بتـــــاريخ : 7/26/2010 1:42:15 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1958 0


    مــدارس العلم والقرآن بالغرب الجزائري منذ القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : د / محمد الأمين بلغيث | المصدر : www.altareekh.com

    كلمات مفتاحية  :

    مدخل عام:

     

    أجمع الدارسون أن العصر مدار المداخلة، هو عصر الفتن والحروب بين دول المغرب الإسلامي ورثة حكم الموحدين منذ منتصف القرن السابع الهجري، وأكبر ضحايا هذا الصراع دولة بني عبد الواد بتلمسان، حيث وقعوا بين فكي كماشة ما بين طموحات الحفصيين في تونس، والمرينيين في المغرب الأقصى، كما كان النزاع السياسي على السلطة بين الأسرة العبد وادية قائمًا على أشده، وما زاد في عنف الدولة الزيانية هو صراعها الطويل مع قبائل بني توجين وتحالف هذه القبائل مع خصوم الدولة في تلمسان، كما قام الصراع العنيف في الجهة الشرقية في عهد الحفصيين، وظهرت بالجهة الشرقية حواضر ثلاثة، قسنطينة وبجاية وبونة ، وفي أحيان كثيرة تستقل هذه الحواضر عن الحاضرة تونس، كما عاشت الواجهة البحرية صراعا مريرًا مع الممالك الأسبانية ومملكة البرتغال ؛ مما عجل بسقوط غرناطة حاضرة الإسلام المحاصر في أقصى الجنوب الغربي الأوروبي، والصراع الدائر بين الأخوة الأعداء هو الذي عجل بسقوط غرناطة أمام غياب المتطوعة من العلماء والزهاد من أهل العدوة المغربية، وكان الريف يشهد صراعًا قبليا مريرًا ؛ مما يدل على محنة المجتمع في القرن العصيب، القرن الرابع عشر، وهو قرن سقوط وتراجع قوة المسلمين وصعود الغرب اللاتيني الكاثوليكي الصليبي الذي نقل لنا أحقاده إلى ديارنا في مطلع القرن السادس عشر.

     

    حواضر العلم بالغرب الجزائري:

     

    كانت المؤسسات التعليمية من العوامل الهامة التي أثرت في الحياة العلمية في الغرب الإسلامي، ولكن دور هذه المؤسسات اختلف من فترة إلى أخرى ، ويمكن تقسيم المؤسسات التعليمية إلى أربعة أنواع:

     

     1.مؤسسات تعبدية...واستخدمت للتعليم، وتتمثل في المساجد، وهي أقدم أماكن للتعلم الإسلامي بالغرب الإسلامي.

     

     2.مؤسسات أوقفت على التعليم وحده متصلة بالمسجد حينًا، ومنفصلة عنه حينًا آخر(وهي الكتاتيب).

     

     3.مؤسسات تعبدية جهادية...مثل الأربطة أو الرباطات، والزوايا ولكنها استخدمت للتعليم، وحفظ الشعائر ونشر القرآن الكريم خاصة.

     

     4.التعلم في المنازل...وهو إما خاص أو عام...فالأول في منازل المؤدبين ، والثاني في منازل العلماء.

     

    ولا يهمنا كثيرا الحديث عن هذه المؤسسات ، فقد تكلف بها المؤرخون في دراسات تفصيلية لمن أراد أن يراجعها في مظانها، بقدر ما نهتم بطرق التربية والتعليم السائدة في حواضر الغرب الجزائر الجزائري انطلاقًا من المنهج المتبع في تحديد تاريخية المؤسسات القائمة على نشر وبث المعرفة وعلوم الإسلام عامة.

     

    ومن أعلام المنطقة حفظة العلم والقرآن الكريم نذكر:

     

     أبو زكرياء يحيى بن موسى (أبي عمران) ابن عيسى بن يحيى أبو زكريا المغيلي المازوني ، وهو فقيه مالكي من أهل مازونة من أعمال وهران، ولي قضاء بلده، توفي بتلمسان سنة 883هـ/1478م ، له الدرر المكنونة  في نوازل مازونة ، وهي فتاوى ضخمة في ديوانين في فتاوى معاصريه من أهل تونس وبجاية والجزائر وتلمسان وغيرهم ، ومنه استمد الونشريسي مع نوازل البرزلي وغيرها ، رحل إلى تلمسان حاضرة بني زيان، فأصبح أحد أبرز وجوهها العلمية في الفقه المالكي ..

     

     تتلمذ المازوني على جملة من العلماء وهم:

     

    والده موسى بن يحيي بن عيسى الفقيه الأجل والمدرس المحقق والقاضي المحقق صاحب كتاب"ديباجة الافتخار" كما أخذ المازوني العلم عن ابن مرزوق الحفيد(842هـ/1438م)، وقاسم بن سعيد العقباني(854هـ/1450م)، وأبي العباس أحمد بن زاغو المغراوي(845هـ/1441م)(1)، وأبو عبد الله القاضي الشريف المدعو حمو الشريف(833هـ/1429م).

