شبكة النبأ: لم تكن سوى مصادفة لكنها فكرة مميزة لا شك في فائدتها، وهي تزامُن تنفيذ قرار منع التدخين في سورية، مع إنشاء مكتبات في سلسلة من المقاهي الشبابية في دمشق للتشجيع على القراءة، فهل يحل الكتاب مكان السيجارة والأرجيلة لتبديد وقت الانتظار، أو هل يتمكن من اقتحام ثرثرة المقاهي بموضوعات معرفية وثقافية؟
ووسط زحمة الأخبار والتقارير التي تتهم سورية بتمرير صواريخ سكود روسية لحزب الله في لبنان، ظهر في وسائل الإعلام الغربية، خبر لفت الانتباه أكثر من الأخبار والتقارير الأخرى، إذ تحدث عن كيف أصبحت سورية أول بلد في العالم العربي يتخذ قراراً بمنع التدخين في الأماكن العامة، تماشياً مع النهج العالمي الجديد وسياسة منظمة الصحة العالمية وتوصياتها.
النراجيل مهجورة والمقاهي مقفرة..
وقبل دخول قانون منع التدخين حيز التنفيذ كان مقهى الهافانا، وهو أقدم مقهى في دمشق، يغص بالمرتادين الذين يتجاذبون أطراف الحديث حول فنجان قهوة ونرجيلة أما اليوم فأضحى شبه فارغ. ومن المتوقع ان تزور لجنة، المقهى لتقرير كيفية تجهيز منطقة للمدخنين.
ويعتبر تدخين النرجيلة عادة متأصلة في سوريا كما في غالبية دول الشرق الاوسط. وتأسف نائلة على ذلك وهي صيدلانية (30 عام) تجتمع بانتظام مع اصدقائها لتدخين النرجيلة موضحة "ان ذلك يسعدني ويروح عن نفسي".
ويعتبر السوريون من اكثر مدخني النرجيلة والسجائر، حيث بينت احصاءات رسمية ان "التدخين متفش بنسبة 60 في المئة بين الرجال و23 في المئة بين النساء وينفقون عليه نحو 600 مليون دولار سنويا".
وقالت المؤسسة العامة للتبغ وهي مؤسسة تابعة للقطاع العام ومكلفة بمتابعة النشاطات المرتبطة بهذا المجال، ان "كل مدخن ينفق ثمانية بالمئة من دخله السنوي على التدخين". ويراوح سعر علبة السجائر بين 50 و80 ليرة سورية (1,1 الى 1,6 دولار).
ويعترض عبد الكريم (40 عام) الذي يدخن علبتين ونصف علبة من السجائر يوميا على القرار الذي دخل حيز التنفيذ في 21 نيسان/ابريل معتبرا بانه "مجحف"
ويضيف "لم يأخذ بعين الاعتبار ان اكثر من نصف السكان من المدخنين" مضيفا "انه من حق المدخن التدخين في الاماكن العامة".
ويبدي قلقه قائلا "من المفترض اعادة النظر بهذا القرار ، يجب ان يتضمن استثناءات، ان حركة المقاهي مشلولة والا فانها مهددة بالاغلاق".
اما في مقهى الروضة وهو مقهى يرتاده الدمشقيون بكثرة فان المساحة المخصصة للمدخنين في الهواء الطلق تعج بالناس اما في الصالة المخصصة لغير المدخنين داخل المقهى فهي خالية.
وسبق للحكومة السورية ان اصدرت قوانين عدة تنص على منع التدخين في وسائط النقل والمنشآت العامة، وعلى منع بيع منتجات التبغ باشكالها للذين تقل اعمارهم عن 19 عاما. الا ان هذه القرارت لم تطبق بشكل فعلي. بحسب فرانس برس.
ويقول سمير (25 عاما) الذي يعمل سائق سيارة اجرة منذ السادسة صباحا ولغاية الرابعة عصرا بعصبية بينما يدخن معرضا نفسه لدفع غرامة قدرها 55 دولار "لا استطيع التوقف عن التدخين كل هذا الوقت وبخاصة عند ازدحام السير في دمشق". ويتابع "ان اوقفني شرطي السير فساترك له السيارة واهرب" مضيفا " فليغلقوا معامل التبغ ان كانوا يريدوننا ان نتوقف عن التدخين".
ويقضي لقانون الجديد الذي اقر قبل 6 اشهر "بمنع التدخين وبيع منتجات التبغ وتقديمها في الاماكن العامة بما فيها المقاهي والمطاعم والحانات (...) والمدارس والجامعات والمشافي ووسائل النقل العامة ودور السينما والمسارح والمتاحف".
