بتـــــاريخ : 5/25/2010 5:43:28 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1763 0


    التعليم عن بعد وعلم المعلومات

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : amelsayed | المصدر : alyaseer.net

    كلمات مفتاحية  :

    تمهيد

    تدفع عجلة التنمية والتقدم التكنولوجي حاجة معلمي المكتبات وعلم المعلومات للكشف عن طرق جديدة للتعليم من خلال استخدام الأدوات والوسائط التكنولوجية ومن خلال المشاركة في الموارد وتبادل المعلومات•
    وقد تطورت تكنولوجيا الاتصالات عن بُعد تطوراً كبيراً وأفرزت بدائل عديدة للنقل والاتصال الإلكتروني، ومنها على سبيل المثال الفيديو، والوسائط السمعية والمرئية، والفاكسميلي، والبريد الإلكتروني، والإنترنت والأقمار الصناعية•
    ولم يغب عن مصر المشاركة في هذا التطور التكنولوجي إذ كان إطلاقها للقمر الصناعي المصري "نايل سات" في 28 إبريل 1998، إيذاناً بدخول مصر عصر الفضاء والاتصالات الفضائية والاستفادة من تجارب الدول التي سبقتها في هذا المجال•
    وكان من حسن الطالع أن تخصِّص بعض القنوات التي يبثها القمر الصناعي المصري للتعليم (1)، وقد يكون من المفيد أن يكون لتعليم المكتبات وعلم المعلومات حصة في هذه القناة التعليمية• ونأمل من هذه الدراسة أن تكون إسهاماً متواضعاً في هذا المجال• لأنها تكشف عن الإطار النظري للتعليم عن بُعد في مجال المكتبات والمعلومات، وتطرح التعريفات والمصطلحات المتداولة في هذا السياق وتستعرض الإنتاج الفكري السابق للموضوع، وتعرض لبعض التجارب التي نُفذت في برامج تعليم المكتبات عن بُعد في الدول النامية والدول المتقدمة•
    ومن نافلة القول، إن القناة الفضائية المصرية تبثُّ الآن برنامجاً أسبوعياً للعلاج عن بعد "فضائية كلينك"، وتعقد العديد من القنوات الفضائية العربية برامج تنقل المؤتمرات عن بُعد، كما تنقل صوت وصورة المتحدث عن بُعد لكي يشارك في الإجابة عن استفسار ما أو يشارك في ندوة تُعقد في مكان آخر•
    ويمكن بالقياس إلى ذلك توفير الوصلات الإلكترونية اللازمة لأي عدد من التطبيقات في مجال تعليم المكتبات وعلم المعلومات• ويعتمد مستقبل بالمكتبات إلى حدٍ كبيرٍ على مدى تآلفهم مع تعدد أنماط موارد المعلومات المتاحة في أشكال إلكترونية واستخدام هذه الموارد بطريقة تحقق عائداً من فاعلية التكلفة• ويعتمد استخدام التكنولوجيا على مدى توفيرها للأموال التي يتم إنفاقها، للوصول الأفضل للمستمع الذي تنشده، وتوفير تعليم أفضل مما يقدِّمه التعليم التقليدي داخل أسوار الجامعة، إضافةً إلى التغلب على المشاكل والعوائق التقليدية لعملية التعلم، ومنها على سبيل المثال العوائق الجغرافية، والوظيفية، والأسرية، والبيئية، والاقتصادية، بالإضافة إلى أنَّ التعليم عن بُعد قد يحل مشكلة النقص في أعداد الخريجين من أقسام المكتبات الأكاديمية، وتلبية احتياجات سوق العمل وحركة التنمية الشاملة التي تشهدها مصر في شتَّى المجالات، وتلبية رغبة الأفراد الذين يعوقهم الالتحاق بالبرامج الأكاديمية لتعليم المكتبات في الجامعات•
    ونحن على مشارف القرن الحادي والعشرين، ينبغي أن تركِّز جهود التخطيط الحالية على اختيار بيئة الاتصال المناسبة التي يمكن أن تقود مكتبتك أو معهدك الأكاديمي أو المهنة عامة إلى القرن القادم وبالتجهيزات والعتاد اللازم لمعايشة هذا القرن•
    أهداف الدراسة
    تهدف هذه الدراسة إلى محاولة تحقيق الأهداف التالية:
    1ـ الإلمام بالمعرفة النظرية والعملية لما يدور حول الجهود والأنشطة التي تُبذَل في التعليم عن بعد في مجال المكتبات وعلم المعلومات•
    2ـ التعرُّف على كيفية إعداد المواد التعليمية التي تُستخدَم في هذه البرامج•
    3ـ إدراك دور شبكات المكتبات التي تأسست لكي يستخدمها طلاب التعليم عن بُعد•
    4ـ طرح التعريفات والمصطلحات المتداولة في هذا السياق•
    5ـ استعراض الإنتاج الفكري السابق للموضوع•
    6ـ عرض بعض التجارب التي نُفذت في برامج التعليم عن بُعد في المكتبات في الدول النامية والدول المتقدمة•
    7ـ وصف ملامح تطبيقات التعليم عن بُعد في الولايات المتحدة وكندا مع بريطانيا كممثِّلة لدول أوربا الغربية• وقد اختيرت بريطانيا نظراً لما يتميز به النظام البريطاني من ملامح في الجامعة البريطانية المفتوحة (BOU) التي نقلت تجربتها لمواقع بعيدة في استراليا ونيوزيلندة•
    8ـ وصف الجهود الإقليمية والمحلية ـ إن وجدت ـ في هذا السياق للتعرُّف على تقدير الاحتياجات للبرامج التعليمية التي تُقدَّم من خلال التعليم عن بُعد•
    9ـ القيام بدراسة تكشف وتدعم الطلاب الذين لا يتطلعون إلى الالتحاق ببرامج جامعية مُعْتَمَدَة لتعليم المكتبات في الإطار التقليدي داخل أسوار الجامعة•
    10ـ إدراك دور التكنولوجيا عامة ودور تكنولوجيا الاتصالات عن بُعد خاصة من أجل اختيار الأداة التكنولوجية المناسبة لبرامج المكتبات•
    أسئلة الدراسة
    1ـ ما مسوغات التعليم عن بُعد في مجال المكتبات وعلم المعلومات؟
    2ـ هل تساعد وسائل التقنية الحديثة على نجاح برامج التعليم عن بُعد؟
    3ـ ما أثر التقدم التكنولوجي على تعليم المكتبات، ما المقررات التي يتم تعليمها عن بعد في المكتبات والمعلومات؟ وهل يمكن تطبيقه على العمليات الفنية في المكتبات؟
    4ـ ما العوائق التي تواجه التعليم عن بُعد؟
    5ـ هل هناك فرق كبير في التحصيل والاستيعاب بين الذين يتلقون التعليم بالطرق التقليدية والذين يتلقونه عن بُعد؟
    6ـ هل يمكن تطبيق التعليم عن بُعد في المجتمعات النائية بمصر وفي المجتمعات العمرانية الجديدة مثل: جنوب الوادي وتوشكى وسيناء؟
    7ـ هل يمكن تطبيق التجربة البريطانية للجامعة المفتوحة على نظام التعليم المفتوح الذي تنفذه جامعة القاهرة في مجال المكتبات وعلم المكتبات؟
    8ـ ما أنماط المتعلمين عن بُعد؟
    9ـ ما مواقف الطلاب والمعلمين تجاه التعليم عن بُعد؟
    10ـ ما دور أخصائي الوسائط التعليمية في المكتبة في التعليم عن بُعد؟ وكيف يتم إنتاج مقرَّر تعليمي عن بُعد؟
    منهج الدراسة
    تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي في الإطار النظري للدراسة إلى جانب مسح الإنتاج الفكري المتعلق بالتعليم عن بُعد في المكتبات وعلم المعلومات وإجراء مقابلات شخصية مع الأساتذة الذين يقومون بتدريس برامج تعليمية بوساطة الدوائر التلفازية المغلقة من خلال قائمة بالأسئلة المفتوحة النهايات التي تُوجَه أيضاً لبعض الأساتذة والمشرِفات في قسم الطالبات بجامعة الملك عبد العزيز للتعرُّف على اتجاهاتهم حيال هذه الوسيلة•
    وقد تم استرجاع قاعدة بيانات مستخلصات علم المعلومات ISA، وقاعدة بيانات مستخلصات المكتبات وعلم المعلومات LISA، وقاعدة بيانات الرسائل الجامعية DAT في الفترة ما بين 1986 ـ 1997، بالإضافة إلى الاطلاع والتحليل لإصدارات كاملة خُصِّصت لموضوع التعليم عن بعد في المكتبات وعلم المعلومات في مجلة تعليم المكتبات وعلم المعلومات (1987) JELIS• والرجوع إلى دائرة معارف المكتبات وعلم المعلومات (1993) ELIS ،في مادة "التعليم عن بُعد"•
    هذا إضافة إلى الاستشارة المباشرة لبعض الأعمال التي صدرت حديثاً عن الموضوع وهي متاحة في المكتبة المركزية لجامعة الملك عبد العزيز• كما تمَّ فحص دليل الرسائل الجامعية في المملكة العربية السعودية (1410 هـ/ 1990م)، الصادر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض• وعُثِرَ في هذا الدليل على رسالة واحدة بعنوان "جدوى بعض أساليب التعليم عن بُعد في بعض جامعات وكليات المملكة العربية السعودية (1405 هـ) إعداد: عيسى عبد الله الحليان الفهاد ü، وهي رسالة في مجال التربية قدمت لكلية التربية في جامعة الملك سعود لنيل درجة الماجستير، إضافة إلى ندوة التعليم العالي عن بُعد التي أُعدَّت في البحرين في عام 1407 هـ الموافق 1986 •
    الإطار الفكري للدراسة
    تعريفات
    باستعراض الإنتاج الفكري نلاحظ عدم وضوح تعريف التعليم عن بُعد واستخدام المصطلح في خلطه مع التعليم بالمراسلة•
    تورد سلفيا فيبسوف (2) Faibisoff وديبورا ويلز Willis (1987) بعض التعريفات للمصطلحات المستخدمة للتعليم عن بُعد على النحو التالي:
    1ـ تساءلت لوزا (1975) Ljosa عن كنه التعليم عن بُعد، هل هو تعليم بالمراسلة أو تعليم في المنزل؟
    2ـ يوضح ستانفورد (1980) Stanford أنَّ التعليم عن بُعد هو تعليم مستقل للكبار بالمراسلة•
    3ـ يرى زيجريل (1984) Zigerell إنَّ التعليم عن بُعد هو إحدى صيغ التعليم التي تتصف بفصل طبيعي بين المدرس والطالب، باستثناء بعض اللقاءات التي يعقدها المدرِّس مع الطالب وجهاً لوجه لمناقشة بعض المشروعات البحثية• ويوضح زيجريل، أن التعليم عن بعد يختلف عن التعليم بالمراسلة من حيث أنه يستلزم بعض الفرص لتفاعل الطالب مع المعلِّم• ويعطي تمييزاً واضحاً بين التعليم عن بُعد والتعلم عن بُعد، فالأول يعنى بالإعداد أو بالعملية التعليمية ذاتها ويركز الآخر على نهاية التلقي للتعليم عن بُعد•
    ويستطرد زيجريل، بأن سيوارت Sewart وكيجان Keegan، وهوملبرج Hlmberg (1983)، قد خصصوا نحو 100 صفحةٍ لبلورة مفهوم ونظرية التعليم عن بعد•
    4ـ يمضي ويدمير (1983) Wedemeyer بالتعريف خطوةً أفضل إلى الأمام بالتركيز على المتعلِّم الذي يحصل منه على الفرصة على أساس احتياجاته واهتماماته وطموحاته•
    5ـ يتصف أيضاً التعليم عن بُعد بقربه من المعلِّم، وقد عُرَّف في القانون في فرنسا على سبيل المثال بأنَّه موقف تعليمي يستلزم حضور المعلِّم شخصياً من حين إلى آخر•
    6ـ يُعرَّف التعليم عن بُعد بأنه نقل برنامج تعليمي من موضعه في حرم جامعة ما إلى أماكن متفرقة جغرافياً• ويهدف هذا التعليم إلى جذب طلاب لا يستطيعون تحت الظروف العادية الاستمرار في برنامج تعليمي تقليدي (3)•
    ويتضح من التعريفات السابقة أنه توجد تعريفات متنوعة عن التعليم عن بُعد وتشترك كل هذه التعريفات في بعض الخصائص الشائعة، وربما تكون أفضل طريقة لتعريف هذه العبارة هو من خلال توضيح خصائصها كما يتضح في الأبعاد التالية:
