إن أردنا أن نتخذ قرارا صعبا أو كانت هنالك أفكار تشغلنا فيجب علينا أن نؤجل ذلك ( ننام عليه) ونعود إليه في اليوم التالي ، هذا ما ينصح به العلماء الذين اكتشفوا أن النوم له تأثير على وظيفة الدماغ من خلال تحفيزه على تشيكل اتصالات دماغية جديدة تقوي العمليات التعلمية وتؤثر بشكل مباشر على أفعالنا .
تقول الدكتورة صوفيا من جامعة جينيفا : أجّل التفكير به الآن ، كلنا يعلم بهذه النصيحة ، لكن ماذا يعني ذلك ؟ هل يساعدنا النوم على تغيير أو تنقية مافي أذهاننا ؟ هل مدة النوم لها تأثير مفيد على تطور ذاكرة حديثة ؟ .
شرحت الدكتورة صوفيا في منتدى علم الأعصاب الأوربي أنه أية خبرات جديدة سيتم تشفيرها في الذاكرة ، لكن فيما بعد يمكن أن ننساها أو تتثبت وتستمر في الذاكرة ، فهنالك العديد من العوامل التي تؤثر على ذلك ، والنوم يلعب دورا حرجا في تحديد ذلك .
قامت الدكتورة صوفيا بإجراء مسح للدماغ لتحديد التغيرات التي تحدث للدماغ النشيط لدى أصحاء خضعوا لتحريض مرئي مثل مشاهدة شخص غير معروف او خضعوا لمهارات مثل اصلاح مقود سيارة ، ثم ترك الاشخاص يخلدون للنوم ( بعضهم نام كل الليل بشكل طبيعي مقارنة مع آخرين حرموا من النوم طوال الليل ) .
تبين أن النوم يصفي الذهن ، حيث يتم خلاله إعادة تنظيم الاتصالات بين خلايا الدماغ وهذا ما يؤثر لاحقا على سلوكننا وقراراتنا ، ونتائجنا تظهر أن مدة النوم بعد التجربة الجديدة تثّبت وتحسن من التأثيرات اللاحقة للتعلم من التجربة ، وهذا التحسن يأتي من التغيرات في فعالية الدماغ التي تحصل في مناطق معينة تشفر المظاهر المتعلقة بالمادة المتعلمة .
كلنا ننام ، لكن هنالك اشخاص ينامون أقل أو اكثرمن غيرهم ، وبعض الأدوية يمكن ان تغير من مدة مراحل النوم النوعية ،ولابد من اجراء دراسات أخرى تبين تأثير النوم على دماغ الاطفال ، وباستخدام التصوير الدماغي أصبح من الممكن حاليا تقييم التاثير العصبي على اضطرابات النوم لدى مرضى الأرق أو الخدار او الاكتئاب .
علينا الآن ان نعلم اية منطقة من الدماغ تساهم في تأثيرات التعلم خلال الليل ، هل يمكننا ان نعزز هذه التاثيرات ؟ ، كيف يمكن لأمراض النوم أن تؤثر على الوظائف الحركية والمعرفية ؟، وماهي العوامل البيولوجية المسؤولة عن هذه التأثيرات ؟.