ويطلب المرسوم من "اصحاب المحال العامة او مستثمريها الراغبين بالسماح بالتدخين ان يخصصوا مساحة من الاماكن غير المغلقة للمدخنين بنسب محددة من مساحة المحل العام". وعلى المخالفين دفع غرامة تتراوح بين 45 و870 دولارا كما يمكن الحكم عليهم بالسجن لغاية عامين.
وتم افتتاح عدة مصانع للتبغ في سوريا خلال السنوات الاخيرة. وفي كانون الاول/ديسمبر 2007 افتتحت مجموعة التاديس مصنعا لها في مدينة اللاذقية (شمال غرب).
الكتاب يأخذ مكان السيجارة في مقاهي دمشق
لم تكن سوى مصادفة لكنها فكرة مميزة لا شك في فائدتها، وهي تزامن تنفيذ قرار منع التدخين في سورية، مع قيام موقع «سيريا نيوز» الإخباري بإهداء مكتبات إلى سلسلة من المقاهي الشبابية في دمشق للتشجيع على القراءة. فهل يحل الكتاب مكان السيجارة والأركيلة لتبديد وقت الانتظار أو هل يتمكن من اقتحام ثرثرة المقاهي بموضوعات معرفية وثقافية؟
رئيس تحرير «سيريا نيوز» نضال معلوف قال لـ الشرق الأوسط" إن إنشاء مكتبات في المقاهي تزامن مع تطبيق قرار منع التدخين بالمصادفة، لكنها «مصادفة جيدة» وعبر عن أمله أن تستبدل عادة التدخين «السيئة» بعادة القراءة «الجيدة».
«سيريا نيوز» الموقع الإلكتروني الإخباري الذي حقق حضورا واسعا بين مستخدمي الإنترنت السوريين في الداخل والخارج، فكر بنقل تجربته في التواصل من العالم الافتراضي (الإنترنت) إلى الأرض، من خلال إنشاء مكتبات في بعض الأماكن العامة التي يرتادها الشباب كخطوة نحو تعميم «ثقافة القراءة» وكانت البداية مع سلسلة مطاعم «إن هاوس» التي تستقطب الشباب الجامعي بالدرجة الأولى نتيجة لطبيعة أجوائها المنزلية التي تتيح بشكل ما المكوث ساعات طويلة للدراسة. وهذا أحد الأسباب التي دفعت «سيريا نيوز» لاختيار هذه السلسلة من المقاهي لانطلاق مشروعها في تشجيع القراءة.
ويقول نضال معلوف إن «ابتعاد جيل الشباب عن الكتاب دفعنا للذهاب إليهم في أماكن تواجدهم لنخبرهم بأن الكتاب موجود بالقرب منكم وذلك بعدما لمسنا من خلال عملنا واتصالنا مع الهم العام بشكل مباشر أن أكثر المشاكل التي يعاني منها المجتمع سببها قلة الوعي» وبرأي معلوف «أن هذا الوعي لا يتشكل إلا عن طريق القراءة واكتساب المعرفة» وتابع أن «الغاية من هذا المشروع بقاء الكتاب ضمن وسائل المعرفة إلى جانب التلفزيون والإنترنت والصحف».
ولم ينف نضال معلوف الغايات الترويجية لمشروعه، حيث يتم تخصيص ركن في المقهى لمكتبة تحمل لوغو «سيريا نيوز» وتعرف المكتبة باسم الموقع ويقول «لا ننكر الهدف الترويجي للموقع، فإنشاء مكتبات في عشرات المقاهي أمر مكلف ماديا ومن أدنى الحقوق المعنوية أن تحمل المكتبة اسم (سيريا نيوز)، خاصة أنه لا يوجد تجربة سابقة مماثلة لهذا المشروع، وإن وجدت المكتبة في مقهى ما فإنها من مكملات الديكور ليس إلا».
وحول نوعية الكتب المختارة أضاف معلوف «تم اختيار كتب تلبي احتياجات القارئ العادي التي تعرفه بالتاريخ السوري المعاصر وشخصياته وبأعمال الأدباء والكتاب السوريين المعروفين، بالإضافة إلى الأعلام العالميين من فلاسفة ومخترعين.. إلخ».
وتنوي «سيريا نيوز» التوسع بمشروعها نحو عدة سلاسل لمطاعم ومقاهٍ معروفة في دمشق وجرى الاتفاق مع «إن هاوس» و«جيميني كوستا» و«فيرست كاب». وردا على الانتقادات بأن تلك السلاسل من المقاهي يرتادها أبناء الطبقة الميسورة ولا يستفيد منها أبناء الطبقة الفقيرة قال معلوف «ممكن أن يكون هناك اعتراض على نوع السلاسل، لكنها مرتادة من قبل معظم الجامعيين وقد بدأنا بهم ولا يوجد مانع من الامتداد لأي مكان عام يرغب بالتعاون معنا، وكانت رغبتنا بهذه المطاعم كونها سلاسل وتضمن لنا انتشار المكتبة في عدة أفرع منها، لكننا بالنهاية نبحث عن أماكن أخرى ونحن جاهزون للتعاون». كما عبر عن استعداده للتعاون مع دور النشر أو أي شخص لتزويد تلك المكتبات بالإصدارات الحديثة.