    (أ) الإمداد بالتفاعل من حين إلى آخر مع أعضاء هيئة التدريس•
    (ب) إمداد الطالب بدراسة مستقلة وفردية•
    (جـ) يتم تلقيه للمعرفة من خلال مقررات داخل وخارج الحرم الجامعي•
    (د) يعتمد على احتياجات الطالب الفعلية•
    وبينما تركز التعريفات السابقة على خصائص وسمات التعليم عن بُعد من ناحية الإعداد أو المعالجة فإن آخرين ينظرون إليه كنظام• ويتضح ذلك على الوجه التالي:
    1ـ كان الموضوع الرئيس في المؤتمر العاشر للمجلس الدولي للتعليم عن بُعد كنظام، وقد تضمن المؤتمر تحليلاً للمكونات والنظم الفرعية الإدارية والتعليمية، مع الإشارة خاصة إلى الطموحات، والمغزى، والخصائص والعلاقات المتداخلة وفعالية التعليم عن بُعد من حيث المعلومات والتوجيه والأنشطة الطلابية والاتصالات المتبادلة والتسويق والإدارة•
    2ـ ترى لوزا (1975) Ljosa أيضاً أن التعليم عن بعد كنظام ينبغي أن يُنظر إليه من خلال نُظُمه الفرعية كنماذج للتعليم، والخدمات، والأنشطة الطلابية، وشمول مواد المقرَّرات، ومتابعة الطالب، والاختبارات، والمجالات الموضوعية، والاتصالات المتبادلة•
    وبغضِّ النظر عن قبول التعليم عن بُعد كمعالجة أو كنظام أو حتَّى كقناة للمتلقي، ينبغي أن يبقى المفهوم متصلاً بمفهوم التعليم مدى الحياة•
    وقد اعتمدت المفاهيم على أن هذا النوع يوجد فيما وراء أسوار مؤسسات التعليم التقليدي، أي أنه نوع من التدريب الفني والمهني يُتاح لكل فرد بغض النظر عن الجنس ، أو العمر، أو الخلفية التعليمية أو المؤهلات العلمية•
    3ـ كان إدجار فور (1972) Faure صاحب المبادرة لمفهوم نظام التعلم مدى الحياة لتلبية احتياجات كل شخص كي يتواكب مع المجتمع المعاصر إضافة إلى إسهام المتعلمين في الإرشاد والتوجيه وفقاً لاحتياجاتهم التعليمية، وتشجيع التعلُم من مصادر متنوعة سواء أكانت نظامية أم غير نظامية، تقليدية أم غير تقليدية•
    يمكن التنويه بأن مفهوم التعليم عن بُعد والتعليم مدى الحياة يشتركان بخواص متشابهة•
    خلفية تاريخية
    اعتمد إعداد العاملين للعمل في المكتبات في سنواته المبكرة قبل مرحلة التعليم النظامي على نظام التلمذة الصناعية، ذلك النظام الذي كان يتم في المكتبات الكبرى ويحدَّد بمقررات عملية تفرضها ظروف العمل كي يتناسب خاصة مع العاملين في المكتبات المدرسية•
    وقد افتتح ملفل ديوي أول مدرسة نظامية لتعليم المكتبات في جامعة كولومبيا (4) بنيويورك في عام 1887 •
    ومن السنوات المبكرة لجهود ديوي وحتى يومنا الحاضر يرغب الكثير من العاملين في المكتبات في إيجاد بعض صيغ التعليم التي تتلاءم مع ظروفهم واحتياجاتهم خارج أسوار التعليم النظامي التقليدي• وقد تمثلت هذه الصيغ كما أوردها دانيال• د• بارون (5) في الأنماط الرئيسة التالية:
    1ـ الدراسة بالمراسلة .Correspondence Study
    2ـ الجهود (التعليمية) الممتدَّة Extension Effors •
    3ـ استخدام وسائل الاتصالات عن بعد في التلقي Telecommunications Delivery •
    أولاً: الدراسة بالمراسلة
    يُقرُّ بارون بأن الدراسة بالمراسلة (6)، أول أنواع التعليم عن بُعد التي استخدمت في تعليم المكتبات وعلم المعلومات• وقد تمثلت جهود الدراسة بالمراسلة في الجهود التالية:
    1ـ نادى ملفل ديوي (1888) بتطوير مقرَّرات للدراسة بالمراسلة في مدينة ألباني (Albany) لخدمة المكتبات الصغيرة والمكتبات المتخصصة•
    2ـ أوصت لجنة تدريب المكتبات المنبثقة عن جمعية المكتبات الأمريكية ALA أن تقوم المكتبات (الكبيرة) والمدارس الرائدة بتقديم أعمال بالمراسلة في عام 1903 وأصدرت بعض التعليقات على برنامج جامعة المراسلة الدولية في عام 1907 •
    3ـ أوصى شارلز ويليامسون (7) Williamson في تقرير لهيئة كارنيجي (1923) بضرورة تولي مدارس المكتبات تبني طريقة التعليم بالمراسلة، ليس كبديل لأي طريق آخر، ولكن ليكون ملحقاً ومكمِّلاً للطرق الأخرى المستخدمة• كما أوصى ويليامسون في تقريره بتخصيص الهبات التي تموِّلها هيئة كارنيجي لتطوير الدراسة بالمراسلة في مدارس مدينة نيويورك مع توفير أفضل الإمكانات التعليمية المُتاحَة لهذه المدارس•
    وقد أورد ويليامسون في تقريره أنَّ الدراسة بالمراسلة في علم المكتبات كانت موجودةً بالفعل وأن 24 درساً في الطرق الفنية في المكتبات تمَّ تدريسها عن طريق المراسلة في جامعة شيكاغو، وأن مقرراً في الفهرسة تمَّ تدريسه بهذه الطريقة في مكتبة ولاية كاليفورنيا، كما أنَّ قسم التوسع التعليمي بجامعة ويسكونسن قدَّم مقرراً بهذه الطريقة في عام 1920 لما يزيد على 250 طالباً•
    4ـ تم تأسيس مدرسة المكتبات الأمريكية للتعليم بالمراسلة في عام 1923تحت إدارة وتوجيه هـ • ب• غايلورد Gaylord بسيراكيوز ونُقلت هذه المدرسة في عام 1928 بمشتملاتها كلها إلى جامعة كولومبيا بنيويورك تحت قيادة ويليامسون نفسه الذي أصبح مديراً لمدرسة المكتبات ومديراً لمكتبات جامعة كولومبيا في الوقت نفسه• وكان البرنامج جماهيرياً لأمناء المكتبات الممارسين للمهنة• وقد ازدهر هذا البرنامج حتى عام 1936 حين ألغت جامعة كولومبيا كلَّ الدراسات بالمراسلة، وإن لم يعد يلقى التعليم بالمراسلة قبولاً إيجابياً لدى أساتذة علوم المكتبات•
    5ـ لم تستخدم هذه البرامج من عام 1951، لتلبية متطلبات البرامج المعتمدة لدرجة الماجستير من جمعية المكتبات الأمريكية• وتقوم حالياً لجنة تعليم المكتبات بالجمعية بتوفير قائمة بالمقررات المتاحة بوساطة المراسلة ومنها على سبيل المثال مقرَّرات في أساسيات الفهرسة وأدب الأطفال إضافة إلى مقررات أخرى لاختصاصيي الوسائط التعليمية في المكتبة المدرسية•
    ثانياً: الجهود (التعليمية) الممتدة
    بينما كان للتعليم بالمراسلة سبق الأولوية، إلا أنه لم يكن الوحيد من الجهود المبكرة في الولايات المتحدة لتوفير فرص بديلة للتعليم والتدريب في المكتبات وعلم المعلومات• أوجد أساتذة المكتبات وعلم المعلومات فرصاً للعاملين غير القادرين على الالتحاق ببرامج ثابتة في جداول تقليدية عن طريق إعطائهم فرصاً تعليمية خارج حدود الحرم الجامعي التقليدي• وقد سميت هذه الفرص بالجهود التعليمية الممتدة•
    أورد ريس (8) Reece عندما تحدث عن الجهود المبكرة في هذا السياق ما يلي:
    نظمت مدرسة المكتبات لولاية نيويورك فصلاً صيفياً في عام 1896، وكان الفصل لمدة 6 أسابيع وهو مأخوذ من بعض الموضوعات المقرَّرة التي تقدِّمها المدرسة بهدف خدمة هدف محدَّد ومتميز•
    وقد استخدمت أشكالاً أخرى إلى جانب الفصل الصيفي منها على سبيل المثال، مقرَّرات مكثفة، ومعاهد تموِّلها الولاية، وفصول عطلة نهاية الأسبوع، وفصول مسائية، إلى جانب أنماط أخرى متنوعة في أطرها الزمنية ثم استخدامها لكي تتلاءم مع العاملين الذي يعملون طيلة أيام الأسبوع ويتلقون تعليمهم في مدارس أخرى، أو يعيشون بعيداً عن برامج تعليم المكتبات وعلم المعلومات التقليدية التي يكون الانتظام فيها غير ممكن، بالإضافة إلى قبول معلمي المكتبات وعلم المعلومات للطلاب غير المتفرغين ممن تجذبهم المهنة•
    ومما يجدر التنويه به أنَّ معظم برامج تعليم المكتبات والمعلومات في الولايات المتحدة قد سعت إلى اجتذاب المتعلِّم غير التقليدي وتمَّ بذل الكثير من الجهد للتكيف ولتدعيم هذا النوع من التعليم• وكانت هذه هي اللبنة الأولى التي أُرسيت دعائمها في شرعية التعليم عن بُعد•
    وبينما يوجد القليل من الإنتاج الفكري الذي يتعلق بالواقع التاريخي لمقررات التعليم الممتدِّ خارج أسوار الحرم الجامعي، إذ لم يستمع معلمو المكتبات والمعلومات إلى القصص التي وردت عن السلف من الرواد أمثال أمناء المكتبات العامة الأُوائل الذين كانوا يحزمون صناديق من الكتب خلف سياراتهم ويرحلون بالمعلومات والتعليم وراء حدود مباني المكتبات التي يعملون فيها وخارج أسوار الحرم الجامعي الذي ينتسبون إليه•
    وقد أوضح لويس شورز(9) Shores على سبيل المثال، أنه من عام 1947، أخذ أعضاء هيئة التدريس على عاتقهم تعليم المكتبات إلى مراكز 37 مقاطعة بولاية فلوريدا، تمتد جغرافياً نحو 850 ميلاً في الجنوب الشرقي• وقد التحق بهذه الفصول أكثر من 5000 طالب، معظمهم من المدرسين الذين لديهم الرغبة في تعليم رسالة المكتبة لتلاميذهم ولزملائهم•
    ولكن الكثير من هؤلاء الطلبة المتميزين قد أُحيلوا إلى التقاعد من مهنة المكتبات، وبعضهم أكمل المتطلبات المعتمدة لدرجة الماجستير من خلال برنامج تعليمي ممتد بإقامة محلية في فصل الصيف• وربما تكون السجلات، على حد قول بارون، التي تتعلق بالجهود التي بذلت للتعليم عن بعد مدفونةً في (دهاليز )المحفوظات في الكثير من البرامج الأكاديمية للمكتبات، ولم يوجد بعد الباحث الذي يحاول أن يخرجها من أرشيفات هذه البرامج ويضعها في سياق بحثي تاريخي أو يوردها في تقرير عن المهنة•
    وحتى اليوم، مازال يحمل معلمو المكتبات وعلم المعلومات في الولايات المتحدة معهم في سياراتهم الكتب والمواد التعليمية الأخرى، ويطرقون أيضاً سبل المواصلات الأخرى كالقطارات والطائرات والقوارب لتقديم الفرص التعليمية الممتدَّة للمتعلم عن بعد• ويدل على ذلك ما أوردته أفضل السجلات الإحصائية التي عبَّرت عن هذه الأنشطة ووردت في تقرير أليز (10)، ALISE الإحصائي عن المكتبات على النحو التالي:
    باستعراض البيانات الواردة في التقرير عن قسم المناهج لفترة السنوات العشر الأخيرة 1980 ـ 1990، يوضح التقرير أن 3045 مقرراً تمَّ تقديمه في هذه الفترة بعيداً عن الحرم الجامعي الرئيس لمدارس تعليم المكتبات وعلم المعلومات• ويتراوح عدد هذه المقرَّرات ما بين 223 مقرراً تمَّ تقديمه في عام 1980 إلى 408 مقرر تمَّ تقديمه في عام 1990 •
    وكان عدد المدارس التي قدَّمت مقررات خارج الحرم الجامعي في هذه الفترة 37 مدرسةً بمتوسط قدره ما بين 31 إلى 40 مدرسةً• وقد قدَّمت هذه المدارس مقرراتٍ تتراوح ما بين مقرر واحد لمدرسة واحدة وأكثر من 40 مقرراً في سنة واحدة•
