تحدث الأزمة القلبية نتيجة إصابة لعضلات القلب بسبب نقص إمداد الدم، ويحدث ذلك غالباً نتيجة وجود كتل دموية في الشرايين والتي تقوم بسد الطريق أمام مرور الدم إلي المناطق المختلفة بالقلب، وتؤدي إعاقة تدفق الدم إلي القلب إلي تدمير جزء من عضلة القلب، وقد يكون جزء خطير في القلب ...
وفي سياق الدراسات الحديثة التي لا تتوقف في هذا الصدد ، أكد باحثون أمريكيون أن أخطر وقت تحدث فيه الأزمة القلبية بما فيها الذبحة الصدرية، والموت المفاجئ وغيرها من أمراض القلب هي ساعات الصباح الباكر.
وتعتبر الذبحة الصدرية القاتل الأول في العالم، ومن العوامل التي تعتبر مؤشراً على خطر حدوث الأزمات القلبية هى الرياضة والتدخين وزيادة الوزن.
وهناك أيضاً العديد من العوامل المعروفة والتي تؤثر في الدورة الدموية، وتنبأ بالإصابة بعلة في القلب أو يكون أصحابها اكثر عرضة للإصابة بمشاكل في القلب ، كالجلطة الدموية ،أو ضيق الشريان التاجي او انسداده ، ومن هذه العوامل : العمر ، والوراثة ، وارتفاع ضغط الدم ، والإصابة بالسكري، وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية ، والسمنة ، وقلة الرياضة والنشاط ، وزيادة مستوى الهوموسيستين في الدم ، والتدخين وشرب الكحول ، والغذاء غير الصحي.
وأشار فريق من الباحثين بجامعة هارفارد، إلى أن 40 في المائة من حالات حدوث الأزمات القلبية الخطيرة، تحدث بين الساعة السادسة صباحاً والثانية عشرة ظهراً، غير أن الساعات الثلاثة الأولى، أي بين السادسة والتاسعة، هي الأخطر، إذ تصل نسبة حدوث الأزمة خلالها إلى ثلاثة أضعاف.
ويتبع الجهاز القلبي الوعائي نمط الحياة اليومي الذي يتسم بكونه متذبذباً بطبيعته، وتعتمد الذبحة الصدرية على عدم التوازن بين زيادة طلب عضلات القلب على الأكسجين، وانخفاض المتوافر منه في العضلات، أو كلا العاملين.
وأوضح الباحثون أن هناك بعض الوظائف تحدث خلال الساعات الأولى من النهار، وتقتضي مزيداً من الطلب على الأكسجين، مثل الاستيقاظ من النوم وممارسة الرياضة الصباحية والزيادة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب لعلاقتها بزيادة نشاط هرمون "الأدرينالين"، فهذه العوامل تعمل معاً، بما يزيد من حاجة الجسم والقلب إلى الأكسجين، ولكنها تساهم في الوقت نفسه في تقلص وانقباض الأوعية الدموية، وبالتالي ينخفض تدفق الدم إلى الشريان التاجي.
وأضاف الباحثون أنه عندما نستيقظ من نومنا، تميل الصفائح الدموية إلى الالتصاق بجدران الأوعية الدموية من الداخل، وفي العادة يوجد في جسم الإنسان مادة مذيبة للمواد المتجلطة، غير أن هذه المادة تكون في حالة شبه سبات في ساعات الصباح الأولى، ولذلك فإن لدينا ميل لتكوين الجلطات التي قد تسد الشريان التاجي والأوعية الدموية المؤدية إليه، طبقاً لما ورد بشبكة CNN.
وتكثر الإصابة بالذبحة الصدرية في ساعات النوم الأخيرة، فذلك يعود إلى أن الجهاز القلبي الوعائي، يكون "نائماً"، مما يعني أن ضغط الدم يكون متدنياً، وكذلك دقات القلب، ولكن في مراحل النوم الأخيرة، وهي مرحلة حركة بؤبؤ العين السريعة، تعتبر الأكثر خطورة على صحة الإنسان لأنه عندما يحلم، فإنه يتعرض لنشاط مفاجئ في الجهاز العصبي، ويكون أكثر مما يحدث في حالة الصحو.
