمحايد لأعضاء هيئة التدريس حيث تناول فيها فئتين هما : مدرسو علم المكتبات، ومديرو مكتبات جمعية مكتبات البحث الأمريكية. وحدد أربعة اتجاهات يمكن من خلالها تقييم مدارس المكتبات بصورة محايدة وهى : (برنامج الماجستير فى علم المكتبات، وبرنامج الدكتوراه البحثية، وبرنامج الدكتوراه المهنية، والإسهام المهنى لعضو هيئة التدريس)، ومن ثم خرج هوايت بثمانى مجموعات مستقلة من المعايير بواقع مجموعتين من المعايير لكل اتجاه من الاتجاهات الأربعة السابقة.
    أما فى عام 1991 عقد تشارلز Charles Schwartz ( ) مقارنة بين إنتاجية الأفراد فى علم المكتبات وإنتاجية الأفراد فى التخصصات الأخرى، وانقسمت الدراسة إلى ستة أجزاء، خصص الباحث الجزء الأول لمقارنة إنتاجية الأفراد فى تخصص المكتبات بإنتاجية غيرهم من العاملين فى النظام العلمى بشكل عام. وقد ارتأى الباحث أن ثمة ظاهرة تسود جميع التخصصات وهى اضطلاع نسبة ضئيلة من المشاركين بإنتاج السواد الأعظم من الإنتاج الفكرى بينما تسهم الغالبية العظمى من الحاصلين على درجة الدكتوراه بنسبة ضئيلة من رصيد الإنتاج الفكرى المنشور، بل إن بعضهم لا يقوم بنشر أية بحوث على الإطلاق طيلة حياتهم الأكاديمية، وتناول الباحث فى الأجزاء الأربعة أثر العوامل التالية : الجوانب الفكرية – الخبرة التعليمية – الدعم المؤسسى – الوقت المتاح على الإنتاجية فى قطاع عريض من التخصصات، وتوصل الباحث إلى أن هذه العوامل بالإضافة إلى عامل الحصول على درجة دكتوراه الفلسفة غير مؤثرة، ويعرض الجزء الأخير من الدراسة لبعض الاستنتاجات التى تقضى بأن أى استعداد للقيام بالبحث يعتمد على دافعية الإنجاز، والتقييم المبكر، واستمرار المشاركة.
    وقدم نيل يركى Neil Yerkey( ) فى عام 1993 دراسة حاول فيها تحليل 855 مطبوعاً فى مجال المكتبات والمعلومات بهدف التعرف على مؤلفيها وهل هم متخصصون أم من غير المتخصصين؟، وهل قاموا بنشر تلك الأعمال فى مجلات متخصصة فى المكتبات والمعلومات أم فى مجلات لا صلة لها بالتخصص؟ وكان من نتائج الدراسة، أن إخصائيى المكتبات هم الأكثر نشراً فى المجلات غير المتخصصة مقارنة بغيرهم من أعضاء هيئة التدريس، حيث بلغت النسبة 35%، مقابل 21%، وأن حوالى 46% من الأعمال المتخصصة ركزت على مجالات مصادر المعلومات، ووصف المجموعات، والببليوجرافيا، وأن حوالى 61% من الأعمال المتخصصة فى مجلات غير متخصصة قد ركزت على موضوعى وصف المصادر والخدمات.
    3/ الدراسات عن إنتاجية أعضاء هيئة التدريس فى سياقها المؤسسى :
    فى عام 1981 نشر ريموند كيلبلا Raymond Kilpela ( ) نتائج دراسته التى سعى من خلالها إلى تحديد عما إذا كان هناك تزايد أو تناقص فى أطروحات الدكتوراه التى حصل عليها أعضاء هيئة التدريس ببرامج مدارس المكتبات المعتمدة فى الفترة الزمنية من 1960 إلى 1978. وقد توصل إلى أن نسبة الزيادة فى أطروحات الدكتوراه بلغت 32.1% فى عام 1960 بينما وصلت هذه النسبة 65.9% فى عام 1978. وكانت أكثر الدرجات الأكاديمية تأثراً بتزايد الحصول على الدكتوراه هى درجة مدرس، ومع أن معدل حصول الإناث على الدكتوراه كان مرتفعاً بصورة واضحة؛ إلا أن الذكور كانوا الأكثر حصولاً على الدكتوراه من الإناث فى نفس الفترة، لقد شغل الإناث معظم الوظائف فى مدارس المكتبات عام 1960، بينا سيطر الذكور على غالبية الوظائف فى العام الأكاديمى 1978-1979، ويُعد حصول أعضاء هيئة التدريس فى مدارس المكتبات على الدكتوراه فى تخصص المكتبات، ثم دعمها بدرجة الدكتوراه فى تخصص آخر – غالباً ما يكون أحد مجالات الإنسانيات، أو التربية – هو النمط السائد، كما انتهت الدراسة إلى أن مدارس المكتبات والمعلومات المعتمدة والمسئولة عن تزايد أعداد الحاصلين على درجة الدكتوراه؛ ثمانى مدارس تتركز فى منطقة البحيرات العظمى، والمنطقة الشرقية.
    وقد ناقش روبرت هايز Robert Hayes( ) فى دراسة عام 1983 معايير تقييم أعضاء هيئة التدريس عامة، ثم تطبيقها على أعضاء هيئة التدريس فى مدارس المكتبات وعلم المعلومات، إن المعايير التى تم تناولها هى تلك التى حددَّتها جامعة كاليفورنيا فى لوس أنجيلوس، لتقييم أنشطة أعضاء هيئة التدريس بها، وتتصل هذه المعايير بالبحث والأنشطة الابتكارية، للخروج بتصميم تقييم نموذجى، واعتمدت الدراسة على التحليل الإحصائى للاستشهادات المرجعية لإجمالى الإنتاج الفكرى لـ 411 عضو هيئة تدريس فى درجتى أستاذ وأستاذ مشارك فى 60 مدرسة لتعليم علوم المكتبات والمعلومات تقدم برامج معتمدة من جمعية المكتبات الأمريكية على مستوى درجة الماجستير.