وعن مدى فاعلية هذا المشروع في تشجيع عادة القراءة لدى الشباب، أضاف معلوف أنه سيكون هناك بعض الأنشطة الأخرى وذلك عن طريق مسابقات ستقوم بها «سيريا نيوز»، «تتضمن أسئلة ثقافية متنوعة، تحرض على البحث والقراءة في المكتبة الإلكترونية أو المكتبة في المقهى وسنزود المقاهي ببروشورات توضيحية عن المكتبة والمكتبة الإلكترونية لتوضع على الطاولات».
لاقت فكرة إنشاء مكتبة في المقهى استحسانا من مرتاديه، سيما أنها أول مشروع من نوعه يوفر الكتاب إلى جانب الصحف والمجلات للتصفح والمطالعة، والبعض بات يطلب كتبا معينة تناسب اهتمامه. وهناك من رأى أنها فكرة جيدة جدا خاصة بعد أن أقفرت بعض الأماكن بسبب منع التدخين وبات الجو مهيأ للقراءة وقضاء وقت مفيد للعقل، بدل أن يكون وقتا لقتل الفراغ بعادات مضرة بالصحة بحسب تعبير زينة المثابرة على الجلوس في «إن هاوس».
وكانت سورية قد بدأت بتطبيق قانون منع التدخين في الأماكن العامة منذ نحو أسبوع، وأجبرت أصحاب المقاهي والمطاعم على تخصيص أماكن مكشوفة للمدخنين، الأمر الذي جعل المدخنين يتكومون في ركن ضيق، فيما المساحة الواسعة المغلقة خالية. حيث بينت إحصاءات رسمية أن «التدخين متفش في سورية بنسبة 60 في المائة بين الرجال و23 في المائة بين النساء بمعدل إنفاق يتجاوز 600 مليون دولار سنويا. وهذا ما يجعل من فكرة استبدال السيجارة بالكتاب تحديا صعبا للغاية هذا إذا كان وجده البعض بالأساس منطقيا.
تشكيك بريطاني بقدرة سورية..
ووسط زحمة الأخبار والتقارير التي تتهم سورية بتمرير صواريخ «سكود» روسية لـ «حزب الله» في لبنان، ظهر في وسائل الإعلام الغربية، خبراً غير سياسي مصدره دمشق، لكنه لفت الانتباه أكثر من الأخبار والتقارير الأخرى، إذ تحدث عن كيف أصبحت سورية أول بلد في العالم العربي يتخذ قراراً بمنع التدخين في الأماكن العامة، تماشياً مع النهج العالمي الجديد وسياسة منظمة الصحة العالمية وتوصياتها.
وشككت صحيفة «التايمز»، من ناحيتها، بأن تتمكن السلطات السورية من فرض منع التدخين في الأماكن العامة، من دون إعطاء تفسير لهذا التشكيك، سوى أنها تحمل في ذهنها وذهن المسؤولين عن كتابة الخبر فكرة أن العرب أقل قدْراً من الشعوب والأمم الأخرى ومتخلفون حتى في القضايا التي تمسّ صحتهم الشخصية وصحة أبنائهم. ولاحظت أن قرار المنع يشمل تدخين الشيشة، التي وصفتها بأنها التسلية المفضلة في الشرق الأوسط، مع أن الشيشة انتشرت في أوروبا وبريطانيا بين الإنجليز في شكل واسع في السنوات الأخيرة.
وكانت وسائل الإعلام العالمية انشغلت في وقت سابق من الشهر الجاري، بخبر الديبلوماسي العربي من السفارة القطرية في واشنطن الذي لم يقدر على مقاومة إغراء السيجارة، أثناء رحلة جوية له من واشنطن إلى دنفر، ما أدى إلى تورطه مع السلطات الأميركية والقطرية على حدٍ سواء. وتوقع بعض المحللين أن تبقى سورية، البلد العربي الوحيد الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة، نظراً لأن الحكومات العربية، خصوصا دول الخليج، لن تجرؤ على اتخاذ هذه الخطوة التي يعتبرها الكثيرون على أنها استفزاز لمشاعر المواطنين بسب الشعبية الواسعة لتدخين الشيشة والتدخين في شكل عام. فيما أرجع بعض المحللين سبب إقدام سورية على منع التدخين في الأماكن العامة، إلى أن الرئيس بشار الأسد هو في الأصل طبيب عيون وقضايا الصحة من اختصاصه الشخصي.
