|
مَـرَرْتُ ببائـعِ الـوَردِ فهاجتْ جـذوةُ الوجـدِ
|
|
وأذكرني عبيـرُ الـور دِ نَفْحَ شَميمِها الرَّنـديّ
|
|
وغُنْجَ قَوامِهـا المُختـا لِ في تِيـهٍ بـلا قصـدِ
|
|
وُرودٌ سِحرُهـا عَجَـبٌ تَبُثُّ الرُّوحَ فـي اللّحـدِ
|
|
يَحارُ المرءُ مـا يختـا ر منها حينمـا يُهـدي
|
|
مَدَدْتُ يَدي إلى بيضـا ءَ فاتنـةٍ بــلا حــدِّ
|
|
يُكلِّلُهـا نـدى الإمسـا ءِ في وَجَلٍ كما المهـدِ
|
|
إذا انتهضـت مُهَفهِفـةً هَوَتْ مـن رِقّـة القَـدِّ
|
|
كأنّ الصُّبحَ فـي فَمِهـا تنفّسَ مِن صَبـا نجـدِ
|
|
فلا عَجَـبٌ إذا كانـتْ سَفيـرَ مَشاعـرِ الـوُدِّ
|
|
وهل وَجَدَتْ لها العُشّـا قُ مِرسالا سوى الوَرْدِ؟!
|
|
أمينـا يَكتـمُ الأســرا رَ لا يُفشـي ولا يُبـدي
|
|
أُوَشْوِشُـهـا لِتُبلِغَـهـا بأنّ الصبـرَ لا يُجـدي
|
|
وأنَّ البُـعـدَ عَبَّـدَنـي فيا بُؤسـي مِـنَ البٌعـدِ
|
|
أعاتِبُهـا وقـد نَكَثَـتْ بما قد كان مِـن وعـدِ
|
|
فكيف تَبيـتُ فـي رِيٍّ وأحـيـا دونَـمـا وِردِ
|
|
تنامُ إلى الضُّحى تَرَفـاً وفُرْشِي مِن لَظَي السُّهْدِ
|
|
ومِن حولي أرى الخُـلا ّ نَ قد نُظِموا كما العِقـدِ
|
|
ولكنّـي غريـبُ القـل بِ أمضي تائها وحـدي
|
|
فلا تنسَيْ وُرودَ الحُـبِّ ما حُمِّلتِ مِـن عهـدي
|
|
فقالتْ بعدَ ما ضَحِكَـتْ وبانـتْ حُمـرة الخـدِّ:
|
|
رعاك اللهُ يـا نجـدي أتُهدي الـوردَ للـوردِ؟!
|