    وأوضحت نفس الدراسة أن 40 عضو هيئة تدريس (حوالى 10%)؛ هم الأعلى من حيث معدلات تكرار الاستشهادات المرجعية، كما قدمت الدراسة تحليلاً لعدد من التوزيعات الموضوعية والزمنية، وأيضاً أحصت عدداً من القياسات الخاصة بمراتب المدارس، وذلك من خلال حساب التوزيع التكرارى للإنتاج الفكرى، والاستشهادات المرجعية لأعضاء هيئة التدريس، وتتبعت الدراسة العلاقة بين وجود برنامج للحصول على درجة الدكتوراه، والإنتاجية العلمية للمدرسة، أو الكلية، كذلك اشتملت الدراسة على مقارنة بين المراتب التى حصلت عليها كل مدرسة فى الدراسة مع الترتيبات الطبقية الأخرى فى ضوء الحصر الفردى لإنتاج كل عضو هيئة تدريس على حدة.
    وما هو جدير بالذكر أن أعضاء هيئة التدريس التى أُجريت عليهم الدراسة كانوا ممن وردت أسماؤهم، بدليل مجلة تعليم المكتبيين Journal of Education for Librarianship Directory Issue خلال العام الدراسى 1979 – 1980، وتم استقاء البيانات من كشاف الاستشهادات المرجعية فى مجال العلوم الاجتماعية Social Sciences Citation Index خلال 15 عاماً فى الفترة الزمنية 1965-1980.
    وتزخر حقبة التسعينيات من القرن العشرين بعدد وافر من الدراسات عن إنتاجية أعضاء هيئة بمدارس المكتبات والمعلومات وكلياتها، تتصدر هذه الدراسات المقالة التى نشرها جون بد John Budd، وتشارلز سيفيه Charles Seavey( ) عام 1990، وتناولت للمرة الأولى الانتماءات المؤسسية وأثرها على إنتاجية أعضاء هيئة التدريس بمدارس المكتبات والمعلومات، وحصر الباحثان 1656 مقالة تم نشرها فى 50 مجلة متخصصة فى المكتبات وعلم المعلومات فى الفترة الزمنية من عام 1983 حتى عام 1987. وقد انتهت الدراسة إلى أن 1027 مؤلفاً من إجمالى 1373 (بنسبة 75%) نشروا مقالة واحدة خلال خمس سنوات، بينما نشر 128 مؤلفاً (بنسبة 9%) أكثر من مقالتين فى نفس الفترة، وأشار الباحثان إلى أن غياب الدعم المؤسسى؛ قد يكون السبب وراء مثل هذه الإنتاجية المنخفضة.
    وفى عام 1990 أيضاً، أعدَّ دانى والاس Danny Wallace( ) دراسة؛ تناول فيها أثر مستوى البرنامج أو المدرسة على الإنتاجية العلمية على المستويين الفردى لأعضاء هيئة التدريس (236)، والمؤسسى للمدارس والكليات (20) خلال الفترة الزمنية من 1984 إلى 1988. وتوصل الباحث إلى أن العلاقة بين مستوى البرنامج أو المدرسة أو الكلية من جهة، وبين الإنتاجية العلمية علاقة سلبية، بمعنى أن الكليات الكبيرة من حيث عدد أعضاء هيئة التدريس؛ ليس بالضرورة أن تكون هى الأكثر إنتاجاً، كما أنه لا توجد فروق جوهرية بين إنتاجية الكليات التى تملك برامج لدراسة الدكتوراه، والتى تقتصر على تقديم برامج لدراسة الماجستير.
    وقد خرج لويس باتلر Lois Buttlar ( ) من تحليله لرصيد الدوريات المتخصصة فى المكتبات وعلم المعلومات من حيث المحتوى ونمط التأليف عام 1991 بقائمة طبقية بالمؤلفين من أعضاء هيئة التدريس بمدارس وكليات المكتبات وعلم المعلومات، كما أعدَّ قائمة انطوت على أعلى عشر مدارس من حيث إنتاجية مراجعات الكتب.
    وفى عام 1992 قام براس Brace( ) بتحليل الاستشهادات المرجعية للإنتاج الفكرى المنشور بواسطة أعضاء هيئة التدريس بكليات المكتبات وعلم المعلومات، وقارن الاستشهادات المرجعية للأعمال المنشورة بواسطة الكليات المدرجة بقائمة هوايت White، التى نشرت عام 1986 والتى تضم المدارس الأكثر والأغزر إنتاجية، وخلصت الدراسة إلى أنه يوجد بكل مدرسة فرد أو فردين هما الأكثر إنتاجاً للمقالات التى يستشهد بها، بينما اهتم بلاك Blake ( ) فى عام 1994 بتقصى طبيعة العلاقة التى تحكم نشر الإنتاج العلمى لأعضاء هيئة التدريس بكليات المكتبات والمعلومات فى الدوريات الأساسية فى التخصص، كما عنيت الدراسة بتحديد معدلات كل كلية على حدة، وانتهت الدراسة إلى وجود علاقة إيجابية بين مكانة أعضاء هيئة التدريس العلمية وبين عدد المقالات المنشورة فى الدوريات المتخصصة.
    وفى عام 1994 قامت كارين بيتجرو Karen Pettigrew، وبول نيكولزPaul Nicholls ( ) ببحث الكشافات المتاحة على الخط المباشر، وفى نهاية الأمر كوّن الباحثان قاعدة بيانات ضخمة تضم 7937 مادة لـ 607 عضو هيئة تدريس، يعملون بمدارس المكتبات وعلم المعلومات بالولايات المتحدة وكندا، وخلص الباحثان من خلال تحليل البيانات إلى أن الإنتاجية العلمية فى مدارس المكتبات وعلم المعلومات التى تقدم برامج للدكتوراه أعلى بوجه عام من المدارس التى تقتصر برامجها على مستوى الماجستير، بالإضافة إلى أن المدارس التى تقدم برامج للدكتوراه تتفوق فى إنتاجية المقالات التى تنشر فى الدوريات المحكمة.