     

     قال أحمد بن يحيى الونشريسي صاحب المعيار تلميذ المازوني :"الصدر الأوحد العلامة العلم الفضال ذي الخلال السنية، سني الخصال شيخنا ومفيدنا وملاذنا وسيدنا، ومولانا وبركة بلادنا أبي زكريا سيدي يحيى ، وهو من العلماء الكبار الذين تناولوا الفتوى، وأصبحوا مرجعية فقهية، ولم يتوظف بعلمه عند السلطة ، وكانت فتاوى المعيار والمازوني دائرة على فقه مالك بن أنس، لأنه المذهب الذي كان يتبعه جميع السكان باستثناء أتباع المذهب الإباضي(2).

     

    وهكذا أصبح العلماء والقضاة، حسب نوازل المازوني، هم الذين يقومون بالسهر على تنفيذ القانون، وأنَّى لهم ذلك في مجتمع يسوده الفساد والاضطراب(3).

     

    وعرفت مازونة بعدد من الفقهاء ، أمثال موسى بن عيسى صاحب "ديباجة الافتخار في مناقب أولياء الله الأخيار"، و"حلية المسافر وآدابه وشروط المسافر في ذهابه وإيابه"وهي من المجامع الفقهية الكبيرة المفقودة، وابنه يحيى صاحب الدرر المكنونة في النوازل المذكور أعلاه، أما مدينة الجزائر، فقد اشتهرت بزاهدها وعالمها عبد الرحمن الثعالبي، وتلميذه أحمد بن عبد الله الجزائري الزواوي (ت.884هـ/1480م)صاحب اللامية المشهورة في العقائد التي شرحها الشيخ السنوسي(865هـ/1456م)، كما اشتهرت وهران بالعالمين المتصوفين محمد الهواري وتلميذه إبراهيم التازي وأبي العباس أحمد بن أبي جمعة المغراوي الوهراني(920هـ/1514م) صاحب الفتوى الشهيرة إلى الموريسكيين من أهلنا بالأندلس و"جامع جوامع الاختصار في البيان فيما يعرض للمعلمين وآباء الصبيان" في تربية الأولاد وتعليمهم وولده أبي عبد الله محمد بن أحمد المغراوي الوهراني المعروف بشقرون الوهراني، صاحب "الجيش الكمين لقتال من كفر عامة المسلمين" وصاحب منظومة في القراءات التي نظمها حسب المحقق البوعبدلي عام 899هـ/1494م.

     

    مدارس العلم والقرآن الكريم بالغرب الجزائري :

     

    لقد ترك العصر بصماته على شخصية الفقيه النوازلي المازوني ؛ مما أفادنا فائدة كبيرة عن حالة الريف والمدينة بما فيها أقاليم أخرى في شرق البلاد، كبجاية وريف الصومام ، مبرزًا عادات وتقاليد العلماء والرعية والمتصوفة والمرابطين الذين انحرفوا عن رسالة المتصوفة ، فقد سجل عليهم انحرافهم عن الشرع وأحكامه ، وأورد في هذا فتوى عبد الرحمن الوغليسي، الذي سئل عن مرابطين يتقدمون على أصحابهم فيحددون ما يجب عليهم من الزكاة أو قطيع الأرض للرجل المذكور أو شبهه ، إما ثلاثين ذهبًا أو أربعين أو أقل أو أكثر ويترك لهم...فهل تجوز لهم التمسك بذلك، أجاب الوغليسي بعدم الجواز لأجل الفقه والجاه، والضعفاء والمرضى أولى بزكاة هؤلاء(4).

     

    لقد كان لعلماء مازونة وصلحاء سهل الشلف والريف الغربي عامة الدور الكبير في المحافظة على تماسك المجتمع ووحدته في مواجهة أهل الزيف والانحراف، وقد عاصر وتتلمذ على يد المازوني النوازلي كبار فقهاء القرن العاشر الهجري من أمثال العلامة أحمد بن يحيى الونشريسي صاحب المعيار الذي ترك سيرة حسنة وعلمًا ينتفع به إلى اليوم.

     

    يرجع الفضل في بروز مدينة مازونة إلى الوجود كحاضرة علمية إلى الهجرة الأندلسية التي استقرت بها فأسست بها هذه الجالية الموريسكية زراعة وصناعة، فأصبحت شبيهة بقراهم ومدنهم الأندلسية ، وكنا قد أشرنا في عمل سابق لنا أن كل مدينة تظهر بالمغرب الأوسط ناتجة عن استقرار الأندلسيين الفارين بدينهم من أسبانيا ومحاكم التفتيش، وعلى سبيل التمثيل لا الحصر نذكر الهجرة الموريسكية إلى مازونة، فبها ظهرت مدرسة مدينة مازونة التي أقامها الشيخ محمد بن الشريف البولداوي، وهي نموذج من نماذج مدارس الجهة الغربية من المغرب الأوسط(5).

     

    ثم أسس الفقيه العارف محمد بن علي الشارف المازوني مدرسة تربوية بمازونة في بداية القرن الحادي عشر الهجري، وقام بالتدريس فيها إلى أن لقي ربه، ثم تجدد ازدهار المدرسة على يد الشيخ أبو طالب محمد بن علي، في بداية القرن الثاني عشر الهجري، وخلفه على المدرسة أخوان من أبرز تلامذة المدرسة هما: الشيخ محمد بن هني وشقيقه الشيخ عبد الرحمن بن هني(6).

