بعد الرعاية الأمريكية والصمت العربى- بدلا من الضعف- فى اغتصاب فلسطين وتجحيم شعب.. بعد حصار غزة وقتل الأطفال تنامى الإرهاب الإسرائيلى بأمر من الإرهابى الأكبر إيهود باراك وقائد بحريته الصنديد عيزرا مارون.. إرهاب بمرسوم رسمى ورعاية إسرائيلية طبيعية لدولة تمارس القرصنة والإرهاب منذ أكثر من ستين عاما برعاية أمريكية..
الإرهاب المرسوم باستراتيجية أمريكية أطلقتها أمريكا محسوبة بالساعة لتعطى الدرس لإيران عبر المياه الإقليمية التركية الحليف لإيران.. عصافير كثيرة بحجر واحد هذا الإرهاب حرمنى شرف رثاء العظيم الذى حول الدراما إلى وطن من دم ونبض، أسامة أنور عكاشة.. الحدث كان قاصفا لأى قلم يكتب فى أى شىء عداه.. ولا تصدقونى فكل هذا فضفضة وهذه بروفة لإرهاب البحر الأبيض كله.. وإرهاب المنطقة.
أين أنت يا أسامة لتلاحق هذا العهر السياسى الذى ترعاه أمريكا؟! أين أنت إنسانا واعياً و«دراموتورجى» ضاربا بالقلم جاعلاً منه مبضع جراح فى جسد الأمة مصرياً وعربياً؟! يا لسعادة إسرائيل مصاصة الدماء.. دماء الأتراك الجديدة الذين قتلوا منهم ستة عشر بضربة إرهابية مضبوطة.. وكان أسطول الحرية وحده قياسا لاختبار إرهاب الإسرائيليين الذى كان يملأ العالم سرا فى حارات اليهود فأصبح يملؤه علنا بالحارة الكبيرة إسرائيل.
الاتحاد الأوروبى يسارع ويبرر لإسرائيل بأن الأسطول كان يحمل إرهابيين من أعوان حماس.. أمين الأمم المتحدة «صدم» ثم سكت.. أمين عام الجامعة العربية الخالى الوفاض من أى قوة عربية تسانده أعلن أن إسرائيل ليست ماضية فى السلام!.. قطر تشجب واليمن تعلن الغضب وحتى مساء الاثنين لم تتكلم السعودية، لبنان اعترض وامتلأ بالمسيرات فى كل الأرجاء.. مصر أعلنت غضبها عن طريق الخارجية ولكن السفير ما زال ينعم بحياته بالسفارة بضاحية المعادى. العراق ينتظر التواصل من الفرات فى خريطة إسرائيل الكبرى وحينما يصلون إلى النيل سوف يقابلهم بالجفاف والجفاء..
إن ما حدث ليس معركة ولكنه استعراض قوة وتعمد خيلاء عسكرية إسرائيلية ولا يهمها سوى أن يعرف العالم أنها الأقوى. سلام مصر الذى أتعب العرب مقابل استسلام حتى السكوت مجرد بعض الأصوات الواهنة.. وكلها بالاستشعار عن أين طرد السفراء الإسرائيليين؟ أين اجتماعات القمة لكى يختلفوا على تسمية مولود إسرائيل الجديد.. قتل كل من يحاول كسر حصار أهل غزة؟ أسطول الحرية كان يحمل مائة طن من المعونات ومائة منزل جاهز وطنا من الأدوية ومائتى كرسى متحرك لمعاقى الحصار.. هل هذه أدوات إرهابيين؟
عيزرا مارون قائد سلاح البحرية الإسرائيلى يعلن أن قواته واجهت عنفا من قبل المتضامنين مع غزة مما دعاهم لاستخدام القوة ضد الأسطول.. أى نكتة هذه؟ هل اتجهوا إلى الأسطول لتحيته؟ هل خرجوا من ميناء أشدود لكى يحيوه فى عرض البحر؟ البيت الأبيض لم يصدر أى بيانات حتى مساء الاثنين ولأن أوباما أقوى من سالفيه فى الارتباط بإسرائيل فلم يصدر أى اعتراض.. إن سياسة أمريكا أن تطلق إسرائيل يدها لتحتوى كل المواقف وكل المواقع وواضح أن تصريح الاتحاد الأوروبى حول الإرهابيين الذين فى أسطول الحرية حسم القضية بإعطاء إسرائيل الحق فى ضربة فى المياه الدولية ضارباً عرض الحائط بكل المواثيق والعهود.
حيال هذا التصرف الذى يليق بدولة سارقة لأرض وسكوت تام من العالم.. سوف تطوى الصفحة سريعا انتظاراً لصفحات أخرى وأحداث أقوى ليظل أسلوب إسرائيل.. أسلوب القبضاى الذى يحكم العالم. لقد طالت يد إسرائيل، باستراتيجية محسوبة، تركيا! ترى من القادم؟ ميناء أشدود يستقبل أسطول الحرية.. وسوف يعتبرونهم معتقلين لديهم.. معتقلين بالمعونات والجرحى ينقلون إلى تل أبيب!! وفرحة إسرائيلية باقتناص الفرصة واعتبرت معركة ولم لا!!
وهى ترهب العالم بقوتها حتى لا يرفع أحد أصبعاً اعتراضاً على أى شىء؟! والإرهابى الأكبر بنيامين نتنياهو أعلن دعمه الكامل للجيش الإسرائيلى للقيام بالعملية العسكرية ضد قافلة أسطول الحرية. إسرائيل تبرهن لأمريكا وللعالم أن المنطقة ليس فيها من يستطيع الاعتراض أو الوقوف أمامها.
فى عالمنا العربى جفت الأقلام وطويت الصحف ودخلنا فى زمن الهوان ولم تعد فلسطين ولا غزة.. لقد شاهد العالم حجم العرب. رغم اعتراضى فى حينه على معاهدة معسكر داوود فإننى مازلت أتعجب لدول الرفض والتصدى.. ولو كانوا اجتمعوا من أجل فلسطين كما اجتمعوا ضد مصر لما وصلنا إلى هذا الهوان، المسلمون أيضاً يعيشون الهوان الأكبر فهم يلحقون بصلاة الظهر حاضرا بالمسجد ويقتل المسلمون فى عرض البحر ويصدرون الفتوى تلو الفتوى بجواز الشهادة فى الدفاع عن النفس والعرض..
ويجلسون القرفصاء يأكلون الثريد ويصلون على النبى ويشاهدون على الهواء فى التليفزيون كيف يغتال المسلمون! الحق أقول لكم.. لا تقرأوا مقالى فهو معركة بالقلم لمجرد إحساس بأننى أعيش لأكتب لا أكتب، لأعيش الحالة النفسية التى أمر بها لا تجدى معها أى حروف للكتابة لأن تصريحات آلهة الإرهاب فى تل أبيب «والأصل فى البيت الأبيض طبعاً» هذه التصريحات تشعرنى بأننى فى فيلم ليست له نهاية إلا نهاية العرب.