    ومما لاشك فيه، أن جودة معايير تقييم البحوث من العناصر الفاعلة فى الترقية الأكاديمية Tenure ولجانها، وهذا ما دفع توماس Tjoumas ( ) إلى إجراء دراسة عام 1994 للتحقق عما إذا كان أعضاء هيئة التدريس بالكليات يقومون بنشر إنتاجهم العلمى فى الدوريات الأساسية فى تخصص المكتبات وعلم المعلومات، أم ينشرون ذلك الإنتاج فى الدوريات الهامشية فى التخصص، وأشارت النتائج إلى أن الأساتذة الأكاديميين المتخصصين فى المكتبات يتجهون إلى نشر إنتاجهم العلمى فى الدوريات ذات الثقل العلمى فى التخصص.
    لقد أسفر التحليل الذى توافر عليه كل من شاترجى Chatterjee، وراث Rath وبودار Poddar( )، والذى أجروه عام 1995 لاتجاهات البحث على مستوى درجة دكتوراه الفلسفة فى المكتبات وعلم المعلومات، والموضوعات ذات الصلة التى أجازتها الجامعات الهندية فى الفترة الزمنية من عام 1984 إلى عام 1988 نظراً لكونها أكثر الفترات إنتاجية للبحوث، أن أكثر الموضوعات شيوعاً؛ كان موضوع المكتبات الجامعية، وأن قسم المكتبات والمعلومات بجامعة كارناتاكا Karnataka كان أكثر أقسام المكتبات والمعلومات إنتاجية فى المجال.
    وقد حدَّث جون بد John Budd، وتشارلز سيفيه Charles Seavey ( ) عام 1996 الدراسة التى أعدَّها روبرت هايز Robert Hayes والتى نشرها عام 1983. كلتا الدراستين وظفتا كشاف الاستشهادات المرجعية فى العلوم الاجتماعية The Social Sciences Citation Index (SSCI) للحصول على مؤشرات عن النشر وأساليب الاستشهاد فى المكتبات والمعلومات خلال الفترة الزمنية 1981-1992، وإن كان هناك بعض الاختلافات مع دراسة هايز. فعلى سبيل المثال، فى الوقت الذى تناول فيه هايز الأساتذة والأساتذة المشاركين والأساتذة المساعدين؛ تناولت الدراسة – كما فعل هايز من قبل- كل من الإنتاجية الفردية (من خلال تحديد حجم الإنتاج الفكرى المنشور كما يظهر فى كشاف الاستشهادات المرجعية فى العلوم الاجتماعية، وعدد المصادر التى استشهدت بذلك الإنتاج)، وإنتاجية المدارس أيضاً. قام الباحثان بإعداد مراتب Rankings من خلال إحصاء الإنتاج الفكرى، وكذلك عدد مرات الاستشهاد المرجعى لكل فرد ومؤسسة كل على حدة.
    كذلك فقد بحث كل من برت بويس Bert Boyce، وكارول هندرنCarol Hendren ( ) فى عام 1996 إنتاجية أعضاء هيئة التدريس فى 57 مدرسة مدرجة فى دليل مجلة تعليم المكتبات وعلم المعلومات لعام (1992-1993) من خلال استقراء قاعدة بيانات الإنتاج الفكرى فى مجال المكتبات على الخط المباشر Library Literature بواسطة خدمة ويلسون Wilson Line، وتعرضت الدراسة لجميع أشكال التأليف لأعضاء هيئة التدريس؛ بما فى ذلك مراجعات الكتب، وخلص الباحثان إلى أن وجود برنامج معتمد لدراسة الدكتوراه من جمعية مكتبات البحث Association of Research Libraries (ARL) بالمدرسة، وكذلك انتماء المدرسة إلى مؤسسة كارنيجى للبحوث Carnegie Association من المؤشرات القوية على ارتفاع معدلات إنتاجية أعضاء هيئة التدريس.
    وفى عام 1998 نشرت مقالة لـ مارسيا باتيز Marcia Bates ( )حاولت الباحثة خلالها الإجابة عن التساؤلين التاليين :
    1- ما أهمية التمييز بين أشكال أوعية المعلومات التى يُعدِّها أعضاء هيئة التدريس عند تقييم برامج المكتبات وعلم المعلومات؟
    2- هل من الضرورى أن تتضمن دراسات الإنتاجية الكتب إلى جانب الدوريات؟
    وللإجابة عن هذين التساؤلين؛ قامت الباحثة بجمع البيانات عن الإنتاج الفكرى والاستشهادات المرجعية لأعضاء هيئة التدريس، بأربعة مدارس لتعليم علوم المكتبات والمعلومات فى جامعات : كاليفورنيا بلوس أنجيلوس – إلينوى – إنديانا – ميشجن.
    وقد ألقت نتائج الدراسة الضوء على كيفية تصنيف الدراسات الجارية للإنتاجية لأشكال أوعية المعلومات المختلفة، واقترحت الباحثة ضرورة التمييز بين الأشكال المتنوعة للإنتاج الفكرى عند تقييم أداء كل من أعضاء هيئة التدريس والكليات، ذلك أن إنتاجية أعضاء هيئة التدريس من الكتب تلعب دوراً مهماً عند إجراء مثل هذا التقييم، وفى هذا الإطار تقترح الباحثة معادلة تفيد فى التقييم الموضوعى لمدارس المكتبات وعلم المعلومات.
    وتناول هشام بن عبد الله العباس( ) – فى عام 1996- بالبحث والتحليل إنتاجية أعضاء هيئة التدريس السعوديين فى مجال المكتبات والمعلومات بالمؤسسات الأكاديمية بالمملكة العربية السعودية بهدف الكشف عن الظروف والعوامل المؤثرة فى النشر العلمى، وقد أسفرت الدراسة عن عدة نتائج، من أهمها:
    (1) أن غالبية أعضاء هيئة التدريس السعوديين مازالوا على درجة أستاذ مساعد، وقلة قليلة لاتتجاوز العضويين على درجة أستاذ، وذلك على الرغم من مرور عشرين عاماً على نشأة علم المكتبات والمعلومات بالمملكة.
