بتـــــاريخ : 5/19/2008 5:47:51 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1741 0


    المراة...هولوكوست .... الحرية

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : سعود الشويش | المصدر : www.lahaonline.com

    كلمات مفتاحية  :
    امراة

    نشرتْ الكاتبة البلجيكية "ميشا ديفونسيكا" عام 1997م،  كتابا لاقى رواجا واسعا ألقى في خزينتها بعشرة ملايين جنيه إسترليني، وأثارت شجون قرائها وهي تحكي من خلاله قصة هروبها من "محارق النازية التي طاردت اليهود" في الحرب العالمية الثانية أو ما يعرف بالهولوكوست، وتجربتها في العيش مع الذئاب، وبعد أحد عشرعاما عادت لتفاجئ الجميع، بقولها: "لقد اخترعت كل ما ورد في الكتاب، بل إنني لم أكن أصلا يهودية"!

     

    ففي يوم الجمعة الماضي- وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية - اعترفت ديفونسيكا (اسمها الحقيقي مونيك دي وايل) بأن ما ورد في كتابها (ميشا - ذكرى من سنوات الهولوكوست)، كان مجرد قصص مختلقة، أو بحسب تعبيرها الدقيق: "لم يكن حقيقة"

     فهي لم تعش مع الذئاب، ولم تنفق أربعة أعوام من عمرها تعبر بين حدود أوروبا من بلجيكا إلى أوكرانيا خلال الحرب العالمية الثانية. بل إنها لم تكن يهودية.

     

     وبدلا من الديانة اليهودية التي ادعتها في وقت سابق، فإن "ميشا" تلقت نشأة كاثوليكية صارمة.

    "أطلب الغفران من كل أولئك الذين شعروا بأنني خنتهم"، هذا ما قالته ميشا خلال اعترافاتها.

      

    قرأت هذا الخبر ونحن على موعد مع افتتاح معرض الكتاب في العاصمة السعودية الرياض والذي يعج في كل دورة جديدة من دوراته المتعاقبة بالكثير من الروايات الأدبية والمجموعات القصصية والدواويين الشعرية والكتب التي تحكي واقع المرأة ـ كما يزعمون ـ وما تعيشه من ظلم وقهر في العالم العربي عموماً والسعودية على وجه الخصوص.

     

    روايات وكتب ومجموعات وداويين سطرت كلها لتحارب الدين والفضيلة  تحت ستار حكاية الواقع ولماذا ندفن رؤوسنا في الرمال ولماذ تعيش المرأة تحت سيطرة الرجل ولماذا يعطل نصف المجتمع وغيرها من آراء في كثير من الأحيان لا يكتبها إلا الرجال وقلة من النساء مع أن القضايا تهم المرأة وتناقش أدق خصوصياتها وتتحكم في حريتها.

     

    لا شك أن هناك ممارسات منتشرة من ظلم وامتهان للمرأة. لكنها ليست هي الأصل وليست هي الغالبة، وفي المقابل يتعرض الرجال لمثلها ولكن لا أحد يهمه الأمر لأن الهدف – في غالب الأحيان- ليس البحث عن الحل بقدر ما يكون الهدف زعزعة القيم والأعراف المجتمعية لحاجة في نفوس من يكتبون تلك الكتابات، وهذا الرأي ليس مجرد خواطر تنقدح في الذهن عند قراءة تلك المقالات، بقدر ما هو استقراء للواقع المشاهد مربوطاً بقراءة متأنية لتأريخ حركات تحرير المرأة في العالم العربي خصوصاً والعالم بأجمعه.

     

    إن الحديث عن المرأة يدغدغ المشاعر، وخصوصاً أن المتلقي يقرأ ويسمع في هذا الحديث عن قصص متعددة تتناسب والطرح وتخدم الهدف ولكنها مجهولة المصدر، أو حقيقية ولكنها توضع في غير سياقها الكامل، ويتم اجتزاؤها من عدة نواحي لتكون مؤدية لهدف الكاتب،ونتيجتها تحتم موافقته في طرحه والاتفاق معه في هدفه.

     

    قرأت هذا الخبر وبين يدي عدة مقالات صحفية تنادي بحرية المرأة ومساواتها بالرجل، وهي في ذات الوقت تقيدها وتلزمها بقبول رأي الكاتب أو الكاتبة، وتتهم المرأة بالسذاجة والغفلة والتبعية إن لم تؤمن بما في هذا المقال وتنفذه، أليس هذا الطرح بهذا الأسلوب هو مصادرة لحرية المرأة، وتعطيل لعقلها؟

     

    حين قرأت هذا الخبر عن تلك الكاتبة البلجيكية وما سطرته من خيالات في كتابها الذي استغل حدثاً تاريخياً وظروفاً دولية لتحقيق أحلام الثراء عن طريق دغدغة المشاعر واستغلال الدعم اليهودي لكل ما يثبت الهلوكوست أو المحرقة النازية، تذكرت حال الكثير من كتابنا الذين ركبوا موجة الحديث عن المرأة، والمطالبة بحقوقها والحديث عن العوالم المخفية والممارسات المستترة، مستغلين حرية الصحافة وانفتاح وسائل الإعلام ومطالبات الأمم المتحدة بتمكين المرأة ومساواتها بالرجل، ليسطروا كتبهم وينشروا رواياتهم ويسودوا صفحات الصحف بآرائهم، طلباً للثراء السريع وتحقيق أعلى المكاسب والحصول على الشهرة قبل انحسار الموجة وانكشاف زيف الدعاية في بلادنا كما انحسرت تلك الموجة وظهرت حقيقة تلك الدعوات في البلدان الأخرى العربية وغير العربية. وبدأت بالمطالبة بمراجعة وضع المرأة من جديد.

     

    امتلكت هذه الكاتبة البلجيكية الجرأة لتعترف بأنها كتبت كتابها من نسج خيالها بعد أن أتخم رصيدها في البنك بالملايين، فهل سيجرؤ أحد من أولئك الكتّاب أن يعترف بأن الكثير من تلك الكتابات هي من نسج الخيال أو على الأقل بنيت على حوادث وأحداث لا تمثل الشريحة الغالبة أو العينة التي تمثل المجتمع بصورته الحقيقية؟ أم ينتظرون أن تتخم أرصدتهم من هذا الطرح حول قضية المرأة، ليبدأوا التفكير في قضية أخرى تدر عليهم ذهبا وتعلي لهم شأناً كسابقتها؟

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    امراة

    تعليقات الزوار ()