أقرَّ فيصل شهزاد، الأمريكي من أصل باكستاني المتَّهم بالضلوع بالمحاولة الفاشلة لتفجير ميدان تايمز سكوير بنيويورك، أمام محكمة فيدرالية أمريكية بأنه مذنب و"أكثر من ذلك بمائة مرة" بكافة التهم الموجَّهة ضدَّه، ومنها محاولة استخدام سلاح دمار شامل والضلوع بأعمال إرهابية.
وكان شهزاد قد مثل أمام المحكمة للرد على التهم الموجَّهة إليه، لكن بدل أن يدفعها عنه قال إنه يخطط للإقرار بأنه مذنب بكافة التهم العشر الواردة في لائحة الاتهام ضده.
وخاطب المتَّهم القاضي قائلا: "أودُّ أن أكون مذنبا وأكثر من ذلك بمائة مرَّة."
كما حذَّر شهزاد أنه ما لم تغادر القوات الأمريكية أراضي الدول الإسلامية، "فإننا سنهاجم الولايات المتحدة.""سلاح دمار شامل"
ولدى تلاوة التهم الموجَّهة إليه الواحدة تلو الأخرى، راح شهزاد يقرُّ بأنه مذنب أولا بمحاولة استخدام سلاح دمار شامل." وكان شهزاد قد اعترف في وقت سابق بضلوعه بمحاولة تفجير السيارة المفخخة في ميدان تايمز سكوير، وقال إنه تعلَّم كيفية التفخيخ والتفجير في معسكر تدريب في منطقة القبائل الحدودية بين باكستان وأفغانستان.
ويواجه شهزاد أيضا تهمة تلقِّي تمويل من حركة طالبان باكستان والتدريب على أيدي مسلحي الحركة لتنفيذ مخطط التفجير في نيويورك.
وأخطر تهمتين يواجههما شهزاد هما محاولة استخدام سلاح دمار شامل والسعي لتنفيذ عمل إرهابي عابر للحدود الوطنية، وهما تهمتان يتلقى المتَّهم بهما عادة حكما أكيدا بالمؤبَّد.
من جهته، قال مراسل بي بي سي في العاصمة الأمريكية واشنطن، لقمان أحمد، إن شهزاد تعاون مع المحققين طوال الأسبوعين الماضيين.وأضاف المراسل قائلا إنه ليس هنالك ثمة معطيات تفيد بأن تعاون شهزاد يستند على الرغبة بالحصول على حكم مخفف بالقضية.
تنازل عن الحقوق
وقال مسؤولون قضائيون إن المتَّهم تنازل عن حقوقه التي توفِّر عادة الحماية للموقوفين المشتبه بهم ضد تجريم أنفسهم عندما يقرِّون بالتهم الموجَّهة إليهم، لكنه طلب لاحقا مساعدة أحد المحامين في القضية.
يُشار إلى أن شهزاد كان قد اعتُقل بعد يومين فقط من محاولته الفاشلة لتفجير قنبلة من البنزين والبروبان بهدف إشعال سيارة من نوع (SUV) كانت مركونة بالقرب من مسرح "برودواي" في الميدان المذكور في الأول من الشهر الماضي.
وقد اعتُقل شهزاد، المقيم بولاية كونيكتيكيت الأمريكية، أثناء محاولته الصعود على متن طائرة كانت على وشك الإقلاع من مطار جون إف كينيدي بنيويورك متجهة إلى دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة.اعتقالات في باكستان
يُذكر أن أجهزة الأمن الباكستانية كانت قد اعتقلت أيضا أواخر الشهر الماضي عدة أشخاص للاشتباه بعلاقتهم بمحاولة التفجير الفاشلة في ميدان تايمز سكوير.
وقال مسؤولون باكستانيون إن أحد المعتقلين يملك شركة تموين تتعامل معها السفارة الأمريكية في إسلام أباد.
وقد جرت الاعتقالات في باكستان بعد أن نشرت السفارة الأمريكية في إسلام آباد معلومات على موقعها على الإنترنت تفيد بأن شركة التموين التي يملكها أحد المعتقلين ووالده قد تكون على صلة بـ "جماعات إرهابية".