جفنٌ وذهنٌ وقلبٌ بالجوى وَمِقُ
............................
أنفاسُهُ كنسيم الروضِ مصطبحاً
حديثه هامساً للبُعدِ يــخترقُ
............................
هذي ذراعاكِ عن بعدٍ تطوِّقني
دخلتُـهُ فأتانـي نفحُهُ العَبِـقُ
............................
ما زال في حضن من يهواه من ثَمَلٍ
كيف الفطامُ لمن في جيده وَهَقُ
............................
ما أعذب الموتَ في حضنٍ لفاطمةٍ
بالشوقِ فيه وبالتنهيدِ يـحترقُ
............................
هو الحميّا التي تحيي بنشوتِـها
خيرٌ من الشهد ما يغذونيَ العَرَقُ
............................
هنا حقولُ زهورٍ ها هنا كمـأٌ
وصرفِ جريالها ما إن به مذَقُ
............................
هنا الرياضُ بـها تينٌ بها عِنَبٌ
والعابـقان هنا التعناعُ والحبَقُ
............................
هنا فيافٍ هنا يَـمٌّ هنا أكَـمٌ
بها الشّوامخُ في علْيائها السُّحُقُ
............................
هنا الليالي التي العشّاقُ لو حلفوا
هنا جبالٌ هنا وادٍ هنا أفُــقُ
............................
هنا ثوانٍ تفوقُ العمْرَ روعتُها
أعمارَهمْ أودِعتْ في حلْفِهم صدقوا
............................
هنـا الشتاءُ بـه الأنواءُ صاخبةٌ
والقلبُ فيها بفيضِ النورِ يأتلقُ
............................
ينمِّق اللونَ فـي قوسٍ لـهُ قُزَحٌ
به رعودٌ وغيمٌ كُحلُه العُـقَقُ
............................
هنا الهجيرُ كلفح النارِ زفرتُـهُ
فيستحيلُ إلى أطيافه اليَـقَـقُ
............................
هـنا الـربيعُ توشّيه مناظـرُهُ
تكادُ من وهْجِهِ الأشياءُ تحترقُ
............................
هنا نُجومٌ هنا شمسٌ هنا قــمرٌ
أنسامُهُ بِعبير الروضِ تُنْتَشَـقُ
............................
هنا الـمَجرّاتُ والأكوانُ مُدّتـها
هنا غضارةُ صُبخٍ هاهنا الشفقُ
............................
لولا احترازٌ لبعض الأمرِ يعقلُــهُ
تقاسُ بالضوءِ منها الضوءُ ينبثقُ
............................
وكان يسهب عما دار في خلدي
لكان فيك لساني اليومَ ينطلُـقُ
............................
لو قلتُهُ رقصت من روعةٍ أُمَمٌ
مما سيفنـى به لو ضمّهُ الورقُ
............................
يا أنتِ لا شيءَ في الدنيا يعادلها
وضاقَ درْبٌ بمن قد جاء يستبقُ
............................
تيارُهُ رغم بعد الدار متصــلٌ
إلا الذي من فؤادي ظلّ يندفقُ
............................
لو أنّ مولاةَ قلبي فـي تقلّـبها
ورافداه إليك الشـوقُ والأرقُ
............................
بأنها روحُهُ والروح إن خرجت
ترى الذي فيه، قد كانت إذن تثقُ
............................
يا للرسائلِ تأتيني مـــحيرةً
ما ظلّ من دونها رثٌّ إذن خَلَقُ
............................
بالطلّ حينا فتسبي الروحَ رِقّتُهُ
بالحُبِّ حينا وحينا قولها غَـلِقُ
............................
أرى الوصال ببيت إذْ تزينه
من بعده الوبْلُ كالإعصار ينبعقُ
............................
فيستجيبُ له قلبي يُرى فَرِحاً
ببرعمٍ من بنات الورد ينفتـقُ
............................
وليس تمضي سُويعات بلا نبإٍ
كأنه من سلاف الثغر يغتبـقُ
............................
بالله قولي:الذي أسلفتِ من غزلٍ
عن الفطام فيُلفى القلبُ ينمزقُ
............................
مولاةَ روحيَ ما قلبي مسوّدةً
قد كانَ حقّاً أم الإشفاقُ والمَلَقُ؟
............................
ولا خطوطاً لرسامٍ بـحاسبهِ
من بعد تمزيقها بالصمغ تلتصقُ
............................
هذي بحورُ الهوى فلتعلمي سلفاً
فتلتقي ثُمّ تُمـحى ثُـمَّ تفترق
............................
قولي بأنّيَ أهذي، أنتِ صادقـةٌ
لا عيش إلا لمن في لُجّها غرقوا
............................
لا عاش هذا الهوى إن عشت يقلقني
لي من جنوني حسامٌ جئتُ أمتشقُ
............................
ستسمعين الذي ما مثلهُ سمعت
ألخوفُ منكِ فإنـي منه أنعتقُ
............................
حسانهم ما لديهِنَّ الذي حفلت
أُنثى ولا أنشد العشاقُ إذ صُعِقوا
............................
لي من جنون الهوى إن تبعدي شرفٌ
محبوبتي به، باهى خَلْقَها الـخُلُقُ
............................
سيلٌ من الحبِّ وافى هادرا عَرِماً
ولستُ آسى إذا لم يبقَ بي رَمقُ
............................
أكادُ أخرجُ من نفسي ليحملني
فلا السلالِمُ تحمينا ولا النّـفَقُ
............................
يؤذن الفجرَ مولاتي فمعذرةً
موجُ الأثيرِ ومسرى روحيَ الـمُوَقُ
............................
أدعوه يبقي الذي ما بيننا أبدا
............................ وبعد صدع النوى إياهُ ينـرتقُ
نذرت لله إن يجمع لنا بددا
نسعى إلى بيته، أَنَذَرْتِ؟ هل أثِقُ؟............................
إلى إلـهيَ عنـك الآن منطَلَقُ