عندما تضيقُ عليك روحك.. هذا سجن، عندما تختبرُ القسوةَ والظلم.. هذا سجن،
المكانُ سجنٌ عندما لا يمنحك القدرة على التخيّل، الحبُّ سجنٌ عندما يتحوَّل إلى ذكرى مؤلمة
وعندما يكون السجنُ فيك، في داخلك، فلا فرار إلى الحرية، أو بالأصح لا وجود للحرية.. فماذا ستفعل بروحك الضيقة، وكيف ستعيش القسوة والظلم،
وماذا سيمنحك المكان، وكيف ستخرج المشاعر منك؟.. كيف ستعيش الحرية وأنت -كلك أنت- تعيشُ في السجن؟..
قالوا: المعرفةُ سجنٌ، والجهلُ سجنٌ.. وأنت تعرفُ أنك تَعرف أنك تُجرح في اليوم ألف مرة،
وأنتَ تجهل أنَّك تجهل أنك تُجرح في اليوم ألف مرة.. ثَمَّة وقت، خذ الوقت الذي شئت،
أو خذ ما شاء للوقت أن يعطيك.. فقط ابعد، عن معرفة لا تشبهك، وعن جهل لا يشبهك أيضاً
ابعد إلى آخر مسافة من روحك الضيقة، وإلى آخر اتساع من مخيلتك العاجزة، وإلى آخر درجة في سلم مشاعرك
ابعد عن السجن الذي أنت فيه، عن اليقين الذي ضيَّق عليك روحك، وعن الشكّ الذي أفاض عليك المكان وسلب منك مخيلتك،
وعن الحبِّ الذي رماك إلى أول حاوية قمامة.. من أجل أن يقول إنه يحبك.. حراً عدْ إلى ماعجزت عنه.. لا تترك وراءك سوى ما هو وراءك
فلا أنت أهلٌ له، ولا هو أهلٌ لك.. حراً عدْ.. أو لا تعد أبداً، فإنَّ الحرَّ لا يعود.. لأنَّ الحرَّ لا يكذب.. العبيد فقط يكذبون، وأنت لست بعبد.. حتى لقلبك!!.
__________________
نحن نصنع من أرواحنا خبزاً يأكله الجميع ؛ وبقايا الأيام نقتسمها معاً!!.