نشرت شبكة CNN الإخبارية تقريرا عن مستقبل صناعة الأثاث فى مصر قالت فيه: إن "هناك جيلا جديدا من المصممين الذين يجمعون بين الحرفة التقليدية والتصميم العصرى مصر لأن تصبح عاصمة مستقبلية لتصميم وصناعة الأثاث".
وقالت: إن مصر لها تاريخ طويل فى العمل الحرفى الذى تتناقله الأجيال داخل ورش العمل العائلية، ومنذ قرون اتسمت أعمالهم الحرفية باعتماد أسلوب الزخرفة المعروف محليا باسم "لويس فاروق"، تيمناً باسم الملك فاروق، الذى كان يحظى بالشعبية والأسلوب المقصود هنا هو أسلوب "الملك لويس الخامس عشر" الفاخر واللافت للأنظار، والذى اتسم بالديكورات الفخمة والمنحنيات الكثيرة الغنية بالزخارف العديدة رفيعة الذوق.
أوضحت CNN أن المصممين المصريين الشباب أخذوا فى التخلى عن هذا الأسلوب، ويتجهون حالياً نحو شىء أقل تقييداً وأكثر انفتاحاً، حيث نظمت القاهرة فى الأسبوع الماضى معرضاً للتصميم، برعاية المصممة الإيطالية باولا نافونى تحت شعار أسبوع التصميم المصرى +20 Egypt Design، بحيث يمكنه المساعدة فى تحويل القاهرة إلى "ميلانو الشرق الأوسط".
وخلال المعرض، الذى تزامن مع المعرض الدولى للأثاث والمفروشات المنزلية بين الثالث والسابع من الشهر الجارى، كانت الشركات العالمية تعرض منتجاتها جنباً إلى جنب مع التصاميم المصرية المحلية.
وقالت شهيرة فهمى، المهندسة المعمارية والمصممة لـCNN،: إن المصممين المصريين أخذوا فى التحول عن تقليد المنتجات والتصاميم الأجنبية إلى تطوير رؤيتهم الخاصة.
وأضافت: "فى الماضى كنتم ستجدون أساليب وأنماط مختلفة كلها مقلّدة، أما الآن فالبيئة تغيرت ويمكنكم القيام بأشياء جديدة، إلى حد مضاهاتها ومنافستها للغربية".
وأوضحت أن القفزة العمرانية الهائلة فى دبى ومناطق أخرى فى الشرق الأوسط عملت كمحفز للتجريب، ذلك أن القفزة العمرانية أدت إلى تدفق المصممين الأجانب الذين أدت تصاميمهم المتقدمة والمتطورة إلى تقدير التصاميم النوعية ذات الجودة العالية وزادت من قبول الأساليب الحديثة والمعاصرة.
وأضافت إن هندسة العمارة والتصميم الداخلى والأثاث تغيرت عما كانت عليه قبل 10 سنوات، مشيرة إلى أن هناك طلباً متزايداً الآن على المصممين المعاصرين لتقديم شىء جديد، فالناس لم تعد تحتاج إلى أو تطلب أشياء كلاسيكية.
من جهته قال كريم مختجيان، المسئول فى استوديو التصميم "ألكيمى" إن التصميم المصرى بدأ يطور نفسه وهويته المستقلة الخاصة به، مضيفاً أنه لا يعلم ما إذا كان لدى المصريين أسلوبهم التصميمى الخاص، إلا أنه أكد أن "هناك قصة محددة وخاصة تنبع من المنطقة يمكن تقديمها.. ذلك أن مصر، من الناحية الثقافية، غنية جداً بالعديد من العناصر، ولا فهناك إمكانية كبيرة جداً فيما يخص التصميم".
وقال كريم وشهيرة: إن النجاحات الأخيرة فى تصميم المفروشات والأثاث المصرى يعزى إلى المجلس التصديرى للأثاث، الذى ساهم فى إقامة "أسبوع التصميم المصرى.
رئيس المجلس، أحمد حلمى قال لـCNN إن المجلس كان يعمل على تحديث صناعة الأثاث والمفروشات المصرية، التى توظف نحو 600 ألف موظف، وأنه عمل على زيادة قيمة الصناعة من 46 مليون دولار عام 2004 إلى 320 مليوناً عام 2009.