     

    أما أشهر طلبة هذه المدرسة فهو الفقيه العالم  محمد أبوراس الناصر المعسكري المولود عام 1150هـ/1737م بقلعة بني راشد قرب معسكر، استوعب علوم عصره وكان من طلبة مازونة النجباء، توفي عام 1238هـ/17 أبريل 1823م.ترك ثروة فقهية وعلمية كبيرة وسلسلة طويلة البعض مفقود والبعض مخطوط، فقد خلف وراءه مائة وستة وثلاثين مخطوطة بين قصيرة وطويلة، ولم يطبع منها إلا اثنان(7).

     

    الأول: فتح الإله ومنته في التحدث بفضل ربي ونعمته أو حياة أبي راس الذاتية والعلمية، نشره محمد بن عبد الكريم الجزائري رحمه الله بالجزائر عام 1990م والسيرة في حوالي 185 صفحة من الحجم الكبير، وهي سيرة مميزة تدخل في باب السيرة العلمية، وهي تجربة غنية صادقة عن حواضر وأعلام الجزائر في عصر أبي راس الناصر المعسكري، وهو الذي عاصر قرني المصاعب والكوارث خلال القرنين الثامن عشر وعقدين من القرن التاسع عشر، والكتاب الثاني/عجائب الأسفار ، وقد طبع مترجمًا إلى الفرنسية من طرف السيد أرنو، نشر كاملا عام 1885م، بعد أن نشره على حلقات في المجلة الإفريقية.

     

    ومما يبرهن عن أهمية مدرسة مازونة الفقهية ما جاء على لسان أبي راس الناصر قال : سألني الشيخ محمد بن لبنة عن وجهتي، فقلت له : ذاهب إلى مازونة، قال : لمَ ؟ قلت: لقراءة الفقه، فقال: والقرآن؟ فقلت له: نعرفه بأحكامه وأنصاصه وما يتعلق به، فحفظت في مازونة مختصر خليل وفهمته معنى ولفظًا في عامي الأول، ثم قرأت للطلبة الفرائض، وتتلمذ على الشيخ العلامة الناصح محمد بن القندوز المستغانمي(8) الذي تتلمذ عليه محمد بن علي السنوسي المستغانمي بعد أن حفظ قدرًا من الكتاب والفقه على يد كفيلته العالمة الفاضلة عمته فاطمة في بوقيرات، وكان هذا العالم الفذ سيدي محمد بن القندوز قوالا للحق فقتله الباي حسن، مما أدى إلى هجرة السيد السنوسي الكبير الفقيه مجدد سيرة محمد بن عبد الوهاب بالغرب، في ليبيا والجزائر وتشاد والصحراء الكبرى.

     

    وممن درس وتخرج في مدرسة مازونة الشيخ عدة بن غلام الله مجدد الطريقة الشاذلية ومؤسس الزاوية في جبل محنون بضواحي تيارت، منهم محمد بن العالم قاضي منطقة بركان، والمأمون بن العالم باش عدل وجدة، بالمغرب الأقصى.

     

    أبو راس الناصر شخصية علمية محترمة صال وجال مشرقًا ومغربًا، ومحمد أبو راس الراشدي المعسكري(1165-1238هـ/1751-1823م) وما يعنينا أنه ممن اتهم بانتمائه إلى ثورة درقاوة على السلطة العثمانية عام 1217هـ/1802م وهو من وجهاء وأعيان الجزائر في عصره ، وقد كتب(درء الشقاوة في حروب درقاوة) وهي الحروب التي عرفت أيام ولاية مصطفى باشا على الجزائر ، وأشار إلى ثورة درقاوة، وهي ثورة عنيفة كادت تعصف بالسلطة العثمانية، وقد تكون الثورة بإيعاز من سلاطين المغرب، وقد ألف فيها أبو راس كتابًا هو في حكم المفقود(9).

     

    إن الاختلاف الواقع بين الباحثين حول مصطلح مدرسة، يرجع بالضرورة إلى المناهج المعتمدة في فهم ما يمكن أن نعرف من المصطلح، وقد اتفق أهل الفقه مثلا أن المدرسة المالكية تتكون من الشيوخ والعلماء والفقهاء الذين كونوا الميراث الفقهي للمذهب المالكي ، وهم مدرسة الأثر من الصحابة من عمر وابنه وعلماء المدينة السبعة من التابعين إلى إمام دار الهجرة مالك بن أنس الأصبحي (ت.179هـ/) ثم المدرسة المصرية عبد الرحمن بن القاسم وأضرابه ، ومن أخذ عنه أقاويل مالك بن أنس إلى تأسيس المرجعية الفقهية الممثلة في المدونة.

     

     المدرسة المغربية ممثلة في أسد بن الفرات وعلي بن زياد وابن حبيب وغيرهم من علماء إفريقية والأندلس، وهؤلاء جميعًا، يمثلون مصادر المالكية ومرجعيتهم الفقهية مع ما تميز به كل تيار وبلد في نقلهم وشرحم واجتهاداتهم داخل مصادر المالكية عامة(10).

