ودَّعْتُ عقليَ في هـواكْ وصَرفتُ قلبيَ عنْ سِواكْ
|
وجُنِنْتُ مِن غَدرِ النَّـوى حتّى خشِيتُ مِنَ الهـلاكْ
|
أنتَ الذي سَكَنَ الجَـوى والنَّفسُ -لو تدري- فِداكْ
|
فإذا شَكَكْتَ فلا تَشُكَّ (م) بأنَّـك الثَّـاوي هُنـاكْ
|
وَسَطَ العُـروقِ مُتوَّجـاً والنَّبضُ يخفُقُ في عُلاكْ
|
مَلَكٌ يتيهُ علـى الثَّـرى لو سارَ في الدُّنيا مَـلاكْ
|
لو كـان قلبـي نجمـةً لَسَرَى يُحلِّقُ في سمـاكْ
|
أو رامَ روضـي رشفـةً لـم يـروهِ إلاّ نَــداكْ
|
أو ساقَ حرفـي نَسمـةً مـا راقَـهُ إلاّ جَـنـاكْ
|
مِن ثَغرِكِ الفجرُ انتشـى والوردُ يرقص في رُباكْ
|
والعيـنُ تشهـد بالـذي جَذَبَ القَصيدَ إلى حِماكْ
|
وحرائـقُ الأشـواقِ أذْ كَى عُودَها لهبًـا سَنـاكْ
|
والشِّعر جـاءَ مُهـروِلاً لا يبتغـي إلا رِضـاكْ
|
فـإذا هجـرتَ ديـارَه أمسى الطَّريحَ بلا حِراكْ
|
ليتَ الذي سكبَ الهـوى بكؤوسِ قلبيَ قدْ سقـاكْ
|
لَعلِمتَ عُـذرَ صَبابتـي وطَويتَ مُعتـذِراً جَفـاكْ
|
لكـنْ سلِمْـتَ !فسرّنـي أنّي غَدوتُ لـكَ الفِكـاكْ
|
وحـدي أَنُـوءُ بِحِمْلِنـا وتَبيتُ تَسرَحُ في مُنـاكْ
|
فارحـمْ حبيبًـا مُتلَـفًـا واروِ الظماءة من جَداكْ
|