    وباختبار أنواع المقررات التي أوردها تقرير أليز الإحصائي يبدو أن الكثير من المقررات نُفَّذت بعيداً عن الحرم الجامعي في برنامج تعليم المكتبات وعلم المعلومات كجزء من برنامج مخطط أو كجزء من متطلبات درجة أو كبرنامج شهادة داخل ولاية معينة أو منطقة من ولاية تتمُّ خدمتها بوساطة هذا البرنامج• ولم يكن من الممكن تقرير مدى امتداد برامج الدرجة التي تمَّ توفيرها عن طريق التعليم عن بُعد• ويتعرَّض القليل من الإنتاج الفكري لوصف هذه المقدمات وبيان مدى فعاليتها وأثرها على المهنة أو على النظام ككل•
    وهناك تقارير عن برامج التعليم عن بُعد للمكتبات وعلم المعلومات ونُفذَت بوساطة مجموعة محددة من المقرَّرات في ولايات أخرى• يشترك في هذه البرامج الطلبة من خلال سفر الأساتذة لموطنهم في الولايات التي يعيشون فيها•
    وقد تضمن هذا النوع من التعليم على سبيل المثال، جهود كل من جامعة ولاية لويزيانا مع أمناء المكتبات في فرجينيا، وجامعة كارولينا الشمالية لأمناء المكتبات في فرجينيا الشرقية، وجهود كلية ولاية كلاريون بالالتحاق ببرنامج يؤدي إلى الحصول على درجة بولاية مين Maine إضافة إلى برامج أخرى قدمتها أمبوريا للحصول على درجة في كولورادو ونبراسكا وأيوا•
    ثالثاً: استخدام وسائل الاتصالات عن بُعد في التدريس
    سعى المعلِّمون في الولايات المتحدة للاستخدام الأمثل للمذياع من العشرينيات وللتلفاز من الثلاثينيات ولكن لم يكن استخدامهما واسعَ الانتشار حتى الستينيات من هذا القرن•
    وقد استخدمت الجماعات المهنية مثل المحامين، الصيادلة، المعلمين، المهندسين والعاملين بالعلوم الصحية، الاتصالات عن بُعد سواء أكان ذلك للحصول على درجة أكاديمية أم في التعليم المستمر وعقد المؤتمرات• بينما تم استخدام المذياع ومازال هذا الاستخدام سارياً في التعليم عن بُعد على مدى محدود، بينما حظي التلفاز والهاتف بتركيز خاص لدى معظم المعلِّمين، كما يتضح فيما يلي:
    تمَّ أول استخدام لفيديو المؤتمرات في التعليم المستمر لاختصاصيي المكتبات والمعلومات بوساطة جمعية المكتبات الأمريكية بوساطة استخدام الأقمار الصناعية(11)، في هذا السياق في مؤتمر عُقد حول حقوق الطبع في عام 1978، وتبعه مؤتمران من هذا القبيل عن مارك1 ومارك 2، اللذين طورتهما جمعية المكتبات الأمريكية بالتعاون مع مُجَمَّع الأقمار الصناعية للخدمة العامة•
    واستخدام الهاتف في المؤتمرات عن بُعد في أوكلاهوما في عام 1983 لتوفير تجربة التعليم المستمر المتعلقة بطلبات المراجع الطبية(12)•
    وقد أورد ديفيد سولت Salt تقريراً عن استخدام الهاتف في المؤتمرات في مشروع للتعليم المستمر في جامعة ساسكتشوان بالتركيز على مجال المعلومات الفنية التي يستخدمها المهندسون في عام 1987 (13)•
    كما أنتجت جمعية المكتبات البحثية والجامعية (ACRL) مؤتمرين اعتمدا على استخدام الهاتف ويتعلقان بتكنولوجيا الأقراص المتراصَّة (CD - ROMصs) في عامي 1988، 1989 على التوالي وفقاً لما أورده بارون عن محادثاته الشخصية مع المنتجين لهذه المؤتمرات(14)•
    وقد تمَّ تمويل تلك المؤتمرات بوساطة شركات من القطاع الخاص أفرزت منتجاتها الجمعية الأمريكية لأمناء المكتبات المدرسية AASL واتحاد الاتصالات التعليمية والتكنولوجيا بالتعاون مع كلية المكتبات وعلم المعلومات بجامعة كارولينا الجنوبية•
    نماذج الجهود وأنشطة التعليم عن بُعد في الولايات المتحدة
    يصف بارون(15) الجهود والأنشطة التي بُذلت في التعليم بوساطة وسائل الاتصالات عن بُعد التي وردت في الإنتاج الفكري على النحو التالي:
    1ـ تصف مقالات منفصلة بوساطة ويندر Wender وبيرك Berk استخدام تكنولوجيا الاتصالات عن بُعد في جهود التعليم المستمر للعاملين في الخدمات الصحية•
    2ـ أورد ويندر Wender أن 4 محاضرات تم إلقاؤها بوساطة الاتصالات عن بعد لـ110 مستشفيات في أوكلاهوما في عام 1981 •
    3ـ يصف بيرك Berk التجربة التي قدَّمتها جمعية المكتبات الطبية الأمريكية لمقرَّر تعليم مستمر في الإدارة والموازنة في عام 1982 من خلال شبكة الهاتف التعليمي لجامعة ويسكونسن• وقد وُصِفَ كل من الجانب الإيجابي والسلبي للجهود التي بُذلت في هذا المجال مع خاتمة تقول إنَّ الوسيط (الاتصالات عن بعد) "صالح ومناسب وفعَّال وينبغي أن يستخدم مرةً ثانيةً في هذه المهنة"•
    4ـ يصف جورج هارتج Hartje استخدامه لمحاضرة عن طريق الهاتف في فصل لعلم المكتبات بجامعة ميسوري ـ كولومبيا• ورغم عدم وجود تحليلات إحصائية في المقال إلا أن المؤلف يورد خاتمةً تقول "إن التجربة كانت ناجحةً ومفيدةً للطلاب"•
    5ـ إن استخدام التلفاز في تعليم المكتبات عن بُعد كان غامضاً كما يشير بذلك ارفنج ليبرمان (1973) Liberman كفرد من المجموعة التي نبَّهت إلى ضرورة القيام بجهود بحثية في تعليم المكتبات وعلم المعلومات• وفي قائمة حول استخدامات التلفاز في الأغراض التعليمية، ذكر ليبرمان: إن مقررات الدوائر (التلفزيونية) المفتوحة لطلاب الكليات المعتمدة أصبح واقعاً ملموساً• ويصف في التقرير نفسه المحاضرات التي تعتمد على الهاتف باستخدام تكنولوجيا الاتصالات للتدريس، ولكنه لم يقدِّم أية نماذج من هذا القبيل في تعليم المكتبات وعلم المعلومات•
    6ـ ظهر التنفيذ الفعلي لاستخدام التلفاز في تعليم المكتبات وعلم المعلومات في مدرسة المكتبات وعلم المعلومات بجامعة انديانا (بلومنجتون) في أوائل عقد السبعين وركز على واحدة من القطع البحثية القليلة التي اكتملت في هذا السياق عن التعليم عن بُعد• ويصف بروش شومان Shuman استخدام الدوائر (التلفزيونية) المغلقة (16) لمقرر واحد تم تقديمه باستثناء أن بعض الطلاب قد وصفوها بأنَّها تجربة غير مجدية•
    7ـ وتعدُّ مدرسة دراسات المكتبات والمعلومات بجامعة ويسكونسن، ميدسون، رائدة في استخدام المؤتمرات عن بعد من خلال الاتصالات بالعاملين في المهنة• وقد أوردت دارلين وينغاند Weingand في بحثها تقريراً عن عقد مقارنة بين الطلاب الذين يتلقون التعليم في الفصول التقليدية والآخرين الذين يستخدمون نظام الاستماع عن بعد طوال فصل دراسي في موضوع عن إدارة المكتبة العامة• وتختم وينغاند دراستها بأن المقارنة بين المجموعتين كانت متوافقةً وليس هناك قرينة تدعم الفكرة التي تقول إن الفصل الدراسي التقليدي يُعَدُّ النموذج الأمثل لتلقي التعليم، وإن الاستماع عن بُعد يمكن أن يكون مساوياً إن لم يكن أحسن من التعليم في الفصل الدراسي التقليدي، وتضيف إن غياب التفاعل وجهاً لوجه واستبداله بالاستماع عن بُعد ليس مضراً لعملية التعلم•
    8ـ تستمر الدراسة في توضيح مميزات نظامٍ من أكثر نظم الاستماع عن بُعد تقدُّماً في العالم، وهو شبكة المؤتمرات التعليمية عن بعد Educational Tele conferecing Network (ETM)، وتربط هذه الشبكة بين أكثر من 170 موقعاً بولاية (ويسكونسن) مع استثناءات قليلة• وتعدُّ المقررات التي تقدم بوساطة هذ الشبكة تقدماً حديثاً كأساس لتعليم المكتبات والمعلومات باستمرار•
    9ـ تصف بام بارون(17) Barron تطور الاختبارات الحقلية في مقالتها بعنوان "القفز على القمر" عن أدب الأطفال Jump Over The Moon Sharing Literature With young Children (ETM) بأنه مقرر عن بُعد حصل على جائزة وتمَّ تطويره في عام 1982 ومازال مستمراً كقاعدة للمقررات المتاحة لنظم التلقي على مستوى الولاية وعلى المستوى القومي سواءً بسواء• وتختم بارون دراستها عن هذا المقرر بقولها"إنه لا ينبغي ألا يُستخدَم هذا المقرر ليحل محل أكثر الطرق التقليدية فحسب، ولكن كبديل حيوي وفعَّال أيضاً•
    10ـ تصف جيل ماي May المشكلات المتعلقة بحقوق الطبع والتطور العام والتقويمات التي تمَّت لمقرر استخدم أشرطة الفيديو في الوسائط المقدمة للأطفال•
    11ـ تورد مارلين منغ Ming وغاري ماكدونالد Macdonald تقريراً عن الجهد المتجدِّد في مشروع تدريب المكتبة الريفية الصغيرة في البرتا، كندا• شارك المشروع في تصميم وتنفيذ وتقويم كامل لبرنامج يؤدي إلى شهادة ويعوِّل أساساً على المواد المطبوعة جنباً إلى جنب مع استخدام أشرطة الفيديو• وكانت نتائج التقويم إيجابية جداً بالنسبة لتقويم الطلاب والعاملين في البرنامج•
    12ـ باستعراض البيانات التي اشتمل عليها تقرير أليز ALISE الإحصائي حول تعليم المكتبات وعلم المعلومات في الفترة ما بين 1980 و1992 يوضح الاستخدامات التالية للتدريس بوساطة الاتصالات عن بُعد:
    (أ) تمثِّل كارولينا الجنوبية (SC) البرنامج الوحيد لتعليم المكتبات وعلم المعلومات الذي يستخدم التدريس من خلال الاتصال عن بُعد•
    (ب) تستخدم كارولينا الجنوبية، وأمبوريا وأريزونا شركة كوابل التلفاز لتقديم مقرَّرات عن بُعد•
    (جـ) تستخدم جنوب فلوريدا وولاية سان خوزيه، وكارولينا الجنوبية، وانديانا، وأريزونا وأوكلاهوما (فيديو) ذا الاتصال من جانب واحد إلى جانب الاستماع الهاتفي عن بُعد، كما استخدمت ويسكونسن (ميلاواكي) وكنتاكي أيضاً هذا النظام•
    (د) تستخدم امبوريا، وويسكونسن (ميدسون) وجامعات ولاية لويزيانا وألاباما وكارولينا الشمالية نظم الاستماع والفيديو ذات الاتصال من جانبين•
    (هـ) ربما يكون أكثر برامج التعليم عن بعد تجديداً وأحسنها تمويلاً في الولايات المتحدة هو مشروع هيئة إذاعة اننبرغ Annenberg العامة، إذ تمَّ وقف هبة مالية تقدر بنحو 150 مليون دولار، من أجل إنتاج مقرَّرات تستخدم (كاسيتات الفيديو) والحواسيب وأشرطة التسجيل والأقراص المتراصة والمرئية، لكي تجعل التعليم الجامعي حقيقة واقعية للمتعلم عن بُعد• وقد توسعت مديرة المشروع مارا مايور Mayor في البرنامج توسعاً كبيراً•
    (و) إضافة إلى البرامج المتمركزة في الجامعات الأمريكية، هناك محاولات متعدِّدة نابعة من القطاع الخاص التجاري للإمداد بالتعلم عن بُعد، ومنها على سبيل المثال فصول إذاعة: (إن• بي• سي) للقارات NBCصs Continental classroom التي بدأت من ست سنوات وفصول إذاعة (سي• بي• إس) للشمس المشرقة: CBSصs Sunrise Semester التي بقيت نشطةً لسبعَ عشرةَ سنةً خلت•