    (2) انخفاض حجم الإنتاجية العلمية للأعضاء، حيث لم يتجاوز معدل عدد الأعمال المنشورة لكل عضو على 8.55%.
    (3) ظهور أكثر من ثلثى إنتاج أعضاء هيئة التدريس السعوديين فى هيئة مقالات حيث بلغت 73.1%، والبقية توزعت على مختلف أوعية المعلومات بنسبة مئوية متفاوتة.
    (4) استئثار الجهود الفردية بأغلبية الإنتاج حيث بلغت 94.8%، وارتفعت هذه النسبة فى مقالات الدوريات إلى 63%، بينما انخفضت إلى أقل من 10% فى الكتب والأعمال الأخرى.
    (5) توزع العمل على مختلف الموضوعات بنسبة مئوية مختلفة، وكان أكثريته للأساتذة المساعدين، حيث بلغت النسبة 60% وللأساتذة المشاركين بنسبة 18%.
    (6) ظهر معظم الإنتاج باللغة العربية، حيث بلغت النسبة 82.7% وكان فى غالبيته أعمالاً فردية بنسبة 82.7% ولأساتذة مساعدين بنسبة 92.1% وتركز ما يقرب من 87.3 % منه فى مقالات الدوريات والكتب.
    (7) صدور أكثر من نصف الإنتاج خلال الفترة من 1400 – 1414هـ، وحوالى 38.4% خلال الفترة من 1410-1414هـ، وذلك بسبب كون هذه الفترات شهدت زيادة فى أعداد الحاصلين على درجة الدكتوراه، بالإضافة إلى ازدياد أعداد الأقسام الأكاديمية التى بدأت تؤتى ثمارها فى الفترات الأخيرة.
    (8) استئثار ستة من الأعضاء بأغلبية الإنتاج حيث بلغت النسبة 62.3% من مجمل الإنتاج. وقد تصدر القائمة أحد الأعضاء ممن هم على مرتبة أستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بـ 48 عملاً، يليه فى الترتيب أربعة ممن هم على مرتبة أستاذ مشارك بـ 84 عملاً، جلهم من جامعتى الإمام محمد بن سعود الإسلامية والملك عبد العزيز.
    (9) استأثرت مجلة عالم الكتب بأغلبية ما نشر فى المجلات العربية المتخصصة، حيث بلغت النسبة 46.4%، وتصدر مجلة Int. Library Review المجلات الأجنبية بـ 8 أعمال.
    (10) أن الأكثر إنتاجية هم أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث بلغت النسبة 48.5%.
    (11) أن معدل إنتاج من هم على مرتبة أستاذ يفوق بكثير معدل إنتاجية الفئات الأخرى حيث بلغ المعدل 30 عملاً للأستاذ الواحد، بينما بلغ معدل إنتاج الأستاذ المساعد 15.5، والأستاذ المشارك 4.1 مقالة.
    (12) أن الإنتاحية العلمية للأعضاء السعوديين تزداد بتقدم العمر.
    (13) أن الأكثر إنتاجية هم الحاصلون على درجة البكالوريوس من الجامعات السعودية حيث بلغت النسبة 97.8%، والحاصلون على درجة الماجستير من الجامعات الأمريكية حيث بلغت النسبة 96.9%، والحاصلون على درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة، حيث بلغت النسبة 35.1%.
    (14) أن أكثر رسائل الدكتوراه قد ركزت على الموضوعات ذات الصلة بالمملكة العربية السعودية بنسبة 92.5%، واحتل موضوع المكتبات الجامعية المركز الأول بنسبة 37.1%، تلتها المكتبات المدرسية بنسبة 11.12% والضبط الببلوجرافى للمطبوعات الحكومية بنسبة 7.4%.
    (15) أن الأكثر إنتاجية هم من يشغلون مناصب إدارية بنسبة 82.2%.
    (16) أن الأكثر إنتاجية هم من سبق لديهم الخبرة المتخصصة فى كتابة البحوث العلمية قبل الحصول على درجة الدكتوراه، فقد بلغ عددهم 8 أعضاء؛ أسهموا بإنتاج 114 عملاً بنسبة 49.3%.
    (17) استئثار موضوع المكتبات بأغلبية الإنتاج حيث بلغت نسبة 63.6% مقابل 31.2% فى موضوع المعلومات، و6.5% فى موضوعات غير متخصصة.
    وقد أعد جون بد John Budd( ) فى عام 2000 دراسة اهتمت بتطبيق أدوات قياس الإنتاجية على أعضاء هيئة التدريس فى برامج ومدارس المكتبات والمعلومات المعتمدة من جمعية المكتبات الأمريكية، واعتمدت الدراسة على التسجيلات الببليوجرافية الواردة فى كشاف الاستشهادات المرجعية فى العلوم الاجتماعية فى الفترة الزمنية من 1993-1998، وقد قام الباحث بتحليل البيانات على المستويين: إنتاجية الأفراد، إنتاجية المدارس بهدف إعداد قائمة طبقية للأفراد وأخرى للمدارس والبرامج.
    4/ الدراسات عن الإنتاجية الفردية لأعضاء هيئة التدريس :
    تعتبر الدراسة التى توفر عليها الدكتور محمد فتحى عبد الهادى( ) عن النشاط الفكرى للأستاذ حبيب سلامة من خلال القائمة الببليوجرافية التى ألحقت بالدراسة، من أقدم الدراسات العربية التى اهتمت برصد إنتاجية أحد المتخصصين فى مجال المكتبات والمعلومات، وإن لم يكن عضو هيئة تدريس، حيث نشرت عام 1969.