وفي هذا الصدد، اكتشف فريق من العلماء بجامعة إيموري الأمريكية بأتلانتا جيناً وراثياً مرتبطا بزيادة ملموسة في مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، ويوجد هذا التركيب الجيني في كروموزوم الخلية المعروف بـ"9p21" .
ومن خلال الدراسة التي أجريت في مؤسسة "ديكود جينيتكس" للأبحاث الجينومية بأيسلندا، اتضح أن الأفراد الذين يحملون هذا التركيب الجيني هم أكثر عرضة بنسبة 16.4% للإصابة بنوبة قلبية "إخلال عضلي قلبي"، كما أنهم أكثر تعرضاً بمقدار الضعفين للإصابة بنوبة قلبية في وقت مبكر من حياتهم، أي قبل الخمسين للرجال وقبل الستين للنساء، مقارنة بالأفراد الذين لا يحملون هذا التركيب الجيني.
وأوضح العلماء أن 21% من الأفراد المنحدرين من أصول أوروبية يحملون نسختين من هذا التركيب الجيني، نسخة واحدة من الأب وأخرى من الأم، وهما يوجدان في كروموزوم "9p21".
ومن جانبه، أوضح الدكتور أرشد قيومي أخصائي القلب بجامعة إيموري ، أن التركيب الجيني الذي اكتشف ارتباطه بالنوبات القلبية يؤشر على آلية بيولوجية رئيسية تزيد مخاطر الإصابة بشكل ملموس.
يذكر أن الإخلال العضلي القلبي هو عطب أو موت لأنسجة القلب، وينجم عن انقطاع وصول الدم إلى القلب، وهو السبب الرئيسي للوفاة في دول العالم الصناعي.
احذر.. الأزمة القلبية صامتة
حذرت دراسة أمريكية من أن 11% من مرضي القلب قد يتعرضون لما يعرف بالأزمة القلبية الصامتة دون أن ينتبهوا لذلك, لتظهر في وقت لاحق أعراضها الجانبية.
وأوضح الباحثون أن بعض مرضي القلب الذين يعتقدون انهم أصحاء يعانون علي الأرجح بعض ضمور في المخ وهو مايعرف بالأزمة القلبية الصامتة، إلا أنها في حقيقة الأمر أزمة قلبية حقيقية غير أن أعراضها الجانبية المصاحبة لا تكاد تكون ظاهرة علي نحو واضح كالأزمات التقليدية.
وحذر الباحثون من أن المرضي الذين تعرضوا للأزمات القلبية الصامتة أكثر عرضة لتكرار إصابتهم بالأزمات القلبية وسرعة معدل فقدان القدرات العقلية.
يذكر أن مرضي ضربات القلب غير المنتظمة وضغط الدم المرتفع من أكثر المرضي وقوعاً فريسة للأزمات القلبية الصامتة.
أطعمة تحافظ على قلبك
أكدت دراسات طبية حديثة أن الاعتماد في التغذية على زيت الزيتون والنباتات الورقية الخضراء والحبوب غير المقشورة والمكسرات والفواكه والأسماك والطماطم يجعل الإنسان يمتلك نظاماً غذائياً يجمع بين توليفة رائعة من مضادات الأكسدة والفيتامينات والشحوم المفيدة المهمة لصحتك والتي تخفض نسبة الإصابة بأمراض القلب.
وأثبتت الدراسات أن اتباع النظام الغذائي لسكان حوض البحر الأبيض المتوسط لمدة 3 أشهر قد اثمر عن تحسن في ضغط الدم وخفض نسبة السكر والشحوم السيئة لدى أشخاص كانوا مهددين بالإصابة بإحدى الآفات القلبية.
وأوضحت الدراسة أن الحمية المتوسطية تحتوي على عنصر "الكروميوم" وهو عنصر يلعب دوراً كبيراً في خفض الشحوم السيئة ورفع الشحوم الجيدة في الجسم، كما يخفض من مقاومة الجسم للانسولين الذي يعد عاملاً مهماً في مكافحة داء السكري، وللحصول على أفضل النتائج ينصح الخبراء بمرافقة هذه الحمية بتناول حبوب فيتامينات متعددة