    (ز) استخدمت بتسبرج الألياف الضوئية Oplical Fibers لتوصيل المقررات لأماكن نائية وبعيدة عن الحرم الجامعي لتلك الجامعة، كما استخدمت بتسبرج مزيجاً من نظم الاستماع والفاكس• واستخدمت كارولينا الجنوبية خدمات شركة كوابل التلفاز لتوفير مقررات على المستوى القومي واستخدمتها أيضاً ولاية أمبوريا وجنوب كونيكتكت في برامجها الأكاديمية•
    أنشطة التعليم عن بعد
    في بعض دول العالم
    بالإضافة إلى أنشطة وجهود التعليم عن بعد في الولايات المتحدة توجد بعض الأنشطة في الدول النامية، وفي روسيا وأستراليا وأوربا الغربية• يقدم نيلور(18) 1985 Naylor ملخصاً للمشاركين في أنشطة التعليم عن بعد في أرجاء العالم• وفيما يلي عرض للنماذج التي قدَّمها نيلور عن هذه الأنشطة:
    1ـ يستخدم التعليم عن بعد في الدول النامية لتوفير ما يقدمه التعليم التقليدي كما هو متاح في المؤسسات التعليمية التقليدية في العالم الغربي•
    2ـ يتوافر التعليم عن بعد في روسيا في أماكن العمل وتركز جهوده على زيادة الإنتاجية•
    3ـ تعدُّ الجامعة المفتوحة البريطانية (BOU) من أكثر نماذج التعليم عن بعد نجاحاً (19) وصار النظام المقبول كبرنامج نموذجي في أنحاء العالم كله•
    وقد بدأت الجامعة المفتوحة كفكرة لجامعة على الهواء إذ صممت لتوفير المقررات الدراسية في التعليم العالي بوساطة وسائل الاتصال الجماهيري للفنيين والعاملين في المجالات التكنولوجية• وفي أوائل عقد السبعين بدأت الجامعة البريطانية المفتوحة تقوم بإمداد البالغين بنظام يسمح لهم بنيل الدرجة الدراسية الأولى•
    4ـ جمعت الجامعة المفتوحة البريطانية بين أفضل الخصائص التي يتميز بها نظام الدراسة بالمراسلة إلى جانب استخدام الأفلام والأشرطة التعليمية التي تم إعدادها بعناية بوساطة هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)• ونتيجة لذلك، أصبحت الجامعة المفتوحة البريطانية أعظم منشأة تعليمية ناجحة في أرجاء العالم وربما تكون أعظم وأهم تجديد حدث في تاريخ التعليم على حد قول نيلور•
    ويتلقى التعليم من خلالها ما بين 17.000 و20.000 طالب سنوياً من خلال استخدام الأشكال والوسائط التعليمية المتنوعة التي تشتمل على برامج إذاعية وتلفازية إلى جانب أشرطة التسجيل المسموعة والمرئية•
    5ـ تقوم الكلية المفتوحة للتعليم الأفضل في أستراليا بإمداد البالغين بدراسات مستقلة من خلال التعليم عن بعد، كما تقدم التعليم لبعض المراحل التعليمية والتدريب الفني وتمنح هذه البرامج شهادات ودبلومات لأكثر من 23.000 (طالب)•
    6ـ تقوم جامعة أثابسكا(20) Athabasca في ألبرتا، كندا، بتقديم مقررات تعليم عن بعد من خلال الوسائط السمعية والبصرية والتكنولوجية حول موضوعات مثل الإدارة، والإنسانيات، والعلوم الاجتماعية، ومقررات تطبيقية كالاتصالات بين الأفراد• ومن خلال محطة إذاعتها الثقافية يتم استقبال مقررات للتعليم عن بعد إلى جانب حزمة من المقررات التي تحتوي على واحد أو أكثر من الكتب الدراسية و(كراسة) الواجب للطالب والموجز الإرشادي ومواد غير مطبوعة، وتشتمل التكليفات الدراسية على المقالات التقليدية والأوراق البحثية•
    7ـ في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة، حصل نحو الربع من الخريجين من الكليات الفنية والجامعات تخرج نحو 1.5 (مليون) على مؤهلاتهم من خلال التعليم عن بعد• ويقدم هذا النوع من التعليم بوساطة 20 من إجمالي 54 كليةً وجامعةً وبنسبة أكثر من 10% من إجمالي أعداد الطلاب الملتحقين بهذه المقررات•
    8ـ تقدِّم السويد فرص التعليم عن بعد من خلال مدارس المراسلة جنباً إلى جنب مع استخدام التلفاز والمذياع التعليمي• ويقدم هذا النوع للبالغين ولطلاب مرحلة البكالوريوس•
    9ـ تمَّ تطوير نموذجين على الصعيد الدولي لبرامج التعليم عن بُعد أسوةً بما هو متبع بالجامعة المفتوحة البريطانية• تمثَّلت هذه النماذج في التجمع الجامعي الدولي• Intern. Univ Consortium (IUC) وهو تجمع مكون من 25 كليةً من الولايات المتحدة وكندا يقدِّم مقرَّراتٍ يتمُّ بثها تلفازياً في أنحاء البلاد•
    والتجمع الآخر أطلق عليه لكي تعلم الشعب To Educate people (TEP) ويهدف إلى تقديم التعلم العالي للبالغين من خلال البرامج التعليمية التلفازية إضافة إلى الملحق للمناقشة وقاعة البحث في نهاية كل أسبوع يتمُّ في الحرم الجامعي•
    وقد تضافرت جهود الجامعة والتلفاز العام لتوفير التعليم عن بُعد من عام 1965 بالتعاون مع جامعة الهواء بنيويورك في السنوات العشر التالية•
    تعقيب
    من واقع استعراض الأنشطة والجهود والمسوح التي بُذِلَت في التعليم عن بُعد في الولايات المتحدة وباقي دول العالم يمكن استنتاج النتائج التالية:
    (أ) تمثِّل أعمال الطلاب الملتحقين في برامج التعليم عن بعد ما بين 20 و40 عاماً، ومن مناطق حضرية وريفية، متفرغين وغير متفرغين•
    (ب) إن معظم الطلاب غير قادرين على الالتحاق بالبرامج التعليمية التقليدية بسبب عوائق الوقت، أو المكان، أو العمل، أو عدم القدرة أو الالتزامات المنزلية•
    (جـ) إنهم يتطلعون للحصول على شهادات أعلى أو مؤهلات عليا وهم غير قادرين على مقابلة متطلبات القبول والدخول في الجامعات التقليدية•
    (د) إن الأمهات القابعات في المنزل مع الأطفال غير قادرات على الدراسة بوسائل أخرى•
    (هـ) إن العاملين بنظام المناوبات (مثل الممرضات، والبوليس، وأمناء المكتبات وعمال المصانع) غير قادرين على التعليم بوسائل أخرى•
    (و) إن من تمنعهم حواجز المنشآت (مثل السجون، أو الإقامة بالمستشفى) لايجدون وسائل أخرى•
    (ز) يختار الطلاب الدراسة والتعليم عن بُعد نظراً لمرونتها أو لمعاييرها الأفضل أو لعدم قدرتهم على المعايشة داخل الفصول الدراسية لأسباب سيكولوجية•
    (ح) إن استخدام خصائص الدراسة بالمراسلة جنباً إلى جنب مع تكنولوجيات الاتصالات عن بُعد من خلال الوسائط السمعية والبصرية والأسطوانات والأشرطة والأقراص والفاكس والحواسيب، يؤدي إلى فعالية التعليم عن بعد ويرفع من كفاءته ويحقق نجاحاته•
    (ط) إن التعليم عن بعد ليس بديلاً عن التعليم التقليدي ولكنه ملحق له ومكمل ومعين للأفراد الذين تمنعهم ظروفهم من الالتحاق بالفصول التعليمية التقليدية•
    (ي) بالرغم من شعور العديد من التربويين أنَّ التعليم عن بُعد هو وسيلة المستقبل، فإن آخرين يرون غير ذلك ويرفعون الكثير من الأسئلة والشكوك حول جدوى مميزاته ونجاحاته وفعاليته كنمط من أنماط توفير التعليم•


    مستخلص
    يتناول القسم الثاني من دراسة "التعليم عن بعد للمكتبات وعلم المعلومات" عدة موضوعات هامة وحساسة، منها مستويات الإنتاج الفكري عن طريق تقديم عرض جيد، وركز في هذا الموضوع على جملة تعليم المكتبات وعلم المعلومات الصادرة عام 1987، واستعرض فيه وجهات نظر أهل الاختصاص في مسألة التعليم عن بعد لعلم المكتبات والمعلومات.
    أما الموضوع الآخر فتناول أنماط التعليم عن بعد وضم ما يلي: "الوضع المؤسسي ـ الالتحاق ببرامج التعليم عن بعد ـ الطالب غير التقليدي والتعليم عن بعد ـ حجم الفصل "الصف" في برامج التعليم عن بعده. وتعرض لخصائص المتعلمين عن بعد وذلك على هيئة أفكار خيالية.
    وعرض تجربة عربية للتعليم عن بعد هي تجربة الملك عبد العزيز وتأمل هذه الدراسة أن تكون بمنزلة إسهام متواضع ولفت انتباه ومحاولة لدخول آفاق القرن الحادي والعشرين بمستوى راق ومتطور 0
    الكلمات المفتاحية
    التعليم عن بعد, تكنولوجيا الاتصالات ,تعليم المكتبات وعلم المعلومات
    مستويات الإنتاج الفكري
    تتناول الدراسة التي أجرتها (دار لين وينغاند) توفير التعليم بوساطة وسائل الاتصالات عن بعد، وتصف مقررات في إدارة المكتبة العامة والعمليات الفنية في المكتبات تم تدريسها بجامعة ويسكونسن في العام الجامعي 1982/1983 من خلال استخدام شبكة المؤتمرات التعليمية عن بعد وشبكة الإذاعة المحلية.
    وقد اشتمل فصل دراسي على 14 طالباً، وخلصت نتائج الدراسة إلى أنه لا توجد فروق ذات مغزى في الإنجازات التي تحققت نتيجة المقارنة التي عقدتها وينغاند بين طلاب التعليم عن بعد وطلاب الفصل التعليمي التقليدي، كما دعمت نتائج الدراسة باستخدام وسائل الاتصالات عن بعد في توفير التعليم.
    وفي إصداره لمجلة تعليم المكتبات وعلم المعلومات خصصتها بأكملها للتدريس البديل لتعليم المكتبات وعلم المعلومات واستخدام التكنولوجيا في هذا التعليم كنظام بديل للتلقي وقام بتحرير هذه الإصدارة دانيل وبارون، وقد حدد بارون الأغراض من هذه الإصدارة على الوجه التالي:
    1 ـ أن تقوم بإمداد القارئ باستعراض للقضايا المثارة حول هذا الموضوع.
    2 ـ أن تطرح أسئلة للبحث والمناقشة.
    أن تشجع المهنة على الاستمرار في تركيز الانتباه على سبل توفير التعليم جنباً إلى جنب مع الاهتمام بالمحتوى الذي يتم تدريسه في البرامج الأكاديمية للمكتبات والمعلومات.
    وفيما يلي استعراض للمشاركين في هذه الإصدارة والإسهامات التي شاركوا فيها:
    1 ـ تقوم كل من (سلفيا فيبسوف) بتقديم تعريف لمصطلح "التعليم عن بعد" وكيف أصبح مفهوماً هاماً في التعليم العالي للتعليم قبل الخدمة والتعليم المستمر، بالرغم من جدل بعضهم حول جدوى التعليم عن بعد ووصفه بأنه طريقة ملتوية لوصف التعليم الممتد أو التعليم خارج الحرم الجامعيـ إلا أن الكاتبتين قد أوضحتا أن تطور التكنولوجيا وإتاحة المعلومات فيما وراء الجدران التقليدية للتعليم العالي تؤدي إلى عناصر حيوية في تقديم توعية جيدة من التعليم وبأنه ليس مجرد تجميل لشكل التعليم.
    2 ـ يقدم (سافان ويلسون) مفردات عن تكنولوجيا الاتصالات عن بعد.
    ويكرر القول بالتركيز على الحقيقة التالية: إن أولئك الذين لا يتمكنون من الاستخدام الفعال للتكنولوجيا يصبحون ضحايا لعجزهم عن الإحاطة بالمعرفة المتعلقة بالنظم المتاحة.
    ويعطي ويلسون خلفية تحتم على كل منا أن يكتشف ويعلم ماذا يجري حوله من أطوار التكنولوجيا فالمتعلم عن بعد هو بالتتابع المتعلم غير المتفرغ في الكثير من البرامج.