    وفى عام 1989، وجه كل من إنجر Enger، وكويرك Quirk، وستيوارتStewart ( ) من خلال دراستهم المتخصصة فى موضوع مناهج البحث التى اتبعها المؤلفون فى الأعمال المنشورة فى 25 دورية متخصصة فى علوم المكتبات والمعلومات، أن 19.93% من المقالات التى استخدمت الإحصاء الوصفى أو الاستدلالى؛ قام بتأليفها أعضاء هيئة التدريس فى مدارس المكتبات وعلم المعلومات.
    وقامت كاثلين جارلاند Kathleen Garland ( ) فى عام 1991 بفحص طبيعة الإنتاج الفكرى المنشور بواسطة عينة عشوائية من أعضاء هيئة التدريس فى مدارس المكتبات وعلم المعلومات المعتمدة من جمعية المكتبات الامريكية خلال خمس سنوات من 1980 إلى 1984، وحاولت الباحثة فى هذه الدراسة الإجابة عن خمسة تساؤلات :
    1- ما أشكال الإنتاج الفكرى التى ينتجها أعضاء هيئة التدريس؟
    2- ما محتويات الإنتاج الفكرى الذى ينتجه أعضاء هيئة التدريس؟
    3- فى أى الدوريات ينشر أعضاء هيئة التدريس مقالاتهم؟
    4- هل يؤلف أعضاء هيئة التدريس أعمالاً علمية وأعمالاً غير علمية تخدم نشاطى التدريس وتنمية المجتمع؟
    5- هل المتغيرات التى تؤثر فى الإنتاجية غير العلمية هى نفسها التى تؤثر فى الإنتاجية العلمية ؟
    وقد توصلت الدراسة إلى أن أكثر وسائل أو وسائط الاتصال شيوعاً هى الدوريات، وأن هناك ارتباطا قويا بين الإنتاج العلمى والعام، كما انتهى الباحث إلى أن محتوى الإنتاج الفكرى لأعضاء هيئة التدريس بمدارس المكتبات يمكن توزيعه إلى خمس فئات هى : 1- الوصف بنسبة 54.4%، 2- البحث بنسبة 26.2%، 3- التحليل بنسبة 13.1%، 4- الآراء ووجهات النظر بنسبة 3.7%، 5- الأخبار بنسبة 2.7%.
    وعن الدكتور محمد المصرى عثمان، أعد دكتور محمد فتحى عبد الهادى( ) بحثا بعنوان : "د. محمد المصرى عثمان (1935-1990) : قصة العمل فى صمت"، وكانت هذه الدراسة بيوجرافية فى قسمها الأول، وببليوجرافية فى قسمها الثانى، وقدمت بذلك معلومات هامة عن حياته الشخصية والعلمية والمهنية.
    بينما أعد دكتور شريف شاهين( ) حصراً للإسهامات الفكرية للأستاذ الدكتور أحمد أنور عمر بمناسبة حفل التأبين الذى عقده قسم المكتبات والوثائق والمعلومات بكلية الآداب فى جامعة القاهرة، إلا أن الدكتور محمد فتحى عبد الهادى( ) أعد دراسة؛ وليس مجرد حصر ببليوجرافى، شملت المسيرة التعليمية للأستاذ الدكتور أحمد أنور عمر، وحياته الوظيفية، وأنشطته العلمية، والمهنية، وعطاءه الفكرى.
    وفى عام 1996 نشر الدكتور محمد فتحى عبد الهادى( ) دراسة بعنوان : "الأستاذ الدكتور السيد محمود الشنيطى عميد المكتبيين العرب (1920-1990)"، وتناولت الدراسة تعليم السيد محمود الشنيطى والمناصب والوظائف التى تقلدها والأنشطة المهنية التى مارسها وإسهاماته الفكرية. وفى عام 2001 ألحق الدكتور محمد جلال سيد غندور( ) – أحد أشهر الباحثين العرب فى مجال تحليل الإنتاجية العلمية – بمقاله عن تطور المنظور العلمى لدى الباحثين الأكاديميين وتأثيره على إنتاجهم الفكرى : مجال علوم المكتبات والمعلومات (1) دراسة تطبيقية عن الدكتور السيد محمود الشنيطى.
    وقد قامت عايدة إبراهيم نصير( ) بتحليل الإنتاج الفكرى للدكتور شعبان خليفة من حيث العدد الكلى والتطور العددى للكتب المنشورة، ومسئولية التأليف من حيث الانفراد بأعمال معينة ومشاركة آخرين له فى بعض هذا الإنتاج، وأشكال أوعية المعلومات، واللغات التى صدر بها هذا الإنتاج.
    وهناك دراسة أخرى لمحمد جلال محمد سيد غندور( )، قام فيها بتحليل الإنتاج الفكرى للدكتور شعبان على ضوء المتغيرات البحثية للدراسة التحليلية والتى تتعلق بالاتجاهات الموضوعية، والفترات الزمنية، وأشكال الأوعية، والمؤهلات الأكاديمية، والدرجات العلمية، والمراحل العمرية.
    كما كان منح الأستاذ الدكتور عبد الستار عبد الحق الحلوجى جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية لعام 1998 (بالاشتراك) فى موضوع : صناعة الكتاب عند المسلمين إيذاناً بإعداد دراسات عن الدكتور الحلوجى، حيث اشتمل الكتاب الذى صدر بهذه المناسبة على دراستين؛ كانت إحداهما للدكتور محمد فتحى عبد الهادى( ) بعنوان "رجل لجائزة عالمية"، والأخرى للدكتور محمد جلال سيد غندور( ) بعنوان : "أ.د. عبد الستار عبد الحق الحلوجى : دراسة تحليلية لإنتاجه الفكرى من 1963م إلى 1997م".
    وفى مطلع عام 2003، نشرت مقالة بعنوان : "أ.د. أحمد أنور على بدر : دراسة تحليلية لإنتاجه الفكرى" توافر عليها كل من الدكتور محمد جلال سيد محمد غندور( ) والدكتورة إيناس حسين صادق أحمد، وعملت الدراسة على تحليل الإنتاج الفكرى الخاص بالدكتور أحمد بدر بكافة أشكاله، سواء فى مصر أو خارجها، وبكافة اللغات التى نشرت بها. أيضا، أعد الدكتور محمد جلال سيد محمد غندور( ) دراسة أخرى عمد فيها إلى تحليل الإنتاج الفكرى للأستاذ الدكتور محمد فتحى عبد الهادى.
