إن ضغوط الحياة التي تواجه الزوجين خلال السنة كثيرة، ومتنوعة، فما تكاد تبدأ الإجازة إلا ويكون كلا الزوجين قد استفد ما عنده من طاقة وتحمل، ومن الجميل الترويح وتغيير الجو بالسفر – إن كان مناسباً للأسرة مادياً واجتماعياً- فالسفر فيه فوائد كثيرة تعود على الزوجين، أهمها أن يمضيا كامل وقتهما معا ومع أطفالهما بدون ارتباطات خارجية مما يقرب قلوبهما أكثر ويزيد من الود والتآلف ..
ومن المهم أن يرتب الزوجان للرحلة قبل موعدها بوقت كاف حتى تؤتي كامل ثمارها بدون أي ضغوط أخرى ومشاكل تسببها آخر اللحظات.
فيختار مكان مناسب للسفر، ثم تجرى عملية بحث موسعة لمعرفة الأماكن السياحية في تلك المدينة، والفنادق والشقق، وطبيعة الجو ... إلخ ثم يبدأ باتخاذ إجراءات الحجوزات ثم يخططان لكل يوم من أيامها على أن يكون التخطيط شاملاً لكل النواحي (ترويحية ، دينية ، ثقافية...)
ومن الرائع أن يكون ضمن برنامجهما زيارة للمدينة النبوية أو مكة المكرمة، وخصوصاً في حالة وجود أطفال في المرحلة الإبتدائية أو قبلها بقليل وذلك لتعريفهم بالمقدسات مع ذكر القصص المناسبة للمكان وزيارة الأماكن التاريخية كجبل الرماة في المدينة المنورة، وتعريفهم ببئر زمزم، ومقام إبراهيم وزيارة عرفة ومزدلفة، في مكة المكرمة.. إلخ ليكون عند الطفل تصور واضح عن تلك الأماكن.
بعد الوصول إلى المدينة المخطط لها ينبغي الالتزام بعدة أمور، منها:
* التحلي بصبر وحلم شديدين مع تذكير النفس دائما أن الغرض من هذه الرحلة السعادة والترويح عن النفس.
* التغاضي عن التقصير الذي قد يبدر من الطرف الآخر، لنفس السبب السابق.
* الثبات على ما كنت عليه قبل السفر من التزام بحجاب ساتر والمحافظة على الصلوات في أوقاتها... إلخ.
* الاهتمام بالتغذية الجيدة والمحافظة على الصحة، تجنب التعرض للشمس لفترة طويلة، فلا أحد يحب المرض أثناء السفر!!
* إشغال الأطفال بصفة دائمة بلعب أو تغذية أو قصة.. إلخ، حتى لا يشغلونك بالصراخ وإشاعة الفوضى في المكان.. إلخ.
* تقسيم البرنامج بين الصغار والكبار فلا يكرس كل الوقت لإسعاد الصغار وبذلك يظلم الوالدين والكبار والعكس صحيح.
* من الجميل أن نحمل هم الدعوة معنا في البلد الذي سنذهب إليه فنأخذ معنا عدداً بسيطاً من الكتيبات وتوزع على أهل البلد أو توضع في المساجد كوقف لمن يحتاجها.
**
مجلة حياة العدد (62) جمادى الآخرة 1426هـ
سفرة سعيدة