    3 ـ يستعرض (شارلز كوران) الإنتاج الفكري حول هذا المجال ويطرح أسئلة لأولئك المنشغلين بالمتعلمين عن بعد من غير المتفرغين أو في الفصول الدراسية التقليدية، لأنهم في حاجة للإجابة عما إذا كانت البرامج الفعالة يمكن تطويرها لمقابلة النمو المطرد في السكان.
    قد يشتمل التعليم عن بعد على الإنتاجية جنباً إلى جنب مع توافر المقررات عن بعد بوساطة الهاتف كما أن الاستخدام الفعال لتلفاز كوسيط تعليمي يمكن أن يمد ببديل ليس فقط من خلال الإذاعة في الدوائر السلكية المفتوحة ولكن أيضاً في الفصول الدراسية التقليدية.
    4 ـ تناقش باميلا بارون المتطلبات اللازمة لتطوير برنامج للمقررات عن بعد وتقدم دراسة حالة أجرتها على أحد هذه المقررات في مجال أدب الأطفال.
    5 ـ تقوم المقالتان التاليتان لدانيال بارون وجون أولس غارد بتقديم دراسات عن تطور برنامج التعليم عن بعد في إحدى الكليات، وأثره على أنماط الملتحقين، وتصور إدراك فعالية هذا البرنامج بين الطلاب والأساتذة المشاركين فيه، يمكن أن يبرز التعليم عن بعد تنوعاً فريداً من المشكلات والاهتمامات.
    6 ـ تصف نانسي بيتز الاقترابات بين الطلاب وإرشاد الطالب، التي وجدت بين عدد من برامج المكتبات وعلم المعلومات التي تمد بفرص للتعليم عن بعد، كما تصف أيضاً الإرشاد الأكاديمي الفعال وتقترح بعض البدائل لأولئك المتعلمين عن بعد في برامجهم.
    7 ـ في الورقة البحثية الأخيرة، يصف دانيال بارون نتائج المسح الذي أجري على برامج معتمدة من جمعية المكتبات الأمريكية، وتصف الإجابات عن الأسئلة المطروحة المدي الذي تستخدم فيه التكنولوجيا في تدريس مقرر دراسي والعوائق الفعلية والمحتملة التي يمكن أن تواجههم كعوائق ضد الاستعمال الفعال للتكنولوجيا.
    ويقرر بارون أن التعليم العالمي ظهر عليه عيبان مخجلان أثراً على سمعته،نسبياً: العيب الأول الأفكار التحررية التي تتدفق من أعضاء هيئة التدريس.
    والعيب الثاني الاقترابات المحافظة التي يتعلق بها الأساتذة تجاه التغيير في الداخل، خاصة في مناهج وطرق التدريس، يرى الكثير من المعلمين، على المستويات كلها، وطبقاً لما أورده بعض الباحثين، تجنب التجديد في مختلف أساليب التعليم، أو في المدارس الفنية للتعليم، أو استخدام التكنولوجيا في المقررات الدراسية، ومن المبررات التي أعطيت عن سبب ذلك، منها على سبيل المثال القصور في المعرفة عن التجديد والتكنولوجيا وعدم الحماس للتغيير عموماً أو الخوف من استخدام التكنولوجيا خاصة.
    ويدعو بارون للمطالبة بإدخال التكنولوجيا والتجديد في برامجنا الأكاديمية في تعليم المكتبات وعلم المعلومات، ولكن إلى أي مدى يمكن إدخال التكنولوجيا والتجديد في طرقنا لتدريس ذلك المحتوى.
    تعد الحاسبات قرينة ذاتية: لاأحد يمكن أن يعلم بفاعلية كيفية استخدام أو تكامل تكنولوجيات الحاسوب في خدمات المعلومات دون أن يحصل الطلاب على اتصال مباشر بالحواسيب، لكن المدى العريض للمعارف، والمهارات الأخرى ومتطلبات المواقف داخل البرنامج الأكاديمي يمكن أن تلقن دون استخدام التكنولوجيا أو تستخدم فقط داخل أسوار الفصول الدراسية التقليدية.
    إلى أي مدى نحن نرغب ونكون قادرين على توفير النظم الأخرى للعمليات غير التقليدية؟
    الإجابة عن كل هذه الأسئلة التي طرحت ليست متاحة كما أورد بارون،ولكن من الظاهر أن هناك بعض الاهتمام والتطوير لبعض الأنشطة في هذا المجال، على سبيل المثال تم عقد برامج لمؤتمر هام بعنوان:
    المؤتمر الدولي الأول عن التعليم المستمر لأخصائيي المكتبات وعلم المعلومات في عام 1985، ومؤتمر جمعيات المكتبات الدولية (إفلا) الذي عقد في مدينة برايتون بإنكلترا في عام 1987 عن "التعليم عن بعد تقارير حول الوضع الراهن والتوقعات للقرن 21" قد اشتمل على حلقات عن المعلومات المتعلقة بالتكنولوجيا والإجراءات التي تتم في التعليم عن بعد.
    كذلك البرنامج الخاص بجمعية مكتبات الجنوب الشرقي الذي عقد في أطلنطا في عام 86، تضمن فصلاً عن التعليم عن بعد في المهنة، وبرنامج أليز الذي عقد في منتصف شتاء 1987 وشاركت فيه سلفيا فيبسوف بفصل خصص حول هذا الموضوع.
    في أبريل عام 1988، تم عقد مؤتمر عن تداخل النظم بجامعة كارولينا الجنوبية ويركز على التعليم عن بعد، وسوف يجذب التعليم عن بعد اختصاصيي الخدمات الإنسانية وشارك الأساتذة والإداريون في العمل الاجتماعي والتعليم، والتمريض، والصحة العامة والمكتبات وعلم المعلومات في مؤتمر لثلاثة أيام.
    لقد اتضح أنه يوجد من بيننا بعض الذين لا يجذبهم التغيير أو التجديد ويهتمون أكثر بما يجول في خواطرهم أكثر من اهتمامهم لإرضاء احتياجات زبائنهم،من الطلاب أو المجتمع عامة، ويوجد آخرون ممن لديهم نفور من كل جديد.
    يحتاج الكثير من الناس الذين يتهيؤون للدخول في المجتمع إلى توفير التعليم الجيد لهم، وقد يتمثل هؤلاء الأفراد في الجماعات الأكثر إهمالاً من العملاء المرتقبين، أولئك الذي يعملون مع الشباب، والذين يعملون في المدن الصغيرة والنائية والمكتبات ذات الموظف الوحيد وبرامج خدمة المعلومات، ولأولئك الذين لديهم مشكلات جسمانية أو مشكلات أخرى تمنعهم من المشاركة في البرامج الأكاديمية التقليدية، وكلما استجبنا لتلبية احتياجات تلك الفئات أكثر وأفضل كلما انعكس ذلك على قدرتهم لتلبية احتياجات عملائهم وزبائنهم أكثر وكلمنا ينبغي أن يشارك في تجربة اتصالية إنتاجية.
    8 ـ تهدف الدراسة التي أعدها سكوت فريد كسوت في رسالته للدكتوراة بجامعة تكساس إلى تصميم مشروع لتقصي مدى استفادة الشباب المحبوسين من استخدام تكنولوجيا الحواسيب الصغيرة في التعليم عن بعد، وركزت الدراسة على تكنولوجيا الوسائط التعليمية للطلبة المحبوسين.
    9 ـ في كتاب لندل شامبر الذي صدر عن مركز أريك بعنوان التعليم عن بعد وتغير دور أخصائي بالوسائط التعليمية بالمكتبة، يشير هذا الكتاب إلى أن الاتجاهات الديمغرافية والاقتصادية في المستقبل سوف تحد من أعداد المعلمين المتاحين للتدريس إلى جانب أن التعليم العام سوف يعاني من عجز في التمويل المالي.
    ويبدو أن التعليم عن بعد سوف يكون هو الحل الأمثل للتغلب على مثل هذه المشكلات، إذ يقدم فرصة منصفة لتوزيع الموارد التعليمية ويحقق فعالية التكلفة في التعليم في الوقت نفسه، ويمكن لاختصاصيي الوسائط التعليمية بالمكتبات المدرسية على وجه التحديد أن يساهموا في تطوير برامج التعليم عن بعد بمعاونة اختصاصيي المعلومات ومنسقي التكنولوجيا الحديثة.
    ويعتمد نجاح برنامج التعليم عن بعد على قدرة أخصائي الوسائط التعليمية بالمكتبة على المشابكة مع المعلمين والطلاب والإداريين والخبراء الفنيين ومتعهدي قواعد البيانات، كما تحقق ذلك في منطقة ويسكونسن.
    10 ـ تهدف دراسة باتاما بورن ينبا مرنغ في رسالته للدكتوراة بجامعة كساس أيضاً إلى توفير نماذج حول تقدير الحاجة إلى فعالية التكلفة لطلاب الجامعة الإلكترونية لدعم متخذي القرار من الجهة الإدارية، وكانت دراسة المكتبات وعلم المعلومات هي مجال التركيز المحوري لهذه الدراسة، وتكشف الدراسة عن بعض الخصائص التي تنصب على التعليم المعتمد على الإلكترونيات.
    وقد كشفت نتائج الدراسة على أن التعليم المعتمد على الإلكترونيات خارج الحرم الجامعي يمكن أن تنتج عنه زيادة في أعداد الطلاب ويحقق فعالية في التكلفة لهم.
    11 ـ تهدف رسالة كاثلين أولفيري إلى استكشاف أبعاد البيئة الاجتماعية من خلال استخدام الألياف الضوئية في شبكة التعليم عن بعد من أجل التعرف على العوامل التي تسهم في نجاح بيئة التعليم عن بعد من أجل التعرف على العوامل التي تسهم في نجاح بيئة التعليم عن بعد وتساعد في تصميم مقرراته.
    12 ـ يعرض دانيال بارون 1993 دراسة متأنية عن التعليم عن بعد في تعليم المكتبات وعلم المعلومات في الولايات المتحدة الأمريكية في دائرة معارف المكتبات وعلم المعلومات، تتناول الدراسة مفهوماً وخلفية تاريخية لأنماط التعليم عن بعد، ويصف الجهود التي بذلت لإزالة عوائق الزمان والمكان أمام الملتحقين ببرامج التعليم عن بعد لكي تعوضهم عن عدم قدرتهم على الالتحاق بالبرامج التعليمية التقليدية.
    وقد استعرض بارون الإنتاج الفكري والبحوث التي تدور حول الموضوع، بالإضافة إلى وصف الوضع الجاري والتطورات الحديثة التي تمت في مجال التعليم عن بعد مثل تجمع تعليم المكتبات وعلم المعلومات عن بعد 1990، ويعد هذا التجمع الذي بدأ التخطيط له في عام 1988 بكارولينا الجنوبية استجابة لحاجة الأفراد الذين يتطلعون إلى تلقي فرص تعليمية في المكتبات وعلم المعلومات ولكن تواجههم عوائق وعقبات الوقت والبعد الجغرافي وعدم القدرة الطبيعية إلى جانب المسؤوليات الشخصية والمهنية.
    ويبدو أن التعلم عن بعد يعد من الطموحات الواعدة للتعاون الأكبر بين برامج تعليم المكتبات وعلم المعلومات ولإتاحة التوسع في استخدام التكنولوجيا دون تردد، ويظهر أنه قد خطا خطوات واسعة لتوفير نوعية من التعلم لأولئك الأفراد الذين تمنعهم الحواجز الجغرافية، والظروف البشرية جنباً إلى جنب مع مسؤوليات الأسرة ومتطلبات الوظيفة.
    13 ـ تتناول تريزا بارد 1996 الأنشطة التعاونية في تفاعل التعليم عن بعد من خلال التلفاز، وتشتمل الأنشطة التعليمية في هذا السياق على مايلي: جماعات المناقشة ومشروعات جماعية وتحليل وتقويم تعاوني للأنشطة والجهود التعاونية.
    14 ـ يقدم ألكسندر سلاد وزميله 1996 سجلاً لحصر الإنتاج الفكري حول قضايا المكتبات التي تتعلق بالتعليم عن بعد، ويغطي الخدمات المكتبية التي تقدم للطلاب غير المتفرغين كما يقدم الإتاحة عن بعد لموارد المكتبة الإلكترونية،وتشتمل الببليوغرافيا على 518 مصدراً من المقالات والأبحاث والتقارير والرسائل الجامعية، ومعظمها تم نشره بعد عام 1990.
    وتشتمل فصول الببليوغرافيا على موضوعات مثل: دور المكتبات في التعليم عن بعد والإتاحة عن بعد للموارد الإلكترونية والمعايير الموحدة وخدمات المعلومات إلى جانب المسموح المكتبية ودراسات عن المستفيدين ودراسات حالة عن المكتبات.