    وفى الوقت الذى ركزت فيه غالبية الدراسات على قياس الإنتاجية فى نظام الاتصال الرسمى من خلال الوسائل التقليدية المتاحة للإنتاج الفكرى المنشور؛ ظهرت بعض الدراسات التى تهتم بقياس الإنتاجية العلمية غير التقليدية لمصادر المعلومات الإلكترونية، ومن تلك الدراسات الدراسة التى توافرت عليها كرونين Cronin( ) وآخرون والتى حاولوا من خلالها تحديد أكثر المؤلفين إنتاجية للأعمال المتاحة على الشبكة العنكبوتية ويب Web. وقد عمد الباحثون إلى تحديد خمسة أفراد ممن ورد ذكرهم فى مقالة بد وسيفيه Budd & Seavey عام 1996، ثم قاموا باستقراء خمسة محركات بحث بهدف الخروج بقائمة تشتمل على أسماء المؤلفين وعدد مرات ظهورهم فى الشبكة العنكبوتية. وقد انتهى الباحثون إلى أن هناك عددا من المواقع التى تظهر فيها الأسماء التى حددوها من قبل، إلا أن الترتيب الطبقى لهؤلاء المؤلفين لم يتطابق مع ما ورد بدراسة بد وسيفيه، كما أكد الباحثون على أن تتبع سبل النشر الإلكترونى عبر شبكة الويب له أوجه متعددة، ويكشف عن طرق مختلفة لقياس درجة التأثير.
    5/ الدراسات عن العوامل المؤثرة فى إنتاجية أعضاء هيئة التدريس :
    أكدت نانسى د. لان Nancy D. Lane ( ) فى أطروحة الدكتوراه التى أجازتها جامعة كاليفورنيا فى بركلى عام 1975 بعنوان : "الخصائص المرتبطة بالإنتاجية المشتركة بين طلاب الدكتوراه فى تخصص المكتبات" على أن هناك علاقة قوية بين كل من الخبرة العملية، ودراسات ما بعد الدكتوراه من جهة، وبين الإنتاج الفكرى المنشور قبل الحصول على درجة الدكتوراه، وبين الإنتاج الفكرى المنشور بعد الحصول على الدرجة، ويعتقد أن الطلاب الذين يمتلكون خبرات أكثر قبل الحصول على الدكتوراه – طبقا لنتائج لان – ينشرون بحوثاً أكثر بعد الحصول على الدرجة والعكس صحيح، وبطريقة مماثلة فإن الطلاب الذين ينشرون أعمالاً أكثر من غيرهم قبل الحصول على الدكتوراه؛ تزيد معدلات إنتاجيتهم بعد الحصول على الدرجة بصورة واضحة والعكس صحيح، ومن بين النتائج التى خلصت إليها الباحثة أن 50% من الحاصلين على درجة الدكتوراه فى موضوعات علم المكتبات أنتجوا أقل من بحث واحد كل عشر سنوات خلال الدارسات فى مرحلة ما بعد الدكتوراه، وأن 44% نشروا أقل من مقالة واحدة، وأن 38% لم ينشروا أية بحوث علمية خلال فترة تتراوح ما بين 3 إلى 40 سنة. كما خلصت لان إلى أن إنتاجية تخصص علم المكتبات من أطروحات الدكتوراه تسير وفقاً لمعدلات الإنتاجية فى التخصصات الأخرى، وأن الاختلاف بين نتائج الدراسات التى تتناول الإنتاجية فى التخصصات الأخرى إنما يرجع إلى الاختلاف فى حدود الإنتاجية كما يعكسها الإحصاء العددى.
    ومع مطلع الثمانينيات من القرن العشرين نشرت لجنة المرأة فى تخصص المكتبات المنبثقة من جمعية المكتبات الأمريكية The Committee on The Status of Women in Librarianship (COWSL) نتائج الدراسة التى أجرتها أواخر السبعينيات لتحليل العوامل التى تؤدى إلى اختلاف معدلات الإنتاجية بين الجنسين من خلال عينة الدراسة التى تألفت من أعضاء جمعية المكتبات الأمريكية، أظهرت النتائج التى خرجت بها اللجنة أن الإناث يمثلون 75.8% من أعضاء الجمعية فى مقابل 24.1% هى نسبة الذكور، كما أن 95.5% من أعضاء الجمعية حاصلون على الماجستير فى علم المكتبات، وأن الإناث الحاصلات على درجة الدكتوراه هن 4.2% بينما تبلغ نسبة الذكور الحاصلين على الدكتوراه 19.5% ، وتمثل نسبة الحاصلات على الدكتوراه اللائى قمن بتأليف كتب 5.2%، فى مقابل 17.1% لصالح الذكور، أما عن نسبة الإناث اللاتى قمن بتأليف مقالات كانت 24.9%، فى مقابل 52.5% للذكور، وفيما يتصل بكتابة عروض الكتب كانت نسبة الإناث 18.2% و 35.7% للذكور( ).
    أما فى عام 1981 أيضا فقد اختبر أدامسون Adamson، وزامورا Zamora( ) النتائج التى توصل إليها أولسجارد Olsgaard من خلال دراسته للإنتاج الفكرى الخاص بأخصائيى المكتبات المتخصصة فى محاولة منهما لإماطة اللثام عن الأسباب التى تؤدى إلى عدم التوازن بين الذكور والإناث من حيث الإنتاجية العلمية. وانتهت الدراسة إلى أنه على الرغم من التفوق النسبى للإناث بنسبة قدرها 75.9%، إلا أن نسبة الإناث اللائى ينشرن إنتاجا فكريا فى الدوريات المتخصصة فى موضوع المكتبات المتخصصة Special Libraries كانت 43.7% فقط مقابل 56.3% للذكور.
