بعد خبرة سنتين بالكلية عرفت السبب .... و حين يعرف السبب يبطل العجب!!.. كانت تشرح لا تتعجب ربما تقول .. وهل لا يشرح باقي الدكاترة ... ؟
شرح عن شرح يختلف كثيرا ....
هناك من يشرح فاتحا الكتاب امامه .. متكلما و متحدث بالنص بما أمامه في الكتاب .... كأنه يشرح من كتاب من تأليف غيره و هناك كل ما يفعله يضع الشرائح في جهاز عرض الشرائح و يظل يخبرنا بما علي الحائظ فقط
- يبدو من لون الشريحة انها أعدت من زمن بعيد !!... - لون الشفافية التي تحوي المحاضرة أصفرو هناك من يهين سائل اي سؤال في المحاضرة و يجعله يندم أشد الندم انه سأل سؤال او فكر أن يسأل و يندم أشد الندم علي حضور المحاضرة ... و يتولد في نفسه خوفا و كرها لذلك الذي اهانه أمام زملائه لمجرد سؤال
صراحة لدى كل من يتعرض لذلك الموقف الصعب و يشعر بخجل شديد .. و شعور مرّ صعب ..كل الحق أن يكره هذا الدكتور و الا يحضر اي محاضرة له .... فهذه نتيجة طبيعية
وعلي ذلك الدكتور و امثاله الا يتعجبوا او حتي لا يفكروا بالتعجب و الاستنكار لماذا لا يحبه طلابه ..او معيديه
هناك الكثير من الأمثلة .. منها ما تعرضت لها شخصيا ومنها ما حدث أمام عيني و منها من حكي لي زملائي
هناك فرق كبير بين من يشرح لنا ليجعلنا نفهم و من يشرح من أجل تسجيل حضور
لم تكن كذلك فقط ... بل كانت تحترم وتقدر مجهود و ابداع طلابها ... و تشجعهم علي الابداع ..
كل ما تريده منا كل فصل دراسي شيء واحد مهم جداً ... مشروع يسلم لها في آخر كل فصل دراسي
الواحد بيحس انه طالب جامعي بجد
وكالعادة .... و كما تعودنا حين يمنحنا الله من يفهمنا او يمن يقدر ابداعنا .. او من يحاول تعليمنا او علي الاقل يحترمنا تجد الاهمال .. تجد الكسل
بل تجد أعداد كثيرة راسبة و عرفت السبب كانوا من غير المواظبين علي الحضور المحاضرات - ومنهم من لا يحضر نهائيا اي محاضرة لها - و السكاشن العملي ولو بحثنا عن سبب لعدم الحضور لوجدنا احد الأسباب الفكرة المسبقة
يجلس عادة المحاضر او يقف في مكانه المعتاد التقليدي في منصته - ان اعتبرنا ان مدرج محاضراتنا له منصة - و يشرح
لكنها تفضل كثيرا الجلوس وسط طلابها و نتيجة طبيعية ... ازالة حواجز كثيرة .. بينها و بيننا
لم تكن تعاملنا كمجرد طلبة لها .... بل أبناء لها
لك و لأمثالك ألف تحية فلست وحدك بل هناك قلة مثلك
ولكم عذر ان وجدت كسلا .. وودت اهمالا .. او وجدت تبلدا
او أمخاخ لا تعمل معك في محاضرتك
فلقد تعودنا علي ذلك ... حين أكون أحفظ كل المواد .. كل المناهج
العملي منها و النظري
يحفظ و يصّم ... و مجرد حضور روتيني حتي الامتحانات و في الامتحانات يظهر أكثرنا و أقوانا حفظا و تذكرا للمعلومات بالنص
حين نتعود علي ذلك حين تنطفئ عقولنا كثيرا و تقف عن العمل كثيرا .. أيام بل شهورا
طبيعيا و تلقائيا ن تصدأ عقولنا كما تصدأ الساعات العاطلة
حينها لا تتعجبي .. حين لا تجدين ردا علي سؤال : هل فهمتم شيئا ؟ ... هل لم تفهموا شيئا ؟ اي اجابة ؟
طب هل انتم هنا ؟ لا تتعجبي ... فقلة من سيردوا عليك
دورك ليس الشرح للأذكياء فقط او القلة الباقية ممن مازالت عقولهم تعمل دورك أكبر و أهم من ذلك
علميهم من جديد أنهم لديهم عقول .... للفهم
علميهم كيف يستخدمون عقولهم علميهم كيف يتعلموا
مجرد طالبة