     

    لقد كانت مازونة مدرسة وحاضرة فقهية، ولا نعدم البحث في تراث هذه الحاضرة التي كانت في يوم ما عاصمة بايلك الغرب الجزائري فنعثر على مصادر دفينة تمكننا من سد فجوات كبيرة في ميراثنا الفقهي خاصة والعلمي عامة.

     

    لقد كان لزوايا العلم والمعرفة المكانة الكبيرة في الحفاظ على القرآن والسنة النبوية، فلا تخلو حاضرة أو قرية أو تجمع ريفي بالغرب الجزائري إلا وفيه للعلم والمعرفة زاوية مشهورة أو شيخ رباني قعد للتدريس وتهذيب الناشئة، راجيا من الله التوفيق والسداد.

     

    اكتشاف حركة إصلاحية نموذجية (السنوسية ومنبتها الأصلي بوقيارت(مستغانم) بالغرب الجزائري):

     

    تُنْسَبُ هذه الحركة السياسية والدينية إلى السيد: محمد بن علي بن السنوسي بن العربي الأطرش بن محمد بن عبد القادر بن أحمد شهيدة ، ويرجع في نسبه إلى الفرع الإدريسي (من خلال إدريس الأزهر(الأصغر )باني فاس ابن الإمام إدريس الأكبر أول ملوك الأدارسة.

     

    وكانت السنوسية دعوة من الدعوات الصالحات التي أعادت للمسلمين في إفريقيا والصحراء الكبرى مكانتها التاريخية ، حيث كانت طريقة تمتاز بوضوح مناهجها في الدعوة والإصلاح، حيث دعت إلى إحياء الدين الإسلامي ومحاربة الجمود ونبذ البدع ، ومؤسسها أصيل محلة الواسطة على ضفتي وادي شلف ، وأسرته من قبيلة مجاهر التي ينضوي تحتها ما يزيد عن سبعين ألف نفس ، ولا تزال مستغانم مقرًّا لهذه الأسرة، وقد أسس ابن السنوسي الحركة المنسوبة إلى جده السنوسي.

     

    السنوسية النشأة والمسار الفكري والتاريخي :

     

    أسس محمد بن علي بن السنوسي حركته على تقوى من الله، فقد ولد ببوقيرات بضواحي مستغانم سنة 1202هـ/1787م في أسرة شريفة ينتهي نسبها إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما وأرضاهما، وينتهي إلى قبيلة بني سنوس التابعة لمقاطعة تلمسان، وإليها نسب، كما نسب إليها طريقته الإصلاحية، تخرج في مدرسة مازونة الشهيرة، ودرس بفاس ومصر ومكة المكرمة بعد هجرته من الجزائر أثناء الحصار العسكري والاقتصادي الفرنسي للجزائر حوالي عام 1824م

     

    نال ابن السنوسي حظًّا وافرًا من التربية والتعليم عن طريق عمته فاطمة المرأة الشريفة العالمة التي كانت تجيز العلماء  بما تملك من مرويات عالية السند في الفقه والحديث وعلوم القرآن الكريم، وكان عمدته في التصوف أبو العباس أحمد بن إدريس، وإليه ينتسب أيضًا.

     

    وقبل هجرته إلى المشرق كما كان يفعل علماء السلف من أهل المغرب الإسلامي، عاد إلى مستغانم وتزوج من إحدى بنات عمومته ، ثم نشب بينه وبين أقاربه الأدنين خلاف حول أملاكه ، واحتكم للقضاء فحكم له بالأملاك والريع ، وبالسجن لأقاربه ، فتنازل عن الريع ، وطلب إخلاء سبيلهم فكان له ذلك، ثم إنه بعد أن صفَّى أملاكه انتقل  إلى عرب أولاد نايل ، وأسس زاوية بمسعد وتزوج من كريمة من كريمات القبيلة، ومارس الوعظ والإرشاد والتعليم مدة ، ثم غادر أولاد نايل في طريقه إلى مصر.

     

    غادر ابن السنوسي مسعد والجزائر عامة بعد أن طلق زوجته التي رفضت الانتقال معه لمشقة الطريق ولصعوبة المهمة التي ينوي القيام بها الداعية المصلح ، فولدت له ولدًا توفي وهو صغير ، ثم ماتت أمه بعد ذلك في حياة زوجها ابن السنوسي، ودخل ابن السنوسي تونس وقابس وجامع الزيتونة ، واستفاد من شيوخها ، وأفاد طلاب العلم بالتدريس والوعظ ، ثم واصل سيره ودخل طرابلس الغرب ، وكان ذلك في حكم يوسف القرمانلي الذي كان مستقلا عن الدولة العثمانية، فأكرم نزوله ، ومكث في مدينة طرابلس مدة ، ثم انتقل إلى القاهرة ، وبقي بها مدة ثم غادرها إلى الحجاز.