    15 ـ إن مفهوم التعليم عن بعد مفهوم جديد بالنسبة لمنطقتنا العربية، وهو يكمل نظام التعليم التقليدي ويدعمه، ولا يحل محله ولايستبدله ولكنه يتكامل معه ويكمله.
    ويجدر التنويه بندوة التعليم العالي عن بعد التيس عقدت في مدينة المنامة بدولة البحرين 1986،وقد عقدت الندوة بالتعاون مع منظمة اليونيسكو ورعاية دولة البحرين وإسهام الدول الأعضاء في مكتب التربية العربي لدول الخليج.
    وقد تضمنت أوراق العمل والبحوث في هذه الندوة الموضوعات الأساسية التالية:
    1. التجارب العربية في مجال التعليم الجامعي الفتوح.
    2. جدوى تطوير نظم التعليم عن بعد في المنطقة العربية.
    3. نظام التعليم الفتوح والوطن العربي.
    4. تجارب عالمية في التعليم الجامعي المفتوح.
    5. التعليم الجامعي المفتوح في دول الخليج العربي.
    6. أهمية التعليم العالي عن بعد للدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج.
    وبذلك أصبح مفهوم نظام التعليم الفتوح والتعليم العالي عن بعد أكثر تبلوراً في السنوات الأخيرة في المنطقة العربية، وعلى سبيل المثال، قام مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية بإعداد مشروع إقليمي لتطوير التعليم العالي عن بعد بهدف تعزيز القدرات الوطنية والإقليمية في مجالات صياغة السياسات وتخطيط البرامج للتطوير والتأسيس وإنتاج المواد التربوية وتطوير إعداد الكوادر العاملة في ميدان التعليم العالمي عن بعد.
    وتتطلع دول العالم الثالث التي تنتمي إليها دول الخليج العربي إلى نظام التعليم عن بعد من أجل تخفيف الضغط المتصاعد على نظام التعليم التقليدي، والاستفادة من البدائل المطروحة من أنماط التعليم عن بعد، وقد ركزت الندوة على مشروع الجامعة المفتوحة للدول الأعضاء بمكتب التربية العربية لدول الخليج، وتم الاستشهاد ببعض التجارب العالمية للتعليم الجامعي المفتوح ومنها على سبيل المثال النماذج التالية:
    أ‌) الجامعة البريطانية المفتوحة 1963.
    ب‌) جامعة تايلاند المفتوحة 1978.
    ت‌) جامعة العلامة إقبال المفتوحة بالباكستان 1973.
    بالإضافة إلى الجامعة التلفازية التي بدأت في الصيف عام 1977 وتقوم على إعداد 500.00 طالب وبدأت جامعة الهواء اليابانية عام 1981، بعد 14 سنة من التخطيط، وبدأت جامعة توريوكا بأندونيسيا في عام 1984 والجامعة الوطنية للتعليم المفتوح بالهند التي تأسست في عام 1985.
    وتعد جامعة تايلاند المفتوحة من أنجح جامعات عن بعد وكذلك الجامعة البريطانية المفتوحة وجامعة العلامة إقبال الباكستانية.
    ويد بدأ برنامج للتعليم المفتوح بجامعة القاهرة حديثاً ويركز على الدراسات التجارية والزراعية إلى جانب الحاسوب وبعض العلوم الإنسانية، يضاف إلى جامعة القدس المفتوحة، وبرنامج التعليم عن بعد في جامعة جوبا في السودان ويشمل علم المكتبات والمعلومات ضمن مقرراته، وهناك الآن مشروع الجامعة العربية المفتوحة.
    أنماط التعليم عن بعد
    إن معظم الإنتاج الفكري المتعلق بالتعليم عن بعد تعلق بقضايا فلسفية وفنية حول فن هذا التعليم، ويركز جزء كبير من هذا الإنتاج على كيفية إتمام التعليم عن بعد أكثر من تركيزه على (لم يتم) أو (لم التعليم عن بعد؟) هل الهدف هو زيادة أعداد الملتحقين في هذه البرامج.
    ويحاول جون أولس غارد الإجابة عن هذه التساؤلات وعرض التجربة التي أجراها في جامعة كارولينا الجنوبية عن أثر برنامج التعليم عن بعد في المكتبات وعلم المعلومات على أنماط الملتحقين بهذه البرامج.
    وتناولت دراسة أولسن غارد الموضوعات التالية:
    1. الوضع المؤسسي لبرامج التعليم عن بعد.
    2. الالتحاق ببرامج التعليم عن بعد.
    3. التعليم عن بعد والطالب غير التقليدي.
    4. حجم الفصل في برامج التعليم عن بعد.
    أولاً الوضع المؤسسي
    من أجل فهم الخصائص لبرنامج معين للتعليم عن بعد فإنه من الضروري فهم البيئة المؤسسية التي سوف يأخذ البرنامج مكانة فيها، فجامعة كارولينا الجنوبية مؤسسة تلقى دعماً من الولاية ولها حرم جامعي في 9 مواقع 5 منها حرم جامعي للدراسات التي تستغرق سنتين، 3 منها حرم لدراسات مرحلة البكالوريوس، 4 سنوات وواحد رئيس في كولومبيا، ويعد حرم كولومبيا الجامعي المكان المخصص لبرامج الدراسات العليا ويتم تمويله من الجامعة، ويتضمن كلية المكتبات وعلم المعلومات، بدأت كلية المكتبات التعليم في عام 1972 وتقدم برنامج ماجستير معتمداً من جمعية المكتبات الأمريكية والدرجة التخصصية في المكتبات.
    ويأخذ التعليم عن بعد لكلية الدراسات العليا في جامعة كارولينا الجنوبية بكولومبيا ثلاث صيغ:
    1. تعليم تقليدي خارج الحرم الجامعي.
    2. بث تلفازي تفاعلي مباشر.
    3. إذاعة تلفازية مفتوحة غير تفاعلية.
    يمكن وصف التعليم خارج الحرم الجامعي الذي توفره جامعة كولومبيا بأن يسافر المعلم لمكان آخر خارج الحرم الجامعي لتقديم مقرر لعلم المكتبات والمعلومات.
    وتوجد ثلاثة عوامل تسهل تقديم مقررات في مستوى الدراسات العليا خارج الحرم الجامعي لجامعة كولومبيا، ولاية كارولينا الجنوبية وهي:
    1 ـ تشجيع الإدارة المركزية لمختلف أماكن الحرم الجامعي بكليات الجامعة لأخذ مقررات خارج الحرم الجامعي، أخذ التشجيع شكلاً تنظيمياً لبرنامج سمي بالدراسات العليا الإقليمية، ويضم هذا البرنامج كليات أخرى خارج الحرم الجامعي لكولومبيا بعده مركزاً إقليمياً للدراسات العليا، ويقيم مدير كل كلية في هذا المركز، حيث يقوم بعمل الترتيبات المحلية لتسجيل الطلاب وترتيب مكان الفصول.
    2 ـ العامل الثاني الذي يسهل تقديم مقررات خارج الحرم الجامعي وتتحمل فيه إدارة الجامعة المركزية تكاليف انتقال عضو هيئة التدريس الي ينتقل خارج الحرم الجامعي ولا يتحملها أي قسم أو أية كلية.
    3 ـ إذا اختار القسم التعليمي أو الكلية أن تستخدم عضواً إضافياً من هيئة التدريس لكي يعلم مقرراً خارج الحرم الجامعي، تدفع نفقات مرتب هذا العضو الإضافي أيضاً من غدارة الجامعة المركزية.
    كانت نتيجة العاملين الثاني والثالث خفضاً كبيراً للنفقات بالكلية، مع السماح بالحصول على تفرغ كلي لذلك المقرر.
    وتقدمك كلية المكتبات بجامعة كولومبيا عادة مقررين أو ثلاثة مقررات في أثناء فصلي الخريف والربيع كل عام، الاختيار الثاني للتعليم عن بعد المتاح بجامعة كارولينا الجنوبية في مقررات الدراسات العليا من خلال دائرة تلفازية مغلقة بالبث المباشر، ويستخدم هذا الأسلوب القمر الصناعي وخطوط الهاتف للبث الإذاعي والمباشر لقاعة الدرس التعليمي من الحرم الجامعي لكولومبيا لنحو 20 مكاناً في أنحاء ولاية كارولينا الجنوبية، وعندما يشاهد الطلاب المقرر تكون لديهم القدرة للتحدث مع المعلم في الوقت نفسه (لطرح أسئلة مثلاً) بوساطة استخدام الهاتف الموجود في كل موقع ويبث السؤال والجواب بواسطة المعلم، ويذاع في الوقت نفسه لموقع أو مواقع أخرى، يطلب من الطلاب الحضور إلى الحرم الجامعي بكولومبيا ثلاث مرات خلال الفصل الدراسي سواء للتعليم بالمواجهة أو لأداء الاختبار.
    يعد استخدام الدوائر التلفازية المفتوحة البعد الثالث من مكونات برنامج التعليم عن بعد لدى جامعة كارولينا الجنوبية تساهم في استخدام هذا الوسيط شرائط الإذاعة العامة التعليمية لكل أجزاء ولاية كارولينا عن طريق التلفاز التعليمي، وبذلك يمكن أن يحصل الطالب على المقرر بينما هو جالس في المنزل، وعند استخدام أسلوب الدوائر المغلقة، يتطلب من الطالب أن يأتي في بعض المرات إلى الحرم الجامعي بكولومبيا سواء للبث التعليمي المباشر أو للاختبار، وستستخدم كلية المكتبات وعلم المعلومات بجامعة بكولومبيا سواء للبث التعليمي المباشر أو للاختبار ، وتستخدم كلية المكتبات وعلم المعلومات بجامعة كارولينا الجنوبية الدوائر المفتوحة بشكل رئيس للمقررات في مرحلة البكالوريوس.
    تدار كل الوسائط المستخدمة في التعليم خارج الحرم الجامعي، كالبث المباشر للدوائر التلفازية المغلقة، والدوائر التلفازية المفتوحة بوساطة الوحدة الجامعية نفسها وهي مكتب نائب رئيس الجامعة للحرم الجامعي وللتعليم المستمر، وتسهل إدارة هذه البرامج التعليمية التي تدار بوساطة الوحدة نفسها اقتراب التنسيق لتعليم الدراسات العليا عن بعد ولكي يحقق النجاح المنشود.

    ثانياً: الالتحاق والتعليم عن بعد:
    تشير البيانات المستخرجة من الجداول في دراسة أولس غارد إلى زيادة ملحوظة أعداد الملتحقين، فبينما كان عدد الملتحقين 256 في عام 1982 وصل العدد إلى 600 ملتحق في عام 1987 وقد تضاعف العدد في غضون السنوات الثلاث الأخيرة.
    وكان السؤال الواضح ما هو السبب في زيادة هذا النوع من الملتحقين؟ تجيب على هذا السؤال البيانات المقدمة في الدراسة عن الملتحقين ببرامج التعليم عن بعد من عام 1980 حتى 1987 وتوضح هذه البيانات المقدمة في الدراسة أن الطلبة المتفرغين تفرغاً كلياً التحقوا ببرامج عن بعد وازدادت أعدادهم من 12.30% في عام 1980 حتى بلغوا 43% من مجموع الملتحقين في عام 1987.
    ومن خلال إجراء مقارنة لنمو أنماط الطلبة الملتحقين ببرامج التعليم عن بعد وبين إجمالي الطلاب الملتحقين من المتفرغين تفرغاً كلياً، يفترض ارتباط مباشر بين مجموعتين من البيانات، وقد تم اختبار قوة هذا الارتباط من خلال فحص المتغيرات لطلاب الماجستير في فصلين دراسيين مع إجمالي عدد الملتحقين ببرامج التعليم عن بعد في هذه الفترة، وأظهرت النتيجة أن 94% من التغير في إجمالي الملتحقين بالكلية يمكن حسابهم بمعرفة مستوى الطالب الملتحق في برامج التعليم عن بعد، وتشير النتيجة إلى ارتباط إحصائي قوي بين المتغيرين كليهما.
    تتشابه كلية المكتبات بجامعة كارولينا الجنوبية إلى حد كبير مع معظم مدارس تعليم المكتبات وعلم المعلومات، في أنها لخطط لاجتذاب الطلبة المتفرغين تفرغاً كلياً والذين سوف يتلقون تعليمهم بالإقامة في الحرم الجامعي الأساسي، وفي أوائل الثمانينيات، أصبح ظاهراً تقلص توافر نوعية من الطلاب المتفرغين تفرغاً كلياً، وأصبح على كلية المكتبات أن تسعى للمحافظة على حجم أعداد الملتحقين بها وتبذل كل جهد للحصول على أنماط من الطلاب المحتملين، واعتمد هذا التوسع على الطلاب غير التقليدين أو المتفرغين تفرغاً جزئياً أو طلاب المفرغين تفرعاً كلياً وأصبح على كلية المكتبات أن تسعى للمحافظة على حجم أعداد الملتحقين بها وتبذل كل جهد للحصول على أنماط من الطلاب المحتملين، واعتمد هذا التوسع على الطلاب غير التقليدين أو المتفرغين تفرغاً جزئياً أو طلاب الدراسات العليا.
