العمل عن بعد بالسعودية.. النساء المستفيد الأكبر
أشارت دراسة حديثة صادرة عن صندوق تنمية الموارد البشرية السعودي أن 28% من السعوديات يفضلن العمل عن بعد، ورأى 28% منهن أن العمل عن بعد يتلاءم وطبيعة البيئة الاجتماعية بالسعودية، واعتبره 24% يساهم في تخفيف الضغوط التي تتعرض لها المرأة في العمل التقليدي. وتعد هذه الدراسة التي عرضت تفاصيلها بـ"منتدى العمل عن بعد.. الفرص والتحديات" ببريده والذي عقد من19-21 ديسمبر2009 خطوة تمهيدية في سبيل تطبيق هذا النظام في العمل بالسعودية، والذي يستلزم تطبيقه القيام ببعض الإجراءات، مثل تقوية البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعمل على تغيير البيئة التشريعية والإدارية لملائمة تطبيق مفهوم العمل عن بعد، حسبما رصدت إحدى أوراق عمل المؤتمر. ويأخذ العمل عن بعد عدة أشكال، منها العمل عن بعد من المنزل، والعمل من خلال الهاتف المحمول، ومراكز خدمة رجال الأعمال, وهي المراكز التي تقدم تسهيلات إلكترونية مشاركة بين عدة مستخدمين، والمراكز البديلة والتي تجعل العمل عن بعد ممكنا من خلال الاتصالات. مجالات العمل عن بعد وتتعدد المجالات التي يمكن تطبيق العمل عن بعد بها، كصناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيقاتها المختلفة، والأعمال المرتبطة بالأعمال الفكرية والإبداعية كالصحافة والترجمة للغات المختلفة، والبحوث النظرية بأنواعها، والتأليف الفني والموسيقي والأدبي، وكتابة قصص الأطفال وكتب الطبخ والديكور، وفي مجال الاستشارات. وتوصلت دراسة أمريكية في عام 2009 إلى أن 48٪ من أرباب العمل بالولايات المتحدة الأمريكية لديهم خطة لتوفير فرص عمل عن بعد خلال عام 2009، ومن المتوقع وصول عدد العاملين بهذا النظام بها عام 2010م إلى (30) مليونا، و(10) ملايين في المملكة المتحدة. ويساعد العمل عن بعد في إيجاد مجتمع يعمل جميع أفراده، مما يزيد الإنتاج والدخل القومي، كما يساعد على ربط العمل بالإنتاجية والمستوى التعليمي والمهاري. فوائد اجتماعية واقتصادية وهذا ما أكده الدكتور صالح الرشيد، حيث أشار إلى أن السعودية تسعى لتحقيق بيئة عمل مشتركة بين الموظف والشركة تجني لهم فوائد اجتماعية واقتصادية وبيئية يكسب منها الجميع. وشدد الرشيد على أن أحد دوافع تطبيق مثل هذا النوع من العمل هو خدمة المرأة، واستطرد الرشيد قائلا: "لكن القضية المهمة أن العمل عن بعد هو أحد البدائل، وأسلوب من أساليب العمل لا يشترط جنس الموظف، فهو سيناسب المرأة كما سيناسب الرجل، وسيكون مناسباً لشريحة معينة من النساء لديها ظروف اجتماعية وخصائص نفسية وسلوكية ومهارات معينة". مجموعة من المتطلبات وأشار الرشيد إلى أن هناك متطلبات لضمان نجاح أسلوب العمل عن بعد، منها ما هو مرتبط بالعامل نفسه الذي يريد أن يعمل عن بعد، تتمثل في الخبرة في مجال العمل، والقدرة على الاعتماد على الذات، وتوفر الرغبة بمثل هذا النوع من العمل، إضافة إلى الالتزام وتحمل المسئولية وضغوط العمل. وعلى الجانب الآخر هناك مقومات أخرى مطلوبة للشركة التي ترغب في تنفيذ هذا الأسلوب، مثل وجود بيئة تكنولوجية، وبنية عالية المستوى في البلد وفي المنطقة من خلال التطوير في التقنيات، إضافة إلى سهولة الحصول على المواد التكنولوجية ورخص تكلفتها. واختتم بقوله: "المهم هو ماذا ينتج الموظف وكيف ينتج، وليس كم يجلس الموظف على مكتبه في مقر عمله"، في إشارة منه لضرورة عدم ربط مسألة إنجاز العمل بمكان معين. فرصة للمرأة والمعاقين وعبر مفرح عسيري، نائب رئيس اللجان القطاعية لشئون أصحاب الاحتياجات الخاصة في الغرفة التجارية، عن استبشاره بمحاولة تطبيق هذا الأسلوب الذي سيخلق العديد من الوظائف للمعاقين وأصحاب الاحتياجات الخاصة بنظام العمل عن بعد، والذي يعتبر بيئة خصبة بالنسبة لهم، خاصة شديدي الإعاقة، كحالات الشلل الرباعي. وشاركه مازن الفريح، الخبير في الشئون الاجتماعية والأسرية، في أهمية هذا الأسلوب من العمل للمرأة والمعاقين، وبعض الرجال الذين تسبب البطالة لهم القلق والاكتئاب، فهو ملجأ لمن ضاقت بهم السبل للحصول على عمل بالصورة المعتادة، ويتيح لهم توظيف طاقاتهم. وأضاف الفريح أن تطبيق هذا الأسلوب يعد مخرجا لأصحاب الأعمال والشركات الذين لا يستطيعون توفير أماكن أو ظروف مناسبة تستوعب العمالة لديهم، هذا غير مردودات هذا الأسلوب على تخفيف حدة الازدحام، وتقليل استهلاك الوقود وغيرها.