نســب خــالـد
هو أبو سليمان ويكني أبا الوليد أيضاً خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة وبه يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما أمه فهي لبابة الصغرى بنت الحارث من بني هلال بن عامر وهي أخت ميمونة أم المؤمنين وأخت لبابة الكبرى زوج العباس بن عبد المطلب وأم أولاده الفضل وقثم وعبد الله وعبد الرحمن ، وأخت أسماء بنت عميس الخثعمية لامها تزوجت أسماء جعفر ابن أبي طالب فولدت له عبد الله ومحمداً وعوناً فلما استشهد في غزوة مؤته تزوجها أبو بكر فولدت له محمداً فلما مات عنها تزوجها علي أبي طالب فولدت له يحيى فمن هذا تظهر علاقة خالد بالهاشميين ولكن لم يظهر لها أثر محسوس أصلاً .
أسرة خالد ومالها في الجاهلية من الحقوق
يدلك على مكانها أن قريشاً لما طلبت تخليص العير التي من أجلها نشبت حروب بدر الكبرى جاء الأخنس بن شريق قائد بني زهرة إلى أبي جهل ابن هشام بن المغيرة ولما اختلى به سأله قائلاً أترى محمداً يكذب ؟ فقال أبو جهل ماكذب قط وكنا نسميه الأمين ولكن اذا كان في بني هاشم السقاية والرفادة والمشورة ثم تكون فيهم النبوة فأي شيء لبني مخزوم ؟ .
فمن هذا يتبين أن بني مخزوم يرون أنفسهم في درجة بني هاشم فإن أبا جهل ابن عم خالد، ويقول أمية بن خلف لسعد بن معاذ سيد الأوس حينما نزل عليه وتناقش مع أبي جهل ورفع صوته عليه إن منعتني هنا لأ منعنك ما هو أعظم من ذلك من طريقك على المدينة: لاترفع صوتك على أبي الحكم ـ أبي جهل ـ فإنه سيد أهل الوادي كما في السيرة الحلبية ومع هذا فكان الوليد هو المقدم على بني مخزوم وكان من عظماء قريش وكان في سعة من العيش ويطعم الناس أيام منى وينهي أن توقد نار لاجل طعام غير ناره وكان ينفق على الحاج نفقة واسعة ويقال له ريحانة قريش، قال ابن الأثير : وهو العدل لأنه كان عدل جميع قريش في كسوة الكعبة فتكسوها قريش عاماً وهو وحده يكسوها عاماً ولكن شاء الله إن يموت ضالاً ويكون من المستهزئين الذين نزل فيهم قول الله تعالى: (( انا كفيناك المستهزئين )) 95 سورة الحجر، فهلك بسهم داس عليه فجرحه فمات والى ذلك يشير البوصيري بقوله :
فـأصاب الـوليد خـدشة سـهم ... قصرت عنهـا الـحية الــرقطاء
وكان موته بعد الهجرة بثلاثة أشهر عن خمس وتسعين سنة ودفن في الحجون بمكة ، كذا في ابن الأثير والحلبية . وسبب إمتناعه من الأسلام كما ذكره الأمام البغوي في تفسيره أن النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد قرأ (( حم. تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم . غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب . ذي الطول لاإله إلا هو إليه المصير )) . وكان الوليد يسمع قرأته ففطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم واعاد الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه فقال :
والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولامن كلام الجن أن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه .
ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد ، وهو ريحانة قريش والله لتصبأن قريش كلهم فقال أبو جهل أنا أكفيكموه فانطلق فقعد إلى جنب الوليد حزيناً فقال له الوليد مالي أراك حزيناً ياابن أخي ؟ فقال : وما يمنعني أن أحزن ؟ وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك على كبر سنك ويزعمون أنك زينت كلام محمد وإنك تدخل على ابن أبي كبشة وابن قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد وقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرها مالاً وولداً ؟ وهل شبع محمد وأصحابه ليكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم :
تــزعمون أن محمداً مجنون فهل رأيتوه يـحنق قــط ؟ قــالوا اللهم لا، قــال : تــــزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهن قط ؟ قالوا اللهم لا، قــال : تــــزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئاً من الكذب ؟ قالوا لا ، فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر فذلك قول الله تعالى في سورة المدثر : "أنه فكر وقدر. فقتل كيف قدر" (( الآيات )) .
من هذه القصة تعلم مكانة الوليد في قومه فلقد خشوا أن يكون اسلامه سبباً لاسلام جميع قريش وكادت فطرته تسوقه إلى الهداية لولا كفار قريش فأنهم استعانوا بالأفتراء والتزوير على لسان من لايتهمه وهو ابن أخيه أبو جهل هشام فاثار حفيظته وهيج عواطفه وحرك عصبيته عندما زعم أنه يأكل فضلة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو معروف بالكرم وإن قريشاً تريد جمع اعانة له وهو من أغناهم فاضطر لمناقشتهم كي يبرر كلامه السابق ولكنه اخترع وصفه بالساحر بعد ما نزهه عن السحر لتكف قريش عن تشويه سمعته .
أما أم خالد لبابة الصغرى فماتت مسلمة بعد وفاة ابنها خالد كما حققه ابن حجر في الأصابة .
وأما إخوة خالد فهم :
عمارة بن الوليد وقد ذهب مع عمرو بن العاص بهدايا إلى النجاشي ملك الحبشة ليردوا المهاجرين جعفر ابن أبي طالب وأصحابه فمات هناك كافراً قبل الهجرة بيسير .
الوليد ابن الوليد : أســـلم بـعـد مـــا فــدى ببدر وحبسوه في مكة فنجاه الله تعالى وصار يسرق أسرى المسلمين من كفار مكة ثم كان سبب اسلام خالد بعد عمرة القضاء ومات في (( براعة )) على ميل من المدينة .
هشام بن الوليد قال : في الأستيعاب من المؤلفة قلوبهم أورده ابن حجر في الأصابة مستشهداً بابيات انشدها المرزباني خطاباً لعثمان بن عفان في خلافته منها : لساني طويل فاحترس من شدائه ... عليك وسيفي مـن لسان أطول
ولادة خالـد:
هي في مكة ولكنها لم تكن معروفة بالضبط وإنما أورد ابن عساكر في تاريخه أنه في سن عمر بن الخطاب واستدل بحادثة جعلها سبب العداوة بينهما هي أن عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد اصطرعا وهم غلامان وكان خالد بن الوليد ابن خال عمر فكسر خالد ساق عمر وجبرت وعليه فتكون سن خالد حين الدعوة الأسلامية سبعاً وعشرين سنة .