    وقد أحيطت كلية المكتبات علماً بأنها إذا رغبت في جذب الطلاب غير التقليديين فإن عليها أن تستخدم مناهج غير تقليدية لملاءمة سوق العمل.
    وتوضح الدراسة نمو الطلاب الملتحقين من المتفرغين جزئياً في برنامج الماجستير، ومن الجدير بالتنويه به إنه حتى العام الجامعي 1986/1987، استقرت أعداد الطلاب المتفرغين كلياً عند 100 طالب، بينما تضاعفت أعداد الطلاب المتفرغين جزئياً ثلاث مرات في خلال سبع سنوات، وفي السنوات الثلاث الأخيرة، وصلت أعداد الطلاب للذروة حين وصلت نسبتهم 66% من إجمالي الملتحقين ببرنامج الماجستير لدى كلية المكتبات بجامعة كارولينا الجنوبية.
    وفقاً للمثال المذكور أعلاه يمكن إجراء وصف إحصائي لمدى قوة العلاقة بين نمو الطلاب المتفرغين جزئياً ونمو برنامج التعليم عن بعد، كانت نتيجة هذا الاختبار باستخدام مربع R الإحصائي هو = F 0.95 (98.94) له مغزى عند 0.01 معنى أن هذا أن 95% من التغير في أعداد الملتحقين من الطلاب غير المتفرغين يمكن حسابه بوساطة أعداد الطلاب الملتحقين ببرامج التعليم عن بعد.
    ثانياً: حجم الفصل والتعليم عن بعد
    من الظواهر الهامة في برنامج التعليم عن بعد بجامعة كارولينا الجنوبية النمو المتلازم لحجم الفصل في الحرم الجامعي فقد وجد أن الكثير من الطلبة غير المتفرغين سوف يبدؤون برنامج التعليم عن بعد ولكنهم سوف يلتحقون ببعض المقررات داخل الحرم الجامعي لجامعة كارولينا لتذكيرهم بهذا البرنامج.
    توضح البيانات المقدمة في الدراسة نمو أنماط متوسط حجم الفصل في كل من هذه الأشكال، فقد نما معدل حجم الفصل في المقررات بالحرم الجامعي من ادنى مستوى 9.7 طالب في كل فصل في عام 1982، 1983 إلى 15.3 طالب في الفصل في عام 86/1987 بزيادة قدرها 85% وبلغ المتوسط العام للنمو في حجم الفصل في كلية المكتبات نحو 73% في فترة السنوات السبع الأخيرة، وقد وضحت هذه النتائج دراسة لبراون عن أثر التعليم عن بعد للملتحقين من الطلبة في مرحلة البكالوريوس.
    وتنعكس قوة العلاقة بين متوسط حجم الفصل العام وبرنامج التعليم عن بعد بنحو 94% من التغير في حجم الفصل المرتبط بهذا البرنامج.
    كان العرض من هذه الدراسة هو توثيق أثر برنامج التعليم عن بعد على الملتحقين بجامعة كارولينا الجنوبية، ولم تحاول الدراسة الدعوة إلى تطبيق النتائج المقدمة أونقلها لمدارس تعليم المكتبات وعلم المعلومات الأخرى، ولا تعرض للجوانب المحتملة لبرامج التعليم عن بعد، كما أن الدراسة لا ترغب في تقرير أنه لا توجد مشكلات تتعلق ببرامج التعليم عن بعد.
    وفيما يلي بعض المشكلات التي واجهة كلية المكتبات بجامعة كارولينا الجنوبية في أثناء تجربة برامج التعليم عن بعد، التي تحاول الكلية أن تنجح في تخطيها وإيجاد الحلول المناسبة لها:
    1. مشكلة الحصول على أكثر من 100 من الطلبة في مقرر واحد عن بعد بالدراسات العليا.
    2. مشكلة الحصول على 5 مواقع خارج الحرم الجامع تقدم مقررات في الفصل الدراسي الحالي بينما لا يوجد اكثر من ثلاثة أعضاء من هيئة التدريس.
    3. وهناك مشكلة دائمة وهي جعل البرنامج جزءاً من كل متكامل من الخبرة الاجتماعية والتخصصية والأكاديمية.
    ومع ذلك فالصورة الكمية واضحة جداً، إذا ما افترض أن الأحوال المشابهة لبرامج التعليم عن بعد (مثل الإمكانيات والترتيبات المالية، والقصور في أعداد أعضاء هيئة التدريس)، يمكن وجودها في برامج أخرى لتعليم المكتبات وعلم المعلومات، يمكن أن تشير البيانات المستخرجة إلى أن النتائج التالية التي يمكن توقعها هي:
    1. إن الإنتاج الكلي من الملتحقين بالدراسات العليا لبرنامج ما سوف تزداد أعدادهم من خلال استخدام برامج التعليم عن بعد.
    2. سوف تكون زيادة الملتحقين كبيرة في شكل زيادة أعداد الطلاب غير التقليديين والطلاب غير المتفرغين.
    3. سوف يستفاد من حجم الفصل من القرارات التي تعطى داخل الحرم الجامعي ومن برنامج التعليم عن بعد.
    يرجع نجاح برنامج للدراسات العليا يتم بوساطة التعليم عن بعد إلى تضافر الإطار المؤسسي للجهود المبذولة ومكان البرنامج التعليمي في هذا الإطار.
    إن من الأمور الشائعة إغلاق أبواب بعض مدارس تعليم المكتبات ولماذا تسعى برامج البرامج 0
    خصائص المتعلمين عن بعد
    توجد عوامل أخرى غير العوامل الجغرافية تتسبب في تميز المتعلم عن بعد عن التعلم داخل الحرم الجمعي بالرغم من أن معظم المتعلمين عن بعد مستخدمون في الحرم الجامعي سواء أكان منهم من يعمل طوال الوقت أم لبض الوقت وهذا لا يجعلهم بعيدين عن الفرص المتاحة في الحرام الجامعي إلا أنه توجد مثلا ًمسؤوليات الأسرة خاصة اتجاه الأطفال أو غيرهم ممن تلزمهم عناية بالإضافة إلى أسباب اضطرارية للوظيفة تجعل المشاركة في تجرب التعلم لبعض الوقت تحديا كبيراً
    المتعلمين عن بعد.
    وأن نسبة كبيرة من المتعلمين عن بعد متعلمون غير متفرعين لذلك فإنهم يختلفوا عن نظائرهم المتفرعين كلياً بالحرم الجامعي. ويجب أن يكون واضحاً للمخططين والقائمين على توفير التعلم عن بعد أن يختاروا ويتعرفوا على هذا الفروق وإجراء الترتيبات المدرسية القابلة ذلك معتمدين في على فكر ويرد(شارلز كوران (1987) بعض الأفكار التي تتعلق بالفروق بين المتعلم المتفرغ والمتعلم غير المتفرغ ثم يعرض لبعض خصائص ومشكلة المتعلم غير المتفرغ على هيئة أفكار خيالية تنحصر فيما يلي:
    1. الطلاب غير المتفرغين أقل التزاماً بالحصول على التعليم، لأن الالتزامات الأولية لديهم نحو الأسرة، والعمل ثم التعليم عن بعد.
    2. الطلاب غير المتفرغين، خاصة أولئك الذين لديهم التزامات مع الأسرة أو العمل، يبذلون تضحيات عديدة للالتحاق بالفصول الدراسية والحصول على تعليم.
    3. الطلاب غير المتفرغين، نظراً لالتزاماتهم الكبيرة متعبون جداً والانتباه الكامل لهم في الفصل غير ممكن.
    4. الطلاب غير المتفرغين شاكرون للتغير الذي يحدث في مسار الفصل مما يسهل الانتباه الكامل.
    5. المتعلمون غير المتفرغين يمكنهم التكيف مع العالم الحقيقي أو مع الاقترابات النظرية التي تبث بوساطة المعلمين.
    6. المتعلمون غير المتفرغين يحضرون معهم خبرات العمل للفصل الدراسي، ويؤدي ذلك إلى إثراء العملية التعليمية، وتكمل ممارستهم العملية شروح وعروض الأساتذة.
    7. المتعلمون غير المتفرغين تحركوا من المشهد التعليمي إذ تركوا التعليم من فترة طويلة ولذلك يكون إسهامهم قليلاً في الخبرة التعليمية.
    8. المتعلمون غير المتفرغين يجلبون معهم نضجاً افتقدوه في الصغر.
    9. المتعلمون غير المتفرغين عن بعد ابتعدوا عن الحرم الجامعي وعن موارد المكتبة مما يفقدهم كل مزايا المشاركة الكلية في أنشطة المقرر.
    10. المتعلمون المتفرغون عن بعد يبذلون جهوداً خاصة للسفر (الترحال ) لإيجاد مستودعات مكتبية جيدة، وكثيراً مايضحون بعطلات نهاية الأسبوع أو العطلات الرسمية لفعل ذلك.
    11. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين يحصلون على فرص قليلة من معلميهم.
    12. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين يحصلون على استخدام منتظم أكثر لساعات المعلم المكتبية من نظرائهم المتفرغين كلياً بالحرم الجامعي.
    13. المتعلمون غير المتفرغين أقل التزاماً وأقل تقديراً، كما أنهم أقل تحفيزاً للمشاركة في العملية التعليمية.
    14. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين مقدرون جداً للفرصة التي تقدم لهم وبذلك يعملون بجد أكثر من نظرائهم المتفرغين كلياً بالحرم الجامعي.
    15. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين عادة ما يقومون بالسفر مهما كانت المسافات التي يريد المعلم أن يصلوا إليها في موقع الفصل التعليمي، وهم دائماً مرهقون من تعب السفر.
    16. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين سعداء جداً عندما يرون المعلم الذي حضر لموقع الدرس بالطائرة أو قائداً لسيارته متعاوناً جداً وأكثر دعماً وسروراً لكي يعلمهم.
    17. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين يأخذون مقررات البث التلفازي المباشر بشيء من الاستخفاف.
    18. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين يأخذون مقررات البث التلفازي غير المباشر بكل حماس.
    19. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين يأخذون وقتاً أطول في تحقيق الروابط الاجتماعية سواء بالنسبة للجامعة أو للمهنة مما يؤخر دخولهم في المهنة.
    20. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين بسبب عزلتهم عن الحرم الجامعي، يقومون بتطوير روابط قوية جداً مع زملائهم المتعلمين عن بعد ويحققون مستوى عالياً من الروابط الاجتماعية أكثر من نظرائهم المتفرغين كلياً بالحرم الجامعي.
    إذا كانت بعض هذه الأفكار الخيالية التي طرحها كوران قد تصبح حقائق، فقد تنطبق بعض هذه الأفكار على المتعلمين المتفرغين وغير المتفرغين، لذلك فإنه من المهم التعرف والتعامل مع الفروق الحقيقية التي يمكن أن تفصل بين المتعلمين غير المتفرغين والمتعلمين المتفرغين.
    ومن الجدير بالذكر والتنويه به هنا أن أرقام الملتحقين تشير بوضوح ـ وفقاً لتقارير أليز إلى أن أعداد الطلاب غير المتفرغين في المدارس يفوق أعداد نظرائهم من المتفرغين بنسبة 70 إلى 30% ويعد هذا قرينة واضحة أن يكون اختلاف عدد غير المتفرغين جوهرياً، وعلى المعلمين أن يعرفوا هذه الحقيقة لأداء مسؤولياتهم وتوظيف إمكانياتهم التعليمية على هذا الأساس.
    وطبقاً لما أوردته جانو 1984 يمكن أن يحدث صراع عندما يشعر المتعلم غير المتفرغ الذي هو ممارس له إلمام بالمعرفة والخبرة العلمية وغالباً ما يكون أخصائياً وأنه يتعامل تحت مظلة أنه طالب، ويكون هو النهاية الطرفية في تلقي الأوامر والتكليفات الدراسية، ويعد هذا تحولاً صعباً قد يأخذ وقتاً أطول للطالب غير المتفرغ لكي يتعود عليه.
    تختم جانو مقالتها بأن الطالب يأخذ على عاتقه معظم المسؤولية للتعامل مع المشكلة، ولكنها لم تقدم مقترحات لأعضاء هيئة التدريس، الذين ينبغي أن يكون لديهم حساسية لاحتياجات الطلاب ويكافحوا من أجل هذا الصراع بتوفير فرص للمتعلم لكي يشارك بإيجابية ويتلقى خبرات التعلم بكل سرور ويقوم بدور الطالب على أكمل وجه، وبزيادة أعداد أعضاء هيئة التدريس سوف يقل الصراع وسوف يكون التعلم أكثر ثراء.