     

    نزل ابن السنوسي مكة حوالي 1242هـ/1827م،وكانت لهذه الرحالة مكانة كبرى في حياته العلمية والسياسية والإصلاحية ، حيث ساعدته جملة من العوامل:

     

     1.استطاع محمد بن علي السنوسي الحصول على أنباء عظيمة الفائدة عن حال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

     

     2.أُتيحت له فرصة عظيمة للاحتكاك بالعلماء في مكة ، وتبادل معهم الآراء حول التغيير والإصلاح مما نفعه في حياته المستقبلية.

     

     3.كانت مكة منبرًا للدعوة ، ولذلك اشتغل السنوسي بنشر العلوم وتحصيلها والمناظرة فيها، واجتهد في دراسة المذاهب الإسلامية ، حتى حذق مخاطبة جميع العالم الإسلامي.

     

     4.أتيحت له دراية بحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن قرب ، وعاشر أتباع الدعوة السلفية ومريديها ، وتتلمذ على علمائها وشيوخها ، ودرس الحركة السلفية التي أقامها الشيخ دراسة واعية في مواقفها السياسية واجتهاداتها العملية.

     

    ولا يعرف قيمة المصلح والعالم إلا بقيمة التحصيل والنباهة والإدراك الذي شكل شخصيته ، وكان علماء مكة الذين تخرج على أيديهم بعد علماء مازونة ومستغانم ، نذكر جملة من الشيوخ الذين كان لهم الأثر الطيب في تكوينه وتأهيله للتغيير والإصلاح وهم:

     

     ·  أحمد بن إدريس من أفضل شيوخ محمد بن علي السنوسي الكبير، وقد تأثر به تأثرًا كبيرًا ، وقد أخذ عنه عددًا من الطرق الصوفية ، ودرس عليه الحديث والسنة، وابن إدريس من مواليد 1173هـ بميسورة وأصله من المغرب الأقصى،ولما دخل سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود الحجاز عام 1221هـ/1806م لم يتعرضوا للشيخ العالم أحمد بن إدريس بأذى ، وقد وصف ابن إدريس بأنه ذو ميول سلفية.

     

    ·  أحمد الدجاني: أخذ عنه محمد بن علي السنوسي عددًا من الأوراد الخاصة بالطرق الصوفية.

     

    ·  أبو حفص عمر بن عبد الرسول العطار.

     

    ·  أبو سليمان عبد الحفيظ العجمي مفتي مكة وقاضيها.

     

    وتظافرت جملة من الأسباب أدت إلى مغادرة محمد بن علي السنوسي مكة فتوجه أولا إلى" صبيا العسير" وهي من أملاك الحركة السلفية الوهابية ، ثم قرر الرحيل إلى الغرب والجزائر تحديدًا ، وهذه الأسباب والعوامل هي:

     

    1. وفاة أستاذه أحمد بن إدريس الذي كان يرعاه ويقدر علمه ومكانته في ذلك العصر ، كما ساعده في تلقين الناس الأوراد ودعوتهم إلى الخير.

     

    2. عداوة شيوخ مكة له نظرًا لأفكاره الجديدة التي يبثها بين أتباعه وهي دعوة تقلق الشيوخ التقليديين والحكومة العثمانية لاتهامه بأنه داعية من دعاة السلفية الوهابية.

     

    3. ذكر عبد القادر بن علي أحد الباحثين في الشؤون السنوسية رغبة محمد بن علي السنوسي الكبير في العودة إلى الجزائر للجهاد في سبيل الله ، وهو صاحب القول المشهور وهو يودع الحاج محيي الدين وابنه الشاب عبد القادر الذي سيكون له الدور المحوري في جهاد  الغزاة الفرنسيين بالجزائر منذ عام 1832م:"إن الدين الإسلامي يحتم على كل مسلم أن يدافع عنه بقدر استطاعته ، ويحرم على المسلمين الاستسلام للعدو الغاصب المعتدي والمنتهك لحرمات الدين الإسلامي والمعطل لأحكام الله، وإني استوصيك بولدنا عبد القادر هذا خيرًا فإنه ممن يذود عن حرمات الإسلام ، ويرفع راية الجهاد".

     

    4. فكر محمد بن علي السنوسي في الانتقال بالدعوة إلى مكان آمن يستطيع فيه نشر أفكاره بعيدًا عن أعين الرقباء والعيون الساهرة على النوم العام(الاستعمار).

     

    استقرار محمد بن علي السنوسي بليبيا وتأسيس زوايا المعرفة والعلم:

     

    استقر محمد بن علي السنوسي في ليبيا الشمالية مدة سنتين ، أسس فيها الزاوية البيضاء المشهورة ، وهي الزاوية الأم في إفريقيا كلها ، وكان ابن السنوسي قبل هذا على اتصال بجهاد الجزائريين حتى وفاته عام 1859م ، وواصل من بعده أتباعه مساعدة جهاد الجزائريين في ورقلة والغرب الجزائري ، كما هو مسجل في وثائق العصر.

