جددت إسرائيل تمسكها بروايتها حول هجومها على قافلة الحرية في عرض البحر مؤكدة رفضها لأي لجنة تحقيق دولية أو رفع الحصار عن قطاع غزة، في حين أكد نائب الرئيس الأميركي حق إسرائيل باعتراض وتفتيش السفن المتجهة إلى القطاع.
فقد برر المسؤولون الإسرائيليون قرار الإفراج عن كافة ناشطي قافلة الحرية بسعي تل ابيب للتخفيف من حدة الانتقادات الدولية ضد قيامها بالهجوم على القافلة مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الناشطين.
ونقل عن المدعي العام الإسرائيلي يهودا فاينشتاين قوله، في بيان رسمي صدر الأربعاء، إن الإبقاء على عدد من ناشطي القافلة لمحاكمتهم على دورهم بالاعتداء على الجنود الإسرائيلين سيزيد المسألة تعقيدا وعلى الأخص فيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا.
التحقيق الدولي
من جانبه شدد وزير الضمان والخدمات الاجتماعية يهودا هرتزوغ على رفض الحكومة الإسرائيلية دعوات الأمم المتحدة أو أي جهة أخرى لإجراء تحقيق مستقل بقضية قافلة الحرية، معتبرا أن ما قامت به إسرائيل حيال القافلة أمر شرعي دفاعا عن أمنها وأن رفع الحصار يعني تدفق الأسلحة على القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على حد تعبيره.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حمل في خطاب مقتضب ألقاه الأربعاء القائمين على قافلة الحرية مسؤولية مقتل عدد من ناشطي القافلة بسبب رفضهم الانصياع لأوامر الجيش الإسرائيلي بالتوقف عن متابعة المسير إلى غزة، والتصدي للجنود الإسرائيليين بالعصي والسكاكين على حد قوله.
وكرر نتنياهو اتهاماته لقافلة الحرية بأن ليست قافلة سلام بل لها ارتباطات وغايات أخرى أولها كسر الحصار، معتبرا أن رفع الحصار عن قطاع غزة يعني قدوم مئات السفن المحملة بالصواريخ وتحويل غزة إلى "مرفأ إيراني على البحر المتوسط".
تأييد أميركي
وفي واشنطن جددت الولايات المتحدة التزامها بأمن إسرائيل، واعتبرت عدوان الأخيرة على قافلة الحرية أمرا مبررا كما ورد في تصريحات جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي الذي قال في مقابلة تلفزيونية الأربعاء إن لإسرائيل الحق الكامل في اعتراض وتفتيش السفن المتجهة إلى قطاع غزة.
وأضاف أنه من حق إسرائيل القول بأنها لا تعرف ما تحمله السفن إلى غزة التي تطلق على إسرائيل الصواريخ في إشارة إلى حركة حماس، لكنه أبدى استعداد واشنطن "لممارسة قدر أكبر من الضغط" للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع بما في ذلك مواد البناء.
بيد أن نائب الرئيس الأميركي حمل القائمين على قافلة الحرية مسؤولية عدم الاستماع إلى التعهدات الإسرائيلية بتغيير المسار، والسماح للسلطات الإسرائيلية بنقل حمولة سفن القافلة إلى قطاع غزة.
وقلل بايدن من أهمية التقارير التي تشير إلى احتمال تأثر العلاقات الأميركية الإسرائيلية بتداعيات الاعتداء على قافلة الحرية، مؤكدا أن التاريخ الأميركي لم يعرف إدارة أكثر دعما لإسرائيل من إدارة الرئيس باراك أوباما.حقوق الإنسان
وكانت الولايات المتحدة قد صّوتت الأربعاء ضد قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، معتبرة أنه "حكم متسرع" بإدانة إسرائيل لمهاجمتها سفن قافلة الحرية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية بي جيه كراولي إن قرار مجلس حقوق الإنسان جاء متسرعا في إدانة إسرائيل قبل أن يكون لدى الأخيرة أو أي طرف آخر الفرصة المناسبة لتقويم الحقائق.
يُشار إلى أن مجلس حقوق الإنسان قرر إدانة العدوان الإسرائيلي على قافلة الحرية، والدعوة لإجراء تحقيق دولي مستقل بموافقة 32 دولة ومعارضة ثلاثة فقط هي الولايات المتحدة وإيطاليا والنرويج.
يُذكر أن القوات الإسرائيلية هاجمت فجر الاثنين الماضي قافلة الحرية المؤلفة من ست سفن في المياه الدولية قبالة شواطئ غزة، وقام جنودها بإطلاق الرصاص الحي مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات جميعهم كانوا على متن السفينة التركية مرمرة، وقد أثار هذا التصرف انتقادات دولية كبيرة ومطالبات غير مسبوقة بضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة.