من يعبث بقلبك حتى تدون الألم فيه، من يفترش بساط أحلامك .. كما الهواء، تطير إلى الحنين قرابةَ خفقةِ قلب، أو أقلّ قليلاً، خلّه عنك.. ذكاءً يرميك من رمش عينيه.. دفقة بصر، خله عنك .. سذاجةً تقوّي فيك كلّ ما فيك دون قيد .. ألم تنهض من كبوة قلبك إلى كبوة قلبك مرة أخرى؟ .. إذاً، لا تعاين ما ألمّ بك، لا تختبر قوّة الصبر !!
لديك، ولا تُنهِك فيك ضعف الحنين .. من ذكاءٍ أبصرت شفاعة الرجاء، فغفرت لنفسك، ومن سذاجةٍ غفوت ساعة غفوت .. فنمت عنك .. خذ سلام الأمل من درب من تحبّ، خذه إلى حيث يموت الأمل فيك .. لا تواسِ خدعة الجرح، فلا جرح أكبر منك .. أمهله، بعض دمع، وأمهله، بعض قرار.. ولا تخف أن تمشي إليه.. عارياً من كلّ وقت، ولا تخف أن تمضي إليه.. خاوياً من أيّ حزن ..
يعبث بقلبك، إذ يعبث بجنّةٍ آوتْه يوماً، يعبث بقلبك إذ يعبث بزمان كان له .. وما كان له.. ظلُّ يدك وأنت تمسح على خدّه، وما كان له.. ظلّ خدّه وهو يحتمي بصدرك من غبار الفراق .. لا تخبره عمّا ضاع منه فيك، ولا تدلّه على ما نسي منك فيه .. احمله على كتفيك، ولا تأخذه إلى أيّ مكان، ضمّه إلى روحك .. مرّة، ثمّ مرة أخرى .. وقل له قبل أن تمضي .. قل له فقط: «ردّ لي قلبي»....
__________________
نحن نصنع من أرواحنا خبزاً يأكله الجميع ؛ وبقايا الأيام نقتسمها معاً!!.