    كذلك أجرى كل من سويشر Swisher، ودى مونتDu Mont( ) دراستهما عام 1984 فى محاولة لإيجاد إجابة على التساؤل الذى طرحاه وهو، لماذا لا تتقلد الإناث المناصب العليا فى مجال إدارة المكتبات، أو بتحليلها لعامل النوع كأحد المتغيرات؛ وجدا أن انخفاض معدلات النجاح بالنسبة للإناث، يرجع إلى سببين : الأول – يحصل الإناث على مستوى تعليمى منخفض عما يحصل عليه الذكور، حيث تمثل نسبة الحاصلين على درجة الدكتوراه من الذكور 66% فى مقابل 34% من الإناث. الثانى – تختلف معدلات النشر بين الإناث والذكور، ويصل هذا الاختلاف إلى مداه فى إنتاجية المقالات.
    وفى عام 1985 سعت بولا واطسون Paula Watson( ) إلى الوقوف على أسباب تفوق إنتاجية بعض مدارس علوم المكتبات على البعض الآخر بهدف إرشاد وتوجيه كل من طلاب الدراسات العليا وكذلك أعضاء هيئة التدريس الباحثين عن وظائف فى مدارس المكتبات والمعلومات من خلال فحص إنتاجية إخصائيى المكتبات الأكاديمية، وأعضاء هيئة التدريس بمدارس المكتبات من مقالات الدوريات.
    ولم تقتصر الدراسات على قياس الإنتاجية من خلال المناهج الكمية فحسب بل اهتمت أيضاً بدراسة الجوانب الكيفية. ففى الدراسة التى توافر عليها جانا فارلجز Jana Varlejs، وبرودنس دالريمبلPrudence Dalrymple ( ) عام 1986 تم تحليل الإنتاج الفكرى لأعضاء هيئة التدريس بمدارس المكتبات وعلم المعلومات فى ضوء عدد من المتغيرات :
    أولاً – عمد الباحثان إلى تصنيف الإنتاج الفكرى حسب المحتوى الموضوعى إلى (معلومات، علم المكتبات) لتحديد عما إذا كان استخدام كلمة معلومات ضمن مسمى المدرسة يشير إلى تأصيل علم المعلومات. وقد استقى الباحثان بياناتهما من أدوات الضبط الببليوجرافى التالية : دليل تعليم المكتبات وعلم المعلومات فى الولايات المتحدة لعام 1983 Association for Library and Information Science Education (ALISE) ، وكشاف الإنتاج الفكرى فى مجال المكتبات Library Literature، ونشرة مستلخصات المكتبات وعلم المعلومات Library and Information Science Abstracts (LISA)، ونشرة مستخلصات علم المعلومات Information Science Abstracts (ISA). وانتهت النتائج إلى أن المدارس التى تكون المعلومات جزءاً من مسمياتها ينشر أعضاؤها عدداً أكبر من الإنتاج الفكرى فى مجال علم المعلومات.
    ثانياً - قام الباحثان بتوزيع الإنتاج الفكرى وفقا للنوع من ناحية، ووفقا للدرجة من ناحية أخرى، وخلص الباحثان إلى أن الإناث اللائى نشرن إنتاجا فكريا خارج حدود علم المعلومات؛ كن أقل نجاحاً فى إحراز ترقية أكاديمية من الذكور، كما أعد الباحثان قائمة انطوت على أعلى 50 مؤلفا من الإنتاجية وعلاقة ذلك بانتماءاتهم المؤسسية.
    كما أكد كل من كاثلين جارلاند Kathleen Garland، وجالين ريك Galen Rike ( ) فى دراسة قدمت كبحث فى مؤتمر جمعية المكتبات الأمريكية عام1986، ثم نشر ملخص لها عام 1987 على أن الحاصلين على الدكتوراه بعد سنوات طويلة من الخبرة والممارسة العملية فى التخصص هم الأغزر إنتاجا، وقد اعتمد الباحثان على عينة عشوائية من أعضاء هيئة التدريس بمدارس المكتبات المعتمدة من جمعية المكتبات الأمريكية قوامها 168 عضوا، واستعان الباحثان بأدوات جمع البيانات التالية : الاستبيان، السجل التاريخى لكل كلية أو مدرسة، قواعد البيانات المتاحة على الخط المباشر، المصادر المرجعية لاسيما التراجم، والسير الذاتية، كما استخدام الباحثان كذلك أسلوب التحليل الإحصائى كا2 للتعرف على درجة تأثير أربعة متغيرات على النشر العلمى : أعلى درجة علمية حصل عليها أعضاء هيئة التدريس، حجم الكلية (عدد أعضاء هيئة التدريس)، عدد الساعات المكتبية التى يقضيها العضو، عدد المقررات الدراسية التى يكلف العضو بتدريسها خلال العام.
    وفى عام 1988 اختبرت كرستين كوريتنيك Christine Korytnyk ( ) فرضا يقضى بأن أنماط النشر لا تختلف بين الذكور والإناث إذا ما تم التحكم فى متغير الحصول على درجة الدكتوراه فى تخصص المكتبات ، وطبق البحث على عينة عشوائية من الحاصلين على الدكتوراه فى علم المكتبات فيما بين عامى 1969 -1979، وأعدت الباحثة قائمة بالإنتاج الفكرى لكل عضو هيئة تدريس على حدة خلال الخمس سنوات التالية لحصوله على الدكتواره. وذلك لقياس أثر النوع، الدرجة العلمية، نمط النشر، نمط التأليف، وتحققت الباحثة فى نهاية الدراسة من صحة الفرض الذى يقضى بتشابه أنماط النشر بين النوعين لعدم وجود فوارق جوهرية فى عدد الاستشهادات المرجعية بين الذكور والإناث، كما أنه لايوجد اختلافات بين النوعين عند مقارنة أنماط التأليف أو الإنتاج الفكرى المنشور أو جودة المقالات؛ بيد أنه يوجد اختلاف بين بين عدد الإناث اللاتى لم يقمن بالنشر والذكور أيضا بحيث تمثل نسبة الإناث اللاتى لم ترد لهن أية تسجيلات ببليوجرافية فى كشاف الإنتاج الفكرى فى علم المكتبات Library Literature ثلاثة أضعاف الذكور.