    يمكن أن ينطبق ما تنصح به جانو المعلمين للطلاب غير المتفرغين للتعلم على كل المعلمين، ولكن المعلمين في برامج التعليم عن بعد يجب أن يكونوا أكثر حساسية لاحتياجات الطلاب المهيئين ليس فقط بالحصول على تعليم بموقع عن بعد والمتعطشين لدور فرعي غير مألوف لهم ولكن أيضاً بوساطة التلفاز والذي ينظر إليه كوسيط ترفيهي وليس للتعليم عند أي معيار.
    بالإضافة إلى ذلك توجد خصائص أخرى قد تكون صادقة إلى حد كبير على المتعلمين غير المتفرغين أكثر من المتعلمين المتفرغين.
    يأتي معظم غير المتفرغين من خلفية أسرية لا تشتمل على تعليم عال تقليدي، وسوف يحتاجون على توجيه لمهاراتهم، لأن منهم المسنين، والمعتمدين على أنفسهم ذاتياً من الناحية الاقتصادية وغير المتخصصين، ويتجهون للدراسة بمبادرات نابعة منهم، سوف يملك أولئك الطلاب ذوو التجربة والممارسة العملية إطاراً من الثقة حتى يمكنهم تقويم أداء ونطق الأستاذ، وسوف يقوم الأساتذة بالإعداد الجيد لهذا التحدي الذي سوف يواجههم من أولئك الطلاب، وقد يتهدد الأساتذة الذين لم يبذلوا الجهد الكافي في الإعداد بملاحظات من الطلاب الناضجين وقد يسيئون تفسير إسهامهم ومشاركتهم برد فعل عدائي.
    يبدو أنه يوجد عداء أيضاً تجاه المتعلمين غير المتفرغين، لعدم صبرهم على مقدمي الجدول، والذي يظهر أنهم غير قادرين على تقديم برنامج ثري ومرن للمتعلمين عن بعد مثل البرنامج المتاح للمتعلمين داخل الحرم الجامعي، يرغب القائمون بالتخطيط أن يكونوا أكثر عناية حول التوقعات التي قد تنشأ عندما يقومون بتقديم مقرر واحد أو تتابع لمقرر واحد، تقود التوقعات المفاجئة لهم عادة إلى الغضب.
    تجربة جامعة الملك عبد العزيز في التعليم عن بعد
    نظراً لعدم وجود التعليم المختلط في المراحل التعليمية بالمملكة العربية السعودية، تستخدم الجامعات السعودية الدوائر التلفازية المغلقة في التدريس لقسم الطالبات وذلك لسد العجز في أعضاء هيئة التدريس لدى قسم الطالبات، ومن أجل التعرف عن قرب على ما يجري في هذا المجال في تعليم المكتبات والمعومات تم إجراء عدة مقابلات شخصية مع الأساتذة الذين يقومون بالتدريس فيقسم الطالبات بهذه الطريقة، بالإضافة إلى إجراء اتصالات هاتفية مع أساتذة المكتبات وعلم المعلومات بقسم الطالبات، لكي تنضج الصورة عن هذه التجربة، ومن تحليل الإجابة عن الأسئلة التي تم توجيهها للأطراف كافة تتضح النتائج التالية:
    1 . بالسؤال عن عدد المقررات التي تدرس بوساطة الدوائر التلفازية المغلقة، كانت الإجابة أنها تقتصر على المواد العامة فقط وهي مادة مناهج البحث (156) ومادة مقدم في علم المعلومات (150) وتم تدريس مقررين آخرين مرتين فقط وهما إدارة المكتبات (240) والاستخدام الآلي (352) لظروف خاصة في فصلين دراسيين.
    2 . بالنسبة لمتوسط عدد الملتحقين بكل مقرر، كانت الإجابة ما بين 50 ـ 55 طالبة (يتراوح عدد الطلاب في المقابل في كل فصل دراسي مابين 35-45طالباًًًًًًًًًًًًًً).
    3 . وبالنسبة للموقف العالم لأعضاء هيئة التدريس تجاه هذه البرامج كانت الإجابة بعدم الارتياح لها لافتقاد هذه البرامج للتفاعل وجهاًً لوجه بالإضافة إلى أن التدريس يتم للطلاب والطالبات في آن واحد وآلات التصوير مثبتة على الأستاذ الذي يظل محصوراًًًًًًًًً في مكان واحد لإلقاء المحضرة ولا يستطيع خروج منه حتى لا يضيع البث التلفازي للطالبات أضف إلى ذلك الحرج الذي قد يصيب الطالبات في طرح الأسئلة على مسمع من قرنائهن من الطلاب.
    4 . وفي سؤال: نل يساعد استخدام وسائل التقنية الحديثة على نجاح تلك البرامج، كانت الإجابة بالإيجاب،مع التوصية باستخدام أحدث آلات التصوير الناقلة والمتحركة التي تروح وتغدو مع الأستاذ المحاضر أينما ذهب مما يساعد على فعالية المحاضرة وخروجها من سجن المكان المثبت.
    5 . لا يخطط القسم للتوسع في هذه البرامج في المرحلة القادمة ويتركها للظروف الطارئة إذا دعت الضرورة إلى ذلك.
    6 . لا يوفر هذا البرنامج الإرشاد (الأكاديمي) الكافي للطالبات ولكن يتم التعامل في هذا الإرشاد بين الأستاذ والمشرفة على سير انتظام المحاضرة من قسم الطالبات التي تقوم بإدارة المحاضرة وحصر الحضور والغياب وتلقي التوجيه من المحاضر حول التكليفات المطلوبة وتستلم الاختبارات وتعيدها للأستاذ للتصحيح بعد الانتهاء منها.
    وبالنسبة لنوعية المشكلات التي تواجه برامج التعليم بهذه الطريقة يمكن أن تنحصر فيما يلي:
    أ‌) مشكلة صيانة الأجهزة.
    ب‌) سرقة آلات التصوير والميكروفونات وأجهزة الاتصال البيئية من قاعات المحاضرات.
    ت‌) الموارد والإمكانات المحدودة للمواد والخدمات حيث تدار المحاضرة بالإمكانات نفسها المتوافرة للطلاب باستثناء آلات التصوير وأجهزة الاتصال.
    ث‌) الاعتماد على آلات التصوير الثابتة مما سبب ضيقاً للمحاضر.
    ج‌) تحرج الطالبات في طرح الأسئلة على مسمع من الطلاب.
    ح‌) افتقاد التفاعل وعدم التعرف على الفروق الفردية بين الطالبات بسهولة.
    8 . ما التغييرات المطلوبة من أجل تطوير هذه البرامج والتغلب على المشكلات القائمة.
    أ) يمكن التفكير في إيجاد وسائل أكثر تقنية مثل استخدام آلات التصوير التي تتحرك مع صوت المحاضر واستخدام (الفاكسميلي) لطرح الأسئلة من المحاضر وتلقيها من الطالبات حتى تمنع الحرج الموجود لدى الطالبات.
    ب) تقليل أعداد الطالبات واستقلاليتهن في المحاضرة دون مشاركة الطلاب.
    ج) الالتزام بانتظام الطالبات في الحضور ومطالبتهن بتركيز الانتباه ومنحهن الحرية الكاملة في طرح الأسئلة.
    د) تطويع وسائل التقنية لخدمة هذه البرامج من خلال تدعيم (الاستديوهات) التعليمية الحالية بأحدث تقنيات الاتصالات عن بعد كالبريد الإلكتروني والفاكسميلي وأجهزة المؤتمرات الاتصالية.
    هـ) توفير الصيانة للأمان اللازم للأجهزة وزيادة إمكانات المواد والخدمات التي تدعم هذه البرامج.
    9. لا توجد فروق ذات دلالات إحصائية في التحصيل والاستيعاب بين الطلاب الذين يتلقون التعليم بالطرق التقليدية وبين الأخريات من الطالبات اللواتي يتلقينه من خلال الدوائر التلفازية المغلقة، كما لا توجد فروق ذات مغزى في درجات الطلاب والطالبات من خلال مراجعة نتائج الطرفين كليهما.
    10. هل تدفع نفقات إضافية كحوافز لعضو هيئة التدريس الذي يقوم بالتدريس من خلال الدوائر التلفازية المغلقة.
    لا تدفع أية نفقات من هذا القبيل وتعد ضمن ساعات النصاب العادية لعضو هيئة التدريس0
    تعقيب
    نضراً لان هذه التجربة محدودة في المقررات التي تدرس بإحدى طرق التعليم عن بعد وهي الدوائر التلفازية المغلقة إذ يوجد مقرران فقط من المقررات العامة التي تدرس بهذه الطريقة بصفة منتظمة ومقرران آخران تم تدريسهما مرتين فقط لظروف خاصة، ومع هذا توجد بعض التساؤلات تطرح نفسها على النحو التالي:
    ـ ما مدى الاستمرار في هذه التجربة في مجال المكتبات والمعلومات.
    ـ هل يتم استخدام هذه الطريقة عندما يتوافر أعضاء هيئة تدريس في قسم الطالبات.
    ـ هل يخطط قسم المكتبات والمعلومات للتوسع فيها أو أنه يتركها فقط للظروف والحاجة إذا دعت الضرورة؟
    وللإجابة عن مثل هذه التساؤلات وعيرها، يحتاج الأمر إلى دراسات ميدانية مستفيضة تقلب في دهاليز أرشيفات التعليم العالي عن بعد في المملكة العربية السعودية وتقويم التجربة عن كثب.
    الخاتمة
    بظهور الجامعة المفتوحة البريطانية إلى الوجود في عام 1963 سعت بعض الدول المتقدمة والنامية إلى الاستفادة منها كنموذج تعليمي عن بعد، وقد احتذت بها بعض الدول مثل باكستان وإيران وتايلاند وفنزويلا ومصر، وذلك من أجل إتاحة الفرصة لمن لم يستطيعوا مواصلة تعليمهم الجامعي ولتأكيد فلسفة الانفتاح التعليمي للرا***ن في التعليم.
    واقتصرت تجربة التعليم المفتوح بجامعة القاهرة على بعض التخصصات التجارية والزراعية وبعض أقسام الآداب والعلوم الإنسانية، وقد يكون من المفيد الاستفادة من هذه النافذة في تعليم المكتبات وعلم المعلومات من أجل سد النقص في القوى البشرية التي تخرجها أقسام المكتبات بالجامعات المصرية أو الاقتصار على تخريج أعداد معقولة من مساعدي أمناء المكتبات تلك الفئة التي ما زالت حتى نهاية القرن العشرين تعتمد على نظام التلمذة الصناعية، دون أن تكون لهم خلفية تعليمية ثابتة في علوم المكتبات والمعلومات.
    وتأمل هذه الدراسة أن تخرج هذه الفكرة إلى حيز الوجود مع مشارف القرن الحادي والعشرين.
    ويعتمد هذا النوع من التعليم على برامج إذاعية وتلفازية (مسموعة ومرئية) إلى جانب الكتب الدراسية والأشرطة، ووسائل الإيضاح وترسل هذه المواد بالبريد أو يتسلمها الطلاب بأنفسهم من الطروحات التي تفرزها شبكة الإنترنت في مجال التعليم.
    ومع تقدم صناعة الأقمار الصناعية، ظهر مفهوم الاتصال المباشر من القمر الصناعي إلى أجهزة الاستقبال، وجاء هذا المفهوم ليطوع الأقمار الصناعية في بث برامج إلى قاعدة عريضة من المستهلكين، الهدف من إنجازها هو النظرة الاقتصادية.
    وعلى ضوء انتشار استخدام الأقمار الصناعية ازدهرت صناعة أجهزة الاستقبال الصغيرة الحجم التي توضع على أسطح المنازل وتوصل بأجهزة التلفاز، وعلى سبيل المثال بدأت التجارب في منتصف السبعينيات على الأهداف التعليمية ونقلها إلى المناطق النائية في جبال الأبلاش والروكي وولاية ألاسكا الأمريكية، وتم بث بعض البرامج التعليمية عبر القمر الصناعي التابع لوكالة ناسا للفضاء 0ولهاذا القمر تجربة دليلة لنه قام ببث البرامج التعليمية الأكثرمن أفي قرئية في عام .1975
    ألا شكل ذلك تجربة يمكن أن يحتذى بها باستخدام القمر الصناعي المصري ((نايل سات )) في البرامج التعليم وقد أعلى أنه سيبث من خلاله عدة قنوات تعليمية .
    أيكون لتعليم المكتبات وعلم المعلومات نصيب في الساعات اٍرسال هذه القنوات ((هل أعدت ألقسم المكتبات والمعلومات بالجامعات العربية لهذا الحدث .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()