كومضة البرق غشّتني إنارته
عامٌ ونافت على عامٍ شرارتُه................
نارٌ ونورٌ وهمساتٌ وزوبعةٌ
كلّ النقائض تحويها سيادتُه.................
وقعت في أسره من ذا يخلصني؟
لم التساؤلُ لا تجدي إثارتُهُ..................
هل تملك النارُ رُحمى بالذي حرقت؟
أم يعرف البدر من تسبي استدارتُهُ؟...........
أوْدعتُهُ حلُمي ما خفْتُ ضيْعَتَهُ
إسراءُ روحيَ فيه ما نهايتُهُ؟...................
ما إن تخيّلته إلا ويغمرني
طلٌّ من الطيب تسبيني غضارته...............
نهرٌ ترقرق لا شهدٌ يضارعه
للروح سكرٌ به تغري حلاوتُهُ...............
حتّى إذا جئته والشوق يدفعني
تصدّني عنه محزونا مهابتُه....................
يصدّني عنه أيضاً بعضُ ذاكرةٍ
من كلِّ نهرٍ بها ظلّتْ مرارتُه.................
مَن كان مِن ظمإٍ ريّاً يؤمله
فالنهر موعدُه عندي شقاوته..................
قلبي يتوق له والعقل يزجره
تُرى تيقّن من صابٍ عصارتُه؟................
إلى أعز عباد الله معذرةً
أنّ الأسى غلّفت روحي غيابتُهُ...............
يا ليت حلميَ لم تغتلْه ذاكرتي
ولا تهاوت بإسنادٍ روايتُهُ....................
لكان فيه قصيدي مثلَ ما أمِلَت
سمراءُ كم شعشعت منها عبارتُه.................
قد قلته في ابتهاجٍ ثم عكّره
حالٌ تمادت على نفسي ضراوتُه................
هو الختام لشعر صيغَ من كمدٍ
عنوان شعري كما حظّي نهايته.................
سبحان ربّك في إنجاز آيتهِ
كأنّما إسْمُهُ فيها إشارتُهُ.......................