     

    وبعد سنتين من استقراره في برقة والجبل الأخضر عند حلفائه العواقير(قبيلة عربية ليبية) وانتقل إلى مكان يسمى ماسة ، وتقدم من ماسة إلى محل يسمى دنقلة ، حيث مكان الزاوية البيضاء بالقرب من ضريح الصحابي الجليل رويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه ، وقد شرع الإخوان السنوسيون في تأسيسها قبل مجيء ابن السنوسي. 

     

    ويكفي أن نعرف رواد الجيل الجديد الذي تكون على يديه محمد المهدي ، وهم العالم الفذ عمران بن بركة، أحمد الريفي، علي بن عبد المولى، ومحمد المدني التلمساني، محمد بن حسن البسكري، عبد المتعال الإدريسي، أحمد أبو القاسم التواتي، أبو القاسم العيساوي، عمر الأشهب، محمد بن عبد الشفيع، محمد السكوري، مصطفى المحجوب، عبد الرحيم المحجوب، عمر الفضيل، محمد بن الصادق الطائفي، أبو سيف مقرب، فالح الظاهري، عبد الله التنسي، محمد بن إبراهيم الغماري، المرتضى فركاش، حسين الغرياني. وكون معظم هؤلاء الرواد المجلس الأعلى للحركة السنوسية فقد كون محمد المهدي السنوسي المجلس الأعلى من كبار الإخوان، يتكون من:

     

    1. العلامة عمران بن بركة(رئيس مجلس الشيوخ).

     

    2. أحمد الريفي(رئيس مجلس الوزراء).

     

    3. على عبد المولى(حاكم الجغبوب) ووزير المالية والداخلية، إلى جانب نظارة الخاصة الإمامية، النظر في شؤون عائلة المهدي).

     

    4. فالح الظاهري.

     

    5. وعبد الرحيم المحجوب.

     

    6. محمد المدني لتلمساني(وزير الشؤون الاجتماعية).

     

    7. محمد بن الحسن البسكري.

     

    8. أبو سيف مقرب.

     

    9. محمد الشريف(وزير المعارف، إلى جانب نيابته عن الإمام المهدي).

     

    10.رؤساء الزوايا(حكام وولاة المناطق والأقاليم، نواب الأمة أمام المجلس الأعلى للحركة السنوسية).

     

    وكان هذا المجلس يمثل قمة الهرم الذي قاعدته الزوايا، وكان يضم كبار رؤساء الزوايا في برقة وطرابلس ومصر والحجاز والسودان وشمال إفريقيا ، وكان يجتمع سنويا في الجغبوب للنظر في أهم أمور الحركة، وكان يرأسه محمد الشريف السنوسي ، ثم تعرض قراراته على الإمام المهدي السنوسي للموافقه عليها، أو تعديلها بما يبدو له.

     

    وبالنظر إلى القضية عن قرب كما ذهب إلى ذلك أحد الباحثين تبرز لنا خصوصية هامة اتسمت بها هذه الطرق الثلاث القادرية(الجزائر) المهدوية (السودان) السنوسية(ليبيا)(11).

     

    وتمثلت في اعتماد كل منها فكريا على نوع من الإيديولوجية الإسلامية القريبة بطريقة أو أخرى من الحركة التجديدية في الحجاز ، وهي الوهابية التي استطاعت عبر هذه التجارب السياسية والدينية بفعل صبغتها السياسية المركزية أن تفرض من فوق نوعا من اللحمة ، لم يكن تحقيقها في فضاء شعبي بسيط التكوين ، وتسوده علاقات الفوضى التي فرضها التفكك القبلي الذي عرفته الجزائر في القرن التاسع عشر من جهة ، والسيطرة الاستعمارية من جهة أخرى.

     

    وقد كانت الإجراءات المتخذة أيام جيل كومبون ضد الطرق الصوفية تتمثل في تفتيتها وإضعافها والاستفادة منها، دون القضاء عليها أو مواجهتها ، وسيكون لهذه السياسة عواقبها خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين ، وكأن هذه الطرق قد اسنتفذت طاقتها ، وأدت دورها ، وكان عليها أن تترك المجال لموجة جديدة من "حماة الدين" وهم رجال الحركة الإصلاحية، ثم بعد ذلك الدور الفعال الذي قامت به الحركة الوطنية الاستقلالية التي دخلت في معركة جديدة مع الإدارة الاستعمارية وأعوانها بأساليب جديدة(12).

     

    وكانت فرنسا الاستعمارية لا تزال تراهن على هذه الطرق الصوفية التي استنفذت طاقتها، التي تجددت أيام الحركة الإصلاحية بزعامة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بفعل المساعدات والتوجيه التي تقوم بها مصلحة شؤون الأهالي(13).

