 |
| |
أظهر بحث أجرته مؤسسة البحوث الهولندية «ميلتي سكوب» Multiscope في أواخر الربيع المنصرم، أن الهولنديين يقضون أكثر من 19.6 مليون ساعة شهرياً في تصـــفّح المـــوقع الاجتماعي الهولندي «هايفز» Hyves الذي يماثل موقع «فايسبوك» facebook الأميركي.
وكشف بحث آخر قدمه موقع «تيك كرانش» Techcrunch الأميركي، أن الأميركيين زاد استخدامهم للمواقع الاجتماعية على شبكة الانترنيت هذا العام بنسبة 71 في المئة مقارنة بالسنة الماضية.
وتشير هذه الوقائع وغيرها الى النجاح الكبير الذي تلاقيه مواقع الشبكات الاجتماعية Social Networks، خصوصاً خلال السنتين الماضيتين.
والأرجح أن ذلك يرجع لأسباب متنوّعة تتضمن قدرة تلك المواقع على ربط مستخدميها مع الأصدقاء وزملاء الدراسة الســـابقين. وكذلك فإنها باتت مساحة لتبادل الرسائل الخاصة وبكثافة جعلت منها منـــافســـاً فعلياً للبريد الالكتروني. كما تتيح تبادل الحوارات المباشرة الأمر الذي كان حكراً على مواقع الدردشة «الشات» على الانترنت.
وأصبح الكثيرون يستخدمون المواقع الاجتماعية لبث الرسائل والتواصل مع الآخرين، وخصوصاً أثناء التواجد في أماكن العمل والمدارس والجامعات. وبذا، تمكن كثيرون من استعمال المواقع الاجتماعية بديلاً للبريد ومواقع الدردشة، خصوصاً في المؤسسات التي تمنع على موظفيها استخدام الخدمتين المذكورتين خلال العمل.
لا يبدو ان استخدام المواقع الاجتماعية يزعج إدارات المؤسسات التعليمية وأماكن العمل، بسبب الأهمية المتزايدة لهذه المواقع الاجتماعية في الترويج لعمل هذه المؤسسات. فمثلاً، شرعت الجامعات الأميركية في استعمال برنامج «كورس فيد»Coursefeed الذي يقدّمه موقع «فايسبوك» facebook. ويُشكّل البرنامج واجهة تعرض فيها الجامعات الواجب البيتي للطلاب، إضافة الى الإعلان عن مواعيد الامتحانات وغيرها.
وانعكست شعبية المواقع الاجتماعية هذه على قيمتها المالية. وقدّم موقع «تيك كرانش» الأميركي قائمة بالقيم الحالية لمواقع الشبكات الاجتماعية. وأُعدّت تلك القائمة على أساس عدد الأعضاء المشتركين في تلك المواقع، وقيمة الإعلانات المتوافرة فيها، والمبالغ المالية التي دفعت لشرائها وغيرها.
وتُظهر القائمة أن موقع «ماي سبايس» MySpace يحتل الموقع الاول بقيمة اجمالية تعادل 20 بليون دولار. ويحتل الموقع الثاني «فايسبوك» بقيمة 15 بليون دولار، يليه «بيبو» Bebo الذي تصل قيمته إلى 5.1 بليون دولار، ثم «لنكيدن» linkedln بقيمة 1.1 بليون دولار، وأخيراً Hyves بقيمة 844 مليون دولار.
وبسبب النجاح الكبير لهذه المواقع ومنافستها لبعضها بعضاً، تعد إداراتها خططاً كبيرة جداً لتحسين أدائها وإضافة خصائص متطورة لاجتذاب الجمهور.
تحسينات متنوّعة
ويعتبر «ماي سبايس» في طليعة المواقع التي أدخلت تحسينات ملموسة على صفحاتها. ففي بداية العام الحالي، طلب الموقع من المستخدمين تقديم اقتراحاتهم بالتغييرات التي يرغبون في رؤيتها متحققة في ذلك الموقع. واستناداً إلى أراء الجمهور، قدم الموقع نسخة متطورة عن نفسه تضمنت محرك بحث متقدماً. كما سهّل الموقع تحكم الجمهور بالملفات التي يضعها فيه. ومن المعلوم أن «ماي سبايس» يضم اكثر من 110 آلاف مستخدم، ومترجم الى 29 لغة ليس بينها اللغة العربية.
ويستعد موقع «فايسبوك» أيضاً لإدخال تغييرات كبيرة، أُعلِن عن بعضها أخيراً. وتتضمن الإضافات الجديدة أربع قوائم جديدة من الخصائص التي ستجعل إدارة الملفات، أو البحث عن ملفات داخل الموقع سهله ويسيرة.
وفي سياق متصل، يمنح موقع «لايبرري ثنغ» LibraryThing الذي يمنح للمشتركين فيه مساحة لإعداد قوائمهم المفضلة من الكتب، والتواصل مع الآخرين من خلال الحديث عن الكتب. وأدخل هذا الموقع أخيراً إضافات تتضمن منح الجمهور فرصة إنشاء مواقع فردية داخل الموقع الكبير، مع إمكانات اكبر لإضافة صور وتصاميم شخصية وغيرها.
وعلى رغم التنافس الكبير بين مواقع الشبكات الاجتماعية، الا انها وافقت على خطوات تجعل من الممكن، نسخ معلومات المسجلين فيها من موقع اجتماعي الى آخر، ما يرفع من القيمة المادية لتلك المواقع.