ومهما تباهى البريطانيون وشعروا بأنهم أفضل من غيرهم من الشعوب في هذا المجال، فهم ليسوا أول من منع التدخين في الأماكن العامة، بل سبقتهم إلى ذلك دول وشعوب أخرى، مثل الولايات المتحدة وأستراليا وكندا. وكانت بريطانيا خاضت جدلاً حامياً على مدى نحو ثلاثة عقود حول ضرورة منع التدخين في الأماكن العامة ولم تتمكن من تحقيق هذه الأمنية إلا في السنوات الأخيرة. واتخذت قرار منع التدخين في الأماكن العامة على مراحل، إذ استغلت الحكومة حريقاً هائلاً شب في محطة قطارات كنغز كروس وسط لندن أدى إلى مقتل 31 شخصاً عام 1987، وتبين أن سببه عقب سيجارة ظلت مشتعلة فأصدرت قراراً يمنع التدخين في وسائل النقل العامة فقط.
وشكل أصحاب حانات الشراب (البابز) التي تلعب دوراً اجتماعياً أساسياً في حياة البريطانيين، «لوبي» معارضاً لفكرة منع التدخين، معتبرين أن الخطوة ستلحق ضرراً اقتصادياً بالغاً بمجال عملهم. وبلغت معارضتهم من القوة درجة عالية، إذ انها أخافت الحكومات الواحدة تلو الأخرى وحالت دون إقدامها على اتخاذ قرار منع التدخين. وكانت الحكومة المحلية في اسكوتلندا، أول من بادر إلى اتخاذ القرار، الذي أثار ضجة واسعة وتوقع الكثيرون أن يفشل هذا الإجراء، تماماً مثلما توقعت «التايمز» فشله في سورية.
غير أن قرار المنع لاقى نجاحاً واسعاً في اسكوتلندا، ما وضع الحكومة البريطانية برئاسة رئيس الوزراء السابق توني بلير تحت ضغط شديد، فقررت عام 2004 تعميم المنع في كل أنحاء المملكة المتحدة وسط صراخ أصحاب الحانات وشركات التبغ التي تواجه الإفلاس. وسرى مفعول المنع في كل الأماكن العامة في 2006، أي أن سورية متخلفة في هذا المجال عن بريطانيا أربع سنوات فقط. وواجهت السلطات البريطانية في البداية بعض المشاكل من جانب مواطنين تحدوا القرار وواصلوا التدخين في الأماكن العامة، لكنها نجحت في النهاية من فرض القانون على الجميع لتصبح الأماكن العامة من مستشفيات ووسائل سفر ومسارح ودور العرض الأخرى والمطاعم والحانات وأماكن العمل كلها مناطق ممنوع التدخين فيها. وانتشرت ظاهرة المدخنين الذين يقفون خارج أماكن العمل والحانات أو المطاعم وغيرها الذين يضطرون إلى الخروج من هذه الأماكن لتدخين سجائرهم.
وشددت حكومة كرواتيا في أبريل الجاري، قانون منع التدخين في الأماكن العامة الذي سرى مفعوله في العام الماضي، فيما تواجه السلطات الألمانية والفرنسية صعوبات جمّة في فرض منع التدخين في المطاعم والمقاهي والحانات التي مثلها مثل الحانات في بريطانيا تلعب دوراً أساسياً في الحياة الاجتماعية للمواطنين. غير أن تقارير منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن الأوضاع الصحية في البلدان التي أقرت منع التدخين في الأماكن العامة تحسنت في شكل ملحوظ، حيث تتوالى التقارير من هذه البلدان وآخرها تقرير من كندا عن أن عدد الأشخاص الذين يدخلون لتلقي العلاج في المستشفيات في هذه البلدان آخذ بالتناقص في شكل ملحوظ.
وكانت الهند أثارت موجة من التصفيق في مختلف أنحاء العالم عندما اتخذت في عام 2008 قرار منع التدخين في الأماكن العامة على اعتبار أنها أكبر بلد من ناحية عدد السكان يتخذ مثل هذا القرار لغاية الآن من جهة، ومن جهة أخرى لأن التدخين يشكل السبب الرئيسي لـ40 في المئة من الحالات التي تصل إلى المستشفيات في الهند، وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية. ولن تسلم الهند في حينه أيضاً من تهكمات صحيفة «التايمز» التي شككت بفرص نجاح القرار مثلما فعلت مع سورية، وروى مراسلها في تقريره عن بدء سريان مفعول قرار منع التدخين في الأماكن العامة، كيف أنه تقدم من شرطي مرور في مومباي وطلب منه أن يدله على مكان ما ليدخن المراسل فيه سيجارته، فما كان من الشرطي إلا أنه قال له وهو يشير إلى محطة الباصات في الجهة المقابلة من الشارع: «هل ترى ذلك المقعد أجلس هناك ودخن سيجارتك». مع أن محطات الركاب في وسائل النقل العامة مصنفة على أنها أماكن عامة.