     

    وقبل أن نختم هذا المدخل الخاص بالطريقة السنوسية أحببنا أن نقول : إن السنوسية ومؤسسها محمد بن علي السنوسي شخصية امتازت بالطموح والهيبة ، وكان من العلماء الذين تركوا سمعة كبيرة في حياة أتباعه الذين كانوا من المخلصين؛ كما كان محاطًا بفريق من الكوادر العلمية والأدبية ؛ مما أهله وأهل ابنه محمد المهدي فيما بعد إلى تكوين حركة كان لها الدور الكبير في مواجهة المصالح الاستعمارية في المنطقة،وما يمكن أن ننوه به هنا أن فرنسا الاستعمارية في أيام السفاح بوجو أرسلت الجاسوس الشهير ليون روش بصحبة مقدمي الطريقة التجانية والطيبية إلى القيروان والمغرب الأقصى والأزهر الشريف ومكة المكرمة من أجل استصدار فتوى ـ وهذا عام 1842م ـ لاستسلام المسلمين إلى واقعهم ، ولما اجتمع مجلس أعيان وعلماء مكة المكرمة بطلب من  الشريف غالب حاكم مكة؛ رفض محمد بن علي السنوسي الكبير التوقيع على استسلام أبناء المسلمين المجاهدين في الجزائر ، وهو ما ذكره ليون روش نفسه في كتابه" اثنان وثلاثون سنة في الإسلام"(14).

     

    والشيء الذي يحسب لهذا العالم المجدد أنه من بين العلماء الأعلام في عصره الذين شهدت لهم الدراسات والوثائق الأجنبية قبل الكتابات الوطنية بالسمو والفهم العميق لأزمة التخلف التي صاحبت ظروف المجتمع خلال القرن العصيب ، حيث جمعت الحركة السنوسية بين أعمال القلب وأعمال المادة، إذْ حققت أكبر التصرفات الإسلامية دلالة على وحدة العمل كان توحيد بين الأعمال الروحية وبين الأعمال المادية ، وهو ما بدا جليًّا في ظاهرة الزهد الإسلامي القويم، فعلى خلاف حضارات أخرى ناقضت أعمال الروح وأعمال المادة، فمالت إلى أحد الطرفين على حساب الآخر، نجد الزهد الإسلامي الذي تمثلته الحركة السنوسية قد نشأ جمعًا بين أمرين: أعمال لتصفية الروح، وأعمال للتعمير المادي، وذلك ما كان متجليًّا في حركة الرباطات والمحارس التي أقيمت على سواحل إفريقية منذ أواسط القرن الثاني، ثم امتدت من أقصى المغرب إلى الإسكندرية ، وفي هذه الرباطات كانت تتناسق أعمال تغذي الروح على منهج من المرابطة الجهادية وأعمال من الوصال الاجتماعي بمباشرة التعليم والتربية لعامة المسلمين،وأعمال النشاط الاقتصادي بمباشرة الزراعة وتعمير الأرض من قبل المرابطين لما حولهم من الأرض(15) حتى أصبح الرباط بهذا العمل التوحيدي" عاملا من العوامل الثقافية في تكوين الروح الثقافية بالمغرب واتساعها وترسيخ آثارها في النفسية الشعبية، ووصل ما بين العناصر الاجتماعية بسببها، وهذا المنهج التوحيدي هو الذي امتدت به الرباطات والزوايا في سلسلة صحراوية طويلة توازي السلسلة الساحلية(16) ، فقامت الحركة السنوسية في النصف الأول من القرن التاسع عشر توحد في فعالية عجيبة بين أعمال في الزهد روحانية، وأعمال جهادية تربوية، وأعمال تعميرية اقتصادية زراعية وصناعية(17) فكانت مظهرًا بديعًا للتوحيد في العمل ، يمثل بحق فقهًا متميزًا في التحضر الإسلامي من شأنه أن يفضي إلى ترقية منهجية في نطاق الخلافة في الأرض(18) وهذا ما دعا أحد الباحثين المعاصرين إلى القول أن السنوسية دين ودولة(19).

     

    هذه الحركة الإصلاحية هي التي بثت زوايا المعرفة والعلم في كامل إفريقيا، وعلى الخصوص ليبيا وتشاد والجزائر، ولا تزال آثار هذه الحركة حاضرة من خلال أعمال وآثار محمد بن علي السنوسي الكبير خريج بوقيرات وجامعة فاس العامرة ومدرسة مازونة، ولهذا فأفضال مدارس وزوايا المعرفة والعلم بالريف وحواضر وسهل الشلف دالة على مكانة الجهة الغربية في حفظ الشعار الإسلامية ، وركنها الركين الحفاظ على القرآن الكريم ببثه في صدور الرجال والنساء من مختلف الشراع الاجتماعية، ولا تكفي هذه الوريقات لتغطية هذا العنوان الذي يحتاج إلى توثيق جيد ، واطلاع واع على العلماء الأعلام من الغرب الجزائري.

     

    ____________

     

    إحالات الدراسة

     

    (1)- ابن زاغو: هو أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الشهير بابن زاغو المغراوي التلمساني، الإمام المحقق المتفنن العابد، له شرح على التلمسانية في الفرائض وله فتاوى في المعيار، والدرر المكنونة توفي في الرابع عشر من شهر ربيع الأول سنة 845هـ/ 2 أوت 1441م)نيل الابتهاج، ص118.أبو الحسن القلصادي(891هـ/1486م)، رحلة القلصادي المسماة تمهيد الطالب ومنتهى الراغب إلى أعلى المنازل، تحقيق ودراسة محمد أبو الأجفان، تونس، الشركة التونسية للتوزيع، 1978م.ص:105.الفكر السامي للحجوي، الجزء الثاني ص/257.محمد بن محمد مخلوف، شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، بيروت، دار الكتاب العربي، ص:254. ترجمة رقم:921.

