بتـــــاريخ : 7/14/2010 8:21:49 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1457 0


    الطموح العلمي

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : يونس | المصدر : www.propheteducation.com

    كلمات مفتاحية  :
    تربيه تعليم الطموح العلمي

    وهذه بعض اللطائف المتعلقة بالإحباط النفسي عند المتعلم:

    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
    "ويقال إن الكسائي ـ إمام النحو ـ طلب النحو عدة مرات، ولكنه لم يوفق، فرأى نملة تحمل نواة تمر، فتصعد بها إلى الجدار فتسقط، حتى كررت ذلك عدة مرات، ثم صعدت بها إلى الجدار وتجاوزته، فقال: سبحان الله! هذه النملة تكابد هذه النواة حتى نجحت، إذن أنا سأكابد علم النحو حتى أنجح، فكابد؛ فصار إمام أهل الكوفة في النحو" القول المفيد على كتاب التوحيد 1/542

    وقال الشيخ محمد الددو حفظه الله:
    "وكذلك من العناء الذي لقيه المختار بن بونة رحمه الله في فهم النحو أيضاً مثال من أمثلة التضحية في سبيل العلم؛ فإن المختار رحمه الله درس الآجرومية فلم يفهمها، ثم درسها فلم يفهمها، فخرج مغموماً مهموماً فجلس تحت ظل شجرة، فرأى نملة تصعد تريد قطعة شحم صغيرة على رأس قضيب فإذا توسطت في القضيب سقطت، ثم عادت من جديد تصعد فإذا توسطت في القضيب سقطت، حتى أعادت سبعاً فوصلت النملة، فقال المختار: لن تكون هذه النملة أقوى مني همة.
    فرجع فقرأ الكتاب سبع مرات ففتح له في النحو وكان إماماً فيه" نقلاً عن دروس مفرغة للشيخ من موقع الشبكة الإسلامية الشريط رقم 32.

    وقال ابن أبي الدنيا مخاطبا كبار السن ومن أصابهم الإحباط من التعليم:
    "وربما امتنع الإنسان من طلب العلم لكبر سنه واستحيائه من تقصيره في صغره أن يتعلم في كبره، فرضي بالجهل أن يكون موسوما به وآثره على العلم أن يصير مبتدئا به. وهذا من خدع الجهل وغرور الكسل ؛ لأن العلم إذا كان فضيلة فرغبة ذوي الأسنان فيه أولى، والابتداء بالفضيلة فضيلة، ولأن يكون شيخا متعلما أولى من أن يكون شيخا جاهلا.
    حكي أن بعض الحكماء رأى شيخا كبيرا يحب النظر في العلم ويستحي فقال له: يا هذا أتستحي أن تكون في آخر عمرك أفضل مما كنت في أوله!
    وذكر أن إبراهيم بن المهدي دخل على المأمون وعنده جماعة يتكلمون في الفقه فقال: يا عم ما عندك فيما يقول هؤلاء: فقال: يا أمير المؤمنين شغلونا في الصغر واشتغلنا في الكبر. فقال: لم لا نتعلمه اليوم ؟ قال: أو يحسن بمثلي طلب العلم ؟ قال: نعم. والله لأن تموت طالبا للعلم خير من أن تعيش قانعا بالجهل. قال: وإلى متى يحسن بي طلب العلم ؟ قال: ما حسنت بك الحياة.
    ولأن الصغير أعذر وإن لم يكن في الجهل عذر ؛ لأنه لم تطل به مدة التفريط ولا استمرت عليه أيام الإهمال" أدب الدنيا والدين ص30 ط دار الكتب العلمية.

    وقال رحمه الله مخاطباً من ترك العلم بحجة أنه مشغول ولا وقت لديه:
    "وربما امتنع من طلب العلم لتعذر المادة وشغله اكتسابها عن التماس العلم، وهذا، وإن كان أعذر من غيره مع أنه قل ما يكون ذلك إلا عند ذي شره وعيب وشهوة مستعبدة، فينبغي أن يصرف إلى العلم حظا من زمانه، فليس كل الزمان زمان اكتساب، ولا بد للمكتسب من أوقات استراحة، وأيام عطلة، ومن صرف كل نفسه إلى الكسب حتى لم يترك لها فراغا إلى غيره، فهو من عبيد الدنيا، وأسراء الحرص.
    وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لكل شيء فترة، فمن كانت فترته إلى العلم فقد نجا".
    وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كونوا علماء صالحين، فإن لم تكونوا علماء صالحين فجالسوا العلماء واسمعوا علما يدلكم على الهدى، ويردكم عن الردى".

    وقال بعض العلماء: من أحب العلم أحاطت به فضائله.
    وقال بعض الحكماء: من صاحب العلماء وقر، ومن جالس السفهاء حقر".

    وقال رحمه الله مخاطباً من ترك العلم عجزاً وتخوفاً:
    "وربما منعه من طلب العلم ما يظنه من صعوبته، وبعد غايته، ويخشى من قلة ذهنه وبعد فطنته، وهذا الظن اعتذار ذوي النقص وخيفة أهل العجز ؛ لأن الأخبار قبل الاختبار جهل، والخشية قبل الابتلاء عجز.

