عواصم: ذكرت تقارير صحفية أن مشاركة الرئيس المصري حسني مبارك في اجتماع اللجنة العربية الخماسية المعنية ببحث تطوير العمل العربي والذي سيُعقَد في العاصمة الليبية طرابلس الأحد، خطوة إيجابية لاحتواء التوتر في العلاقات بين مصر وقطر.
ويشارك أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى جانب مبارك في الاجتماع، بوصف بلاده عضوا في اللجنة الخماسية التي تضم ايضا كلا من ليبيا والعراق واليمن.
ذكرت صحيفة "الشروق" المصرية المستقلة في وقت سابق، نقلا عن مصدر دبلوماسي: أن قطر أوقفت تدخلها فى جهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس، التى تديرها مصر، مقابل حصول الدوحة على صوت القاهرة خلال التصويت فى الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا على استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
وأضاف، المصدر الذى طلب عدم نشر اسمه، أن إعلان مصر دعمها لرغبة قطر فى استضافة كأس العالم 2022، وما واكبه من اتصالات دبلوماسية بين العاصمتين، أسهم فى دعم التقارب المصرى القطرى، وتوقف تدخل الدوحة فى ملف المصالحة.
وتأكيدا لما قاله الدبلوماسى المصري، صرح عزام الأحمد ممثل فتح فى ملف المصالحة بأن "قطر أصبحت فعليا خارج ملف الحوار الفلسطيني، وهناك تفويض عربي رسمي بأن مصر هى الراعي الرئيسي للحوار، وأن أى تدخلات رسمية من قطر كانت فى سياق دور عربى داعم للدور المصرى".
واضاف، إن "حماس كانت تحرض الدوحة على القفز على دور القاهرة، وقد تأكدنا من قطر مرارا أنها لا تريد التدخل فى ملف المصالحة بالشكل الذى تريده حماس".
يذكر ان العلاقات بين مصر وقطر تشهد توترا منذ الحرب الاسرائيلية التي شنتها اسرائيل على غزة ما بين 22 ديسمبر/كانون الاول 2007، و18 يناير/ كانون الثاني 2008. وتأخذ القاهرة على الدوحة ما تعتبره هجوما من قناة "الجزيرة" الفضائية على مواقف مصر السياسية وعلى كبار مسؤوليها ونقلها لتصريحات قادة في حماس انتقدوا بشدة رفض القاهرة فتح معبر رفح واعتبروا انها تساهم في حصار قطاع غزة.
وكانت مصر قاطعت مع السعودية القمة التي استضافتها الدوحة في الخامس عشر من يناير 2008 واطلقت عليها "قمة غزة الطارئة" والتي حضرها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد و12 من القادة العرب او ممثليهم. وألمح المسؤولون القطريون انذاك الى ان مصر والسعودية تدخلتا من اجل عدم اكتمال النصاب القانوني لهذه القمة التي كانت قطر تأمل في ان تكون قمة عربية طارئة تحت مظلة الجامعة العربية.
القمة الخماسية
في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط، أن مبارك سيرأس وفد بلاده في اجتماعات اللجنة الخماسية، والتي ستبحث بشكل رئيسي إعادة هيكلة الجامعة العربية، وإعداد تصور عن كيفية تطوير الجامعة وعرضه على القمة العربية الاستثنائية المقرر عقدها في ليبيا في أكتوبر المقبل.
وحسبما ذكرت صحيفة "الجريدة" الكويتية، أشار أبو الغيط إلى أن "مصر تولي اهتماما خاصا في المرحلة الحالية للمشاركة في الجهود الجارية لتفعيل منظومة العمل العربي المشترك وتطوير آليات وأجهزة جامعة الدول العربية، وذلك في إطار تأكيد التزامها كدولة رائدة على مستوى المنطقة وعضو مؤسس لجامعة الدول العربية بالعمل من أجل تدعيم مسيرة التعاون بين الدول العربية في مختلف المجالات، وبما يتواكب مع المتغيرات المتلاحقة التي تشهدها العلاقات الدولية".
وقال إن قادة مصر واليمن ودول ترويكا القمة العربية قطر وليبيا والعراق إضافة إلى أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى سيجرون مباحثات بشأن المقترحات المطروحة، ومن بينها المبادرة اليمنية لإقامة "اتحاد عربي" ومقترحات الزعيم الليبي معمر القذافي التي كان طرحها خلال قمة سرت ومقترحات الأمانة العامة للجامعة العربية.
قوة عربية لحفظ السلام
من جانبه، كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن أن 14 دولة عربية لديها اقتراحات لتطوير منظومة العمل العربي المشترك وهو الموضوع الذي ستبحثه القمة العربية الخماسية المقرر عقدها غداً الاثنين في طرابلس بمشاركة قادة قطر ومصر وليبيا والعراق واليمن.
ونقلت صحيفة "العرب" القطرية عن موسى، قوله للصحافيين السبت: "إن القمة العربية الخماسية سوف تنظر في بند واحد هو إعادة هيكلة الجامعة العربية والمشروعات المطروحة في هذا الشأن، وستبحث مختلف الأفكار والاقتراحات التي ستُعرض على القمة العربية الاستثنائية. وأضاف أن هناك دراسات جادة واقتراحات فيها درجة فاعلية كبيرة لعمل الجامعة العربية".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الوثيقة التي ستصدر عن القمة الخماسية ستؤدي إلى تشكيل الاتحاد العربي. قال: إن هذا المأمول والمقصود، واستدرك قائلا: "إن تغيير الاسم ليس هو المهم، وليست هذه هي النقطة الرئيسة، المهم أن يكون هناك اتحاد بين الدول العربية وليس اسم اتحاد الدول العربية".
وقال: إن موضوع تطوير مجلس السلم والأمن وإنشاء قوة عربية لحفظ السلام مطروح ضمن موضوعات أخرى في الأفكار والاقتراحات والصياغات والمشروعات التي ستُعرض على القمة العربية، أما مشروع رابطة دول الجوار فسوف تدرس في القمة العربية الاستثنائية ، المنتظر عقدها في الثلث الأخير من العام. ولفت موسى إلى أن أفكار التطوير تتناول جميع نواحي العمل العربي المشترك: التنموية والسياسية والأمنية والثقافية.
ويتوجه الأمين العام لجامعة الدول العربية صباح اليوم الأحد إلى ليبيا للمشاركة في القمة العربية الخماسية المعنية بتطوير منظومة العمل العربي المشترك المقرر عقدها غدا، وكذلك الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول المشاركة في القمة الذي يعقد اليوم.
يُيذكر أن اللجنة الرئاسية الخماسية المكلفة بتطوير منظومة العمل العربي المشترك أنشأت بناء على توصيات من القمة العربية العادية الـ22 ، وتضم كلا من مصر باعتبارها كبرى الدول العربية، وليبيا "الرئيسة الحالية للقمة العربية"، واليمن "صاحبة مقترح اتحاد الدول العربية" والعراق "الرئيسة القادمة للقمة العربية"، وقطر "الرئيسة السابقة للقمة العربية".