لم يتصور عبدالحكيم جمال عبدالناصر أن بضع عبارات وردت علي لسانه ببساطة أمام الصحفيين بعد قراءة الفاتحة علي قبر والده أنها ستتحول إلي حكاية.
كان عبدالحكيم قد صحب أسرته إلي قبر أبيه كعادته في تلك الأيام من كل سنة بمناسبة ذكري23 يوليو, وهو يظن أنها زيارة خاصة, فإذا بعدد من الصحفيين من صحف مختلفة يحيطون به.
وبمجرد أن أنهي قراءة الفاتحة, تجمع الصحفيون حوله, وراحوا يمطرونه بالأسئلة, في إصرار شديد, وكانت كلها حول ما يحدث في مصر الآن.. وببساطة وتحت الإلحاح تحدث معهم وأبدي بعض آرائه ثم ركب سيارته ومضي في حال سبيله.
لكنه في صباح اليوم التالي فوجئ بعناوين مثيرة وعبارات ملتهبة البعض منها لم يقلها أصلا, والبعض تبدلت معانيها وتغيرت مفرداتها إلي عكس ما كان يقصد.. وقد بلغت الإثارة ذروتها في عبارات نسبت إليه عن السيد جمال مبارك, منها أنه لن يعطي صوته للسيد جمال مبارك إذا ترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة.
وقال عبدالحكيم جمال عبدالناصر إن ما نشرته صحيفة خاصة في هذا الشأن غير صحيح بالمرة, لأنني لم أتطرق أصلا إلي ذكر اسم السيد جمال مبارك في كلامي حول الانتخابات الرئاسية المقبلة, فكلامي انصب علي الحزب الوطني والدكتور محمد البرادعي. وأضاف: من المستحيل أن أقول ذلك, لأنني أعتبر نجلي الرئيس علاء وجمال أخوين شقيقين لي وأعتز كثيرا بصداقتيهما.. كما أنني أكن كل احترام وتقدير للرئيس حسني مبارك.
وأبدي عبدالحكيم دهشته مما نشرته الجريدة الخاصة, فهي الوحيدة من بين كل الصحف التي تناولت تصريحاته التي نسبت إليه ما لم يقل.