بتـــــاريخ : 5/19/2008 4:38:08 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1471 0


    العلمانيون حول المراة 4 (عمل المراة)

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.lahaonline.com

    كلمات مفتاحية  :
    امراة

    من حجج المنادين بإفساد المرأة؛ أنّها أكرم من أن نختصر وظيفتها في الحياة بين جدران البيت، وأنّ عملها في بيتها، ومعيشتها بين أربعة جدران للخدمة؛ ما بين تنظيف وطبخ وتربية لأولادها، هو احتقار لها ونقصان من قدرها، ويصفون بقاء المرأة في بيتها: (بأنّه تجن وظلم لها)، وتنتشر مثل هذه الدعوى، ثم تتلقفها النساء بألسنتهن وأيديهن؛ حتى إنّ كثيراً من بنات المسلمين صرن يتوارين خجلاً من كونهن ربات بيوت، ويقلن بكل خجل حين يسألن عن حالهن: (للأسف جالسة في البيت)، لقد سيطر الإعلام العلماني على عقول العامة والنساء بشكل أخص، فصدقوا افترائهم؛ بأنّ جلوس المرأة في بيتها ورعايتها لأبنائها منقصة في حقها، وإقلال من شأنها.

     

    فتراهم ينظرون إلى وظيفة (ربة البيت) بازدراء ومهانة، وبالمقابل فإنهم لا يزدرون الخادمة المنزلية، أو المربية، أو الطباخة، أو مدبرة المنزل، أو المعلمة الخاصة، على الرغم من أنّ جميع هذه المهن تحتويها ربة البيت، بل إنها ربة بيت، وليست ربيبة، فهي السيدة، والأميرة، والمطاعة، وصاحبة العمل، واليد العليا، وليست أجيرة عند أحد، ومهما أخلص غيرها في أداء مهمتها لن يكون كإخلاصها وحسن أدائها، فهي الأم الحانية، والزوجة الحافظة.

    فمن يكون أعلى مقاماً الربة المسؤولة المنفذة؟ أم الربيبة المكلفة المنفذة؟

    ومن يكون أكثر إنتاجاً: المرأة العاملة في مجال محدد، أم ربة البيت التي تقوم بأعمال مجموعة من العاملات في وقت واحد؟!

    ومن هي الأشرف والأطهر التي تنتقل بين أماكن العمل وتتلقاها نظرات ومصائد الرجال، أم العاملة في بيتها تحت حماية زوجها وأهلها؟!

    ومن سيكون أكثر من الزوجة والأم حرصاً وإتقاناً وأوفر عطاء؟!

     

    في البلاد التي انخدعت بمثل هذه الدعاوى؛ خرجت المرأة من (المطبخ المنزلي)، الذي مساحته أربعة في أربعة في حين كانت تخدم فيه نفسها وبيتها، لتنتقل إلى مطعم مساحته عشرة في عشرة فصارت تخدم كل الناس، فاستبدلنا المطبخ بمطبخ أكبر مساحة وأسوأ حالة ومنزلة، وأخرجناها من نظرات أخلاقية من زوجها إلى نظرات غير أخلاقية من مرضى القلوب، ونقلناها من زوج يحترمها ويجلها ويحبها ويخدمها، إلى المتاجرة المادية من وراء جمالها وجسدها، فمن شروط توظيف (النادلات) إن يكنّ جميلات.

    بل إنّ بعض الزبائن لا يأتون لجودة الخدمات المقدّمة؛ بل لتسريح العيون في جمال تلك النادلة أو تأمل جسدها، يقول محمد عفيفي: "حين تنظر إلى جوه الجالسين على المقهى، أثناء مرور أنثى جميلة، تدرك أنّ (قراءة الأفكار) ليست من الأمور المستحيلة".

     

    وحين انخدعت تلك البلاد بدعوى أنّ خدمة المرأة في بيتها صورة غير متحضرة، جعلتهم (الحضارة الموهومة) يرمون بها في المطارات، والفنادق، والمطاعم، وأعمال الشرطة، وسيارات الأجرة، والمحلات التجارية، وفي المقاهي لتخدم هناك، فبدلاً من أن تكون خادمة في بيتها، وسيدة عليه في وقت واحد، وتنال حقها من التعزيز والتكريم، سلموها لمن يطالب بتحريرها، فألقاها في أماكن الرجال لتكون في خدمة الناس جميعاً بلا استثناء، محترمهم وسافلهم، سيدهم وخادمهم، عزيزهم وسقيمهم، جميعهم يتأملونها ويطالعون جمالها، لأنّ التجمل مطلوب في (مقابلة الجمهور)، كي تبدو بمظهر جذاب للزبائن، ولما تمليه طبيعة المرأة وكياستها الاجتماعية، خصوصاً بحضرة الرجال، ولن تسلم من (همسات سخيفة) و(تعليقات تافهة)، و(تدقيق فيما لا يليق مما لا يحسن ذكره في جسد المرأة)، من أجل ماذا؟

     

    ولنفترض جدلاً أن المرأة تخلصت من الخدمة في بيتها، (أو ما يقال عنه الظلم الذي هي فيه)، فإنّ البيت ـ حتماً ـ سيحتاج إلى امرأة أخرى ترعى شؤونه، وهي (الخادمة)، فما ذنب هذه الخادمة حتى تعيش في ظلم (القرار في البيت) الذي هربت منه صاحبته؟! أوليست الخادمة امرأة؟ إذن فنحتاج مرة أخرى إلى تحرير هذه الخادمة من هذا الظلم الجديد، أم أنّ تحرير المرأة لا يقصد به كل النساء؟! بل المقصود به (فئة مصطفاة من النساء)؟! جاء في إحصائية أنه (يوجد 750 ألف خادمة في السعودية، و75% من العائلات السعودية تستخدم من 1ـ12 خادمة في العائلة الواحدة).

     

    يقول عبدالسلام بسيوني: "إنّ أكثر العمل النسائي يدور في الحقل الفني والاستهلاكي والاجتماعي المظهري.. أما العمل البنّاء الصحي الذي يخدم المرأة والمجتمع خدمة فعلية، فهو أسطورة؛ ففي دراسة (إيرل سوليقان) التي أجريت على نساء النخبة في مصر ـ حيث تعلو نبرة التحرير الاقتصادي والشخصي للمرأة ـ وجد أنهن يعملن في العلاقات العامة، والإعلام، والتسويق، والمطاعم، واستيراد وبيع السلع الاستهلاكية، والسياحة، ومؤسسات التجميل، ووكالات السيارات، واستيراد السلع الرأسمالية..

    فهل هذا هو بناء الأمم؟!

    وهل هذا هو التحرير الصحيح؟

    أن تعمل نادلة في مطعم أو مضيفة أو مرشدة سياحية أو مندوبة تسويق؟

     

    وخـير نســــاء العالمـــين هي التي 

    تدير شؤون البيت أو فيه تعمل

    إذا بقـــــيت في البيت فهي أمـــيرة

    يوقــــرها من حــــولها ويبجل

    وإسهامها للشعـــــب إن قدمــت له 

    رجالاً أعــــدوا للبناء وأهلوا..

    رعتهم صغاراً فهي كانت أساسهم 

    تلقن كلاً ما يقــــــول ويفعـــل

    كلمات مفتاحية  :
    امراة

    تعليقات الزوار ()