    وقد أثبتت كاثلين جارلاند Kathleen Garland ( ) عام 1990 أن النوع ليس له أثر على الإنتاجية العلمية إلا حينما يخضع متغير النوع وأثره على الإنتاجية للتحليل فى ضوء الدرجة العلمية، فقد بلغ متوسط الإنتاجية لأعضاء هيئة التدريس بمدارس المكتبات وعلم المعلومات 1.659 مادة للذكور، و1.273 مادة للإناث، كما بلغت نسبة من نشر من الذكور إلى من نشر من الإناث 58%، 42%، أما بالنسبة للإناث فكانت نسبة من نشرن إلى من لم ينشرن 60%: 40%.
    أما فى عام 1995 فقد أجرى كل من فارلجز ودارليمبل Varlejs & Darlymple ( ) تحليلاً إحصائياً للإنتاج الفكرى المنشور فى مجال المكتبات والمعلومات فى ثلاث نقاط رئيسية متفرقة أعوام : 1978، و 1983، و 1988، واشتمل التحليل على توزيع الإنتاج الفكرى المنشور طبقياً وفقاً للدرجة العلمية، والنوع، للوقوف على معدلات إنتاجية الأفراد، وأوضحت نتائج الدراسة أن هناك تزايداً مطردا فى معدلات إنتاجية الأفراد، وأن إنتاجية الذكور تفوق إنتاجية الإناث.
    وفى ربيع عام 2002 أجازت كلية دراسات المعلومات – جامعة ولاية فلوريدا الأمريكية أطروحة دكتوراه بعنوان : "العوامل المؤثرة فى البحث والإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس فى تخصص المكتبات والمعلومات بالجامعات السعودية، وتوافر على إعدادها على سعد العلى الغامدى( ). وقد سعى الباحث خلال الدراسة إلى اختبار أثر عدة عوامل على الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس فى تخصص المكتبات والمعلومات بالجامعات السعودية، وتتخلص هذه العوامل فيما يلى:
    - العوامل الفردية (العمر، النوع، الحالة الاجتاعية، عدد الأطفال، سنوات الخبرة الأكاديمية).
    - العوامل المدعمة Reinforcement (الدرجة الأكاديمية، التعاون مع الزملاء، الدولة التى تم الحصول منها على الدكتوراه، الإنتاجية المبكرة).
    - العوامل التى تحكم العمل بالقسم (العبء التدريسى، دعم رئيس القسم).
    - العوامل المؤسسية (الخبرة البحثية، التكريم، مصادر استقاء المعلومات).
    وقد انتهى الباحث إلى أن العوامل التى لها أثر فاعل فى الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس بأقسام المكتبات والمعلومات بالجامعات السعودية هى :
    - العوامل الفردية (النوع، الحالة الاجتماعية، سنوات الخبرة الأكاديمية).
    - العوامل المدعمة (الدرجة الأكاديمية، الدولة التى تم الحصول منها على الدكتوراه).
    - ظروف العمل بالقسم (العبء التدريسى).
    - العوامل المؤسسية (مظاهر التكريم، مصادر استقاء المعلومات).
    الخلاصة
    من العرض السابق للإنتاج الفكرى الأجنبى والعربى حول الإنتاجية العلمية فى تخصص المكتبات والمعلومات يتضح الآتى :
    (1) أن دراسات الإنتاجية العلمية فى المكتبات والمعلومات بدأت على يد جون هارفى John Harvey عام 1961.
    (2) حظى موضوع الإنتاجية العلمية فى المكتبات والمعلومات باهتمام المتخصصين فى الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وكانت الدول العربية بطبيعة الحال من الدول التى أبدت اهتماما واضحا بالموضوع حيث خصصت له دراسات عدة.
    (3) تنوعت الدراسات العربية التى تناولت الإنتاجية العلمية المتخصصة فى المكتبات والمعلومات، حيث أجريت دراسات شاملة وأخرى قطاعية محددة موضوعياً، أو نوعياً، أو جغرافياً.
    (4) على الرغم من وجود أسلوبين شائعين لإجراء الدراسات عن الإنتاجية العلمية فى تخصص المكتبات والمعلومات يستند الأول إلى تحديد الإنتاج الفكرى ثم تحليله للخروج بالخصائص والسمات التى تميزه، ويعتمد الآخر على تحديد أفراد أو فئة محددة – غالبا ما تكون أعضاء هيئة التدريس – ثم يتم تحليل إنتاجهم الفكرى؛ إلا أن جل الدراسات العربية فى الموضوع عمدت إلى استخدام الأسلوب الأول.
    (5) حظى تخصص المكتبات والمعلومات بالجامعات السعودية بدراستين عن إنتاجية أعضاء هيئة التدريس وكانتا دراستين غير مسبوقتين على المستوى العربى، توافر على الأولى هشام عبد الله بن العباس عام 1996، وتوافر على الأخرى على سعد العلى الغامدى عام 2002، وكان من الضرورى أن تطبق مثل هذه الدراسات على الجامعات المصرية التى شهدت تأسيس قسم المكتبات والوثائق بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وهو أقدم الأقسام الأكاديمية فى تخصص المكتبات والمعلومات على المستوى العربى حيث أنشئ عام 1951، كما أن أعضاء هيئة التدريس بهذا القسم هم الذين تولوا مهمة إنشاء أقسام المكتبات والمعلومات فى بعض الجامعات العربية.
    (6) يعد كل من د. محمد فتحى عبد الهادى ود. محمد جلال غندور من أشهر الباحثين العرب فى موضوع الإنتاجية العلمية من خلال سلسلة من الدراسات التى أجرياها عن إنتاجية أعضاء هيئة التدريس المصريين.



    المصدر/http://www.arabcin.net/arabiaall/2005/14.html

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()