     

    (2)- د. أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي(1/392).

     

    (3)- نفسه 1/43.

     

    (4)- د.محمد حسن، المدينة والبادية بإفريقية في العهد الحفصي، الجزء الأول، جامعة تونس الأولى،1999م.ص: 20. المازوني، الدرر المكنونة في نوازل مازونة، السفر الأول، رصيد المكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة، ورقة:153 وجه.

     

    (5)- Belhamissi(m), Mazouna, une petite ville, une langue histoire, Alger, SNED,1982.P:49.

     

    حنيفي هلايلي، الموريسكيون الأندلسيون في المغرب الأوسط خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، رسالة ماجستير مخطوطة، إشراف: أ.د.عبد الحميد حاجيات، جامعة وهران، كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية، قسم التاريخ، السنة الجامعية 1999-2000م.ص:199.

     

    (6)- د.بوعبد الله غلام الله، نظرة عامة على التعليم الأهلي في سهل الشلف خلال النصف الأول من القرن العشرين (أعمال الأسبوع الوطني الثالث للقرآن الكريم) الجزائر، منشورات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف 1424هـ/2003م.ص:37.

     

    (7)- راجع مؤلفات أبي راس الناصر/ يحيى بوعزيز، أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة، الجزء الثاني، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 1995م.ص:234-244.محمد أبو راس الجزائري، فتح الإله ومنته في التحدث بفضل ربي ونعمته(حياة أبي راس الذاتية والعلمية) حققه وضبطه محمد بن عبد الكريم الجزائري، تقديم د.أبو القاسم سعد الله، الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1990م.ص:21.

     

    (8)-أبو راس الناصر، فتح الإله(سيرة أبي راس)ص:20-21.

     

    (9)- انظر: عبد الرحمن بن محمد الجيلالي، تاريخ الجزائر العام، الجزء الرابع، ص:569 وما بعدها.محمد أبو راس الجزائري، فتح الإله ومنَّته في التحدث بفضل ربي ونعمته،(مقدمة الدكتور أبو القاسم سعد الله).د أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، الجزء الأول، ص:222.د.محمد الأمين بلغيث، الشيخ محمد بن عمر العدواني، مؤرخ سوف والطريقة الشابية، الجزائر، مارس 2002م.ص:76.

     

    (10)- انظر المدرسة الأندلسية. د.محمد الأمين بلغيث، الحياة الفكرية بالأندلس في عصر المرابطين، المجلد الأول، ص:107وما بعدها.

     

    (11)- لطيفة الأخضر ، الإسلام الطرقي ، ص:147.انظر أيضًا" الدجاني(أحمد صدقي) الحركة السنوسية،نشأتها ونموها في القرن التاسع عشر (1202هـ/1320هـ) بيروت، طبعة 1988م. ص:163. د.محمد فؤاد شكري، السنوسية دين ودولة ، دار الفكر العربي القاهرة 1948م.ص:145.

     

    H.Duveyrier,La confrérie Musulmane de sidi Mohammed ben Ali Essenousi et son domaine géographique; Roma, Topografia del senato,1918. p:12 et suivantes.

     

    (12)- د.أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، الجزء الرابع، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 1998م. ص:292.

     

    (13)-انظر:

     

    Augustin Berque,Affaiblissement des fractions maraboutiques et des marabouts locaux(écrits sur l’Algérie)réunis et présentés par Jacques berque, post-face de Jean-Claude Vatin, Archives maghrébines, Paris, Edisud.1986.P:42 et suivantes.

     

    (14)- د.أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، الجزء الرابع، ص:254.

     

    (15)- د.محمد فؤاد شكري، السنوسية دينُُ ودولة، ص:48، د. عبد المجيد عمر النجار،فقه التحضر الإسلامي، الجزء الأول،بيروت، دار الغرب الإسلامي،1999م.ص:69 وما بعدها.

     

    (16)- محمد الأمين بلغيث، الرُّبُطُ بالمغرب الإسلامي ودورها في عصري المرابطين والموحدين، رسالة ماجستير بإشراف د.عبد الحميد حاجيات، معهد التاريخ، جامعة الجزائر ، 1986-1987م.ص:245 وما بعدها.

     

    (17)- د.محمد فؤاد شكري، السنوسية دينُُ ودولة، ص:50.

     

    (18)- د.عبد المجيد عمر النجار، فقه التحضر الإسلامي، الجزء الأول،ص:70.

     

    (19)-د.محمد فؤاد شكري، السنوسية دينُُ ودولة، ص:48.

    انظر:محمد الأمين بلغيث، تاريخ الجزائر المعاصر(دراسات ووثائق)، وثائق جديدة وصور نادرة تنشر لأول مرة،(الملحق الأول من الكتاب النص العربي ص ص:281-290.).المجموعة الخامسة من وثائق الكتاب باللغة الأجنبية.ص ص:340-350


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()