الليلة سنشجع جميعاً الفريق الجزائرى فى مواجهته المصيرية مع منتخب إنجلترا، فى نهائيات كأس العالم. الأسباب التى تدعونا جميعاً لتشجيعه كثيرة جداً، وأكثر مما نتخيل، ليس فقط لأنه الفريق العربى الوحيد فى النهائيات، فهذا أحد الأسباب، لكن المبررات الحقيقية لهذه الدعوة، التى تتوجه بها «المصرى اليوم» لكل مشجع مصرى، تكمن فى داخلنا نحن، تكمن فى تاريخنا الذى لم نبنه إلا بإحساس واضح بأن مصر هى «الكبيرة» فى طموحها وآمالها لمنطقتها ولوطنها العربى، وهى «الكبيرة» فى إخلاصها وسعيها وتسامحها، وهى الجديرة بتشجيع أشقائها ودعمهم، وهى التى تمتلك شعباً رائداً، لا يليق به أبداً أن يشاهد هدفاً يدخل فى مرمى الجزائر فينتفض فرحاً، هذه ليست أخلاقه ولا ثقافته ولا دوره الحضارى، الذى اختارته له الأقدار، ولم يختره لنفسه.
ربما لاتزال هناك غصّة فى الحلوق مما جرى، لكن وضع الأمور فى نصابها يجعلنا جميعاً ندرك أن الاستمرار فى «الحماقات المتبادلة» يخصم من الجميع، فلا تواصلوا الاستماع إلى مشعلى الفتنة الذين جرّونا إلى حماقات، ومعارك هدفها شخصى جداً، لكننا دفعنا جميعاً ثمنها، ومرت الأيام لنكتشف بالدليل الدامغ زيف كثير من ادعاءاتهم، وفضح كثير من أكاذيبهم. من جرّونا إلى مواجهات بالأمس، لا تناسب قدرنا ولا حضارتنا ولا تاريخنا، يجب ألا يجرّونا إلى مزيد من الإساءات لقيم مصر ومكانتها.
الليلة.. سنكون جميعاً مع الجزائر بقلوبنا ودعائنا، سنفرح إذا هزت شباك منافسيها، ولن نشمت فى خسارتها، لأننا مصريون، ونستحق مصر بتاريخها وحضارتها وقيمها الخالدة، ودورها الرائد كـ«شقيقة كبرى» لا تترك أشقاءها، لا فى ضراء ولا سراء.
هذه دعوتنا إليكم.. فقط استفتوا فيها قلوبكم وعقولكم.