    وقد قال الشاعر:
    لا تكونن للأمور هيوبا فإلى خيبة يصير الهيوب
    وقال رجل لأبي هريرة رضي الله عنه: أريد أن أتعلم العلم، وأخاف أن أضيعه. فقال: كفى بترك العلم إضاعة.
    وليس وإن تفاضلت الأذهان وتفاوتت الفطن، ينبغي لمن قل منها حظه أن ييأس من نيل القليل وإدراك اليسير الذي يخرج به من حد الجهالة إلى أدنى مراتب التخصيص، فإن الماء مع لينه يؤثر في صم الصخور فكيف لا يؤثر العلم الزكي في نفس راغب شهي، وطالب خلي، لا سيما وطالب العلم مُعان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب" المصدر السابق ص31.

    وقال رحمه الله مخاطباً من ترك العلم لتوقع عدم الاستفادة منه في الدنيا ورؤية بعض من طلبوه فقراء وبعض من تركوه أغنياء:
    "وربما منع ذا السفاهة من طلب العلم أن يصور في نفسه حرفة أهله وتضايق الأمور مع الاشتغال به حتى يسمهم بالإدبار ويتوسمهم بالحرمان، فإن رأى محبرة تطير منها وإن رأى كتابا أعرض عنه، وإن رأى متحليا بالعلم هرب منه كأنه لم ير عالما مقبلا وجاهلا مدبرا" إلى أن قال: "وعلة هذا أنهم ربما رأوا عاقلا غير محظوظ، وعالما غير مرزوق، فظنوا أن العلم والعقل هما السبب في قلة حظه ورزقه، وقد انصرفت عيونهم عن حرمان أكثر النوكى وإدبار أكثر الجهال ؛ لأن في العقلاء والعلماء قلة وعليهم من فضلهم سمة. ولذلك قيل: العلماء غرباء لكثرة الجهال؛ فإذا ظهرت سمة فضلهم وصادف ذلك قلة حظ بعضهم تنوهوا بالتمييز واشتهروا بالتعيين، فصاروا مقصودين بإشارة المتعنتين، ملحوظين بإيماء الشامتين. والجهال والحمقى لما كثروا ولم يتخصصوا انصرفت عنهم النفوس فلم يلحظ المحروم منهم بطرف شامت، ولا قصد المجدود منهم بإشارة عائب؛ فلذلك ظن الجاهل المرزوق أن الفقر والضيق مختص بالعلم والعقل دون الجهل والحمق ولو فتشت أحوال العلماء والعقلاء، مع قلتهم، لوجدت الإقبال في أكثرهم. ولو اختبرت أمور الجهال والحمقى، مع كثرتهم، لوجدت الحرمان في أكثرهم؛ وإنما يصير ذو الحال الواسعة منهم ملحوظا مشتهرا ؛ لأن حظه عجيب وإقباله مستغرب، كما أن حرمان العاقل العالم غريب وإقلاله عجيب، ولم تزل الناس على سالف الدهور من ذلك متعجبين وبه معتبرين حتى قيل لبزرجمهر: ما أعجب الأشياء ؟ فقال: نجح الجاهل وإكداء العاقل.
    لكن الرزق بالحظ والجد، لا بالعلم والعقل، حكمة منه تعالى يدل بها على قدرته وإجراء الأمور على مشيئته.

    وقد قالت الحكماء: لو جرت الأقسام على قدر العقول لم تعش البهائم.
    فنظمه أبو تمام فقال:
    ينال الفتى من عيشه وهو جاهل ويكدي الفتى من دهره وهو عالم
    ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا هلكن إذن من جهلهن البهائم

    وقال كعب بن زهير بن أبي سلمى:
    لو كنت أعجب من شيء لأعجبني سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
    يسعى الفتى لأمور ليس يدركها والنفس واحدة والهم منتشر
    على أن العلم والعقل سعادة وإقبال وإن قل معهما المال وضاقت معهما الحال، والجهل والحمق حرمان وإدبار وإن كثر معهما المال واتسعت فيهما الحال ؛ لأن السعادة ليست بكثرة المال فكم من مكثر شقي ومقل سعيد، وكيف يكون الجاهل الغني سعيدا والجهل يضعه؟ أم كيف يكون العالم الفقير شقيا والعلم يرفعه ؟

    وقد قيل في منثور الحكم: كم من ذليل أعزه علمه، ومن عزيز أذله جهله.
    وقال عبد الله بن المعتز: الجاهل كروضة على مزبلة.
    وقال بعض الحكماء: كلما حسنت نعمة الجاهل ازداد قبحا.
    وقال بعض العلماء لبنيه: يا بني تعلموا العلم فإن لم تنالوا به من الدنيا حظا فلأن يذم الزمان لكم أحب إلي من أن يذم الزمان بكم.
    وقال بعض الأدباء: من لم يفد بالعلم مالا كسب به جمالا
    وأنشد بعض أهل الأدب لابن طباطبا:
    حسود مريض القلب يخفي أنينه ويضحى كئيب البال عندي حزينه
    يلوم علي أن رحت للعلم طالبا أجمع من عند الرواة فنونه
    فأعرف أبكار الكلام وعونه وأحفظ مما أستفيد عيونه
    ويزعم أن العلم لا يكسب الغنى ويحسن بالجهل الذميم ظنونه
    فيا لائمي دعني أغالي بقيمتي فقيمة كل الناس ما يحسنونه
    وأنا أستعيذ بالله من خُدَع الجهل المذلة، وبوادر الحمق المضلة، وأسأله السعادة بعقل رادع يستقيم به من زل وعلم نافع يستهدي به من ضل؛ فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا استرذل الله عبدا حظر عليه العلم" المصدر السابق 32-34.

    كلمات مفتاحية  :
    تربيه تعليم الطموح العلمي

    تعليقات الزوار ()